منتديات أحلى السلوات
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 065sv9
اهلا اهلا اهلا زوارنا الكرام ssaaxcf
مرحبا بكم في منتداكم وبيتكم الثاني zzaswqer
نتشرف بتسجيلكم معناvvgtfryujk vvgtfryujk vvgtfryujk
أخوانكم ادارة المنتدى mil
منتديات أحلى السلوات
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 065sv9
اهلا اهلا اهلا زوارنا الكرام ssaaxcf
مرحبا بكم في منتداكم وبيتكم الثاني zzaswqer
نتشرف بتسجيلكم معناvvgtfryujk vvgtfryujk vvgtfryujk
أخوانكم ادارة المنتدى mil
منتديات أحلى السلوات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أحلى السلوات


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم جميعا واهلا وسهلا بالاعضاء الجدد نتمنى لكم طيب الاقامه
نرحب بالاخت العزيزة (لمياء ) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنا اختي الغالية ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز (ابو مصطفى) من العراق ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بتواجدك معنا استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت الغالية ( ابتسام) من العراق ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( الدمعة الحزين ) من السعودية ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنااستشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (طیبه) من ايران ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنااستشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز (شيخ الوادي ) من العراق ونتمنى له طيب الاقامة معنا ... سعداء بتواجدك معنااستشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (نور كربلاء) من السعودية  ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك  يا غالية استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798          ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( وديان) من فلسطين المحتلة ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... نور المنتدى بيك ياغالية استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( الخيانة صعبة) من مصر ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك ياغالي استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة  (رحيق الورد) من دولة العراق ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك ياغالية استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798          ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (منة الله على) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنااستشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( علاء المياحي ) من العراق ونتمنى له اقامة طيبة معنا ... المنتدى نور بوجودك استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( هدوره العراقيه) من العراق ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك يا غالية استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( ساره رضا) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنااستشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( حبي لاهل البيت لا ينتهي ) من العراق ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنااستشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( أبو وسام ) من دولة العراق ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك يا غالي استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( هند السعيد) من مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... نور المنتدى بيك استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( احمد طه) من مصر ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (عاشقه الليل )من الامارات العربية ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 103798 ادارة المنتدى

 

 استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 15:59

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Mv516628



أبا الرضا
يا موسى بن جعفر
لقد علّمتنا كيف نهضم المحن لنصوغها عزماً وإرادة ...
وكيف نفجر من ظُلَم المطامير وضيقها أنواراً سنيّة وآفاقاً رحبة ...
وكيف نبلور الرفض استقطاباً جارفاً واستجابةً عارمةً
لقد وهبت لنا بفكرك السامي وأناتك الرائعة نهج البقاء
فلك من محبيك كل الحبّ والولاء
اشجى مشاعر الأسى والحزن بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام .
نرفع احر التعازي والمواساة الى مقام الرسول الاعظم محمد صلوات الله عليه واله
والى الائمة المعصومين ولا سيما الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه
والى علمائنا العاملين ادام الله ظلهم والى الامة الاسلامية جمعاء
بذكرى استشهاد الإمام المغيب فاضحٌ الطغاة ومنهاج الإصلاح 

الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Ylf16636


السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الصّالحُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الزّاهِدُ،
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ السَيِّدُ الرَّشيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها المقتولُ الشَّهيدُ،
السَّلامُ عَلَيكَ يا ابنَ رَسولِ اللهِ وَابنَ وَصيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ
يا موسى بن جَعفرٍ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.



وبهذه المناسبة نجدد العهد لهم بأن نبقى ونسير على خط ولايتهم نوالي من والاهم ونعادي من عاداهم إلى يوم القيامة
للّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَصِيِّ الاَْبْرارِ، وَاِمامِ الاَْخْيارِ، وَعَيْبَةِ الاَْنْوارِ، وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالْوَقارِ وَالْحِكَمِ وَالاْثارِ الَّذي كانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِالسَّهَرِ اِلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاْسْتِغْفارِ، حَليفِ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزيرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْكَثيرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالْعَدْلِ وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ وَالنَّدى وَالْبَذْلِ، وَمَألَفِ الْبَلْوى وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَاَبيهِ الْمُرْتَضى وَاُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب، اَللّـهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَليظِ الِْمحَنِ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَاَخْلَصَ الطّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَى الْبِدْعَةَ وَاَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ في شَيء مِنْ اَوامِرِكَ وَنَواهيكَ لَوْمَةُ لائِم، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنْيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَم مِنْ خَلْقِكَ، وَقُرُون مِنْ بَراياكَ، وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُوا الْفَضْلِ الْعَميمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.





سيرة الامام موسى ابن جعفر عليه السلام

ولادته

ولد الامام موسي الكاظم بالإيواء ـ بين مكة والمدينة ـ
يوم الأحد في السابع من شهر صفر سنة 128، وأولم الإمام الصادق (عليه السلام) عند ولادته فأطعم الناس ثلاثة أيام.
و أبوه عليه السلام فهو الصادق المصدق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وأما أمه عليه السلام تسمى حميدة المصفاة إبنة صاعد البربري ويقال أنها أندلسية أم ولد وتكنى لؤلؤة ، وكانت حميدة من أشراف الأعاجم كما في البحار عن الصادق عليه السلام قال: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت لي كرامة من الله لي والحجة من بعدي وحلفت حميدة أنها رأت في منامها أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها فقال أبو عبدالله عليه السلام أنها تلد مولوداً ليس بينه وبين الله حجاب.
وعاصر والده الامام الصادق حوالي 48 سنة وقد عانى ماعاناه والده ع على ايدي خلفاء بني العباس
لاسيما السفاح والمنصور والهادي والمهدي والرشيد الذي كان قد استشهد
على يديه مسموما في سجن السندي بن شاهك لعنة الله عليه .

أولاده
أحمد ، ومحمد ، وحمزة ، لاُمّ ولد .
وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، والحسين ، و أمهم أمة محررة .
وعبد الله ، وإسحاق ، وعبيد الله ، وزيد ، والحسن ، والفضل ، وسليمان ، و أمهم أمة محررة أُخرى .
وفاطمة الكبرى ، وفاطمة الصغرى ، ورقيّة ، وحكيمة ، واُمّ أبيها ، ورقيّة الصغرى
، وكلثم ، واُمّ جعفر ، ولبابة ، وزينب ، وخديجة ، وعليّة ، وآمنة ،
وحسنة ، وبريهة ، وعائشة ، واُمّ سلمة ، وميمونة ، واُمّ كلثوم و أمهاتهم إماء محررة عدة .
وكان أحمد بن موسى كريماً ورعاً ، وكان موسى عليه السلام يحبّه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنّه أعتق ألف مملوك .
وكان محمد بن موسى عليهم السلام صالحاً ورعاً . عن اأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى
، عن جده قال : حدثتني هاشمية مولاة رقية بنت موسى قالت : كان محمد بن موسى صاحب وضوء وصلاة
، وكان ليله كله يتوضأ ويصلي ويسمع سكب الماء ، ثم يصلي ليلا ثم يهدأ ساعة فيرقد
، فيقوم ويسمع سكب الماء والوضوء ، ثم يصلي ليلا ، ثم يرقد سويعة ثم يقوم فيسمع سكب الماء
والوضوء ثم يصلي ، ولا يزال ليله كذلك حتى يصبح ، وما رأيته إلا ذكرت قول الله عز وجل " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون .
وكان إبراهيم بن موسى شجاعاً كريماً ، وتقلّد الإِمرة على اليمن في أيّام المأمون
من قبل محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام
الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مّدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان ،
وأخذ له الأَمان من المأمون .
وكان حمزة بن موسى بن جعفر عالما فاضلا كاملا دينا جليلا رفيع المنزلة
عالي الرتبة عظيم الحظ والجاه والعز والابتهال ، محبوبا عند الخاص والعام ، سافر مع أخيه الرضا " ع " إلى خراسان.
ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسى عليه السلام فضل ومنقبة ،
وكان الرضا عليه السلام مشهوراً بالتقدّم ونباهة القدر ، وعظم الشأن ، وجلالة المقام بين الخاصّ والعام.
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Rhj16628


إمامة الكاظم (ع):
ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً.
عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية، كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة.
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Yz016628


منزلة الإمام (ع):
وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة

لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة.
فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره. حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ..
وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع)

واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك..



استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Flk16636


الإمام الكاظم(ع)
نظرات في أسلوبه الأخلاقيّ
الحلم وسَعَة الصّدر
يروي الشيخ المفيد في الإرشاد: "أنَّ رجلاً من وُلْد عمر بن الخطّاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى(ع) ويسبُّه إذا رآه ويشتم عليّاً(ع)، فقال له بعض جلسائه يوماً: دعنا نقتل هذا، فنهاهم عن ذلك أشدَّ النهي وزجرهم أشدَّ الزّجر، وسأل عن العمريّ، فَذُكِرَ أنَّه يزرع بناحيةٍ من نواحي المدينة، فركب فوجده في مزرعة، فدخل المزرعة بحماره، فصاح به العمريّ: لا توطى‏ء زرعنا، فتوطّأه أبو الحسن(ع) بالحمار حتى وصل إليه، فنزل وجلس عنده وباسَطَه وضاحكه، وقال له: "كم غرمتَ في زرعك هذا"؟ فقال له: مائة دينار. قال: "وكم ترجو أن تصيب فيه"؟ قال: لستُ أعلم الغيب، قال: "إنَّما قلت: كم ترجو أن يجيئك فيه"؟ قال: أرجو أن يجيء فيه مائتي دينار.. فأخرج له أبو الحسن(ع) صرةً فيها ثلاثُ مائة دينار، وقال: "هذا زرعُك على حاله، والله يرزقك فيه ما ترجو"، فقام العمريّ فقبّل رأسه، وسأله أن يصفح عن فارطه، فتبسّم إليه أبو الحسن(ع) وانصرف.. وراح إلى المسجد، فوجد العمريَّ جالساً، فلما نظر إليه قال: اللهُ أعلمُ حيث يجعل رسالاته.. فوثب أصحابه إليه، فقالوا: ما قصتك؟ قد كنتَ تقولُ غير هذا، فقال لهم: قد سمعتم ما قلتُ الآن، وجعل يدعو لأبي الحسن(ع)، فخاصموه وخاصمهم. فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمريّ: "أيُّما كان خيراً، ما أردتم أو ما أردت؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار الذي عرفتم وكفيت به شرّه".
إننا نجد في هذه القصّة النظرة الإسلامية الواسعة التي كان ينظرها الإمام الكاظم(ع) إلى المواقف السلبيّة التي كان يقفها بعض خصومه منه، عندما يبادرونه بالعداوة والبغضاء، وفي ما كانوا يثيرونه من ممارسات سيّئة كالسبِّ والتجريح، فلم يكن ليتعقّد من ذلك، أو يبادر إلى مواجهة الموقف بالقوّة التي تختار العنف القاتل والجارح ضدّ هذا أو ذاك من خصومه، بل كان يدرس الأمر من خلال الخطّة الإسلاميّة في الدفع بالتي هي أحسن، بحيث يتحوّل العدوّ إلى صديق، وذلك بدراسة ذهنية هذا الرجل أو ذاك ودوافعه العدائية ونقاط الضعف أو نقاط القوّة في شخصيته، من أجل التخطيط للأسلوب العمليّ الذي يُفسح في المجال للدخول إلى عقله وقلبه لاحتضان مشاعره في أجواء المحبة والمودّة، وللحصول على صداقته في نهاية المطاف.. وهكذا رأينا الإمام الكاظم(ع) يخطّط للمسألة بالطريقة التي تختلف عما كان يفكّر به أصحابه، واستطاع أن يصل إلى النتيجة الطيّبة بشكل سريع، بحيث تحوّل هذا الرجل إلى شخص ينفتح على الإمام من موقع الرسالة، لا من موقع الذات.. وهكذا اتخذ الإمام من هذه التجربة الطيّبة الناجحة منطلقاً لتوجيه أصحابه إلى الدخول في عملية مقارنة بين ما أرادوه من قتله، وما أراده من إصلاحه، ولدراسة أمثال هذه القضايا بالطريقة التي يحلّون فيها المشكلة من موقع المحبّة، لا من موقع العداوة والبغضاء، ومن خلال أسلوب الرفق، لا من خلال أسلوب العنف..

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Yz016628



رعايته للفقراء

وكان(ع) يتفقّد فقراء أهل المدينة، يحمل إليهم في الليل الأشياء العينيّة وغيرها،
فيوصلها إليهم وهم لا يعلمون مصدرها، فقد جاء في سيرته أنَّه كان يطوف بيوت الفقراء في الليل
، "فيحمل إليهم فيه العين ـ الدنانير ـ والوَرِق ـ الدراهم ـ والأدِقّة ـ الدقيق ـوالتمور، فيوصل إليهم ذلك ولا يعلمون من أيِّ جهةٍ هو".
وكان(ع) يحمل الصرار إلى الفقراء، فكانت صرارُ موسى مثلاً.
وفي تاريخ بغداد عن محمد بن عبد الله البكري، قال: "قدمتُ المدينة أطلب بها دَيْناً فأعياني، فقلت: لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى(ع)، فشكوتُ إليه، فأتيته بِنَقَمَى (موضع في ريف المدينة المنورّة)، فخرج إليَّ ومعه غلامٌ، معه مِنْشَفٌ فيه دقيقٌ مُجزّع، ليس معه غيره، فأكل وأكلتُ معه، ثم سألني عن حاجتي، فذكرتُ له قصّتي، فدخل ولم يقم إلا يسيراً حتى خرج إليَّ، فقال لغلامه: "اذهب" ثم مدَّ يدَه إليَّ فدفع إليَّ صرّةً فيها ثلاثمائة دينار، ثم قام فولّى، فقمتُ وركبت دابتي وانصرفت".
إننا نستوحي من هذه الرعاية الإنسانية الإسلامية في الأسلوب الكاظمي في المباشرة بإيصال الطعام والنقود إلى الفقراء بنفسه كنموذج للأصالة الروحية الإنسانية في الإحساس بآلام الفقراء ومشاكلهم والتواضع لهم من دون أن يكشف عن شخصيته، لأنّ المسألة تتحرّك في خط أهل البيت(ع) الذي عبّرت عنه الاية الكريمة: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً**:9

[color=#ff0066]

من الملامح البارزة في شخصية الإمام الكاظم(ع)
عبـادتـه

والآن، ما هي الملامح البارزة لشخصيّة الإمام الكاظم(ع) في الطابع العام لحياته، فيما يمكن أن يكون أساساً للشخصيّة الرساليّة، في الخصائص المتصلة بالعمق الداخلي للمضمون الروحيّ الذي تتأكد فيه الصفة الإيمانية الشموليّة في الإخلاص لله تعالى، والمحبة له في الحالة العفويّة المنفتحة على كلِّ معاني العبوديّة الكامنة في سرِّ وجود الذات الإنسانية أمام الألوهيّة الرحيمة القادرة في ما توحي به كلمة إسلام الوجه لله التي يعيشها الإنسان في أجواء الحبِّ لله والخوف منه، وهذا ما كان يعيشه الأئمة من أهل البيت(ع) في الجوِّ العبادي المميّز الذي كان يتمثّل في ابتهالاتهم الخاشعة الخاضعة في الأدعية المعبِّرة عن كلِّ ما يعيش في قلوبهم من انفتاح على الله بكلِّ كياناتهم، في نطاق متحرّك من الروحانية الصافية المليئة بالشعور الفيّاض بالطهارة الروحية في ذوبان الذات في إحساسها بوجودها الفقير في كلِّ شي‏ء إلى الله تعالى..
وإذا لاحظنا النهج الإيماني العرفانيّ في سلوك أهل البيت(ع) وأدعيتهم، في معانيها التي لا تغرق في تعقيد الفلسفات العرفانية الواردة إلى التفكير الإسلاميّ من خلال قواعد التفكير لدى الآخرين، فإننا نرى فيها انسجاماً مع النهج القرآني في الحديث عن الله وصفاته، وعن نعمه وآفاق عظمته، فلا تشعر وأنت تقرأها بأيِّ جوٍّ غريب عن تفاصيل الجوّ القرآنيّ، بل ترى فيها حركة قرآنية على مستوى المفاهيم والمشاعر والتطلّعات.
وهكذا نرى كيف حوّل الإمام الكاظم(ع) إقامته في السجن إلى فرصة للعبادة المتواصلة، كما كانت حاله خارج السجن التي يعيش فيها الفرح الروحي مع الله، كما هي حالة أولياء الله الذين يشغلهم حبُّ الله عن التفكير في الآلام الصغيرة، فقد ورد في التواريخ أنَّ هارون الرشيد عندما أرسله إلى البصرة وسُجِن فيها سنة كاملةً عند أحد أقرباء الرشيد، وهو عيسى بن موسى، وقد راقب الإمام الكاظم(ع) طوال مدّة إقامته في السجن: هل يتألم من وضعه، وما هي انفعالاته؟ فكان لا يراه إلا مشغولاً بعبادة الله، ولم تبدر منه أيّة كلمة تجاه هذا الشخص الذي تولّى حبسه، ولا بالنسبة إلى الرشيد، حيث كان منصرفاً إلى العبادة والتضرّع إلى الله تعالى.. ولما طلب الرشيد من عيسى بن موسى أن يقتله، كتب إليه: "يا أمير المؤمنين، كتبت إليَّ في هذا الرجل، وقد اختبرته طول مقامه، بمن حبسته معه عيناً عليه، لينظروا حيلته وأمره وطويَّتهُ ممن له المعرفة والدراية، ويجري من الإنسان مجرى الدم، فلم يكن منه سوء قطّ، ولم يكن عنده تطلّعٌ إلى ولاية ولا خروجٌ ولا شي‏ءٌ من أمر الدنيا، ولا يدعو إلا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين مع ملازمته للصيام والصلاة والعبادة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره، أو ينفذ من يتسلّمه مني، وإلا سرّحت سبيله، فإنَّني منه في غاية الحرج".
واستجاب الرشيد لطلبه، وأتى به إلى بغداد، فوضعه تحت عين الفضل بن الربيع، وكان هذا الرجل متعاطفاً مع الكاظم(ع)، وقال بعض من كان يزور الفضل: "دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالسٌ على سطح، فقال لي: أدنُ مني، فدنوت منه حتى حاذيته، ثم قال لي: أشْرِفْ إلى البيت في الدار، فأشرفت فقال: ما ترى في البيت؟ قلت: ثوباً مطروحاً، فقال: انظر حسناً، فتأمّلت ونظرت فتيقّنت فقلت: رجلٌ ساجد، فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا، قال: هذا مولاك، قلت: ومَنْ مولاي؟ فقال: تتجاهل عليَّ؟ فقلت: ما أتجاهل، ولكني لا أعرف لي مولى..
فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر، إنِّي أتفقده الليل والنهار، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أُخبرك بها، إنَّه يصلّي الفجر فيعقّب ساعة في دُبُر صلاته، إلى أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدةً، فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس، وقد وكّل من يترصّد له الزوال، فلست أدري متى يقول الغلام قد زالت الشمس، إذ يثب فيبتدى‏ء الصلاة من غير أن يجدّد وضوءاً، فأعلم أنَّه لم ينم في سجوده ولا أغفى..
فلا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلاة العصر، فإذا صلّى العصر سجد سجدةً، فلا يزال ساجداً إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلّى المغرب من غير أن يُحدث حَدَثاً، ولا يزال في صلاته وتعقيبه إلى أن يصلّي العتمة، فإذا صلّى العتمة أفطر على شويِّ (تصغير شواء، أي شواء قليل) يُؤتى به، ثم يجدّد الوضوء، ثم يسجد ثم يرفع رأسه، فينام نومةً خفيفةً، ثم يقوم فيجدِّد الوضوء، ثم يقوم، فلا يزال يصلّي في جوف الليل حتى يطلع الفجر، فلستُ أدري متى يقول الغلام إنَّ الفجر قد طلع، إذ قد وثب هو لصلاة الفجر، فهذا دأبُه منذ حُوِّل إليَّ.
فقلت: اتّقِ الله، ولا تُحْدثنَّ في أمره حَدَثاً يكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنَّه لم يفعل أحدٌ بأحدٍ منهم سوءاً إلا كانت نعمته زائلة، فقال: قد أرسلوا إليَّ في غير مرّة يأمرونني بقتله، فلم أُجبهم إلى ذلك، وأعلمتهم أنّي لا أفعل ذلك، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني".
وقد ورد في تاريخ أبي الفداء عن شقيقة السندي بن شاهك حينما سُجن الإمام(ع) في بيت أخيها عن عبادة الإمام في السجن: "أنّه إذا صلَّى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه إلى أن يزول الليل، ثم يقوم ويصلّي حتى يطلع الصبح، فيصلّي الصبح، ثم يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يصلّي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إلى أن مات(ع)".

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 7bq16636


علاقته بالقرآن

وعندما ننفذ إلى حياة الإمام الكاظم(ع)، فإننا نقرأ أنَّه كان أحسنَ الناس صوتاً بالقرآن، فكان إذا قرأ القرآن، يقرأه بالصوت الحسن الذي يخشع له السامعون، ولعلَّ هذا ينطلق من أنَّ الصوت الحسن يعطي الكلمة تجسيداً، بحيث تملأ الكلمة القرآنية عقلَ الإنسان وقلبه، فتتعمّق فيه أكثر مما إذا قرأها بشكلها الطبيعي العاديّ، ولذلك قال تعالى:{ورتِّل القرآنَ ترتيلاً** [المزمّل:4]، وقال تعالى: {ورتّلناهُ ترتيلا**[الفرقان:32]، ولذلك جاء في الرواية عن الكاظم(ع): "كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن، إذا قرأ يحزن، وبكى السامعون لتلاوته، وكان يبكي من خشية الله حتى تخضلّ لحيته بالدموع".

من كلام الإمام الكاظم عليه السلام

1- من استوى يوماه فهو مغبون، و من كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون،

و من يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان، و من كان إلى النقصان، فالموت خير له من الحياة
2- المؤمن مثل كفتى الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه
3- من عقل قنع بما يكفيه، و من قنع بما يكفيه استغنى
4- قليل العمل من العالم مقبول مضاعف، و كثير العمل من أهل الهوى و الجهل مردود.

5 - إنا أهل بيت حج صرورتنا، و مهور نسائنا و أكفاننا من ظهور أموالنا.
6- عونك للضعيف من أفضل الصدقة
7- من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة.
8- من بذر و أسرف زالت عنه النعمة.
9- ما من شيء تراه عيناك إلا و فيه موعظة
10- من حسن بره بإخوانه و أهله مد في عمره.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ>  يــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:06

من وصية له (عليه السلام) لبعض شيعته:
أي فلان اتق الله وقل الحق وان كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك، أي فلان اتق الله ودع الباطل وان كان فيه نجاتك، فان فيه هلاكك.
من وصاياه (ع) :
اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا باعطائها ما تشتهي من الحلال، ومالا يثلم المرؤة وما لا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدينه، أو ترك دينه لدنياه.
تفقهوا في الدين، فإن الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة، والرتب الجليلة في الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العباد، كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا.
وقال (عليه السلام): اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الاخوان، والثقات، الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها لذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات.
قال (عليه السلام): وجدت علم الناس في أربع: أولها: أن تعرف ربك، والثانية: أن تعرف ما صنع بك، والثالثة: أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرج من دينك
عن أبي الحسن موسى(عليه السلام) قال: عليكم بالدعاء; فإن الدعاء والطلب الى الله عز وجل يردّ البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق إلاّ إمضاؤه، فإنه إذا دعا الله وسأله صرف البلاء صرفاً .
وروي أنه مرّ برجل من أهل السواد دميم المنظر71,فسلّم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا، ثم عرض (عليه السلام) عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له، فقيل له : يا ابن رسول الله أتنزل الى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو إليك أحوج ؟ فقال(عليه السلام) : «عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجارٌ في بلاد الله، يجمعنا وإيّاه خير الآباء آدم(عليه السلام) وأفضل الأديان الإسلام ولعلّ الدهر يردّ من حاجاتنا إليه، فيرانا ـ بعد الزهو عليه ـ متواضعين بين يديه.


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Dc465be4ef



من مواعظه (عليه السلام)
قال الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام وهو يعظه:

«ياهشام الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربّه ، وكان الله أنيسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة، ومعزَّه في غير عشيرة.
ياهشام إن كان يغنيك مايكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء من الدنيا يغنيك.
ياهشام من صدق لسانه زكى عمله، ومَن حسنت نيّته زيد في رزقه، ومن حسن برّه بإخوانه وأهله مُدَّ في عمره.
ياهشام لا دين لمن لا مروة له، ولا مروة لمن لا عقل له، وإن أعظم الناس قدراً الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطراً. أما أنّ أبدانكم ليس لها ثمن إلاّ الجنّة فلا تبيعوها بغيرها.
ياهشام إنّ العاقل لا يحدِّث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل مَن يخاف منعه، ولا يعد مالا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنّف برجائه، ولا يتقدّم على ما يخاف العجز عنه. وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي أصحابه يقول: «اُوصيكم بالخشيّة من الله في السرّ والعلانيّة ، والعدل في الرضا والغضب ، والاكتساب في الفقر والغنى ، وأن تصلوا من قطعكم، وتعفوا عمّن ظلمكم ، وتعطوا مَن حرمكم، وليكن نظركم عبراً، وصمتكم فكراً ، وقولكم ذِكراً، وطبيعتكم السخاء فإنّه لا يدخل الجنة بخيل، ولا يدخل النار سخيّ».
ياهشام أفضل مايتقرّب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة وبرّ الوالدين وترك الحسد والعجب والفخر.
ياهشام قلّة المنطق حكم عظيم، فعليكم بالصمت فإنّه دعة حسنة وقلّة وزر وخفّة من الذنوب ، فحصّـنوا باب الحلم ، فإنّ بابه الصبر. وإنّ الله عزّ وجلّ يبغض الضحّاك من غير عُجب ، والمشّاء إلى غير أرَبْ.
ياهشام الغضب مفتاح الشر، وأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ، وإن خالطت الناس فإن استطعت ان لا تخالط أحداً منهم إلاّ من كانت يدك عليه العليا فافعل




وأمّا حجّه (عليه السلام)

فكان ينفرد عن الناس ويغيّب وجهه عمّن معه ويشتغل بعبادة ربّه ، يقول شقيق البلخي: خرجت حاجاً فنزلتُ القادسية فبينا أنا انظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم ، فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان، وقد جلس منفرداً، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس في طريقهم ، والله لأمضينَّ إليه ولأوبّخنّه ، فدنوتُ منه، فلمّا رآني مقبلاً قال : ياشقيق )اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (ثم تركني ومضى. فقلت في نفسي: إنّ هذا الأمر عظيم، قد تكلّم بما في نفسي ونطق باسمي، وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنّه ولأسألنه أن يحلّلني، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني.
فلمّا نزلنا واقصة وإذا به يصلّي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري، فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه واستحلّه. فصبرتُ حتى جلس، وأقبلتُ نحوه ، فلمّا رآني مقبلاً قال: ياشقيق اُتلُ: ) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (ثم تركني ومضى . فقلت: إنّ هذا الفتى لمن الأبدال، لقد تكلّم على سرّي مرّتين.
فلمّا نزلنا زبالة إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي ماءً، فسقطت الركوة من يده في البئر وأنا انظر إليه، فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول:
أنت ربّي إن ضمئت إلى الماء
وقوتي إذا أردتُ الطعاما
اللهمّ سيّدي مالي غيرها فلا تعدمنيها. قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها فمدَّ يده وأخذ الركوة وملؤها ماءً ، فتوضّأ وصلّى أربع ركعات، ثمّ مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحرّكه ويشرب، فأقبلت إليه وسلّمت عليه، فردّ عليّ فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله عليك، فقال: ياشقيق لم تزل نعمة الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنّك بربّك ، ثم ناولني الركوة فشربتُ منها فإذا هو سويق وسكّر، فوالله ماشربتُ قطّ ألذّ منه ولا أطيب ريحاً، فشبعت ورويت وأقمت أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً.
ثم لم أره حتى دخلنا مكّة، فرأيته ليلة إلى جنب قُبّة الشراب في نصف الليل قائماً يصلّي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلمّا رأى الفجر جلس في مصلاه يسبّح ثم قام فصلّى الغداة وطاف بالبيت اُسبوعاً وخرج، فتبعته وإذا له غاشية وأموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه، فقلتُ لبعض مَن رأيته يقرب منه: من هذا الفتى؟ فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) . فقلت: قد عجبتُ أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيّد



حياة الامام الكاظم عليه السلام

حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تشع بالنور والجمال والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمة.
إن حياة الإمام موسى بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام.
وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته.
فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بني هاشم).
ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره.
إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا.
ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته.
ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه.
وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر



توسل الكاظم عليه السلام

التّاسع : روى الكفعمي في البلد الامين دعاء عن الامام موسى الكاظم (عليه السلام) وقال: انّه دعاء عظيم الشّأن سريع الاجابة، وهُو:
اَللّـهُمَّ اِنّي اَطَعْتُكَ فِي اَحَبِّ الاَْشْياءِ إليْكَ وَهُوَ التَّوْحيدُ وَلَمْ اَعْصِكَ فِي اَبْغَضِ الاَْشْياءِ اِلَيْكَ وَهُوَ الْكُفْرُ فَاغْفِرْ لي ما بَيْنَهُما يا مَنْ اِلَيْهِ مَفَرّي آمِنّي مِمّا فَزِعْتُ مِنْه اِلَيْكَ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الْكَثيرَ مِنْ مَعاصيكَ واقْبَلْ مِنِّي الْيَسيرَ مِنْ طاعَتِكَ يا عُدَّتي دُونَ الْعُدَدِ، وَيا رَجائي وَالْمُعْتَمَدَ، وَيا كَهْفي وَالسَّنَدَ، وَيا واحِدُ يا اَحَدُ، يا قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ اَللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً اَحَدٌ، اَسْاَلُكَ بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ اَحَداً اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَتَفْعَلَ بي ما اَنْتَ اَهْلُهُ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ الْكُبْرى وَالُْمحَمَّدَيَّةِ الْبَيْضاءِ وَالْعَلَوِيَّةِ الْعُلْيا وَبِجَميعِ مَا احْتَجَجْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ وَبِالاِْسْمِ الَّذِي حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكَ اِلاّ اِلَيْكَ، صَلِّ عَلى مُحَمِّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ لي مِنْ اَمْري فَرَجاً ومَخرَجاً وَارْزُقْني مِنْ حَيْثُ اَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا اَحْتَسِبُ، اِنَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِساب . ثمّ سل حاجتك


صلاة الكاظِم (عليه السلام)
ركعتان تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتّوحيد اثنتي عشرة مرّة .
دُعاؤه (عليه السلام)
اِلـهى خَشَعَتِ الاصْواتُ لَكَ وَضَلَّتِ الاَحْلامُ فيكَ وَوَجِلَ كُلُّ شَيء مِنْكَ وَهرَبَ كُلُّ شَيء اِلَيْكَ وَضاقَتِ الاَشْياءُ دُونَكَ وَمَلاَ كُلَّ شَيء نُورُكَ فَأَنْتَ الرَّفيعُ في جَلالِكَ وَاَنْتَ الْبَهِيُّ فى جَمالِكَ وَاَنْتَ الْعَظيمُ فى قُدْرَتِكَ وَاْنَتَ الَّذى لا يَؤودُكَ شَيءٌ يامُنْزِلَ نِعْمَتى يا مُفَرِّجَ كُرْبَتى وَيا قاضِي حاجَتي اَعْطِني مَسْأَلَتي بِلا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ ديني، اَصْبَحْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، اَبُوءُ لَكَ بِالنِّعْمَةِ وَاَسْتَغْفِرُكَ مِنْ الذُّنُوبِ الَّتى لايَغْفِرُها غَيْرُكَ يا مَنْ هُوَ في عُلُوِّهِ دان وَفي دُنُوِّهِ عال وَفي اِشْراقِهِ مُنيرٌ وفي سُلْطانِهِ قَوِيٌّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِه


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Ylf16636



من معاجزه:
روى الشيخ الكشي عن هشام بن سالم أنه قال: كنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا ومؤمن الطاق أبي جعفر، قال: والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة.
فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال: في مائتين خمسة، قلنا: ففي مائة؟ قال: درهمان ونصف درهم، قال: قلنا له: والله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يده إلى السماء فقال: لا واله ما أدري ما تقول المرجئة، قال: فخرجنا من عنده ضُلالاً لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى من نقصد وإلى من نتوجه، نقول إلى المرجئة، إلى القدريّة، إلى الزيديّة، إلى المعتزلة، إلى الخوارج.
قال: فنحن كذلك إذ رأيت رجلاً شيخاً لا أعرفه يومي إليّ بيده، فخفت أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر (المنصور) وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم، فقلت: لأبي جعفر: تنح فأني خائف على نفسي وعليك وإنما يريدني ليس يريدك، فتنح عنّي لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ، وذلك انّي ظننت انّي لا أقدر على التخلص منه.
فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله، قال: فدخلت فإذا أبو الحسن عليه السلام فقال لي إبتداءاً: لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الزيديّة، ولا إلى الخوارج، إليّ إليّ إليّ.
قال: فقلت له: جُعلت فداك مضى أبوك؟ قال: نعم، قال: قلت: جعلت فداك مضى في موت؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال: إن شاء الله يهديك هداك، قلت: جعلت فداك إن عبد الله يزعم انه من بعد أبيه، فقال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قال: قلت له: جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال: إن شاء الله يهديك هداك أيضاً.
قلت: جعلت فداك أنت هو؟ قال: ما أقول ذلك، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، قال: قلت: جعلت فداك عليك إمام، قال: لا، فدخلني شيء لا يعلمه إلا الله إعظاماً له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه.
قلت: جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك؟ قال: سل تُخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح، قال: فسألته فإذا هو بحر، قال: قلت: جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضُلال فألقي إليهم وأدعوهم إليك فقد أخذت عليّ بالكتمان؟ قال: من آنست منهم رشداً فألق إليهم وخذ عليهم الكتمان، فإن أذاعوا فهو الذبح وأشار بيده إلى حلقه.
قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي: ما وراءك؟ قال: قلت: الهدى، قال: فحدثته بالقصة، قال: ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير، قال: فدخلوا عليه فسمعوا كلامه وسألوه، قال: ثم قطعوا عليه عليه السلام، ثم قال: ثم لقينا الناس أفواجاً، قال: فكان كل من دخل عليه إلا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقى عبد الله لا يدخل عليه أحد إلا قليل من الناس.
قال: فلما رأى ذلك وسأل عن حال الناس، قال: فأُخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس، قال: فقال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.


ـــــــــــــــــــــــــ> يــتــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:10


المواقف السياسية للامام الكاظم عليه السلام

لقد عاصر الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام في فترة حياته الشريفة أربعةً من طواغيت زمانه وجبابرة عصره من بني العباس السفّاحين.
عاش ردحاً من الزمن معاصراً للمنصور الدوانيقي الذي ما تورّع في إبادة أُمّة في سبيل تثبيت عرش بني العبّاس، ولمّا هلك تربّع على العرش العباسي ابنُه محمّد المهديّ، وسار على منهج سلفه في القتل وسفك دماء المسلمين، بل زاد على ما فعله أبوه، وبعد هلاكه خلفه الطاغيةُ الشابّ النزق السفّاح موسى الهادي العباسيّ، ولم يطل به المقام حتّى هلك، فخلفه أخوه الطاغية الجبّار هارون الرشيد الذي زاد في الظلم والجور وسفك دماء المؤمنين على نهج أسلافه الطغاة الظَلَمة، حتّى قضى الإمام الكاظم عليه السّلام مسموماً شهيداً في سجن المجرم السفّاح السنديّ بن شاهَك « عليه وعلى أسياده لعنة الله ولعنة اللاعنين ».
وخلال هذه الفترة المتمادية من السنين تحمّل الإمام عليه السّلام صنوف الإرهاب السياسيّ والفكريّ والعذاب النفسيّ والجسديّ، ما لا تتحمّله الجبال الرواسي.
وقد واجه الإمام عليه السّلام كلّ تلكم المآسي التي تنهدّ لهولها الجبال، بعزمٍ ثابت وإرادةٍ لا تلين، وبتصميمٍ راسخ لا تزعزعه العواصف ولا تزيله القواصف، موطّناً نفسه على مواجهة وتحمّل كلّ الصعاب التي مارسها حكّام الجور ضدّه وضدّ العلويّين من آله، كما شمل ذلك العنت والعذاب أصحابَه البررة والموالين المنتسبين لمدرسة أهل البيت عليهم السّلام، وقد صمّم عليه السّلام على مواجهة كلّ ما يستجدّ من جور الحكّام العباسيّين وتابعيهم من محنٍ ومآسٍ في سبيل ترسيخ دعائم شريعة الإسلام وما جاء به جدُّه المصطفى صلوات الله عليه وآله، حتّى ظهور المنقذ الأعظم للبشرية، وحتّى يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومَن عليها، وهو خير الوارثين.
اتّخذ الإمام الكاظم عليه السّلام موقف المعارض في التعامل مع السلطة الحاكمة وأجهزتها، فقد كان يبدي التحفّظات في ممارسة أيّ عمل للنظام الحاكم، وكان يندّد بمواقف بعض المتملّقين للحكم والعاملين في أجهزته.
وتتّضح دعوته عليه السّلام في تحريم التعاون مع الحكم في أيّ مجال من المجالات خلال حواره مع صفوان الجمّال، فقد روى الكشّيّ عن حمدَوَيه قال: حدّثني محمّد بن إسماعيل الرازيّ، قال: حدّثني الحسن بن عليّ بن فضّال، قال: حدّثني صفوان بن مهران الجمّال، قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه السّلام فقال لي: يا صفوان، إنّ كلّ شيءٍ منك حَسَن جميل ما خلا شيئاً واحداً، قلت: جُعلت فداك، أيّ شيء ؟
قال: إكراؤُك جِمالَك من هذا الرجل ـ يعني هارون ـ قلت: واللهِ ما أكريتُه أشَراً ولا بَطَراً ولا للصيد ولا للّهو، ولكنّي أكريتُه لهذا الطريق ـ يعني طريق مكّة ـ ولا أتولاّه، ولكن أبعثُ معه غلماني.
فقال لي: يا صفوان، أيقع إكراؤك عليهم ؟ قلت: نعم، جعلت فداك. فقال لي: أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك ؟ قلت: نعم. قال: فمَن أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان وارداً النار.

قال صفوان: فذهبتُ وبِعت جِمالي عن آخرها، فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني، وقال: يا صفوان، بلغني أنّك بِعتَ جِمالك ؟ قلت: نعم. فقال: لِمَ ؟ قلت: أنا شيخ كبير، وإنّ الغلمان لا يَفُون بالأعمال. فقال: هيهات هيهات! إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا، أشار موسى بن جعفر. قلت: مالي ولموسى بن جعفر. فقال: دَعْ هذا عنك، فواللهِ لولا حُسن صُحبتك لَقتلتُك.
وثمّة موقف آخر أعرب فيه الإمام الكاظم عليه السّلام عن نقمته وسخطه الشديدين على حكومة هارون ودعوته إلى حرمة التعاون معهم بأيّ شكلٍ كان، وقد منع عليه السّلام الركونَ إليهم مستشهداً بقوله تعالى: « وَلا تَرْكَنوا إلى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ »، وقد حرّم على المسلمين الميل إليهم، وأكّد على ضرورة مقاطعتهم حتّى لو كان ذلك مستلزماً التخلّي عن بعض المصالح الشخصيّة، كما حذّر أصحابه من الدخول في أجهزة الدولة أو قبول أيّ وظيفة من وظائفها أو الانضمام إلى أجهزتها، ويتّضح ذلك في موقفه من زياد بن أبي سَلَمة، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السّلام، فقال لي: يا زياد، إنّك لتعمل عمل السلطان ؟ قال: قلت: أجل. قال لي: ولِمَ ؟
قلت: أنا رجل لي مروّة وعلَيَّ عيال، وليس وراء ظهري شيء. فقال لي: يا زياد، لأن أسقطَ من حالق فأتقطّع قطعةً قطع، أحبُّ إليّ من أن أتولّى لأحدٍ منهم عملاً، أو أطأ بساطَ رجلٍ منهم، إلاّ لماذا ؟ قلت: لا أدري، جعلت فداك.
قال: إلاّ لتفريج كربةٍ عن مؤمن، أو فكّ أسْره أو قضاء دَينه. يا زياد، إنّ أهون ما يصنع الله بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سُرادقَ مِن نار إلى أن يفرغ اللهُ من حساب الخلائق.
يا زياد، فإن وُلّيتَ شيئاً من أعمالهم، فأحسِنْ إلى إخوانك، فواحدة بواحدة، واللهُ من وراء ذلك.
يا زياد، أيّما رجل منكم تولّى لأحدٍ منهم ثمّ ساوى بينكم وبينهم، فقولوا له: أنت منتحلٌ كذّاب.
يا زياد، إذا ذكرتَ مقدرتك على الناس، فاذكرْ مقدرةَ الله عليك غداً ونفادَ ما أتيتَ إليهم عنهم، وبقاءَ ما أتيتَ إليهم عليك.
وقد استثنى الإمام الكاظم عليه السّلام ـ ولمصالح خاصّة ـ أحدَ أصحابه الكبار أن يتولّى منصب الوزارة أيّام هارون ومِن قبلها منصبَ أيّام المهديّ، ألا وهو عليّ بن يقطين، وقد تقدّم إلى الإمام عليه السّلام مرّاتٍ عديدةً يطلب منه الإذن في ترك منصبه والاستقالة منه، فنهاه عليه السّلام عن ذلك.
ففي كتاب « قضاء حقوق المؤمنين » لأبي عليّ بن طاهر، قال: استأذن عليُّ بن يقطين مولايَ الكاظمَ عليه السّلام في ترك عمل السلطان، فلم يأذن له، وقال: لا تفعل، فإنّ لنا بك أُنساً، ولإخوانك بك عزّاً، وعسى أن يَجبرَ بك كَسْراً، ويكسرَ بك نائرةَ المخالفين عن أوليائه.
يا عليّ، كفّارةُ أعمالكم الإحسانُ إلى إخوانكم، اضمنْ لي واحدةً وأضمن لك ثلاثة، إضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيتَ حاجتَه وأكرمتَه، وأضمن لك أن لا يظلَّك سقفُ سجن أبداً، ولا ينالَك حدُّ سيف أبداً، ولا يدخلَ الفَقرُ بيتَك أبداً.
يا عليّ، مَن سرّ مؤمناً فبالله بدأ، وبالنبيّ صلّى الله عليه وآله ثنّى، وبنا ثلّث.
وفي الكافي والتهذيب بالإسناد عن إبراهيم بن أبي محمود، عن عليّ بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: ما تقول في أعمال هؤلاء ؟ قال: إن كنتَ لابدّ فاعلاً فاتّقِ أموالَ الشيعة. قال: فأخبرني عليٌّ أنّه كان يَجْبيها من الشيعة علانيةً، ويردّها عليهم في السرّ.
وفي قرب الإسناد، بالإسناد عن عليّ بن يقطين: أنّه كتب إلى أبي الحسن موسى عليه السّلام: إنّ قلبي ممّا أنا عليه من عمل السلطان ـ وكان وزيراً لهارون ـ فإن أذِنتَ لي ـ جعلني الله فداك ـ هربتُ منه. فرجع الجواب: لا آذنُ لك بالخروج من عملهم، واتّقِ الله، أو كما قال.
وموقف عليّ بن يقطين في طلب الإذن يتأتّى من تفهّمه لموقف الإمام عليه السّلام من السلطة ودعوته إلى مقاطعتها، أمّا موقف الإمام عليه السّلام فينطلق من مصالح خاصّة ذكرها في حديثه الأول..
وحرب المقاطعة ومعارضة الإمام الكاظم عليه السّلام الصارمة التي التزمها وألزم بها أصحابه وندّد على المخالفين لمضمونها، كانت تهدف إلى إضعاف الروابط العمليّة بين السلطان والرعيّة، وبذلك يفقد السلطان مؤهّلاتِ إقامة دولته وتركيز بناء حُكمه، وتتهيّأ الأرضية لإنهاء تماسك أجهزة الحكم وشلِّ حركتها من الداخل، وهو أمضى سلاح يواجهه الحاكمُ الظالم، فحين تمتنع الطاقات عن عطائها للحكم، وتكفّ الجماعة يدها عن العمل له وحماية مكاسبه، تتقلّص قدرتُه ويتداعى بناء أجهزته الظالمة.
إنّ مقاطعة الحكم التي اعتمدها الإمام عليه السّلام في حربه الباردة ضدّ الحكم، كانت ثورةً عمليّة ضدّ النظام ذاتَ أبعاد سياسيّة عميقة، وكان نجاحها يتوقّف على نسبة الدعم الذي تقوم به الأُمّة في مقاطعتها العمليّة ضدّ الحكْم القائم وفق التكليف المرسوم لها من قِبَل الإمام عليه السّلام، غير أنّ افتقاد الأُمّة لمقوّمات المقاطعة والركون إلى الحكّام الظَلَمة لأجل مصالحها الذاتية، فوّت الفرصة، وقلّص من آثار المعارضة.
ولم يكن الإمام الكاظم عليه السّلام بما يملك من علمٍ خاصٍّ ومعرفةٍ بالواقع العامّ لمختلف فئات الأُمّة ـ بعيداً عن رؤيا النتائج الواقعيّة لهذا التحرّك، ولكنّه عليه السّلام أراد أن يقدّم للأُمّة الاطروحةَ العمليّة في مواجهة الظلم ومقاومة نفوذه، بما يتّفق وظروف تلك المرحلة، وبما ينسجم مع مسؤوليّاته الرساليّة في النُّصح للأُمّة وتسديدها عند اشتباه الحقّ والتباس معالم الهدى والصلاح، وعلى الأُمّة بعد هذا أن تختار لنفسها المصيرَ الذي تشاء، فإمّا الاستجابة والعمل.. وبذلك تنتصر لرسالتها وحقّها في الحياة الكريمة، وإمّا الرضى والخنوع للواقع المعاش.. وبذلك تكون قد فرضت على نفسها أن تعيش بعيداً عن رسالتها تحت ظلّ القمع والظلم والإرهاب.


موقف السلطة من الإمام عليه السّلام
لقد عانى الإمام الكاظم عليه السّلام من تجاوزات الحكم وتصرّفاته الحاقدة، ولم يكن ثمّة ما يبرّر كلّ تلك التجاوزات والتصرّفات سوى قلق رؤوس السلطة وأزلامهم من وجود الإمام نفسه بما يتمتّع به من سموّ شخصيّته العلمية والروحية الفذّة، التي تمتاز بالنزاهة والأصالة وعمق الإيمان في مختلف الأوساط العامّة.
وقد حاول الرشيد ـ بما يمتلك من مخطّط تصفويّ ـ أن يفتعل الأعذار والمبرّرات للوقيعة بالإمام والتخلّص منه؛ حتّى لا يواجه الأُمّة بالجريمة دون أن يكون لها مقدّماتها، وكان الإمام عليه السّلام يتصدّى لمحاولات التصفية بالصبر وكظم الغيظ.
لقد استُدعي الإمامُ عليه السّلام ـ ولأكثر من مرّة ـ إلى بغداد في زمان المهديّ العبّاسيّ، ومِن بعده في زمان الرشيد، وذلك لتقليص نفوذه في الأُمّة وعزلِه بعيداً عن وجدانها وتفكيرها.
فحينما يشعر الآخرون بالرقابة تُفرَض على الإمام بقوّة، والملاحقة تستمرّ بعنف، لا يسعهمّ ـ انسجاماً مع حبّ السلامة والعافية ـ إلاّ أن يقلّصوا من ارتباطهم به ويَحدّوا من ممارساتهم العادية معه عليه السّلام.
ولم يكن الرشيد ليجهل موقف الإمام الكاظم عليه السّلام وتركَه طلبَ الرئاسة، بل لقد صرّح الرشيد مرّةً ببراءة الإمام عن كلّ ما يُرمى به من قِبل الوشاة، حيث قال: الناس يحملوني على موسى بن جعفر، وهو بريء ممّا يُرمى به. ولكنّها عقدته من النجاحِ الهائل الذي لقيه الإمام عليه السّلام، وتأثّر الناس بسيرته الصالحة في مختلف أوساط الأُمّة، ومحبّتهِ التي عمرت قلوبَ الناس، وصلابته في موقف الحقّ، وتقوّقه بالعلم ومكارم الأخلاق، كلُّ ذلك جعل منه عليه السّلام في نظر الرأي العامّ المسلم البديلَ المتعيَّن لعناصر الخلافة الظالمة. أضِفْ إلى ذلك أنّ مقاطعة الإمام الكاظم عليه السّلام في التعاون مع الحكم وعدم التعاطف مع مواقفه المشبوهة، كلّ ذلك جعل الإمام عليه السّلام في تصوّرات الرشيد وسابقيه منافساً خطيراً وخصماً عنيداً دون أن تبدو منه عليه السّلام أيُّ بادرة ظاهرة تصطدم مع هيكل الحكم.

     
وفيما يلي نستعرض مواقف الحكّام الذين عاصرهم، وما جرى له معهم:
مع المنصور

لقد دامت فترة تولّي الإمام الكاظم عليه السّلام الإمامةَ في عهد المنصور نحو عشر سنوات، شاهد قبلها موقفَ المنصور مع أبيه الإمام الصادق عليه السّلام الذي اتّخذ من النظام الحاكم موقفاً معارضاً، ورغم ذلك فقد تعرّض مراراً لتحدّيات المنصور وتهديده له بالقتل تارةً وبالحبس أُخرى، وكان يراقبه من خلال عيونه وجواسيسه، حتّى اضطُرّ الإمام الصادق عليه السّلام إلى التستّر بالنصّ على الإمام بعده إلاّ إلى خُلّص أصحابه، وأوصاهم بالحذر والكتمان من جواسيس المنصور وزبانيته، بل وأوصى الإمام عليه السّلام من بعده إلى خمسة أشخاص ـ وقيل إلى ثلاثة أشخاص ـ حذراً على الإمام الذي بعده وعلى شيعته.
وشاهد الإمام الكاظم عليه السّلام أيضاً بني عمّه من الحسنيّين وما حلّ بهم من الرزايا والنكبات ظلماً وعدواناً وقتلاً وتشريداً. هكذا استقبل الإمامُ الكاظم عليه السّلام إمامتَه في عهد المنصور العباسيّ، فانطوت نفسه الزكيّة على الحزن العميق والأسى المرير، وتجرّع مرارةَ تلك الأحداث القاسية محتسباً كاظماً للغيظ.
لقد كان الإمام الكاظم عليه السّلام يقدّر حراجة الموقف الذي مرّ به وهو في مقتبل إمامته، فكان عليه السّلام حريصاً على التزام جانب الحذر والكتمان إلاّ من خاصّته وخُلّص أصحابه، ولم ينضمّ إلى الثوّار من العلويّين لعلمه بفشل حركتهم وعدم نجاحها، وكان عليه السّلام يتّقي شرَّ العباسيّين ولا يسمح لشيعته ومُريديه الاتّصالَ به بشكل علنيّ، حتّى إنّ الرواة من خلّص أصحابه كانوا يكنّون عنه بالعبد الصالح، والعالِم، والسيّد، والرجل، وأبي إبراهيم.. وغير ذلك؛ حذراً وتوقّياً من فتك السلطة.
ورغم أنّ الإمام عليه السّلام قد اتّخذ كافّة الاحتياطات الكفيلة بأن تَقِيَه وأصحابَه من شرّ الحكّام الظلمة من القتل والحبس والتشريد في زمان المنصور، إلاّ أنّ عيون المنصور كانت تراقبه بدقّة وتحصي عليه وعلى أصحابه أنفاسهم، ففي حديث هشام بن سالم الذي تحيّر في الاهتداء إلى الإمام بعد الصادق عليه السّلام، فلمّا دُلّ على الإمام الكاظم عليه السّلام قال: قلت: جعلت فداك، إنّ أخاك عبدالله يزعم أنّه الإمام من بعد أبيه ؟ فقال: عبدالله، يريد أن لا يُعبَدَ الله! قال: قلت: جُعلت فداك، فمَن لنا مِن بعده ؟ فقال: إن شاء الله أن يهديَك هداك. قلت: جعلت فداك، فأنت هو ؟ قال: لا أقول ذلك. قال: فقلت في نفسي: إنّي لم أعرف طريق المسألة، ثمّ قلت له: جعلت فداك، أعليك إمام ؟ قال: لا.
قال: فدخلني شيء لا يعلمه إلاّ الله تعالى؛ إعظاماً له وهيبة، ثمّ قلت له: جعلت فداك، أسألك عمّا كنت أسأل أباك ؟ قال: سَل تُخبَرْ، ولا تُذِع، فإن أذعتَ فهو الذَّبْح!.

وهكذا، فإنّ انقطاع الإمام واعتصامه في بيته ومزاولته أعمالَه الخاصّة واعتزاله الناسَ إلاّ خواصَّ أصحابه، جعل المنصورَ لا يراه خطراً على عرشه، فكفّ عنه الأذى والمكروه حيناً، سيّما وأنّ بعض الشيعة كانوا قد التفّوا حول أخيه عبدالله الأفطح، وبعضهم قد رجع إلى القول بإمامة أخيه إسماعيل المتوفّى في حياة أبيه عليه السّلام، وقد بدت نتائج احتياطات الإمام الكاظم عليه السّلام واضحةً خلال حُكم المنصور، الذي سام العلويّين أشَدّ أنواع التعذيب والجور والسجن والقتل، ورغم ذلك فإنّه لم يتعرّض للإمام بالاستدعاء إلى بغداد ـ مثلاً ـ كما كان يستدعي أباه الصادقَ عليه السّلام ويتهدّده بالقتل، ولا تعرّض عليه السّلام للحبس مِن قِبله كما تعرّض له في أيّام المهديّ والرشيد بعد أن اشتهر أمرُه وذاع صِيته وتوسّعت قاعدته والتفّتْ حوله جماهيرُ الشيعة ورجع إليه من شذّ منهم إلى غيره.
ولولا تلك التدابير التي اتّخذها الإمام وأبوه عليهما السّلام لكان مصيره القتلَ على يد المنصور الجائر، ويتّضح ذلك من خلال رسالة المنصور إلى واليه على المدينة محمّد بن سليمان حين أخبره بوفاة الصادق عليه السّلام والتي يقول فيها: إن كان أوصى إلى رجلٍ بعينه فقدّمْه واضربْ عنُقَه، وعاد الجواب: قد أوصى إلى خمسة أحدُهم أبو جعفر المنصور، ومحمّد بن سليمان، وعبدالله وموسى وحميدة. فقال المنصور: ما إلى قتل هؤلاءِ سبيل!
ولعلّ هذه الوصيّة هي التي ساهمت أيضاً إلى حدٍّ ما في بقاء الإمام الكاظم عليه السّلام بعيداً عن مخالب المنصور العباسيّ، ولو إلى حين.




أخباره عليه السّلام مع المنصور
1 ـ روى ابن شهرآشوب أنّه حُكِي أنّ المنصور تقدّم إلى موسى بن جعفر عليه السّلام بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز، وقبضِ ما يُحمَل إليه، فقال عليه السّلام: إنّي قد فتّشت الأخبار عن جَدّي رسولِ الله صلّى الله عليه وآله فلم أجد لهذا العيد خبراً، وإنّه سنّة للفرس ومحاها الإسلام، ومعاذ الله أن نُحييَ ما محاه الإسلام.
فقال المنصور: إنّما نفعل هذا سياسيةً للجند، فسألتك بالله العظيم إلاّ جلست. فجلس ودخلت عليه الملوك والأُمراء والأجناد يُهنّونه، ويحملون إليه الهدايا والتحف وعلى رأسه خادم المنصور يُحصي ما يُحمَل.
فدخل في آخر الناس رجلٌ شيخٌ كبير السنّ، فقال له: يا ابن بنت رسول الله، إنّني رجل صُعلوك لا مال لي، أُتحفك بثلاثة أبيات قالها جَدّي في جدّك الحسين بن عليّ عليه السّلام:
عجـبتُ لمصقولٍ علاك فَرَندُه يومَ الهيـاج وقد علاك غبارُ
ولأسهمٍ نـفـذتْك دون حـرائـرٍ يدعون جَدّك والدموع غـزارُ
ألاّ تقضقضتِ السِّهام وعاقَها عن جسمك الإجلالُ والإكبارُ!
قال عليه السّلام: قَبِلت هديّتَك، إجلس بارك الله فيك. ورفع رأسه إلى الخادم، وقال: امضِ إلى أمير المؤمنين وعرّفه بهذا المال وما يصنع به. فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلّها هبة منّي له يفعل به ما أراد. فقال موسى عليه السّلام للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة منّي لك.
2 ـ رواية الطبري: بالإسناد عن عمر بن زيد، قال: سمعت أبا الحسن يقول: لا يشهد أبو جعفر [ المنصور ] بالناس موسماً بعد السنة. وكان حَجَّ في تلك السنة، فذهب عمر فخبّر أنّه يموت في تلك السنة.
وقد حج المنصور في حكمه مرّتين، وفي الثالثة أُصيب بإسهالٍ شديد، فهلك قبل أن يصل مكّة في بئر ميمون، وذلك سنة 158 هـ، لستٍّ خلون من ذي الحجّة، وانطوت بموته صفحة حافلة بالظلم والجور والآثام والموبقات.

المهدي بعد أبيه المنصور
تولّى بعد المنصور ولدُه المهديّ عشر سنين وشهراً وستّة عشر يوماً، ولم يتعرّض المهدي في بداية حكمه للإمام الكاظم عليه السّلام بمكروهٍ ولم ينله بسوءٍ، مكتفياً بوضع الرقابة الشديدة عليه. ولمّا رجع أكثر المنحرفين عن الإمام إلى القول بإمامته، والتفّ حوله الرواة والعلماء، فاشتهر أمره وذاع صيته، عمد المهديّ إلى استدعائه إلى بغداد فحبسه، قاصداً التنكيل به وقتلَه، لكنّ إرادة الله كانت تحول دون ذلك، فأطلق سراحه بعد أن رأى برهان ربّه، والظاهر من الروايات أنّه سجنه أكثر من مرّة، وفي كلّ مرّة كان ينجو عليه السّلام بإرادة الله تعالى.



ـــــــــــــــــــــــــ> يـتـبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:13


أخباره عليه السّلام مع المهدي


1 ـ عن أبي خالد: الزُّباليّ، قال: قدم علينا أبو الحسن الكاظم عليه السّلام « زبالة »، ومعه جماعة من أصحاب المهديّ بعثهم في إشخاصه إليه إلى العراق من المدينة، ذلك في القدمة الأُولى على المهديّ، فأتيتُه وسلّمت عليه، فسُر برؤيتي، وأوصاني بشراء حوائج له وتعبيتها عندي، فرآني غير منبسطٍ وأنا مفكّر منقبض، فقال: ما لي أراك منقبضاً ؟! فقلت: وكيف لا، ورأيتك سائراً وأنت تصير إلى هذا الطاغية ولا آمن عليك منه! فقال: يا أبا خالد، ليس عليّ منه بأس، فإذا كان في شهر كذا من يوم الفلاني فانتظرني آخر النهار مع دخول الليل، فإنّي أُوافيك إن شاء الله تعالى.
قال أبو خالد: فما كان لي همّ إلاّ إحصاءَ تلك الشهور والأيّام إلى ذلك اليوم الذي وعدني المَأْتى فيه، فخرجت وانتظرته إلى أن غربتِ الشمس فلم أرَ أحداً، فداخلني الشكّ في أمره، فلمّا كان دخول الليل، فبينما أنا كذلك، فإذا بسوادٍ قد أقبل من ناحية العراق، فإذا هو على بغلةٍ أمام القِطار، فسلّمت وسُررت بمقدمه وتخلّصه، فقال لي: داخلَك الشكُّ يا أبا خالد! فقلت: الحمد لله الذي خلّصك من هذا الطاغية، فقال: يا أبا خالد، إنّ لهم إليّ دعوةً لا أتخلّص منها.
2 ـ وعن الفضل بن الربيع، عن أبيه، أنّه لمّا حبس المهديُّ موسى بنَ جعفر، رأى المهديّ في النوم عليَّ بن أبي طالب عليه السّلام وهو يقول: يا محمّد! « فَهَلْ عَسَيْتُم إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدوا في الأرْضِ وَتقطّعوا أرْحامَكُمْ! ».
قال الربيع: فأرسل إليّ ليلاً، فراعني ذلك، فجئته، فإذا هو يقرأ هذه الآية، وقال: علَيَّ بموسى بن جعفر. فجئته به، فعانقه وأجلسه إلى جانبه، وقال: يا أبا الحسن، إنّي رأيت أميرَ المؤمنين عليَّ بن أبي طالب في النوم يقرأ علَيَّ كذا، فتُؤمنني أن تخرج عليّ أو على أحدٍ من ولدي ؟ فقال: واللهِ لا فعلتُ ذلك، ولا هو من شأني. قال: صدقت. يا ربيع، أعطِه ثلاثة آلاف دينار ورُدَّه إلى أهله إلى المدينة.
قال الربيع: فأحكمت أمره ليلاً، فما أصبح إلاّ وهو في الطريق خوف العوائق.
3 ـ وعن ابن شهرآشوب، قال: لمّا بُويع محمّد المهديّ، دعا حُمَيدَ بن قَحْطَبة نصفَ اللّيل، وقال: إنّ إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهرُ من الشمس، وحالك عندي موقوف. فقال: أُفدّيك بالمال والنفس. فقال: هذا لسائر الناس.
قال: أفديك بالروح والمال والأهل والولد. فلم يُجِبه المهديّ. فقال: أفديك بالمال والنفس والأهل والولد والدِّين. فقال: لله دَرُّك! فعاهَدَه على ذلك، وأمره بقتل الإمام الكاظم عليه السّلام في السَّحَر بغتةً، فنام المهديّ فرآى في منامه عليّاً عليه السّلام يشير إليه ويقرأ: « فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدوا في الأرْضِ وَتُقطّعوا أرْحامَكُمْ »، فانتبه مذعوراً، ونهى حُمَيداً عمّا أمره، وأكرم الكاظم عليه السّلام ووصله.
4 ـ وعن عليّ بن يقطين، قال: سأل المهديّ أبا الحسن عليه السّلام عن الخمر، هل هي محرّمة في كتاب الله عزّوجلّ ؟ فإنّ الناس إنّما يعرفون النهيَ عنها ولا يعرفون التحريم لها! فقال له أبو الحسن عليه السّلام: بل هي محرّمة في كتاب الله عزّوجلّ يا أمير المومنين. فقال له: في أيّ موضع هي محرّمة في كتاب الله يا أبا الحسن ؟ فقال: قولُ الله عزّوجلّ: « قُلْ إنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَواحِشَ ما ظَهرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالإثْمَ وَالبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ »، فأمّا قوله: « ما ظَهَرَ مِنْها » يعني الزنا المُعلَن ونصبَ الرايات التي كانت ترفعها الفواجرُ للفواحش في الجاهليّة، وأمّا قوله عزّوجلّ: « وَما بَطَنَ » يعني ما نكح من الآباء؛ لأنّ الناس كانوا قبل أن يُبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا كان للرجل زوجةٌ ومات عنها تزوّجها ابنُه مِن بعده، إذا لم تكن أُمَّه، فحرّم الله عزّوجلّ ذلك.
وأمّا الإثم، فإنّها الخمرة بعينها، وقد قال الله عزّوجلّ في موضع آخر: « يَسألونك عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِر قُلْ فيهِما إثْمُ كَبيرٌ ومَنافِعُ لِلنَّاسِ »، فأمّا الإثم في كتاب الله فهي الخمرة والميسِر، وإثمهما أكبر كما قال الله تعالى.
قال: فقال المهديّ: يا عليّ بن يقطين، هذه واللهِ فتوى هاشميّة!

قال: قلت له: صدقتَ واللهِ يا أمير المؤمنين، الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلمُ منكم أهلَ البيت. قال: فواللهِ ما صبر المهديّ [ إلاّ ] أن قال لي: صدقتَ يا رافضيّ!.
5 ـ وعن الحسن بن علي بن النعمان، قال: لمّا بنى المهديّ في المسجد الحرام، بقيَتْ دارٌ في تربيع المسجد، فطلبها من أصحابها فامتنعوا، فسأل عن ذلك الفقهاء، فكلٌّ قال له أنّه لا ينبغي أن يُدخِل شيئاً في المسجد الحرام غصباً، فقال له عليّ بن يقطين: يا أمير المؤمنين، لو كتبتَ إلى موسى بن جعفر لأخبرَك بوجه الأمر في ذلك.
فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بنَ جعفر عن دارٍ أردنا أن نُدخلها في المسجد الحرام، فامتنع علينا صاحبها، فكيف المخرج من ذلك ؟ فقال الوالي ذلك لأبي الحسن عليه السّلام، فقال أبو الحسن عليه السّلام: ولابدّ من الجواب في هذا ؟ فقال له: الأمر لابدّ منه. فقال له: اكتب، « بسم الله الرحمن الرحيم، إن كانتِ الكعبةُ هي النازلةُ بالناس فالناس أولى بفِنائها، وإن كان الناس هم النازلون بفِناء الكعبة فالكعبة أولى بفِنائها ». فلمّا أتى الكتابُ إلى المهديّ أخذ الكتاب فقبّله، ثمّ أمر بهدم الدار، فأتى أهلُ الدار أبا الحسن عليه السّلام فسألوه أن يكتب لهم إلى المهديّ كتاباً في ثمن دارهم، فكتب إليه أن أرضِخْ لهم شيئاً، فأرضاهم.
6 ـ وعن عليّ بن أسباط، قال: لمّا ورد أبو الحسن موسى عليه السّلام على المهديّ العباسيّ رآه يردّ المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين، ما بالُ مَظلمتنا لا تُرَدّ ؟! فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن ؟ قال: إنّ الله تبارك وتعالى لمّا فتح على نبيّه صلّى الله عليه وآله فدكَ وما والاها، لم يُوجف عليه بخيلٍ ولا ركاب، فأنزل الله على نبيّه صلّى الله عليه وآله: « وَآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ »، فلم يدرِ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله مَن هم، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل ربَّه، فأوحى الله إليه: أنِ آدفعْ فدكَ إلى فاطمة عليها السّلام.
فدعاها رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال لها: يا فاطمة، إنّ الله أمرني أن أدفع إليكِ فدك. فقالت: قد قَبِلتُ يا رسول الله مِن الله ومنك. فلم يزل وكلاؤها فيها حياةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله.
فلمّا وَليَ أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتتْه فسألته أن يَرُدّها عليها. فقال لها: ائْتِيني بأسود أو أحمر يشهد بذلك.
فجاءت بأمير المؤمنين [ علي عليه السّلام ] وأُمّ أيمن، فشهدا لها، فكتب لها بترك التعرّض، فخرجت والكتابُ معها، فلقيَها عمرُ بن الخطّاب، فقال: ما هذا معك يا بنت محمّد ؟ قالت: كتابٌ كتَبَه لي ابنُ أبي قُحافة. قال: أرِينيه. فأبت، فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثمّ تفل فيه ومحاه وخرّقه.
فقال لها: هذا لم يُوجِف عليه أبوكِ بخيلٍ ولا ركاب، فضَعي الحبالَ في رقابنا.
فقال المهديّ العباسيّ: يا أبا الحسن، حُدَّها لي. فقال: حدٌّ منها جبلُ أُحد وحدٌّ، منها عريش مصر، وحدٌّ منها سِيف البحر ( أي ساحله )، وحدٌّ منها دومة الجندل.
فقال له: كلُّ هذا ؟! قال: نعم، يا أمير المؤمنين، هذا كلُّه، إنّ هذا كلّه ممّا لم يُوجِف أهلُه على رسول الله صلّى الله عليه وآله بخيلٍ ولا ركاب. فقال: كثيرٌ! وأنظرُ فيه.
ومات المهديّ في 22 محرّم سنة 169 هـ، وبويع بعده لولده موسى الهادي العبّاسيّ.
مع موسى الهادي
تسلّم الهادي مقاليدَ الخلافة وهو في غضارة العمر فقد كان عمره 23 سنة، وقيل: 26 سنة، وكان سادراً في الطيش والغرور، متمادياً في الإثم والفجور، يشرب الخمر ويجاهر بالفسوق.
وقد أسرف في سفك دماء العلويّين، فأنزل بهم الظلم الصارم، وقد أجمع رأيه على التنكيل بالإمام موسى عليه السّلام، إلاّ أنّ الله تعالى استجاب لدعاء الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام وقصم ظهره قبل أن يقوم بذلك.
ولم تذكر المصادر التاريخيّة أنّ الهادي استدعى الإمام الكاظم عليه السّلام إلى بغداد كما هو ديدن خلفاء الجور مع أهل البيت عليهم السّلام، ولعلّ المدّة القصيرة التي حكم بها والتي لم تتجاوز سنةً وشهراً وخمسة عشر يوماً، لم تسمح له بممارسة هذا الأُسلوب.
هلاك الهادي بدعاء الإمام
روى ابن طاووس بالإسناد عن أبي الوضّاح محمّد بن عبدالله النهشليّ، قال: أخبرني أبي، قال: لمّا قُتل الحسين بن عليّ صاحب فخّ، وتفرّق الناس عنه، حُمل رأسه والأسرى من أصحابه إلى موسى بن المهديّ، فلمّا بصر بهم أنشأ يقول متمثّلاً:
بني عـمِّنا لا تنطقوا الشِّعرَ بعدما دفنتُم بصحـراء الغميمِ القـوافيـا
فلسنا كـمَن كنـتم تُصـيبون نيلَه فنَقبلَ ضَيــماً أو نُحكّمَ قـاضيـا
ولكنّ حُكـمَ السيـفِ فينا مسلَّطٌ فنرضى إذا ما أصبح السيفُ راضيا
وقد ساءني ما جرّتِ الحربُ بيننا بني عـمِّنا لو كـان أمراً مُـدانـيا
فإن قُلتمُ: إنّا ظُلِمنا، فلـم نـكن ظَـلمْنـا.. ولكنْ قد أسأنا التَّقاضـيا
ثمّ أمر برجلٍ من الأسرى فوبّخه ثمّ قتله، ثمّ صنع مِثْل ذلك بجماعة من وُلْد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وأخذ من الطالبيّين وجعل ينال منهم.. إلى أن ذكر موسى بنَ جعفر عليه السّلام فنال منه. قال: واللهِ ما خرج حسينٌ إلاّ عن أمره، ولا اتّبع إلاّ محبّتَه؛ لأنّه صاحب الوصيّة في أهل هذا البيت، قتلني الله إن أبقيتُ عليه!
فقال له أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ـ وكان جريئاً عليه: يا أمير المؤمنين، أقولُ أم أسكت ؟ فقال: قتلني الله إن عفوتُ عن موسى بنِ جعفر، ولولا ما سمعته من المهديّ، فيما أخبر به المنصور، بما كان به جعفرٌ من الفضل المبرَّز عن أهله في دينه وعلمه وفضله، وما بلغني من السفّاح فيه من تقريظه وتفضيله، لنبشتُ قبرَه وأحرقتُه بالنار إحراقاً!
فقال أبو يوسف: نساؤه طوالق، وعتقَ جميعَ ما يملك من الرقيق، وتصدّق بجميع ما يملك من المال، وحبس دوابّه، وعليه المشي إلى بيت الله الحرام، إن كان مذهب موسى بنِ جعفر الخروج، لا يذهب إليه، ولا مذهب أحدٍ من وُلْده، ولا ينبغي أن يكون هذا منهم.
ثمّ ذكر الزيّدية وما ينتحلون، وقال: وما كان بقيَ من الزيديّة إلاّ هذه العصابة، الذين كانوا قد خرجوا مع حسين بن عليّ، وقد ظفر أمير المؤمنين بهم. ولم يزل يرفق به حتّى سكن غضبه.
قال: وكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام بصورة الأمر، فورد الكتاب، فلمّا أصبح عليه السّلام أحضر أهلَ بيته وشيعته، فأطْلَعهم أبو الحسن عليه السّلام على ما ورد عليه من الخبر، وقال لهم: ما تشيرون في هذا ؟
فقالوا: نشير عليك ـ أصلحك الله ـ وعلينا معك، أن تُباعِدَ شخصَك عن هذا الجبّار، وتُغيّب شخصَك دونه؛ فإنّه لا يُؤمَن شرُّه وعاديته وغشمه، سيّما وقد توعّدك وإيّانا معك.
فتبسّم موسى عليه السّلام ثمّ تمث‍ل ببيت كعب بن مالك أخي بني سَلَمة، وهو:
زعمَتْ سَخينةُ أن ستَغلبُ ربَّها فـَلـَيُـغْـلبَـنَّ مُـغـالِـبُ الـغُـلاّبِ
ثمّ أقبل على مَن حضره من مُواليه وأهل بيته، فقال: ليفرخْ رَوعكم، إنّه لا يَرِد أوّلُ كتاب من العراق إلاّ بموت موسى بن المهديّ وهلاكه.
فقالوا: وما ذلك ـ أصلحك الله ؟!
فقال: سنح لي جدّي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في منامي، فشكوتُ إليه موسى بن المهديّ، وذكرت ما جرى منه في أهل بيته عليهم السّلام وأنا مشفقٌ من غوائله. فقال لي: لِتطبْ نفسُك يا موسى، فما جعل الله لموسى [ أي ابن المهديّ ] عليك سبيلاً. فبينما هو يحدّثني إذ أخذ بيدي وقال لي: قد أهلك اللهُ آنفاً عدوَّك، فليحسنْ لله شكرُك.
ثمّ استقبل أبو الحسن عليه السّلام القِبلة، ورفع يديه إلى السماء يدعو، وكان خاصّته من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه، ومعهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف وأميال ( للكتابة )، فإذا نطق أبو الحسن عليه السّلام بكلمة أو أفتى في نازلةٍ أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك، فسمعناه وهو يقول في دعائه: شكراً لله جلّت عظمته.. إلهي كم من عدوٍّ انتضى علَيَّ سيفَ عداوته... إلى آخر الدعاء ـ وهو دعاء طويل جليل المضامين، وهو المسمّى بدعاء « الجوشن الصغير ».
ثمّ أقبل علينا مولانا أبو الحسن عليه السّلام وقال: سمعتُ أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه أنّه سمع رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: اعترفوا بنعمة الله عليكم، وتوبوا إلى الله من جميع ذنوبكم؛ فإنّ الله يحبّ الشاكرين من عباده.
وتفرّق القوم.. فما اجتمعوا إلاّ لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهديّ، والبيعة لهارون الرشيد.
وفي ذلك يقول بعض مَن حضر موسى بن جعفر عليه السّلام من أهل بيته، يصف تلك الدعوة وسرعة إجابتها:
وساريةٍ لم تَسْرِ في الأرض تبتغي محلاًّ، ولم يقطع بها العبدَ قاطعُ
تمرّ وراءَ اللّيل واللّيـلُ ضـاربٌ بجـثمانـه فيه سمـيرٌ وهـاجعُ
تَـفتّحُ أبـوابُ السمـاء ودونـها إذا قرع الأبوابَ منهـنّ قـارعُ
إذا وردت لـم يَـرْددِ اللهُ وفدَها على أهلهـا، واللهُ راءٍ وسـامـعُ
وإنـّي لأرجـو اللهَ حتـّى كأنّما أرى بجميل الظنّ ما اللهُ صانعُ
وهكذا مات الطاغية قبل أن ينال الإمامَ عليه السّلام بسوء، وانطوت بموته صفحة سوداء
من تاريخ بني العباس، وذلك في الرابع عشر من ربيع الأوّل سنة 170 هـ.

مع هارون الرشيد

تولّى بعد الهادي أخوه هارونُ المعروف بالرشيد، ودام حكمه 23 سنة وشهرين وتسعة وعشرين يوماً، استُشهد الإمام الكاظم عليه السّلام بعد مضي 15 سنة من مُلك هارون الرشيد تقريباً، وذلك سنة 183 هـ، وقيل: سنة 186 هـ.
قال البغداديّ وابن خلِّكان: وأقام [ موسى الكاظم عليه السّلام ] بالمدينة إلى أيّام هارون الرشيد، وتقدّم هارون منصرفاً من عُمرة شهر رمضان سن 179 هـ، فحمل موسى معه إلى بغداد، وحبسه بها إلى أن تُوفّي في محبسه.
وكانت السنون التي قضاها الإمام عليه السّلام في عهد الرشيد أسوأَ ما مرّ به في حياته، فقد سخّر الرشيد كافّة أجهزته القمعيّة لمراقبة الإمام والنيل منه، واستدعاه أكثر من مرّة إلى بغداد في مطلع خلافته وهو حاقد عليه، وكان يضعه في سجنه ثمّ يأمر بإطلاقه بعد مدّة من الزمن، وأحياناً كان يتظاهر بإكرامه وتعظيمه؛ دجلاً ونفاقاً.


أخباره عليه السّلام مع الرشيد

1 ـ عن عبدالرحمان بن صالح الأزديّ، قال: حجّ هارون الرشيد، فأتى قبرَ النبيّ صلّى الله عليه وآله زائراً له، وحوله قريشٌ وأفياء القبائل، ومعه موسى بن جعفر، فلمّا انتهى إلى القبر قال: السّلام عليك يا رسول الله، يا ابنَ عمّي. افتخاراً على من حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السّلام عليك يا أبه. فتغيّر وجه هارون وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقّاً!
2 ـ وفي كامل الزيارات: عن عدّة من أصحابنا، عن سهل، عن عليّ بن حسّان، عن بعض أصحابنا، قال: حضرت أبا الحسن الأوّل عليه السّلام وهارون الخليفة، وعيسى بن جعفر، وجعفر بن يحيى بالمدينة، وقد جاءوا إلى قبر النبيّ صلّى الله عليه وآله.
فقال هارون لأبي الحسن عليه السّلام: تقدّم. فأبى، فتقدّم هارون فسلّم وقام ناحية. فقال عيسى بن جعفر لأبي الحسن عليه السّلام: تقدّم. فأبى، فتقدّم عيسى، فسلّم، ووقف مع هارون.
فقال جعفر لأبي الحسن عليه السّلام: تقدّم. فأبى، فتقدّم جعفر، فسلّم، ووقف مع هارون.
وتقدّم أبو الحسن عليه السّلام فقال: « السّلام عليك يا أبه، أسأل اللهَ الذي اصطفاك واجتباك وهداك، وهدى بك، أن يُصلّيَ عليك ».
فقال هارون لعيسى: سمعتَ ما قال ؟! قال: نعم.
قال هارون: أشهد أنّه أبوه حقّاً.
3 ـ وفي الاختصاص: عن عبدالله بن محمّد السائيّ، عن الحسن بن موسى، عن عبدالله بن محمد النهيكيّ، عن محمّد بن سابق بن طلحة الأنصاريّ، قال: كان ممّا قال هارون لأبي الحسن عليه السّلام حين أُدخل عليه: ما هذه الدار ؟ ( مشيراً إلى دار الدنيا ) فقال عليه السّلام: هذه دار الفاسقين، قال الله تعالى: « سَأصْرِفُ عَنْ آياتيَ الَّذينَ يَتَكَبَّرونَ في الأرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَإنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنوا بِها وَإنْ يَرَوْا سَبيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذوهُ سِبيلاً وَإنْ يَرَوْا سَبيلَ الغَيِّ يَتَّخِذوهُ سَبيلاً »، الآية.
فقال له هارون: فدارُ مَن هي ؟ قال: هي لشيعتِنا فترة، ولغيرهم فتنة.
قال: فما بالُ صاحب الدار لا يأخذها ؟
فقال: أُخِذت منه عامرة، ولا يأخذها إلاّ معمورة.
قال: فأين شيعتك ؟ فقرأ أبو الحسن عليه السّلام: « لَمْ يَكُنِ الَّذينَ كَفَروا مِنْ أهْلِ الكِتابِ وَالمُشْرِكينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأتِيَهُمُ البَيِّنَة ».
قال: فقال له: فنحن كفّار ؟ قال: لا، ولكنْ كما قال الله: « الَّذينَ بَدَّلوا نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً وَأحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ البَوارِ ».
فغضب عند ذلك هارون وغلظ عليه، فقد لقيه أبو الحسن عليه السّلام بمثل هذه المقالة، وما رهبه، وهذا خلاف قول مَن زعم أنّه هرب منه من الخوف.
4 ـ وفي كتاب « أخبار الخلفاء »: أنّ هارون الرشيد كان يقول لموسى بن جعفر عليه السّلام: خُذ فدكاً حتّى أردَّها إليك. فيأبى، حتّى ألحّ عليه، فقال عليه السّلام: لا آخذها إلاّ بحدودها، قال: وما حدودها ؟ قال: إن حددتُها لم تردّها، قال: بحقّ جدّك إلاّ فعلت.
قال: أمّا الحدّ الأوّل فعَدَن. فتغيّر وجه الرشيد، وقال: إيهاً!
قال: والحدّ الثاني سمرقند. فاربدّ وجهه.
قال: والحدّ الثالث إفريقية. فاسودّ وجهه، وقال: هيه!
قال: والرابع سِيف البحر ممّا يلي الجزر وأرمينية.
قال الرشيد: فلم يبقَ لنا شيء، فتحوّلْ إلى مجلسي!
قال موسى عليه السّلام: قد أعلمتُك أنّني إن حددتُها لم تردَّها.
فعند ذلك عزم الرشيد على قتله.
وفي رواية ابن أسباط أنّه قال: أمّا الحدّ الأوّل: فعريش مصر، والثاني: دومة الجندل، والثالث: أُحد، والرابع: سِيف البحر.
فقال: هذا كلّه! هذه الدنيا ؟!
فقال عليه السّلام: هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبي هالة، فأفاء الله على رسوله بلا خيل ولا ركاب، فأمره الله أن يدفعه إلى فاطمة عليها السّلام.
الوشاية به عليه السّلام
لقد كان الحقد من مقوّمات ذات الرشيد، ومن أبرز صفاته النفسيّة، فكان يحمل حقداً لكلّ شخصيّة مرموقة لها المكانة العليا في عصره، فلم يَرُقْ له ـ بأيّ حالٍ ـ أن يسمع الناسَ وهم يتحدّثون عن شخصٍ يتمتّع بمكانة عليا في المجتمع، وذلك لئلاّ يزهدَ الناس فيه، ولكي يحتكر التعاليَ والعظمة والأولويّة لنفسه ولذاته، كما هو دأب الطغاة في كلّ عصر، فقد حسد الرشيدُ البرامكةَ لمّا ذاع صيتهم، فلم يشفِ شأفة نفسه وحرارة حقده إلاّ باستئصالهم وإزالة وجودهم من الأرض.
وكان من الطبيعي أن يحقد الرشيد على الإمام موسى الكاظم عليه السّلام؛ لأنّه ألمع شخصية في عصره علماً وتقوىً وزهداً وخلقاً، فقد تناقل الناس فضائله وتحدّثت جميع الأوساط عن علمه ومواهبه، وذهب جمهورٌ غفير من المسلمين إلى إمامته وأنّه أحقُّ بمنصب الخلافة من هارون.. حتّى إنّ هارون نفسه كان يُقرّ ذلك ويقول لولده المأمون: هذا إمام الناس وحجّة الله على خلقه وخليفته على عباده، واللهِ ـ يا بُنيّ ـ إنّه أحقّ بمقام رسول الله منّي ومن الخَلْق جميعاً، واللهِ لو نازعتَني هذا الأمر لأخذتُ الذي فيه عيناك، فإنّ المُلْك عقيم!
وقال مرّة له: يا بُنيّ، هذا وارث علم النبيّين، هذا موسى بن جعفر، إن أردتَ العلمَ الصحيح فعند هذا.
وقد أُضيف لشخصيّته الحاقدة شهوتُه للمُلك وحبّه للسلطان؛ الذي يضحّي في سبيله بجميع القيم والمقدّسات، فكيف تطيب نفسه وقد رأى الناسَ قد أجمعوا على حبّ الإمام الكاظم عليه السّلام وتقديره!
ويضاف لذلك أيضاً أنّه كان مبغِضاً للعلويّين، وقد ورث العداءَ لهم من آبائه وسلفه الذين نكّلوا بهم، وساموهم وابلاً من العذاب، وساقوهم إلى السجون والقبور، فكان أبغضَ شيءٍ على الرشيد أن يرى عميدَ العلويّين وسيّدهم الإمامَ موسى الكاظم عليه السّلام في دعةٍ واطمئنان دون أن ينكّل به ويودعَه السجن حتّى الموت.
وكان عمدَ فريقٌ من باعة الضمير والدِّين إلى السعي بالإمام الكاظم عليه السّلام والوشاية به عند هارون؛ ليتزلّفوا إليه، وينالوا من حطام دنياه النّزْرَ اليسير، بدعوى أنّ الإمام تُجبى له الأموال الطائلة من شتّى ديار الإسلام، وأنّه يدعو لنفسه بالخلافة ويكتب إلى سائر الأمصار الإسلاميّة يدعوهم إلى نفسه، وما إلى ذلك من البهتان والكذب.

ــــــــــــــــــــــــــ> يــتــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:23


النشاط العلمي للامام الكاظم عليه السلام
إنّ تراث الإمام الكاظم عليه السّلام والذي زوّد به أصحابه وطلاّب مدرسته، هو من أروع ما خلّفه أئمّة المسلمين من الثروات الفكرية، ومن أنفس ما أبقاه علماء الإسلام من التراث العلميّ، فقد تناول كثيراً من العلوم: كعلم الكلام، وعلم الفقه، والتفسير والحديث.. وغيرها من العلوم، يضاف إليها حِكمُه وآراؤه القيّمة التي تناولت: آداب السلوك، والأخلاق، وقواعد الاجتماع، وهي حافلة بأروع صور الفصاحة والبلاغة. وفيما يلي عرض موجز لبعضها:




رسالته (عليه السّلام) في العقل
العقل هو القوة المبدعة التي منحها الله للإنسان، وشرّفه وميّزه به على بقية الموجودات، وجعله خليفة في الأرض، وقد استطاع الإنسان بعقله وتفكيره أن يستخدم الكائنات ويكشف أسرارها ويميط الحجاب عن دقائقها، وأن يغزو الفضاء ويصل إلى الكواكب ويكتشف ما فيها.. كلُّ ذلك وصل إليه الإنسان وسيصل في مستقبله القريب أو البعيد إلى ما هو أعمق وأشمل من ذلك.
لقد انتهى الإنسان في انطلاقه الرائع إلى هذه الاكتشافات المذهلة بفضل عقله وادراكه وعلمه، وقد تحدث الإمام موسى الكاظم عليه السّلام عن أهم آثار العقل واستدل على فضله بالآيات الكريمة، وذلك في حديثه الذهبيّ الذي زوّد به تلميذه هِشامَ بن الحَكَم. ويُعتبر هذا الحديث من أهم الثروات المعرفيّة التي أُثرت عن الإمام، وقد شرحه شرحاً فلسفياً صدُر المتألّهين ملاّ صدرا وقال في تقريضه ما نصُّه:
« هذا الحديث مشتمل على بيان حقيقة العقل بالمعنى المذكور ـ أعني المرتبة الرابعة من العقول الاربعة المذكورة في علم النفس ـ ومحتوٍ على معظم صفاته وخواصّه ومدائحه، ومتضمّن لمعارفَ جليلةٍ قرآنية، ومقاصدَ شريفةٍ إلهيّة.. لم يوجد نظيرها في كثير من مجلدات كتب العرفاء، ولم يُعهَد شبيهها في نتائج أنظار العلماء النظار ذوي دقائق الأفكار، إلاّ منقولاً عن واحدٍ من الأئمّة الأطهار، أو مسنداً من طريقهم أو طريق العامة إلى الرسول المختار صلّى الله عليه وآله. والحديث مشتمل على خطابات ذَكَر في كلٍّ منها باباً عظيماً من العلم، بعضها في العلوم الإلهيّة، وبعضها في علم السماء والعالم، وبعضها في علم الفلكيات، وبعضها في علم الأكوان والمواليد، وبعضها في علم النفس؛ وبعضها في تهذيب الأخلاق وتطهير النفوس من الرذائل، وبعضها في السياسات المدنية، وبعضها في المواعظ والنصائح، وبعضها في علم الزهد وذمّ الدنيا، وبعضها في علم المعاد والرجوع إلى الله، وبعضها في مذمّة الكَفَرة والجهلة وسوء عاقبتهم وانقلاب نشأتهم إلى نشأة البهائم، وأنّهم صُمُّ بُكم عُميٌ لأنهم لا يعقلون.. إلى غير ذلك من العلوم والمعارف ».
وهذا نص حديث الإمام عليه السّلام مشفوعاً بشرح موجز مُقتبَس بعضه مما ذكره الشيخ ملاّ صدرا في تفسيره لهذا الحديث.. قال عليه السّلام.
« يا هِشام، إن الله تبارك وتعالى بشّر أهلَ العقل والفهم في كتابه فقال: « فبَشِّرْ عبادِ * الذين يستمعون القولَ فيتّبِعون أحسَنَه، أولئك الذين هَداهمُ اللهُ وأولئك همُ أُولو الألباب ».
إستدلّ الإمام الكاظم (عليه السّلام) بهذه الآية الكريمة على تقديم أهل العقول المستقيمة على غيرهم، لأنّ الله قد بشّرهم بالهداية والنجاح، وقد تضمنت الآية التي استشهد بها الإمام جملةً من الفوائد العلمية نذكر فائدتين منها:

1 ـ وجوب الاستدلال:
إن الإنسان إذا وقف على جملة من الأمور فيها الصحيح والفاسد، وكان في الصحيح هدايته
وفي السقيم غوايته، فإنّه يتحتّم عليه أن يميّز بينهما، ليعرف الصحيح منها فيتّبعه
والفاسد فيبتعد عنه. ومن الطبيعي أن ذلك لا يحصل إلاّ بإقامة الدليل والحُجّة،
وبهذا يُستدل على وجوب النظر والاستدلال في مثل ذلك.

 ـ 2حدوث الهداية:
دلت الآية على حدوث الهداية وعروضها، ومن المعلوم أنّ كل عارض لابدّ له من مُوجِد
كما لابد له من قابل. أما المُوجِد للهداية فهو الله تعالى ولذلك نسبها إليه بقوله: « أولئك الذين هَداهمُ الله »
وأمّا القائلون لها فهُم أهل العقول المستقيمة، وإلى ذلك أشار تعالى بقوله: « أُولئك هُم أولوا الألباب »..
ومن المعلوم أنّ الإنسان إنّما يقبل المعرفةَ والهداية لا من جهة جسمه وأعضائه،
بل من جهة عقله، فلو لم يكن كاملَ العقل امتنع عليه حصولُ المعرفة والفهم كما هو ظاهر.
وقد أقام الشيخ ملاّ صدرا رحمه الله الدليلَ على حدوث الهداية وعلى أن فاعلها هو الله تعالى، وأطال الكلام في ذلك.
ثمّ قال (عليه السّلام):
« يا هشام، إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحُجج بالعقول، ونصر النبيّين بالبيان،
ودلّهم على ربوبيته بالأدلة فقال: « وإلهُكم إلهٌ واحدٌ لا إلهَ إلاّ هو الرحمنُ الرحيم *
إنّ في خَلْقِ السماواتِ والأرضِ واختلافِ الليلِ والنهارِ والفُلْكِ التي تجري في البحرِ
بما ينفعُ الناسَ وما أنزلَ اللهُ مِن السماء مِن ماءٍ فأحيا به الأرضَ بعدَ موتِها وبثّ فيها
مِن كلِّ دابّةٍ وتصريفِ الرياحِ والسَّحابِ المُسخَّر بين السماءِ والأرضِ لآياتٍ لقومٍ يًعقلون ».
أفاد الإمام الكاظم عليه السّلام في حديثه أنّ الله أكمل نفوس أنبيائه بالعقول الفاضلة، ليكونوا حُججاً على عباده،
وهداةً لهم إلى طريق الخير والنجاة، ولو لم يمنحهم بذلك لما صلحوا لقيادة الأمم وهدايتها، فإنّ الناقص لا يكون مُكمِّلاً لغيره.
لقد نصر الله أنبياءه ببيان الحق، وآيات الصدق، ودلّهم على ربوبيته
وعلّمهم طريقَ معرفته وتوحيدَه بأدلة حاسمة تشهد على وجوده، وتدل على وحدانيته،
والآيات التي دلّهم عليها من آثار خلقه. ومن المعلوم ـ حسب ما ذكره المنطقيّون
ـ أن المعلول يدلّ على العلة، والأثر يدل على المؤثِّر، وقد تضمّنت الآية الكريمة التي تضمنها
حديث الإمام عليه السّلام على جملة من الآثار العظيمة التي يُستدَلّ بها على وجود الله تعالى، وهي:


1 ـ خلق السماوات:

إن مِن أعظم آيات الله الباهرات خَلْقَه للسماوات التي زيّنها بالكواكب تسبح في الفضاء، وتسير في مداراتها، وتتباعد بعضها عن بعض حسب قواعد الجاذبية، وهي مسخرة في حركاتها، وانجذابها وجذبها بأمر الله تعالى.
وممّا لا شبهة فيه أنّ النجوم لم تكن ناشئة عن الصدفة، ولم تكن السماء هي المدبِّرة والخالقة لهذه العوالم؛ إذ كيف يمكن أن تُفسَّر ؟ وكيف نستطيع أن نفسّر هذا الانتظام في ظواهر الكون والعلاقات السببية والتكامليّة والفرضية والتوافقية والتوازنيّة التي تنتظم بسائر الظواهر، وتمتدّ آثارها من عصر إلى عصر ؟ كيف يعمل هذا الكون من دون أن يكون له خالق مدبِّر هو الذي خلقه وأبدعه ؟!
ثمّ قال عليه السّلام: « يا هشام، قد جعل الله ذلك دليلاً على معرفته، بأنّ لهم مدبراً، فقال:

 « وسَخّر لكمُ الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ والنجومُ مُسَخَّراتٌ بأمرِهِ، إنّ في ذلك لآيات لقومٍ يعقلون »، وقال: « هو الذي خَلَقكم مِن ترابٍ ثمّ مِن نُطفةٍ ثمّ مِن عَلَقَةٍ ثمّ يُخرِجُكم طِفلاً ثمّ لِتبلُغوا أشُدَّكم ثمّ لتكونوا شيوخاً، ومنكم مَن يُتَوفّى مِن قبلُ ولِتبلغُوا أجلاً مسمّىً ولعلّكم تَعقِلون ».. وقال: « يُحيي الأرضَ بعدَ موتِها، قد بيّنّا لكمُ الآيات لعلّكم تَعقِلون »، وقال: « وجنّاتٌ مِن أعنابٍ وزرعٌ ونخيلٌ صِنوانٌ وغيرُ صِنوانٍ يُسقى بماءٍ واحدٍ ونُفضِّلُ بعضَها على بعضٍ في الأُكُلِ إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يَعقِلون »، وقال: « ومِن آياتهِ يُريكمُ البرقَ خوفاً وطَمعاً ويُنزِّلُ مِن السماء ماءً فيُحْيي بهِ الأرضَ بعدَ موتِها إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يعقلون »، وقال: « قُلْ تعالَوا أتْلُ ما حَرّم ربُّكم عليكم ألاّ تُشرِكوا به شيئاً وبالوالدَين إحساناً ولا تَقتلوا أولادَكم مِن إملاق نحن نرزقُكم وإيّاهم ولا تقربوا الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بَطَنَ ولا تَقتلوا النفسَ التي حرّم اللهُ إلاّ بالحقِّ ذلكم وصّاكم بهِ لعلّكم تَعقِلون »، وقال: « هل لكم مِن ما ملَكَتْ أيمانُكم مِن شركاءَ فيما رزقناكم فأنتم فيه سَواءٌ تخافونهم كخِيفتِكم أنفسَكم، كذلك نُفصِّل الآياتِ لقوم يَعقِلون ».


استدل عليه السّلام بهذه الآيات الكريمة على آثار الله تعالى الدّالة على وجوده ووحدانيته،
لو أمعن بها العاقل المفكّر وتدّبرها لآمن بذلك ولم يبق عنده أيُّ مجال للشك؛
ولذا كرّرها تعالى في كتابه الحكيم، ثمّ إن الإمام الكاظم عليه السّلام
ذكر بعض الموبقات والجرائم التي حرّمها القرآن، وهي:
وهي:
1 ـ الشرك بالله.
2 ـ عصيان الأبوَين.
3 ـ قتلُ الأولاد خشيةَ إملاق.
4 ـ الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
5 ـ قتل النفس المحترمة.


قال عليه السّلام: « يا هشام، ثمّ وعَظَ أهلَ العقل ورغّبهم في الآخرة، فقال: « وما الحياةُ الدنيا إلاّ لِعبٌ ولَهْوٌ ولَلدارُ الآخرةُ خَيرٌ للذين يتّقون أفلا تَعقِلون ».
استدل عليه السّلام بالآية الكريمة على ترغيب الله تعالى لعباده العقلاء في دار الخلود والنعيم، وذمِّه لدار الدنيا؛ لأنّها محصورة على الأكثر في اللهو واللعب؛ فينبغي للعقلاء أن يزهدوا فيها ويجتنبوا شرَّها وحرامَها، ويعملوا للدار الباقية التي أُعدّت للمتقين والصالحين. ثم قال عليه السّلام:

« يا هشام، ثمّ خوّفَ الذين لا يعقلون عقابَه، فقال تعالى:
ثُمّ دَّمرْنا الآخَرين * وإنّكم لَتمرّون عليهم مُصبِحين * وبالليلِ أفلا تَعقلون »،
وقال: « إنا مُنْزِلون على أهلِ هذه القرية رِجْزاً من السماءِ بما كانوا يَفْسُقون

* ولَقَد تَركْنا فيها آيةً بيّنةً لقومٍ يَعقلون ».

نزلت هذه الآيات في قوم لوط حينما جحدوا الله وكفروا بآياته، فأنزل تعالى بهم عقابه،
وقد جعلهم تعالى عِبرة وموعظة للذين يعقلون، فإنّ فيه تحذيراً لهم من مخالفة المرسَلين،
فإن عاقبة المخالفة والعصيان الدمار والهلاك.
وقال عليه السّلام:
« يا هشام، إن العقل مع العلم.. قال تعالى: « وتلك الأمثالُ نَضرِبُها للناسِ، وما يَعقِلُها إلاّ العالِمون ».
استدل عليه السّلام بالآية الكريمة على ملازمة العقل للعلم، فإن العقل بجميع مراتبه لا ينفك عن العلم ولا يفترق عنه،
وسبب نزول الآية فيما يقوله المفسرون أن الكافرين قالوا: إن الله كيف يضرب الأمثال بالهوامّ والحشرات
كالبعوض والذباب والعنكبوت، والأمثالُ ينبغي أن تُضرب بغير ذلك من الأمور الخطيرة.
وهو منطق هزيل، فإن التشبيه إنما يكون بليغاً فيما إذا كان مؤثّراً في النفس،
فإذا قال الحكيم لِمَن يغتاب إنساناً: إنك بهذه الغيبة كأنك تأكلُ لحم المَيتة؛ لأنّك تغتابه..
فإن هذا يؤثّر في ردعه أكثر مما يؤثر قوله: إن الغيبة حرام، أو تورث العتاب والشحناء بين الناس.
وأشار تعالى بقوله: « وما يعقِلُها إلا العالِمون » إلى أن معرفة حقيقة الأشياء
والتمييز بين صحيحها وسقيمها لا يعقلها إلا من حصل له العلم والمعرفة.


ومن كلامه قال عليه السّلام:
« يا هشام، ثمّ ذَمّ الذين لا يعقلون، فقال: « وإذا قِيل اتّبِعوا ما أنزلَ اللهُ قالوا بل نتّبعُ ما ألفَينا عليه آباءَنا، أوَ لَو كان آباؤُهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون! »، وقال « ومَثَلُ الذين كفروا كَمَثلِ الذي يَنعِقُ بما لا يسمعُ إلا دُعاءً ونداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُم لا يعقِلون »، وقال « ومِنهم مَن يستمعون إليك أفَأنْتَ تُسمِعُ الصُّمَّ ولو كانوا لا يعقلون »، وقال: « أم تَحسَبُ أنّ أكثرَهم يسمعون أو يعقلون، إنْ هُم إلاّ كالأنعامِ بل هُم أضلُّ سبيلا »، وقال: « لا يُقاتلونكم جميعاً إلاّ في قُرىً مُحصّنةٍ أو مِن وراءِ جُدُرٍ، بأسُهم بينَهم شديدٌ، تَحسَبُهم جميعاً وقلوبُهم شتّى، ذلك بأنّهم قومٌ لا يعقلون »، وقال: « وتَنسَون أنفسَكم وأنتُم تَتلُونَ الكتابَ أفَلا تعقلون ».
استدل الإمام (عليه السّلام) بالآيات الكريمة على ذمّ مَن لا يعقِل.
ثمّ قال (عليه السّلام):
« يا هِشام، ثمّ ذمّ اللهُ الكثرةَ فقال: « وإنْ تُطِعْ أكثرَ مَن في الأرض يُضلَّوك عن سبيلِ الله »، وقال: « ولَئِنْ سألتَهم مَن خلَقَ السماواتِ والأرضَ لَيقولُنّ اللهُ قُلِ الحمدُ للهِ، بل أكثرُهم لا يَعلمون »، وقال تعالى: « ولَئِن سألتَهم مَن نَزّل مِن السماءِ ماءً فأحيا بهِ الأرضَ مِن بَعدِ موتِها، لَيقُولُنّ اللهُ، قلِ الحمدُ للهِ بل أكثرُهم لا يعقِلون ».
إستدل (عليه السّلام) بالآيات الثلاث على ذمّ أكثر الناس؛ لأنّهم قد حَجبوا عن نفوسهم الحقَّ وتوغّلوا في الباطل، وغرقوا في الشهوات.. إلاّ مَن رحمه الله منهم وأخرَجَه من الظلمات إلى النور.
ومن كلامه قال (عليه السّلام):
« يا هشام، ثمّ مدَحَ القلّة فقال: « وقليلٌ مِن عبادِيَ الشَّكُور »، وقال: « وقليلٌ ما هُم »، وقال: « وقال رجلٌ مِن آلِ فرعونَ يَكتُمُ إيمانَه: أتقتُلون رجلاً أن يقولَ ربّيَ اللهُ ؟! »، وقال: « ومَن آمن وما آمَنَ مَعَه إلاّ قليل »، وقال: « ولكنّ أكثرَهم لا يَعلمون »، وقال: « وأكثرُهم لا يعقلون ».
استدلّ عليه السّلام بالآيات الكريمة على مدحه قلّةَ المؤمنين، وندرةِ وجودهم. وقد صرّحت الأخبار الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام بذلك، فقال أبو عبدالله الصادق (عليه السّلام): ( المؤمنة أعزُّ مِن المؤمن، والمؤمنُ أعزُّ مِن الكبريت الأحمر، فمَن رأى منكم الكبريتَ الأحمر ؟! ».
ويعود السبب في هذه القلّة إلى أن الإيمان الحقيقي بالله مِن أعظم مراتب الكمال التي يصل إليها الإنسان، وهناك موانع كثيرة تحول دون الوصول إلى هذا الايمان: كانحطاط التربية، وسوء البيئة.. وغيرهما من الحواجز التي تؤدي إلى حجب الإنسان عن خالقه وتماديه في الإثم.
والمراد مِن قوله تعالى: « وقليلٌ مِن عباديَ الشَّكور » ليس معناه التلفّظ بكلمة الشكر لله، بل معناه صرفُ العبد جميعَ ما أنعم اللهُ عليه فيما خُلِق لأجله. وهذه مرتبة عظيمة لا تصدر إلاّ ممّن عرف الله واعتقد بأنّ جميع النعم والخيرات صادرة منه، فيعمل على تحصيل الخير ومحاربة آفات نفسه، وحينئذ يكون من الشاكرين لله. والشكر بهذا المعنى من المقامات العالية التي لا يتصف بها إلاّ القليل.

ونعرض إلى فصل آخر من كلامه قال عليه السّلام:
« يا هِشام، ثمّ ذكر أُولي الألباب بأحسن الذِّكر، وحلاّهم بأحسن الحِلية، فقال: « يُؤتي الحكمةَ مَن يشاءُ ومَن يُؤتَ الحكمةَ فقد أُوتيَ خيراً كثيراً، وما يذَّكَّرُ إلاّ أُولو الألباب »، وقال: « والراسخون في العلمِ يقولون آمنّا بهِ كلٌّ مِن عندِ ربِّنا وما يَذَّكَّرُ إلاّ أُولو الألباب »، وقال تعالى: « إن في خَلْقِ السماواتِ والأرضِ واختلافِ الليلِ والنهارِ لآياتٍ لأُولي الألباب »، وقال تعالى: « أفمَن يعلمُ أَنّما أُنزل إليك مِن ربِّك الحقُّ كمَن هو أعمى، إنّما يتذكّرُ أُولو الألباب »، وقال تعالى: « أمّنْ هوَ قانتٌ آناءَ الليلِ ساجداً وقائماً يَحذرُ الآخرةَ ويرجو رحمةَ ربِّهِ، قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون، إنّما يتذكّرُ أُولو الألباب »، وقال تعالى: « كتابٌ أنزَلْناه إليك مبارَكٌ ليدّبّروا آياتهِ ولِيتذكّرَ أُولو الألباب »، وقال تعالى: « ولقد آتينا موسى الهُدى وأورَثْنا بني إسرائيلَ الكتابَ * هُدىً وذِكرى لأُولي الألباب »، وقال تعالى: « وذَكِّرْ فإنّ الذكرى تَنفعُ المؤمنين ».
استدل (عليه السّلام) بالآيات الكريمة على مدح العقلاء الكاملين، وتفوّقهم على غيرهم، فقد مَدَحهم تعالى بأحسن الصفات، وأضفى عليهم أسمى النعوت.

وقال (عليه السّلام):
« يا هشام، إنّ الله تعالى يقول في كتابه: « إنّ في ذلك لَذكرى لمن كان له قلبٌ » ـ يعني: عقلٌ، وقال تعالى: « ولقد آتَينا لقمانَ الحكمة » يعني الفهم والعقل ».
ذكر عليه السّلام أنه ليس المراد بالقلب الذي ذُكر في الآية الأولى هو العضو الخاصّ الموجود في الإنسان، بل المراد به هو العقل الذي يُدرِك المعاني الكليّة والجزئيّة، ويتوصّل إلى معرفة حقائق الأشياء، وهو في الحقيقة الكيان المعنوي للإنسان. وأشارت الآية الثانية إلى نعمته تعالى على لقمان، فقد وهبه الحكمة وهي من أفضل النعم وأجلّها.
ثمّ أخذ الإمام عليه السّلام يتلو على هشام بعض حِكم لقمان ونصائحه، فقال:
« يا هشام، إنّ لقمان قال لابنه: تواضَعْ للحقّ تكنْ أعقلَ الناس، وإن الكيّس لدى الحق يسير. يا بُنيّ، إنّ الدنيا بحرٌ عميق، قد غَرِق فيه عالَم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكّل، وقيّمها العقل، ودليلها العلم، وسكّانها الصبر ».


ـــــــــــــــــــــــــــ> يــتــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:28


شجاعته واستقامته

لقد حمل الإمام أعباء رسالات الأنبياء بذات العزيمة العظيمة التي كانت للنبيين (ع) . لقد تحدى كل طغيان الإستكبار ، وكل تراكمات الفساد بثقة مطلقة برب العالمين .
حينما يأتيه الفضل بن الربيع ويقول له : استعد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك اللـه فقال (ع) : “ أليس معي من يملك الدنيا والآخرة ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء اللـه “ :
وحينما يدخل على هارون الرشيد ذلك الطاغية الذي كان يخاطب مرة السحاب ويفتخر بسعة سلطانه ، فيقول : شرِّقي غرِّبي فأنّى ذهبت فخراجك إليّ .
يقول له هارون : ما هذه الدار ؟
فقال الإمام : هذه دار الفاسقين ، قال اللـه تعالى :
** سَاَصْرِفُ عَنْ ءَايَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وإِن يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ لاَيُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ** (الاعراف/146)
فقال له هارون : فدار من هي ؟ قال : “ هي لشيعتنا فترة ، ولغيرهم فتنة “ .
قال : فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ فقال : “ أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلاّ معمورة “ .
قال فأين شيعتك ، فقرأ أبو الحسن (ع) :
** لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ** (البَيِّنةِ/1)
قال : فقال له : فنحن كفّار ؟ قال : لا .. ولكن كما قال اللـه :
** الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللـه كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ** (اِبراهيم/28
فغضب عند ذلك وغلّظ عليه (1).
ومن المعتقل حيث تحيط به جلاوزة السلطات المجرمون ، كتب رسالة إلى الرّشيد جاء فيها :
“ إنه لن ينقضيَ عنّي يوم من البلاء إلاّ انقض عنك معه يوم من الرضاء،
حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس له إنقضاء يخسر فيه المبطلون “ 



خلقه وفضائله

إنما جعل اللـه أنبياءه وحملة رسالاته من البشر ، لكي تتم الحجة على الناس فيقتدوا بهم ،

ولو كانوا ملائكة لكان الناس يقولون مالنا والملائكة ، أوليسوا من جنس آخر ؟
بلى وإن الإنسان مفطور على حب الفضيلة ، وإذا تجسدت في شخص ازداد لها حباً ، ودفعته دواعي الخير في ذاته إلى اتباعه ، والسعي لكي يكون مثله .
إنك لو ألقيت على شخص محاضرة مفصّلة عن فضيلة الإحسان فإنه لا يندفع بقدر ما لو حكيت له قصة رجل محسن .
إن مكارم أخلاق الأئمة من أهل البيت (ع) أفضل منهاج تربوي ، وإنهم - بحق - أسمى قدوات الخير والفضيلة ، وإن سيرة حياتهم الحافلة بالمكرمات أقوى حجة على سلامة نهجهم في التربية وسلامة خطتهم في الحياة ، وإن أفكارهم التي تناقلتها الرواة هي التفسير الصحيح للقرآن الحق ، أوليسوا من البشر ؟ إذاً كيف بلغوا هذا الشأن من العظمة ، ألم يبلغوه بتطبيق هذه الأفكار التي رويت عنهم ؟ بلى ، أولسنا نحن أيضاً نريد العظمة ؟ إذاً دعنا نقرأ تلك الأفكار ونتفاعل معها .
والواقع أن التاريخ لم يحفظ لنا من سيرة الأئمة إلاّ قليلاً ، لأنهم كانوا محاصرين إعلامياً من قبل سلطات الجور حتى أن رواية فضيلة لهم كانت تكلِّف في بعض العصور حياة الراوي ، وكان على الشاعر دعبل أن يحمل على كتفه خشبة إعدامه لمدة ربع قرن ، ويهيم على وجهه في القفار لأنه كان يمدح أهل البيت . ومع ذلك فإن ما تبقّى من فضائلهم يعتبر دورة تربوية كاملة لمكارم الأخلاق .
ولأن عاش إمامنا الكاظم (ع) في أشد أيام الصراع وأصعب أوقات التقيّة وسرّية العمل

، فإن اختراق قصصه لحصار السلطات يعتبر معجزة ، وعلينا أن نستدل بما وصلتنا من قصصه وهي قليلة على ما لم تصل إلينا وهي الأكثر . 


علم الامامة
إن قاعدة الرسالات الإلهية قائمة على أساس الإيمان بالغيب ،
وأبرز مظاهر الغيب هو العلم به من قبل عباد اللـه المقربين ، أوليس ذات الكتاب الذي يوحى إلى النبي - أيّ نبي - ويؤمر الناس باتباعه من الغيب ؟
كيف علّم اللـه رسوله النبي الأمي كل تلك الرسالة العظيمة وذلك الكتاب الكريم ، الذي تحدّى العالمين أن يأتوا بمثل بعض سوره أو آياته .
إننا نقرأ في الكتاب حجة عيسى ابن مريم على قومه أن ينبئهم بما يدّخرون في بيوتهم .
وهكذا يكون علم الإمام الإلهي الذي تجاوز حدود علم الناس دليلاً على أنه مؤيد باللـه ، وأنه الإمام ، والحجة على الناس أجمعين .
كيف يكون هذا العلم ؟ هل يكون عبر توارث الحديث عن رسول اللـه عن جبرائيل عن اللـه
، أم عبر نكت في القلوب ونقرٍ في الأسماع ، أو عبر عمود من نور ينظر إليه الإمام
متى شاء اللـه أن يعلم شيئاً فيعلم ، أم بنزول الروح - وهو أعظم من الملائكة - عليه ليلة القدر ؟!
الصحيح أن كل ذلك وربما غير ذلك مما لا نعلم من سبل العلم الإلهي يكون طريق علم الإمام ،
ولم نكلف نحن بمعرفة تفاصيل ذلك ، إنما يكفينا أن الإمام يعلم - بإذن اللـه -
بما يجهله الناس ، وبذلك يفضّل عليهم ، ولا بدّ أن يكون مطاعاً فيهم بإذن اللـه .
جاء في حديث شريف عن أبي عبد اللـه الصادق (ع) :
“ فال قلت : أخبرني عن علم عالمكم ؟ قال : وراثة من رسول اللـه (ص)
ومن علي بن أبي طالب (ع) ، فقلت : إنَّا نتحدث أنه يقذف في قلبه أو ينكث في إذنه ، فقال : أو ذاك “ (1).
أي لعله يكون ذلك .
والإمام الكاظم نطق بعلم الرسالة في كافة الحقول ، ويكفيك وصيته لهشام التي تعتبر خلاصة حكم الأنبياء
، وزبدة رؤى الرسالات ، وما نذكره فيما يلي رشح من بحر علمه الزاخر :
1 - روي أن إسحاق بن عمار قال : ( لما حبس هارون أبا الحسن موسى (ع)
دخل عليه أبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، صاحبا أبي حنيفة فقال أحدهما للآخر
: نحن على أحد الأمرين ، إما أن نساويه أو نشكله ، فجلسا بين يديه ، فجاء رجل كان موكلاً
من قبل السندي بن شاهك ، فقال : إن نوبتي قد انقضت وأنــا على الإنصراف
فإن كان لك حاجة أمرتني حتى آتيك بها في الوقت الذي تخلفني النوبة ؟ فقـال : مالي حاجة ، فلما أن خرج قال لأبي يوسف :
( ما أعجب هذا يسألني أن أكلفه حاجة من حوائجي ليرجع وهو ميت في هذه الليلة ) .
فقاما فقال أحدهما للآخر : إنا جئنا لنسأله عن الفرض والسنَّة وهو الآن جاء بشيء آخر كأنه من علم الغيب .
ثم بعثا برجل مع الرجل فقالا : إذهب حتى تلزمه وتنظر ما يكون من أمره في هذه الليلة وتأتينا بخبره من الغد ، فمضى الرجل فنام في مسجد في باب داره ، فلما أصبح سمع الواعية ورأى الناس يدخلون داره فقال : ما هذا ؟ قالوا قد مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علة ، فانصرف إلى أبي يوسف ومحمد واخبرهما الخبر ، فأتيا أبا الحسن (ع) فقالا : قد علمنا أنك أدركت العلم في الحلال والحرام فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك أنه يموت في هذه الليلة ؟ قال :
( من الباب الذي أخبر بعلمه رسول اللـه (ص) علي بن أبي طالب (ع) ) . فلمّا ردّ عليهما هذا بقيا لا يحيران جواباً ) (2) .
هكذا أوتي الإمام موسى بن جعفر (ع) علم المنايا كما أوتي ذلك من قبل أنبياء اللـه وأوليائه الكرام .
2 - وكذلك أوتي علم منطق الناس بإذن اللـه تعالى ، فقد جاء في الحديث عن ابن أبي حمزة قال : (كنت عند أبي الحسن موسى (ع) إذ دخل عليه ثلاثون مملوكاً من الحبشة اشتروا له ، فتكلم غلام منهم فكان جميلاً بكلام فأجابه موسى (ع) بلغته ، فتعجب الغلام وتعجبوا جميعاً وظنوا أنه لا يفهم كلامهم ، فقال له موسى : إني لأدفع إليك مالاً فادفع إلى كل منهم ثلاثين درهماً ، فخرجوا وبعضهم يقول لبعض : إنه أفصح منا بلغاتنا ، وهذه نعمة من اللـه علينا .
قال علي بن أبي حمزة : فلما خرجوا قلت : يابن رسول اللـه رأيتك تكلم هؤلاء الحبشيين بلغاتهم ؟! قال : نعم ، قال : وأمرت ذلك الغلام من بينهم بشيء دونهم ؟ قال : نعم أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً ، وأن يعطي كل واحد منهم في كل شهر ثلاثين درهماً ، لأنه لما تكلم كان أعلمهم فإنه من أبناء ملوكهم ، فجعلته عليهم وأوصيته بما يحتاجون إليه ، وهو مع هذا غلام صدق ، ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياهم بالحبشة ؟ قلت : إي واللـه قال : ( لا تعجب فما خفي عليك من امري أعجب وأعجب ، وما الذي سمعته مني إلاّ كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة ، أفترى هذا الذي يأخذه بمنقاره ينقص من البحر ؟! والإمام بمنزلة البحر لا ينفذ ما عنده وعجائبه أكثر من عجائب البحر ) (3) .
3 - وجاء في حديث آخر يرويه علي بن حمزة قال : ( أرسلني أبو الحسن (ع) إلى رجل قدّامه طبق يبيع بفلس فلس وقال : أعطه هذه الثمانية عشر درهماً وقل له : يقول لك أبو الحسن : انتفع بهذه الدراهم فإنهــا تكفيك حتى تموت ، فلما أعطيته بكى ، فقلت : وما يبكيك ؟ قال : ولم لا أبكي وقد نعيت إليّ نفسـي ، فقلت : وما عند اللـه خير مما أنت فيه ، فسكت وقال : من أنت يا عبد اللـه ؟ فقلت علي بن أبي حمزة ، قال : واللـه لهكذا قال لي سيدي ومولاي أني باعث إليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي ، قال علي : فلبثت نحواً من عشرين ليلة ثم أتيت إليه وهو مريض فقلت : أوصني بما أحببت أنفذه من مالي ، قال : إذا أنا متّ فزوج ابنتي من رجل دين ، ثم بع داري وادفع ثمنها إلى أبي الحسن ، واشهد لي بالغسل والدفن والصلاة . قال : فلما دفنته زوّجت ابنته من رجل مؤمن وبعت داره وأتيت بثمنها إلى أبي الحسن (ع) فزكاه وترحم عليه وقال : رد هذه الدراهم فادفعها إلى ابنته ) (4) .
4 - وإذا كان علم الأئمة من اللـه ، فإن اللـه سبحانه لا يعجزه شيء في السماوات والأرض ، وقد تقضي حكمته أن يجعل علمه عند صبي في المهد ، كما فعل بالمسيح عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا (ع) ، وهكــذا أظهر قدرته في شخص الإمام الكاظم (ع) حيث جاء في حديث شريف مأثور عن عيسى شلقان قال : ( دخلت على أبي عبد اللـه (ع) وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئاً من قبل أن أجلس : ما منعك أن تلقى ابني موسى فتسأله عن جميع ما تريد ؟ قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح (ع) وهو قاعد في الكتّاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدئاً : يا عيسى إن اللـه أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحوّلوا عنها ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنها أبداً ، وإن قوماً إيمانهم عارية ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان فسلبه اللـه إياه ، فضممته إليّ وقبلت ما بين عينيه وقلـت : ذرية بعضها من بعض .
ثم رجعت إلى الصادق (ع) فقال : ما صنعت ؟ قلت : أتيته فأخبرني مبتدئاً من غير أن أسأله عن جميع ما اردت ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الأمر ، فقال : يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف ، لأجابك فيه بعلم ثم اخرجه ذلك اليوم من الكتاب ) (5).
5 - حينما يسقط الحجاب بين الرب وعبده ، وحينما يبلغ الصفاء الروحي والمعرفة الإلهية القمة ، فإن الدنيا تاتي مطيعة للعبد الصالح ، كما قال اللـه في الحديث القدسي :
“ عبدي ، أطعني تكن مِثلي ( أو مَثَلي ) أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون “ .
هكذا يروي لنا شقيق البلخي جانباً من الكرامة التي خصها اللـه تعالى لإمامنا السابع موسى بن جعفر (ع) فيقول : ( خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسية فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم ، فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف ، فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم ، واللـه لأمضين إليه ولأوبخنَّه ، فدنوت فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق:
** اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ** (الحُجُرات/12)
ثم تركني ومضى ، فقلت في نفسي إن هذا الأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي ونطق بإسمي ، وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنَّه ولأسألنه أن يحللني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني ، فلما نزلنا واقصة وإذا به يصلّ وأعضاؤه تضطرب ، ودموعه تجري فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلّه .
فصـبرت حتى جلس ، وأقبلت نحوه فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق اتلُ : ** وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ** (طه/82)
ثم تركني ومضى ، فقلت : إن هذا الفتى لّمِنَ الأبدال ، لقد تكلّم على سرّي مرتيــن ، فلما نزلنا زُبالـة إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركــوة يريد أن يسقي ماءً ، فسقطت الركوة من يده في البئر وانا أنظر إليه ، فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول :
أنــت ربـي إذ ظمئت إلـى الماء * وقوتـي إذا أردت الطعــــامـا
“ اللـهم سيدي مالي غيرها فلا تعدمنيها “ .
قال شقيق : فواللـه لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها فمد يده وأخذ الركوة وملأها ماءً ، فتوضأ وصلى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب ، فأقبلت إليه وسلّمت عليه ، فرد عليّ السلام فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم اللـه عليك ، فقال : يا شقيق لم تزل نعمة اللـه علينا ظاهرة وباطنة فاحسن ظنك بربك ، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر ، فواللـه ما شربت ألذّ منه ولا أطيب ريحاً فشبعت ورويت وأقمت أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً .
ثم لم أره حتى دخلنا مكة ، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نصف الليل قائما يصلي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبّح ، ثم قام فصلّى الغداة وطاف بالبيت أسبوعاً وخرج فتبعته ، وإذا له غاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه ، فقلت لبعض من رأيته بقرب منه : من هذا الفتى ؟
فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)
فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيد ،

ولقد نظم بعض المتقدّمـين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال :
ســـل شقـــيــق البلخــــي عـــنه ومــــــا * عـا يــن منـــه ومـــا الــــذي كــان أبصـرْ
قــــال لمـــا حجـــجــت عــاينـت شخصــاً * شــاحـــب اللون ناحــــل الجـــسم أســمرْ
ســــائـراً وحـــــده ولـــيـس لــــــــه زا د * فـــمــــــــازلـــــت دائـــمـــــــا اتـــفـــكــــرْ
وتـــــوهـــمـت أنـــــه يـــسـأل النــــــاسّ * ولـــــم أدر أنـــه الحــــــج الأكــــــبــــــــر
ثـــم عـــايـــنـــتــــــه ونـــحـــن نــــــزول * دون فيـدٍ عَـــلــى الكثـــيـــب الأحـــمــــــر
يضــع الـــرمل فـي الإنـــاء ويـشـــربـــــ * ــهْ فـــنــــاديتــه وعـــقـــلــــي مـــحـــيـــر
أسقـنــي شربـــــة فــــنــاولـــنــي مـــنــــ * ـهُ فـــعــــايـــنـــتـــــه ســويـــقـاً وسكّـــــر
فســألت الحجـــيج مــــن يــــــــك هــذا ؟ * قيل هـذا الإمـام موسى بــن جعفـر


ـــــــــــــــــــــــ> يــتـبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:33

معاجز الامام الكاظم عليه السلام
هناك فرق كبير بين فكرة الغلو المرفوضة عند المسلمين بشدة ، وبين الإعتقاد بكرامة أولياء اللـه ، واستجابة اللـه دعائهم ، ونظرهم بنور اللـه إلى الحقائق .
ذلك أن فكرة الغلو تسمو بالشخص إلى درجة الألوهية وترى أن الرب سبحانه وتعالى يحل في عباده ، حتى يصبح العبد هو الرب بروحه ، وتكون قدراته آنئذٍ ذاتية .
بينما الإعتقاد بالإعجاز لدى أولياء اللـه يعكس التوحيد الخالص حيث يرفض أي تحول ذاتي في شخص النبي أو الإمام أو الولي ، إنما يعني تفضيل اللـه لعباده المخلصين ، وإكرامهم بالعلم أو القدرة .
وفي الوقت الذي نجد الآيات القرآنية تقدس اللـه وتسبّحه وتذكرنا باستحالة حلوله في شيء أو شخص وتندد بعقائد الشرك ، في ذات الوقت تذْكر لنا معاجز الأنبياء (ع) التي دلّت على كرامتهم عند اللـه ، حيث أجرى اللـه على أيديهم تلك المعاجز فيقول اللـه سبحانه في شأن عيسى ابن مريم (ع) :


* وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِاَيَةٍ مِن رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ
 فَاَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللـه وَاُبْرِئُ اْلأَكْمَهَ وَاْلأبْرَصَ وَاُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللـه وَاُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ
 وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ** (آل عمران/49)

إن تكرار كلمة ( بإذن اللـه ) يدلل على أن تلك المعاجز لا تعني حلولاً إلهياً في شخص عيسى
 ليجعله ابناً لله سبحانه وتعالى عما يقوله المشركون ، بل على أن اللـه يهب لعبده ما يشاء وكيف يشاء ومتى يشاء .
وهكذا كانت عقيدة المسلمين في الأئمة (ع) والأولياء بأن اللـه قد أكرمهم بالعلم والقدرة ،
 وهذا من صميم عقيدة التوحيد ، أوليس اللـه بقادر على أن يكفي عبده وينصره ويطلعه على غيبه إذا ارتضاه ؟
ولِمَ لا يفعل الرب بعبده المطيع له المخلص في العبادة مثل ذلك ؟ أوليس اللـه يحب التوّابين ويحب المتطّهرين
 ويحب المتوكّلين ، ويحب من يطيعه ، ويجزي من يعبده ، ويجزي المتصدقين ، ويجزي المحسنين ،
 ويكرم المتقين ، ويسلّم ويصلي على عباده الصابرين ؟ كما نقرأ في أكثر سور القرآن الكريم.
إن من لا يعتقد بالتأييد الإلهي لعباده الصالحين وفي طليعتهم الأئمة المعصومين (ع)
، ويثير الشكوك حول معاجزهم ، يكاد يكفر بروح القرآن وباطنه ومحتواه وأعظم معانيه .
إن لبّ رسالات اللـه هو الإعتقاد بأن اللـه مهيمن على عرش القدرة ، ويفعل ما يشاء
وأنه لا يفعل إلاّ بحكمة بالغة ، وخلاصة الحكمة جزاء من أحسن وعقاب من أساء
، فإذا كـان سواء عنده من أحسن ومن أساء وكان لا ينصر عباده المؤمنين ولا يخذل الكفار والمنافقين
، فما هي فائدة الإيمان بقدرته وحكمته و. و ..
وهكذا كان الإمام موسى بن جعفر حليف القرآن ، وأعبد الناس للرب في عصره
، وأعظم المطيعين للخالق ، كان له من المعاجز والكرامات ما اعترف بها المسلمون جميعاً
، ولا يسعنا أن نذكر فيما يلي إلاّ قليلاً منها (1):

 - لقد أنقذ اللـه سبحانه عبده الصالح موسى بن جعفر (ع) من طغاة عصره بفضل توكله عليه وتبتله إليه ، وكذلك ينجي اللـه المؤمنين .
جاء في الحديث عن عبيد اللـه بن صالح قال : حدثني حاجب الفضل بن الربيع عن الفضل بن ربيع قال : كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواريّ فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك فقالت الجارية : لعل هذا من الريح ، فلم يمض إلاّ يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح ، وإذا مسرور الكبير قد دخل عليّ فقال لي : أجب الأمير ، ولم يسلّم عليّ .
فيئست من نفسي وقلت : هذا مسرور ، دخل إليّ بلا إذن ولم يسلم ، ما هو إلاّ القتل ، وكنت جنباً فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل ، فقالت لي الجارية : لما رأت تحيّري وتبلّدي : ثق باللـه عزّ وجلّ وانهض ، فنهضت ، ولبست ثيابي ، وخرجت معه حتى أتيت الدار ، فسلمت على أمير المؤمنين وهو في مرقده فرد عليَّ السلام فسقطت فقال : تداخلك رعب .؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فتركني ساعة حتى سكنت ثم قال لي : صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر بن محمد وادفع إليه ثلاثين ألف درهم ، واخلع عليه خمس خلع ، واحمله على ثلاث مراكب ، وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أيّ بلد أراد وأحب .
فقلت : يا أمير المؤمنين تأمر بإطلاق موسى بن جعفر ؟ قال : نعم فكرّرت ذلك عليه ثلاث مرات ، فقال لي : نعم ويلك أتريد ان أنكث العهد ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين وما العهد ؟ قال : بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه فقعد على صدري وقبض
على حلقي وقال لي : حبست موسى بن جعفر ظالماً له ؟ فقلت : فأنا أطلقه وأهب له ، وأخلع عليه ، فأخذ عليّ عهد اللـه عزّ وجلّ وميثاقه ، وقام عن صدري ، وقد كادت نفسي تخرج .
فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر (ع) وهو في حبسه ، فرأيته قائماّ يصلي فجلست حتى سلم ، ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين ، وأعلمته بالذي أمرني به في أمره ، وأني قد أحضرت ما وصله به ، قال : إن كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله ؟ فقلت : لا وحق جدّك رسول اللـه ما أمرت إلاّ بهذا ، فقال : لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال إذ كانت فيه حقوق الأمة فقلت : ناشدتك باللـه أن لا ترده فيغتاظ ، فقال : إعمل به ما أحببت ، وأخذت بيده (ع) وأخرجته من السجن .
ثم قلت له : يابن رسول اللـه أخبرني بالسبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل ، فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك ، ولما أجراه اللـه عزّ وجلّ علي يدي من هذا الأمر ، فقال (ع) : رأيت النبي (ص) ليلة الأربعاء في النوم فقال لي : يا موسى أنت محبوس مظلوم ؟ فقلت : نعم يا رسول اللـه محبوس مظلوم ، فكرر عليً ذلك ثلاثاً ثم قال :
** وإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ** (الانبياءِ/111) أصبح غداً صائماً وأتبعه بصيام الخميس والجمعة ، فإذا كان وقت الإفطار فصلّ اثنتي عشر ركعة تقرأ في كلّ ركعة الحمد واثنتي عشرة مرة قل هو اللـه أحد ، فإذا صلّيت منها أربع ركعات فاسجد ثم قل : يا سابق الفوت يا سامع كلّ صوت يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت ، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وأن تعجل لي الفرج مما أنا فيه “ ففعلت فكان الذي رأيت (2).
2 - وقد دعا سيدنا الكاظم (ع) لإنقاذ بعض المؤمنين من شيعته من ظلم الطاغية ن فاستجاب اللـه دعاءه حيث جاء في التاريخ عن صالح بن واقد الطبري قال : دخلت على موسى بن جعفر فقال : يا صالح إنه يدعوك الطاغية يعني هارون فيحبسك في محبسه ويسألك عني فقل إني لا أعرفه ، فإذا صرت إلى محبسه فقل من أردت أن تخرجه فأخرجه بإذن اللـه تعالى ، فدعاني هارون من طبرستان فقال : ما فعل موسى بن جعفر فقد بلغني أنه كان عندك ؟ فقلت : ما يدريني من موسى بن جعفر ؟ أنت يا أمير المؤمنين أعرف به وبمكانه ، فقال : اذهبوا به إلى الحبس ، فواللـه إني لفي بعض اللّيالي قاعد وأهل الحبس نيام إذ أنا به يقول : يا صالح ، قلت : لبيك قال : صرت إلى ههنا ؟ فقلت : نعم يا سيدي ، قال: قم فاخرج واتبعني ، فقمت وخرجت ، فلما صرنا إلى بعض الطريق قال : صالح يا رسول اللـه محبوس مظلوم فكرر عليّ ذلك ثلاثاً ، ثم قال :
السلطان سلطاننا كرامة من اللـه أعطاناها ، قلت : يا سيدي فأين أحتجز من هذا الطاغية ؟ قال : عليك ببلادك فارجع إليها فإنه لن يصل إليك ، قال صالح : فرجعت إلى طبرستان ، فواللـه ما سأل ولا أدري أحبسني أم لا (3).
3 - وكان يؤدب شيعته على التقوى ، ويعطيه الرب نوراً يعلم به خباياهم ، فقد جاء في الحديث عن عبد اللـه بن القاسم بن الحارث البطل ، عن مرازم قال : ( دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها ، فجئت بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي ، فوضعت يدي على صدرها فبادرتني حتى دخلت ، فلما أصبحت دخلت على أبي الحسن (ع) فقال : يا مرازم ليس من شيعتنا من خلا ثم لم يرع قلبه ) (4).
4 - وينتفع بعلمه الإلهي في سبيل تربية شيعته على الانضباط ، باعتباره ضرورة قصوى في سائر حقول الحياة ، وبالذات حقل الجهاد ، جاء في الآثار :
عن محمد بن الحسين بن علي عن حسان الواسطي ، عن موسى بن بكر قال : ( دفع إليّ أبو الحسن الأول (ع) رقعة فيها حوائج وقال لي : إعمل بما فيها ، فوضعتها تحت المصلّى ، وتوانيت عنها ، فمررت فإذا الرقعة في يده ، فسألني عن الرقعة فقلت : في البيت ، فقال : يا موسى إذا أمرتك بالشيء فاعمله وإلاّ غضبت عليك (5) .
5 - وربما اقتضى الأمر الإعجاز بهدف تأديب الشيعة على التواضع للحق ، والإبتعاد عن الكبر والتعالي للارتفاع بهم إلى مستوى ( حزب اللـه ) الذين لا يتمايزون عن بعضهم بما يملكون من مال أو علم أو منصب ، دعنا نقرأ معاً قصة علي بن يقطين ، وهو وزير في سلطان الطغاة ، وبحكم منصبه ربما أخذه الغرور وتعالى على سائر المؤمنين ، لننظر كيف يؤدبه الإمام ، ويستخدم قدرته الإلهية لتربية روح التقوى فيه .
عن محمد بن علي الصوفي قال : ( استأذن إبراهيم الجمّال رضي اللـه عنه على أبي الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه ، فحج علي بن يقطين في تلك السَّنة فاستأذن بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر فحجبه ، فرآه ثاني يومه فقال علي بن يقطين : سيدي ما ذنبي ؟ فقال : حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمال ، وقد أبى اللـه أن يشكر سعيك أو يغفر لك حجب إبراهيم الجمّال ، فقلت : يا سيدي ومولاي من لي بإبراهيم الجمّال في هذا الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة ؟ فقال : إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك من غير أن يعلم بك أحد من أصحابك وغلمانك واركب نجيباً هناك مسرجاً ، قال : فوافى البقيع وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على باب إبراهيم الجمّال بالكوفة ، فقرع الباب وقال : أنا علي بن يقطين.
فقال إبراهيم الجمّال من داخل الدار : وما يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي ؟! فقال علي بن يقطين : يا هذا إن أمري عظيم ، وآلى عليه أن يأذن له ، فلما دخل قال : يا إبراهيم إن المولى (ع) أبى أن يقبلني أو تغفر لي ، فقال : يغفر اللـه لك فآلى علي بن يقطين على إبراهيم الجمّال أن يطأ خده فامتنع ابراهيم من ذلك ، فآلى عليه ثانياً ففعل ، فلم يزل ابراهيم يطأ خده ، وعلي بن يقطين يقول : اللـهم اشهد ، ثم انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر (ع) بالمدينة ، فأذن له ودخل عليه فقبله ) (6) .

6 - باعتباره قائد المسلمين ، وخليفة رسول اللـه (ص) الذي تحلّى بمكارم الخلق المحمدي ، فإنه كان رحيماً بالمؤمنين عزيزاً عليه ما عندتم .
وكثيراً ما كان ينظر بنور اللـه فيرى الضر الّذي قد يلحق بهم فيبادر برفعه عنهم بطريقة أو باخرى حتى ولو كان من النوع الفردي أو الجزئي ، دعنا نقرأ معاً القصة التالية :
عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : ( كتب إليّ أبو الحسن (ع) - قال عثمان بن عيسى وكنت حاضراً بالمدينة - : تحوّل عن منزلك ، فاغتمَّ بذلك ، وكان منزله منزلاً وسطاً بين المسجد والسوق ، فلم يتحوّل ، فعاد إليه الرسول : تحوّل عن منزلك ، فبقي ، ثم عاد إليه الثالثة : تحوّل عن منزلك ، فذهب وطلب منزلاً وكنت في المسجد ، ولم يجيء إلى المسجد إلاّ عتمة فقلت له : ما خلّفك ؟ فقال : ما تدري ما أصابني اليوم ؟ قلت : لا ، قال : ذهبت أستقي الماء من البر لأتوضأ فخرج الدلو مملوءاً خرءاً وقد عجّنا خبزنا بذلك الماء ، فطرحنا خبزنا وغسلنا ثيابنا ، فشغلني عن المجيء ، ونقلت متاعي إلى البيت الذي أكتريته ، فليس بالمنزل إلاّ الجارية ، الساعة أنصرف وآخذ بيدها ، فقلت : بارك اللـه لك ، ثم افترقنا ، فلمّا كان سحراً خرجنا إلى المسجد فقال : ما ترون ما حدث في هذه الليلة ؟ قلت : لا “ قال : سقط واللـه منزلي ، السفلى والعليا ) (7) .
هكذا قدم الإمام نصيحته لشيعته في مسألة حياتية جزئية ولكنها هامة بالنسبة إلى الفرد المؤمن صاحب المسألة ، وفي واقعة أخرى نجد الإمام ينصح الفرد في مسألة تجارية تبدو هي الأخرى جزئية ولكنها تكشف عن حقيقة الإهتمام بامور المسلمين ، والواقعة رويت هكذا :
عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن عثمان بن عيسى قال : ( أبو الحسن (ع) لإبراهيم بن عبد الحميــد ، ولقيه سحراً وإبراهيم ذاهب إلى قبا ، وأبو الحسن (ع) داخل إلى المدينة فقال : يا إبراهيـم فقلــت : لبيك ، قال : إلى أين ؟ قلت : إلى قبا ، فقال : في أي شيء ؟ فقلت : إنَّا كنا نشتري في كل سنة هذا التمر فأردت أن آتي رجلا من الأنصار فأشتري منه من الثمار ، فقال : وقد أمنتم الجراد ، ثم دخل ومضيت أنا فأخبرت أبا العز ، فقال : لا واللـه لا أشتري العام نخلة ،
 فما مرت بنا خامسة ، حتى بعث اللـه جراداً فأكل عامة مافي النخل )

عشرون عاماً والجراح تتمتم .. والحزن والآهات فيها ترسمُ
وأنا الذي تاهت أحاسيس الجوى .. في اصغري فصار بوحيَ أبكم
عشرون عاماً في حياتك تلتقي .. الآلام والأيام فيك محرم
يا سيدي يا كاظم الغيظ الذي .. صلى بواديك الحطيم وزمزم
يا كاظم سيَرُ البلاء طويلة .. لا أبتدى في حصرها أو أختم
يا سيدي أرض السجون حزينة .. والحزن من أناته يتألم
في ظلمة مسكونة ندباً له .. في قيده حتى استثار المعصم
أواه يا سجن الإمام أما ترى .. روح الإمام بشجوها تتكلم
أحنت عليه النائبات ذيولها .. وانصبَّ حقد من غاصبين أقدم

ـــــــــــــــــــــــــــ> يــتــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:39



في فضل زيارة الكاظميين عليهما السلام وكفيتها
اعلم انّه قد ورد لزيارة هـذين الامامين المعصومين فضل كثير وفي اخبار كثيرة
انّ زيارة الامام مُوسى بن جعفر (عليهما السلام) هي كزيارة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وفي رواية : من زاره كان كما لو زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين .
وفي حديث آخر : انّ زيارته مثل زيارة الحسين (عليه السلام) .
وفي حديث آخر : من زاره كان له الجنّة .
وروى الشّيخ الجليل محمّد بن شهر آشوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب، باسناده عن عليّ بن خلال ، قال : ما اهمّني أمر فقصدت موسى بن جعفر (عليهما السلام) وتوسّلت به الاّ سهّل الله لي، وقال ايضاً : ورؤي في بغداد امرأة تهرول ، فقيل لها: الى أين ؟ قالت : الى موسى بن جعفر (عليه السلام) فانّه حُبس ابني ، فقال لها حنبلي مُستهزئاً: انّه قد مات في الحبس ، فقالت : بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتك، فاذا بابنها قد اطلق واخذ ابن المستهزيء بجنايته .
وروى الصّدوق عن ابراهيم بن عقبة قال : كتبت الى الامام عليّ النّقي (عليه السلام)عن زيارة الحسين (عليه السلام)وزيارة الامام مُوسى بن جعفر والامام محمّد التّقي (عليهما السلام) أي اسأله عن أيّهما أفضل . فكتب اليّ: أبو عبد الله (عليه السلام) المقدّم وزيارتهما اجمع واعظم أجراً .
وامّا في كيفيّة زيارتهما (عليهما السلام) فاعلم انّ الزّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشترك بين هذين الامامين (عليهما السلام) وبعضها يخصّ احدهما ، امّا ما يخصّ الامام مُوسى (عليه السلام) فهي على ما رواه السّيد ابن طاوُس في المزار كما يلي : اذا أردت زيارته (عليه السلام) فينبغي أن تغتسل ثمّ تأتي المشهد المقدّس وعليك السّكينة والوقار ، فاذا أتيته فقِف على بابه وقُل :
اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى هِدايَتِهِ لِدِينِهِ وَالتَّوْفيقِ لِما دَعا اِلَيْهِ مِنْ سَبيلِهِ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ اَكْرَمُ مَقْصُود، وَاَكْرَمُ مَأتِيٍّ وَقَدْ اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ وَاَبْنائِهِ الطَّيِّبينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَلا تَقْطَعْ رَجائي وَاجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً في الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ .
ثمّ ادخل وقدّم رجلك اليُمنى وقُل :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ .
فاذا وصلت باب القُبّة فقِف عليه واستأذن ، تقول :
أاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ، أَاَدْخُلُ يا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ، أَاَدْخُلُ يا اَبا مُحَمَّد عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، أَاَدْخُلُ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَاَدْخُلُ يا اَبا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَر، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ .
وادخل وقُل أربعاً : اَللهُ اَكْبَرُ، ثمّ قِف مستقبل القبر واجعل القِبلة بين كتفيك وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ولِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَابْنَ اَمينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدّينِ وَالتُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الاَْوْصِياءِ السّابِقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ الْمُبينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعِلْمِ الْيَقينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الصّالِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الزّاهِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْعابِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ السَّيِّدُ الرَّشيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما حَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْكامَ اللهِ، وَتَلَوْتَ كِتابَ اللهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِ اللهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ وَاَجْدادُكَ الطَّيِّبُونَ الاَْوْصِياءُ الْهادُونَ الاَْئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤمِنينَ، وَاَنَّكَ اَدَّيْتَ الاَْمانَةَ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِيانَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ وَاَشْرَفَ الْجَزاءِ، اَتَيْتُكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً، عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ، عائِذاً بِقَبْرِكَ، لائِذاً بِضَريحِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَى اللهِ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالْهُدَى الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَبِالْعَمَى الَّذي هُمْ عَلَيْهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي وَاَهْلي وَمالي وَوَلَدي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى، وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَيْهِ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رِبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي، وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمي، وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتي، وَيَمْحُوَ عَنّي خَطيئاتي وَيُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ اَهْلُهُ، وَيَغْفِرَ لي وَلاِبائي وَلاِِخْواني وَاَخَواتي وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ.
ثمّ تنكب على القبر وتقبّله وتعفّر خدّيك عليه وتدعو بما تريد ثمّ تتحوّل الى الرّأس وتقُول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادِي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ وَاَنَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزيلِ وَصاحِبُ التَّأويلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالاِْنْجيلِ، وَالْعالِمُ الْعادِلُ وَالصّادِقُ الْعامِلُ، يا مَوْلايَ اَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِمُوالاتِكَ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَاَجْدادِكَ وَاَبْنائِكَ وَشيعَتِكَ وَمُحِبّيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ تصلّي ركعتين للزّيارة تقرأ فيهما سورة يس والرّحمن أو ما تيسّر من القرآن ثمّ ادعُ بما تريد .
زيارة اُخرى لمُوسى بن جعفر (عليهما السلام)
قال المفيد والشّهيد ومحمّد ابن المشهدي : اذا أردت زيارته ببغداد فاغتسل للزّيارة واقصد المشهد وقِف على الباب الشّريف واستأذن ثمّ ادخُل وأنت تقول :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلى اَوْلِياءِ اللهِ، ثمّ امضِ حتّى تستقبل قبر موسى بن جعفر (عليهما السلام) فاذا وقفت عند قبره فقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ مُحْتَسِباً، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَوْلى بِاللهِ وِبِرَسُولِهِ وَاَنَّكَ اِبْنُ رَسُولِ اللهِ حَقّاً اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِمُوالاتِكَ، اَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضَع خدّيك عليه وتحوّل الى عند الرّأس وقِف وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ صادِقٌ اَدَّيْتَ ناصِحاً وَقُلْتَ اَميناً وَمَضَيْتَ شَهيداً، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى الْهُدى وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَاَبْنائِكَ الطّاهِرينَ، ثمّ قبّل القبر وصلّ ركعتين وصلّ بعدهما ما أحببت واسجُد وقُل : اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَاِلَيْكَ قَصَدْتُ وَبِفَضْلِكَ رَجَوْتُ، وَقَبْرَ اِمامِيَ الَّذي اَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرْتُ، وَبِهِ اِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي اَوْجَبْتَ عَلى نَفْسِكَ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنينَ يا كَريمُ، ثمّ أقلب خدك الايمن وقل: الّلهمَّ قَدْ عَلِمتَ حَوائِجِي فَصَلِّ على مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَاقْضِها، ثُمَّ أقلب خدّك الايسر وقُل : اَللّـهُمَّ قَدْ اَحْصَيْتَ ذُنُوبي فَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ، ثمّ عُد الى السّجود وقُل : شُكْراً شُكْراً مائة مرّة، ثمّ ارفع رأسك من السّجود وادعُ بما شئت لمن شئت وأحببت .
أقول : قد أورد الجليل السّيد عليّ بن طاوُس (رضي الله عنه) في كتاب مصباح الزّائر عند ذكر بعض زيارات الامام مُوسى بن جعفر (عليهما السلام) صلاة يصلّى بها عليه تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ينبغي للزّائر أن لا يفوته فضل الصّلاة بها عليه وهي :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَصِيِّ الاَْبْرارِ، وَاِمامِ الاَْخْيارِ، وَعَيْبَةِ الاَْنْوارِ، وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالْوَقارِ وَالْحِكَمِ وَالاْثارِ الَّذي كانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِالسَّهَرِ اِلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاْسْتِغْفارِ، حَليفِ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزيرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْكَثيرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالْعَدْلِ وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ وَالنَّدى وَالْبَذْلِ، وَمَألَفِ الْبَلْوى وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَاَبيهِ الْمُرْتَضى وَاُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب، اَللّـهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَليظِ الِْمحَنِ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَاَخْلَصَ الطّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَى الْبِدْعَةَ وَاَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ في شَيء مِنْ اَوامِرِكَ وَنَواهيكَ لَوْمَةُ لائِم، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنْيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَم مِنْ خَلْقِكَ، وَقُرُون مِنْ بَراياكَ، وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُوا الْفَضْلِ الْعَميمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
وأمّا الزّيارة الخاصّة بالامام محمّد التّقي (عليه السلام) فقد قال فيها الاجلاّء الثّلاثة ايضاً ثمّ توجّه نحو قبر أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام) وهو بظهر جدّه (عليه السلام) فاذا وقفت عليه فقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اَبْنائِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اَوْلِيائِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ .
ثمّ قبّل القبر وضَع خدّيك عليه، ثمّ صلّ ركعتين للزّيارة وصلّ بعدهما ما شئت ثمّ اسجد وقُل : اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، ثمّ اقلب خدّك الايمن وقُل : اِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ثمّ اقلب خدّك الايسر وقُل : عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ، ثمّ عُد الى السّجود وقُل : شُكْراً شُكْراً مائة مرّة ثمّ انصرف ..

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Kadmen7


ماقاله الشعراء في مدحه عليه السلام
وهذا باب واسع، لو أردنا أن نستقصي ما قيل في مدح الإمام (عليه السلام)
 ورثائه لجاء اضعاف ما ذكرناه، وعملاً بمنهجنا في الاختصار نذكر:
قال الشيخ موسى محيي الدين (1) في الإمام موسى كاظم الغيظ (عليه السلام):

يــــا كـــاظم الغيظ يـــا جد الجواد ومن عـــمّت جمــــــيع بـــني الدنيا مكارمه
ومــــن غــــدا شرع خير المرسلين به ســــــامي الــذرى وبه شيدت دعائمه
الحــــــق لـــولاك ما بــــانَت حقــــائقه والشرع لـولاك ما قامت قوائمه (2)
وفــــــيك يــــــنكشف الكرب العظيم إذا جاشت علـــينا بلا جرم قشاعمه (3)
إمـــــام حـق أبان الحــق وانــتــــشرت أفــــعاله الغرمــــذ نيــــــطت تمائــــمه
فــــــعالم الـــــدين خـــير الناس عالمه وكاظم الغيــظ خير الناس كاظمه (4)
مــــولى غــــدا من رسول الله عنصره أكرم به عنـــصراً طـابت جراثمه (5)
بــــــه وآبـــــائه زان الــــوجود وفــي أبـــــنائه الغرقــــــد شيدت مــــــعالـمه
مــــن أم مـــغناك يا أزكى الورى نسباً لــلازم كيـــــف لا تقضى لوازمه (6)
فـــــيا خـــــليلي والخـــــل الخـــليل إذا حبا الخـــــلــيل بـأسنى ما يلائمه (7)
لا تــحــــــسبا كــــل شـوق يدعى عبثاً فـــــالشــوق إن هـاج لا تخفى معالمه
ولا تـــلوما إذا مــــا رحــــت ذا كـلف والدمع من مقلتي فاضت سواجمه (Cool
أنـــا المــشوق المـــعنى بازدياد حمى موسى بن جعفر صب القلب هائمه (9)
فعــــــلِّلا قـــــلبي العـــاني الضعيف به فــــإن فــــي ذكره تقوى عزائمــه (10)


وقال السيد صالح القزويني قصيدة يمكن أن نضع لها عنواناً:
(ليس الرشيد رشيداً ولا المأمون مأمونا) قال:

اعطف على الكرخ من بغداد وابكِ بها كـــــنزاً لعـــلم رســــول الله مخـــزونا
مـــوسى بـــن جعفر سر الله والعلم الـ ـمبين فـــــي الـدين مفروضاً ومسنونا
بـــاب الحــــوائج عــند الله والسبب الـ ـموصـــول بــــالله غـــوث المستغيثينا
الــــكاظم الغـــــيظ عــــمن كان مقترفاً ذنباً ومـــن عــــمّ بـــالحسنى المسيئينا
يـــــابن النبـــــيين كـم أظهرت معجزة في السجن أزعجت في الرجس هارونا
وكـــــم بـــــك الله عــــافى مبتلى ولكم شـــافى مـــــريضاً وأعنى فيك مسكينا
لــم يُلهك السجن عن هدي وعن نسك إذ لا تـــــــزال بــــــذكر الله مفــــــتونا
وكـــــم أســــــروا بـــــزاد أطعـموك به سمّاً فأخــــــبرتـــــهم عـــــمّا يسـرونا
وللطبيــــــب بســـطت الـــكـف تــخبره لــــــما تــــــمكن مــــنها السمّ تـــمكينا
بكـــــت عـــــلى نعـشـك الأعداء قاطبة ما حال نـــــعش لــــه الأعداء بــاكونا
رامــــوا البـــراءة عند الناس من دمه والله يــــــشهد مـــــا كــــانوا بريـــئينا
كـــم جــرّعتك بنو العباس من غصص تذيــــــب أحـــــشاءنا ذكــــراً وتُشجينا
قاسيــــــت مـــا لم تــقاس الأنبياء وقد لاقيت أضــــــعاف مــــا كــانوا يلاقونا
أبكيـــت جــــــديك والـــــــزهراء أمّــك والأطــــــهار آبـــاؤك الــــغر الميامينا
طـــــالت لطـــــول سجـــــود منه ثفنته فـــــقرحت جبــــــهة مـــــنه وعــرنينا
رأى فـــــــراغته فــــــي السجن منيته ونعــــــمة شـــــــكر الـــباري بها حينا
يـــــا ويـــــل هــارون لم تربح تجارته بصفــــــقة كــــــان فـيها الدهر مغبونا
ليـــــس الـــرشيد رشــيداً في سياسته كــــــلاّ ولا ابـــــــنه الـــمأمون مأمونا
تـــــالله مـــن كــان من قربى ولا رحم بين المصـــــــلين لــــــيلاً والمغـــــنينا
لهفـــي لمــــــوسى بهـــم طــالت بليته وقــــــد أقــــــام بــهم خمساً وخمسينا
يــــــزيـــــــدهم معجـــــزات كـــل آونة ونائــــــلاً ولـــــه ظــــــلماً يـــــزيدونا
لـــــم يحـــــفظوا من رسول الله منزله ولا لحســـــناه بــــــالحسنى يــــكافونا
بـــــاعوا لعــــمري بـــدنيا الغير دينهم جــــــهلاً فـــــما ربـــحوا دنيا ولا دينا
فــــي كـــــل يوم يـــــقاسي منهم حزنا حتى قضى في سبيل الله محزونا (11)


وقال الشيخ محمد الملا (12):
مــــــن مـــــبلغ الإســـــلام أن زعـيمه قـــــــد مــات في سجن الرشيد سميما
فـــــالغي بـــــات بمـــوته طرب الحشا وغــــــدا لمـــــــأتمه الـــــرشاد مـقيما
ملـــــقى عـــلى جســر الرصافة نعشه فيــــــه الــــــملائك أحدقوا تعـــــــظيما
فعــــــليه روح الله أزهـــــق روحـــــه وحــــــشا كــــــليم الله بــــــات كـــليما
لا تـــــألفي لمـــــسرة فـــــهرٍ فـــــــقد أضــــــحى ســـــرورك هــالكاً معدوما
منــــــح القـــــلوب مصـــابه سقما كما منــع النواظر في الدجى التهوينا (13

وقال الشيخ عبد الحسين الحياوي (14):


جـــــانب الـــــكرخ شـــأن أرضك شيّد قـــــبر مـــــوسى بـــن جعفر بن محمد
بثـــــرى طــــــاول الــــــثريا مــــــقاماً دون أعـــــــتـابه المـــــلائـــك ســــجد
ضـــــم مــــــنه الضــريح لاهوت قدس ليــــــديــــــه تـــــــلقى المـقادير مقود
مــــــن عليه تــــاج الزعامة في الدين امتـــــــنــاناً بــــــه مـــــن الله يعـــــقد
وقــــــد تجلى للخـــــلق فــــــي هـــيكـ ــــــل النـــــاس لكـــــنه بــقدس مجرد
هـــــو معـــــنى وراء كــــــل المــعاني صـــــوّب الفـــــكر فــــي عـلاه وصعّد
ســــــابع الصـــــــفوة الـــــتي اختارها الله عــــــلى الخـــــلق أوصـياء لأحمد
هــــــو غيـــــث إن أقلعت سحب الغيث وغــــــــوث إن عـــــزّ كهـف ومقصد
كـــــان للمـــؤمنين حصــــــناً منـــــيعاً وعلــــــى الكــــــافرينا ســـــيفاً مجرد
أخـــــرجوه مـــــن المــــــدينة قــــسراً كاظـــــــماً مطــــــلق الـــــدموع مــقيد
حـــــر قـــــلبي عــــــليه يقـضي سنيناً وهـــــــو فـــي السجن لا يزار ويقصد
مـــــثل مـوسى يرمى على الجسر ميتاً لـــــم يـــــشــــــيعه للقـــــبور مـــوحد
حمـــــلوه وللــــــحـــديـــــــد بـــرجليه دوي لـــــه الأهـــــــاضـــب تنهد (15)

وقال الشيخ مجيد خميس (16) من قصيدة له تعرض فيها لوفاة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام):

إن لــــــم يـــــشيــــع نــــعشه فلم تكن منـــــقـــصة عــــــليه فـــــي عــــليائه
فـــــخلفه الأمـــــلاك قـــــد تـــــزاحمت والــــــــروح أدمــى الأفـــق من بكائه
منـــــــادياً عـــــن شـــجــــــنٍ وإنـــــه قـــــطع قـــــــلب الـــــدين فــــي ندائه
يـــــا قــــــمر الإسلام قد أمسى الهدى دجـــــنة مـــــــنذ غـــــبت عــن سمائه
وقــــــد غــــــدى الإيمان ينـــعي نفسه فـــــــطـــبق الأكــــــوان فـــــي نعمائه
هـــــذا إمـــــام الحـق عاش في العدى مــــــضـــــطهدا ومــــــات فــي غمائه
لقــــــد ثــــــوى بـــــــلحده ومــا ثوى إلا الهدى والـــدين فـــــي ثـوائه (17)

وقال الأربلي:
القـــــائـــم الصـــــائـــم أكــــــرم بـــــه مــــــن قـــــــائم مجـــــــتــهد صــــائم
مـــــن معـــــشر سنــوا الندى والقرى وأشـــــــــرقـــــوا فـــــي الـزمن القائم
واحـــــرزوا خــــــصل العــلى فاغتدوا أشــــــــرف خـــــــــلـق الله فـي العالم
يـــــــروي الــــــمعالي عــــــالم مـنهم مــــــصدق فـــــــي الـــــنقل عـن عالم
قــــــد اســــــتووا فــي شرف المرتقى كــــــــما تــــــساوت حلــــــقة الخــاتم
مـــن ذا يــــــجاريهم إذا مــــــا اعتزوا إلى عــــــــليّ وإلــــــى فـــــــــاطـــــم
ومـــــن يـــــناويــــــــهم إذا عـــــدّدوا خــــــير بــــــني الدنيا أبا القاسم (18

وقال الشيخ مطر بن محمود الخفاجي الغروي (19):
إذا مـــا دهــــــاك الــدهر يوماً بمعضل وأنـــــزلت فـــي واد من الهول مخطر
وحـــــاطت بـــك الأهوال من كل جانب عليك بـباب الله موسى بن جعفر (20)

وقال عبد الباقي العمري:
لــــــذ واستجــــــر متــــــــــــوســــــلاً إن ضــــــاق أمــــــرك أو تــعـــــــسر
بــــــأبي الـــــرضــــا جــــــد الجــــــوا د مـــــحـــــمد مــوسى بن جعفر (21

ــــــــــــــــــــــــــ> يــتــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:43



الامام الكاظم عليه السلام عالم في الاقتصاد

لقد أوصى الإمام الكاظم أصحابه بالاقتصاد في حياتهم المعيشية ونهاهم عن التبذير والإسراف، لأن بهما زوال النعمة.
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام): (من اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة، ومن بذّر وأسرف زالت عنه النعمة).
وقال (عليه السلام): (ما عال امرؤ اقتصد).
وكما هو معلوم لدى الجميع أن جوهر الدين الإسلامي المحافظة على مصالح الناس كافة
وهو دين العدالة والاعتدال، لذلك كان من معالم الاقتصاد الإسلامي منع التبذير لأنه إضاعة للأموال
وفساد للأخلاق، وإثارة للحقد والميوعة والتحلل. قال الإمام علي (عليه السلام):
(ما جُمع مال إلا من شحّ أو حرام) فالمال في الإسلام هو مال الله والإنسان على هذه الأرض
في حياته المؤقتة طالت أم قصرت هو ناقل هذا المال يتصرف فيه لفترة معينة ثم ينتقل منه إلى غيره
كما نقل إليه هو السلف. وهكذا هي الحياة مستمرة من السلف إلى الخلف. فعلينا أن لا نبخل على أنفسنا
فنكون قد جمعنا لغيرنا وأن لا نسرف وبنذر ما تعبنا في تحصيله أو ما ورثناه من أهلنا فخير الأمور أوسطها.
وهذا يعود بلا ريب إلى حسن التدبير ودقة التقدير. فلا نقبض بأيدينا ولا نبسطها كل البسط.
حتى الكرم، وهي صفة محببة عند الناس وعند الله إذا ما زاد عن حدّه يصبح تهوساً وتهوراً وتضيع الفائدة المرجوّة منه.
لكن هذا المال الحلال يحصله الإنسان بالعمل الجاد لذلك حذر الإمام (عليه السلام) من الكسل


الامام الكاظم عليه السلام عالم نفسي
مراقبة النفس

ينبغي على العبد أن يراقب نفسه في جميع أعماله، ويلاحظها بالعين الخالصة لأنها إن تركت بلا مراقبة فسدت وأفسدت.

ثم عليه أن يراقب الله في كل حركة وسكون، وذلك بأن يعلم بان الله مطلع عليه وعلى ضميره،
خبير بسرائره، رقيب على أعماله، قائم على كل نفس بما كسبت، وأن سر القلب عنده مكشوف

كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف، بل أشد من ذلك قال الله تعالى: (﴿ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾) (٣١).
وقال تعالى أيضاً: (﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى ﴾) (٣٢).
وقال النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله): (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك).
ويروى أن زليخا لما خلت بيوسف قامت فغطّت وجه صنمها، فقال يوسف: ما لك تستحين من مراقبة جماد ولا استحي من مراقبة الملك الجبار؟!).
ولا ريب أن المراقبة تحصل من معرفة الله، والعلم بأنّه تعالى مطلع على الضمائر، عالم بما في السرائر، بمرأى منه وبمسمع، هؤلاء هم من الورعين أصحاب اليقين غلب اطلاع الله على ظواهرهم وبواطنهم، ولم يدهشهم ملاحظة الجمال والجلال، بل بقيت قلوبهم على حد الاعتدال، متسعة للتلفت إلى الأحوال والأعمال والمراقبة فيها، وغلب عليهم الحياة من الله فلا يقدمون ولا يحجمون إلا بعد التثبيت، ويمتنعون عن كل ما يفتضحون به في يوم القيامة. فإنّهم يرون الله عليهم، فلا يحتاجون إلى انتظار القيامة.
قال الفقهاء: إن العبد لا يخلو إما أن يكون في طاعة أو معصية أو مباح.
فمراقبته في الطاعة بالإخلاص والإكمال ومراعاة الأدب وحراستها من الآفات. ومراقبته في المعصية بالتوبة والندم والإقلاع والحياء والاشتغال بالتفكير ومراقبته في المباح بمراعاة الأدب، بأن يقعد مستقبل القبلة وينام على اليد اليمنى مستقبلاً إلى غير ذلك. فكل ذلك داخل في المراقبة. وبشهود المنعم في النعمة وبالشكر عليها، وبالصبر على البلاء فإن لكل واحد منها حدوداً لابدّ من مراعاتها بدوام المراقبة


قال تعالى: (﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾) (٣٣).

وقال (صلّى الله عليه وآله): (رحم الله امرئً عرف حدّه فوقف عنده).


دروس مثاليه من امام مثالي

أهل البيت وما أدراك ما أهل البيت!! هم الصفوة المختارة التي اختارها الله جل وعلا أعلاماً منيرة على دروب الحياة لعباده، واجتباهم هداة لخلقه وحكاماً عليهم، وورثة لنبيه (صلّى الله عليه وآله) وسدنة الرسالة الإسلامية الدائمة. فقهوا الأحكام فعنهم أخذت، وعرفوا الحلال من الحرام فكانوا الأدلاء على الله، والمبشرين لدينه، والموضحين لمنهجه، عنهم أخذ علم الكتاب المجيد وما جاءت به السور.
والرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أمر الأمة باتباعهم وطاعتهم والامتثال لأمرهم، لكن حب الجاه والسلطان حدا بالمسلمين إلى التزاحم على الخلافة بعد وفاة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، والنبي لم يدفن بعد، فزعموا هذا الأمر خوف الفتنة التي سقطوا فيها وعانوا من ويلاتها.
علم المسلمون أن الخلافة لهل البيت (عليهم السلام) لكنها تقلبت في أيدي غيرهم حتى وصلت إلى معاوية بن أبي سفيان الذي شقّ عصا الإسلام، وأحدث الفتن بين المسلمين، ولم يكتفِ القدر بهذا حتى أورثها إلى ابنه يزيد الفجور والخمور والرذيلة. واستمرت فيهم ما يقارب السبعين عاماً. قام بعد الأمويين العباسيون، فاستبدل الناس ظلماً بظلم، وجوراً بجور، هذا والأئمة الأعلام الأطهار ليس لهم أمر ولا نهي ولم يكتف الحكام الأمويون والعباسيون بتقمّصهم الخلافة بالقوّة، مستأثرين بها على أهل البيت (عليهم السلام) حتى أخذوا يتبعونهم قتلاً وسجناً وتشريداً؛ لكن الأئمة تحمّلوا مسؤولياتهم وتكاليفهم ولم يعبأوا بهذه الشدة والظلم، بل استمروا على تبليغ رسالتهم في صدّ التيارات الفكرية الفاسدة، ونشر التعاليم الإسلامية الصحيحة، وإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى. فملأوا الدنيا وشغلوا الناس بعلومهم الغزيرة ومعارفهم الرشيدة من أجل رفع راية الإسلام خفّاقة في العالم بأسره.
ولا غرو إن كانوا كذلك، فهم أحق من غيرهم في تسلّم الخلافة، لا بل المكلّفون بعد الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) بنشر الإسلام والمحافظة على السنن الإلهية، والشرائع الإسلامية.
والإمام موسى الكاظم (عليه السلام) هو سابع الأئمة المعصومين الذين عانى الأمرّين، وقاوم الظلم، وحافظ على رسالة جده (صلّى الله عليه وآله) ولم يدار ولم يداهن بل تحمّل المسؤولية الشرعية بكل جرأة وصبر، وقام بالتكاليف الملقاة على عاتقه من الإصلاح في أمة جده (صلّى الله عليه وآله) على حد قول جده سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) (لم أخرج أشراً ولا بطراً، وإنما خرجت طلباً للإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله)).
من الحاجات الفطرية للإنسان حياته الاجتماعية الشريفة مع سائر أبناء وأمته، هذه من الميول الطبيعية فيه التي تقوده إلى تحقيق ذاته.
وكل فرد في المجتمع يلتزم بمسؤولية خاصة وتكاليف خاصة عليه أن يقوم بأدائها على أكمل وجه. فإذا آمن كل واحد من أفراده بمسؤلياته التي قبلها في دائرة أعماله، ولم تتجاوز نشاطاته حدود ما رسم لنفسه منها يدار المجتمع عند ذلك بصورة صحيحة وسليمة.
والإنسان العاقل الناطق قد أحاطت به قيود وقواعد وأصول قد شملت كل شؤون حياته، وهذه الحدود والقيود هي التي تميزه عن الحيوان الأعجم على صعيد الحياة.
في حركة وسكون يجد كل منّا تكليفاً عليه، والتكاليف تبدأ من أبسط مراحل الحياة وتمتد حتى آخر حياته، وهذا هو النظام الذي تدار عليه حياة الإنسان. ولا يمكننا في أي حال أن نفصل بين الإنسان وبين تكاليفه، مهما كانت قدراته، فهناك تكليف عليه. اللهم إلا الموت، الذي يأخذ بتلابيب الإنسان ويطوي صحيفة أعماله.
والإنسان يلتزم بفطرته بمسؤوليات وقرارات، مع قطع النظر عن أحكام الأديان وأوامرها، والتكليف هذا ينشأ من علاقته بأوصافه وخصائصه وعواطفه المغروسة في نظام كيانه ووجوده، وإن كانت دوافعه إلى أداء تكاليفه مختلفة أو صعبة. وبإمكاننا القول:
إن القواعد العقلية العامة هي محور التكاليف، أما إطاعة الأحكام الدينية فإنها ترجع إلى اتباع القواعد والقرارات العقلية أيضاً، لأن أحكام الأديان وأوامرها في مراحل الحياة والمسائل الاجتماعية هي تفصيلات لإجمال المدركات العقلية ومعرفتها في الأمور الضرورية.
وليست المشكلة في معرفة التكاليف، بل المشكلة الكبرى هي العمل بالتكاليف الشاقة. وهنا يتميز كل إنسان من الاقتراب إلى مرحلة الكمال في إيمانه الراسخ والثابت والقوي، ومراقبة نفسه مراقبة دقيقة أمام الله عزّ وجلّ وتوطينها وتعويدها على التضحية والعطاء.
والمجتمع البشري وإن كان مرتعاً صالحاً لنمو الفضائل الإنسانية وظهورها وتكاملها، لكنه صالح أيضاً لظهور كثير من الرذائل والآفات.
والتكامل الاجتماعي يصاب بالركود والتوقف فيما إذا تجاوز كل فرد من الأفراد عن حدود وظائفه وتكاليفه، أو تناسى أو تنكر لمسؤولياته الكبرى الملقاة على عاتقه. فالنبتة المزروعة حديثاً بحاجة إلى عناية خاصة ومجهود خاص حتى تتطور فتصل في مراحل نموها إلى كمالها اللائق بها. والمجتمع قد يثمر ويتكامل ليس بموقعه الجغرافي وأوضاعه المادية، بل بأوضاعه التربوية الخاصة وإمكاناته المعنوية التي يقوم على أساسها المجتمع الفاضل الراقي. وفي هذا المجتمع الذي تسود فيه روح المعرفة بالتكاليف، ستكون الطهارة والصدق في ضمائر القلوب، وفي إدراكات العقول، وفي جميع شؤون الحياة الظاهرة للعيان.
إن مجتمعاً كهذا وضعه لا تنمو فيه الخيانة، ولا يظهر فيه العدوان على حقوق الآخرين، بل لا يسمح لها المجال للنمو والظهور، فيقف كل فرد فيه عند حدوده وأمام مفاسد أعماله فيحاسب نفسه ويمنعها من التجاوز عملاً بقول الرسول الأعظم: (رحم الله إمرءاً عرف حدّه فوقف عنده) ولا نضلّ الطريق إلا إذا تقاعسنا عن القيام بتكاليفنا وخفقنا تجاه واجبنا ومسؤولياتنا. فهناك كثير من الناس، مع ما لهم من إمكانات من مختلف الجهات يحاولون الاقتصاد في الإفادة من وجودهم ومن طاقاتهم، ولهذا نراهم يتهربون من المسؤوليات والأعمال التي تسلبهم بعض راحتهم وملذاتهم كما يزعمون، فهم يعيشون لأنفسهم ولا يخصصون قسماً من أوقاتهم يعود نفعها للآخرين.
هؤلاء هم أصحاب الفكر الضيّق والنشاط المحدود، تدور أمورهم على محاور شخصيّة محدودة، فيعتادون على هذه الخصائص الروحية، ولهذا فلا يتمكنون من القيام بالأعمال الكبيرة، والقضايا الاجتماعية العظيمة فنراهم قد اختفوا في مجتمعهم ولم يبرزوا طاقاتهم الشخصية.
لكن هناك فئة أخرى من الناس لا تتسامح أبداً بالنسبة إلى مسؤولياتهم باي حال من الأحوال، ولا يصابون بأي اضطراب أو قلق نفسي على أثر التطورات والتغييرات؛ بل نراهم مستعدين دائماً للمبادرة بتكاليفهم الواجبة، ومسؤولياتهم النافعة، فيستقبلونها بكل رحابة صدر ويقومون بكل جهودهم فيها. إنهم يتصوّرون أن خير إفادة من وجودهم القيام بمهام مثمرة ومفيدة لأمتهم مهما كانت شاقة، وعلى هذا فكلما كان الإنسان أكثر رشداً، وأكمل عقلاً، وأبعد رؤية، كان اشتياقه إلى القيام بمسؤولياته أكثر، وإلى أداء تكاليفه أشد وأكبر.
كوكبة من رواته واصحابه
أقامت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) بمجهود كبير وعظيم بمواصلة أعمالها من أجل تثقيف الجيل وتطوير المجتمع الإنساني وتقدم المسلمين في ميادين النهضة الفكرية والعلمية والحضارية. وقد ربّت خلال فترة زمنية محدودة جيلاً صالحاً أدى رسالته الإصلاحية الشاملة وقام بمساع جليلة إلى الأجيال الصاعدة. وببركة هذه المدرسة ومجهود المسؤول عنها (عليه السلام) نضجت العقلية الإسلامية بواسطة معارف الإسلام وتعاليمه الخيّرة من المحيط النظري إلى التطبيق العملي في مشارق الأرض ومغاربها.
ولما فجع العالم الإسلامي برحيل العالم الكبير والإمام العظيم الصادق (عليه السلام) نهض الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) بعد أبيه يتسلم شؤون تلك المدرسة التي أغنت العالم الإسلامي، وأعزت العلم ورفعت مناره. واصبح بعد وفاة أبيه عميداً للشيعة في كل أمورهم، ومرشداً للنهضة الفكرية في عصره؛ وقد أقبل عليه العلماء وطلاب العلم من كل حدب وصوب ينهلون من نمير علمه، واحتفى به رجال الفكر لا يفترقون عنه، حتى بلغ الأمر بهم من شدة احتفائهم به وتقديرهم له، أنه إذا نطق بكلمة أو أفتى بموضوع بادروا إلى تدوين ذلك للحال (٣٧).
وقد روى عنه هؤلاء العلماء جميع أنواع المعارف على اختلافها وتباعد أطرافها، من حكمة، وتفسير للذكر الحكيم، وفقه إسلامي بجميع أبوابه، وتوضيح أمور عالقة، وردود على أسئلة مختلفة من قريب أو بعيد، كما رووا عنه في الآداب الاجتماعية المواعظ والنصائح القيّمة، وأيضا فقد حثهم على العلم المفيد لهم ولمجتمعهم.
تلك الكوكبة من العلماء والرواة التي يزيد عددها على أربعة آلاف لم يكن أفرادها على مستوى واحد من حيث الثقة والعدالة، وهذا قد يحدث في كل عصر، فكان بينهم عدد من المنافقين والمتكسبين باعوا ضمائرهم بثمن رخيص؛ فلم يتحرجوا من الوضع والكذب في الحديث على لسان النبي (صلّى الله عليه وآله) وعترته الميامين ليأخذوا عوض ذلك بعض الدريهمات من السلطة الحاكمة التي أفسدت عقيدة المسلمين وخدّرت عقولهم ومزقتهم شيعاً وأحزاباً (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (٣٨). كما كان بينهم جمهرة أخرى من الضعفاء والمجهولين غير موثوق بهم تماماً.
ولا ريب أن الفئة الغالبة كانوا من العدول والثقات الذين عرفوا بالصدق والأمانة واليهم يرجع الفضل في ضبط الأحكام الإسلامية ونشر فقه أهل البيت (عليهم السلام). ونظراً لوجود هذه الطوائف المختلفة من رواة الأثر فقد انقسم الحديث إلى أصناف فكان: الحديث الصحيح، والحسن، والموثق، والضعيف. (فبعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) نشأت الأحزاب والفرق التي اتخذت شكلاً دينياً كان له أبلغ الأثر في قيام المذاهب الدينية في الإسلام) (٣٩).
(وقد حاول كل حزب دعم ما يدعم بالقرآن والسنة،ومن البديهي ألاّ يجد كل حزب ما يؤيد دعواه في نصوص القرآن الكريم، فعمدوا إلى تحريف السنة الشريفة بالتحريف والزيادة، حتى وضعوا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما لم يقل) (٤٠).
لكنهم فشلوا ولم يحققوا مبتغاهم: لأن للحديث النبوي ضوءاً كضوء النهار يعرف به (٤١) وللحديث المكذوب ظلمة كظلمة الليل تنكره العقول المستقيمة إن معرفة سيرة الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) وهديه فيما يأمر به وينهى عنه وفيما يحبه ويكرهه، ثم التعرف على جميع أحواله فيما يجوز وفيما لا يجوز، وكل ما نطق به من أقوال وقام به من أعمال. كل هذا يمنحنا النور لكاشف لأنظارنا والاطمئنان المريح لأنفسنا.
وعلى أي حال فإن الكثيرين من أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام) قد قاموا بدور مهم في التأليف والتصنيف ونشر الحضارة الإسلامية حتى ملأوا المكتبة العربية والإسلامية في عصرهم بنتاجهم القيّم، الأمر الذي دلّ بحق على أن لهم اليد الطولى في رفع منار العلم، وتهذيب الأفكار، وتقويم الأخلاق.
أما عدد أصحابه فقد ذكر أحمد بن خالد البرقي أنهم كانوا مائة وستين شخصاً (٤٢). وهو اشتباه ظاهر إن كان مراده الحصر، ولعله أراد بهذا العدد الأعلام النابهين منهم دون أن يليهم في مراتب العلم والفقه والحديث. والحقيقة أن أغلب المنتمين لمدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) قد بقوا بعد وفاته ينهلون من علم الإمام الكاظم (عليه السلام) ويتلقون العلوم والفقه منه


ـــــــــــــــــــــــ> يـتــبــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 16:49



من ظلم هارون الى ظلم السجن
ما العلاقة بين الظلم والظلام؟ قال علماء اللغة:

ـ ظَلَمَ: يعني جار وجاوز الحد، ووضع الشيء في غير مكانه. جاء في المثل:
(من شابه أباه فما ظلم) وقالوا أيضاً: (من استرعى الذئب فقد ظلم).
وهذا المثل يضرب لمن يولي غير الأمين. ويقال: ظلم فلان فلاناً: غصبه حقه أو نقصه إيّاه. وفي الحديث: لزموا الطريق فلم يظلموه. ويقال:
هو ظالم. وظلام. وهو وهي ظلوم.
ـ وظَلِمَ الليل: اسود فهو ظَلِمٌ. وأظلم الليل اسود. ويقال: أظلم الشعر. والقوم دخلوا في الظلام. والبيت جعله مظلماً. وظالمه: مظالمة، وظِلاماً: ظلمه. وتظالم القوم:ظلم بعضهم بعضاً.
الظلامة: ما يطلبه المظلوم. والظلماء: الظلمة ويقال: ليلة ظلماء, والظُلمة: ذهاب النور. والمظلم: الشديد الظلمة. يقال: يوم مظلوم وأمر مظلام: لا يدري من أين يؤتى والجمع مظالم.
فالعلاقة المشتركة بين الظلام والظلم. ظلم هارون وظلام السجن حتى ذهاب النور، فيفقد النظر التمييز بين الأشياء، بين السقيم والسليم.
والظلم: يعني ذهاب الحق الذي يوضح الأمور، ويجلي الحقائق حتى تظهر على حقيقتها، ولا لبس فيها. كما يعني وضع الشيء في غير مكانه والمظلام هو هارون الرشيد وأشباهه من الملوك العباسيين، ومن سبقهم من الأمويين. والمظلوم: هو الذي انتقص من حقه أو الذي لم يعط حقه وهو الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ومن سبقه من آبائه وأجداده الذين ضحوا بكل ما عندهم من قوى وقاوموا الظلم والظالمين من أجل إعلاء كلمة الله عزّ وجلّ والمحافظة على الشريعة الإسلامية، والدفاع عن المظلومين والمستضعفين في الأرض ليبقوا أعزة كراماً محترمين.
قال تعالى واصفاً المؤمنين: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) (١٩).
فلنتصور هذه المكانة الرفيعة التي منحها الله عزّ وجلّ للمؤمنين فقد أعطاهم شرفاً عظيماً ومكانة سامية لا يرقى إليها غيرهم في المجتمع، أعطاهم العزة بعد جلالته وبعد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله). فأهل البيت (عليهم السلام) حافظوا على هذه العزة ودافعوا عنها فكانوا من المؤمنين الصادقين، والعباسيون حاولوا سلب هذه العزة منهم فكانوا ظالمين منافقين.
والإمام الكاظم (عليه السلام) الذي كظم غيظه سنيناً طويلة من ظلم الحكام العباسيين، حافظ على هذه العزة التي منحها ربّ العالمين للمؤمنين الصادقين...
فانتقل (عليه السلام) من ظلم هارون إلى ظلام السجون، ولعل هذه المحنة التي عاناها بعزم وصبر من أقسى المحن وأفجعه؛ ألمّت به فتحملها وكظم غيظه في صدره صابراً مجاهداً في سبيل الله.
لقد قضى زهرة شبابه في ظلمات السجون محجوباً عن أهله وشيعته، محروماً من نشر علومه على الناس جميعاً. فكان شبيه عيسى بن مريم في تقواه وورعه وصلاحه.
جهد هارون في ظلمه، وأمعن في التنكيل به خوفاً من تسلمه الخلافة، علماً أن الإمام (عليه السلام) لم يكن يبغي الحكم والسلطان، ولم يكن يبغي الجاه والمال، وإنما كان يبغي نشر العدل والحق بين الناس، ومقاومة ظلم أولئك الحكام وجورهم واستبدادهم بأمور المسلمين.
إن تاريخ الإنسانية قديماً وحديثاً حافل بالثورات الصاخبة التي قام بها المصلحون الاجتماعيون على حكام الظلم والطغيان من أجل إسعاد أبناء مجتمعهم، وإنماء أوطانهم، حتى عانوا في سبيل ذلك جميع ضروب الأذى، وأنواع التنكيل والتشريد والاضطهاد؛ وكان في طليعة هؤلاء المجاهدين والمكافحين عن كرامة المسلمين أئمة أهل البيت (عليهم السلام).
فقد قدموا أروع التضحيات، وتحملوا أقسى ألوان الجهاد في سبيل الله من أجل إنقاذ المسلمين من الجور العباسي، والاستبداد السياسي الذي تمثل على مسرح الحكام الأمويين والعباسيين.
هؤلاء الحكام باعوا دينهم بدنياهم بثمن زهيد، فتلاعبوا بمقدّرات المجتمع، وسلبوا أموال المسلمين وصرفوها على الفجور والمجون، وبذلوها للعملاء الخونة الذين ساندوهم وأعانوهم على الظلم والجور.
وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) باعتبارهم مسؤولين عن رعاية الدين، وحماية المسلمين، كان من واجبهم الشرعي مقاومة ذلك الحكم الجائر ومكافحة الظالمين المستبدين، فنفروا في وجه الظلم، وأنقذوا المجتمع الإسلامي من الجور والاستبداد اللّذين حلا في العباد والبلاد. فقاموا بما يجب عليهم من أداء رسالتهم الإنسانية بكل أمانة وإخلاص.
وكان زعيم المعارضين المناضلين لسياسة هارون هو الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). الذي قضى زمناً طويلاً في السجون حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فيها وهو شهيد غريب عانى أمرّ الآلام، وأدهى الخطوب.

الإمام عليه السلام في سجن البصرة:

فقدم حسان البصرة في السابع من شهر ذي الحجة قبل التروية بيوم، فدفعه إلى عيسى بن جعفر نهاراً علانية حتى عرف ذلك وشاع أمره، فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس فيه وأقفل عليه وشغله عنه العيد، فكان لا يفتح عنه الباب إلا في حالتين حال يخرج فيها إلى الطهور وحال يدخل إليه فيها الطعام.
قال محمد بن سليمان النوفلي: فقال لي الفيض بن أبي صالح –وكان نصرانياً ثم أظهر الإسلام وكان يكتب لعيسى بن جعفر وكان بي خاصاً- فقال: يا أبا عبد الله لقد سمع هذا الرجل الصالح في أيامه هذه في هذا الدار التي هو فيها من ضروب الفواحش والمناكير، ما أعلم ولا أشك انه لم يخطر بباله.
وبالجملة كان عليه السلام في حبس عيسى حوالي سنة، فكتب إليه الرشيد مراراً أن يقتله فلم يجرأ على ذلك ومنعه أيضاً جمع من أصدقائه فلما طال حبسه كتب إلى هارون: «أن خذه مني وسلمه إلى من شئت وإلا خلّيت سبيله فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة فما أقدر على ذلك، حتى إني لأستمع عليه إذا دعا لعله يدعو عليّ أو عليك فما أسمعه يدعو إلا لنفسه، يسأل الله الرحمة والمغفرة».
روى الشيخ الصدوق عن الثوباني انه قال: كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام –بضع عشرة سنة- كل يوم سجدة بعد انقضاض الشمس إلى وقت الزوال.
فكان هارون ربما صعد سطحاً يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبا الحسن عليه السلام فكان يرى أبا الحسن عليه السلام ساجداً فقال للربيع: يا ربيع ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما ذاك بثوب وإنما هو موسى بن جعفر عليه السلام، له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال.
قال الربيع: فقال لي هارون: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم، قلت: فما لك قد ضيّقت عليه الحبس؟ قال: هيهات لابد من ذلك.
وروى عن الفضل بن الربيع (في الأيام التي كان الإمام محبوساً عنده) قال: قد أرسلوا إليّ في غير مرة يأمروني بقتله فلم أجبهم إلى ذلك وأعلمتهم إني لا أفعل ذلك ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني.
فلما كان بعد ذلك حُول إلى الفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياماً فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلة مائدة ومنع أن يدخل إليه من عند غيره فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة الفضل بن يحيى.
قال: ورفع يده إلى السماء فقال: «يا رب إنك تعلم إني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي» قال: فأكل فمرض، فلما كان من الغد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلّة فقال له الطبيب: ما حالك؟ فتغافل عنه، فلما أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ثم قال: هذه علتي، وكانت خضرة وسط راحته تدل على انه سم فاجتمع في ذلك الموضع، قال: فانصرف الطبيب إليهم وقال: والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم، ثم توفى عليه السلام.
رواية أخرى:
أن الفضل بن يحيى لم يقدم على قتل الإمام مع إصرار هارون على قتله فبلغ هارون وهو بالرقة أن الإمام عند الفضل بن يحيى في سعة ورفاهة، فأنفذ مسرور الخادم إلى بغداد على البريد وأمره أن يدخل من فوره إلى موسى بن جعفر فيعرف خبره فإن كان الأمر على ما بلغه أوصل كتاباً منه إلى العباس بن محمد وأمره بامتثاله وأوصل كتاباً منه إلى السندي بن شاهك يأمره بطاعة العباس.

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 7bq16636



 في سجن السندي بن شاهك:
فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدري أحد ما يريد ثم دخل على موسى بن جعفر عليه السلام فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي فأوصل الكتابين إليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض إلى الفضل بن يحيى فركب معه وخرج مشدوهاً دهشاً حتى دخل على العباس فدعا بسياط وعقابين فوجه ذلك إلى السندي وأمر بالفضل فجّرد ثم ضربه مائة سوط...
وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسى عليه السلام إلى السندي بن شاهك، وجلس مجلساً حافلاً وقال: أيها الناس إن الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه، فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج البيت والدار بلعنه.
وبلغ يحيى بن خالد، فركب إلى الرشيد ودخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاءه من خلفه وهو لا يشعر ثم قال: التفت إلي يا أمير المؤمنين... إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد، فانطلق وجهه وسرّ وأقلب على الناس، فقال: إن الفضل كان عصاني في شيء فلعنته وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه، فقالوا: نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت وقد توليناه.
ثم خرج يحيى بن خالد بنفسه على البريد حتى أتى بغداد فماج الناس وأرجفوا بكل شيء فأظهر أنه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال وتشاغل ببعض ذلك ودعا السندي فأمره فيه بأمره وإمتثله (أي تقبل الإمام وأعطاه رطباً مسموماً كي يعطيها إلى الإمام ويبالغ في أكله إياه).
وفي رواية أن السندي بن شاهك حضر بعدما كان بين يديه السم في الرطب، وأنه عليه السلام أكل منها عشر رطبات، فقال له السندي: تزداد؟ فقال: عليه السلام له: حسبك قد بلغت ما يحتاج إليه فيما أمرت به، ثم أنه أحضر القضاة والعدول قبل وفاته بأيام وأخرجه إليهم وقال: إن الناس يقولون: أن أبا الحسن موسى في ضنك وضر وها هو ذا لا علة به ولا مرض ولا ضر.
فالتفت عليه السلام فقال لهم: اشهدوا علي إني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام اشهدوا إني صحيح الظاهر لكني مسموم وسأحمر في آخر هذا اليوم حمرة شديدة منكرة وأصفر غداً صفرة شديدة وأبيض بعد غد وأمضي إلى رحمة الله ورضوانه، فمضى عليه السلام كما قال في آخر اليوم الثالث.
وهو مصداق قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)آل عمران/107
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Dc465be4ef



اغتيال الامام عليه السلام
 في سمّه

اتفق المؤرخون أن الإمام لم يمت حتف أنفه، وإنما توفي مسموماً، وإن هارون الرشيد هو الذي أوعز في دسّ السم واغتياله، لكنهم اختلفوا فيمن تولّى ذلك. فمنهم من قال: يحيى بن خالد ومنهم من قال: الفضل بن يحيى لكن الأول أقرب إلى الحقيقة، لأن الفضل عرف بميله للعلويين وقد رفّه على الإمام حينما كان في سجنه فاستحق بذلك التنكيل والتشهير من قبل هارون.
أن يحيى بن خالد دسّ السمّ إلى الإمام في رطب وعنب فقتله (٢٣) ومما يؤيد ذلك ما رواه عبد الله بن طاووس قال: سألت الإمام الرضا (عليه السلام) قلت له: هل أن يحيى بن خالد سمّ أباك موسى بن جعفر؟
فقال الإمام: نعم سمّه في ثلاثين رطبة مسمومة (٢٤).
وذكر أبو الفرج الأصفهاني أن الرشيد لما غضب على الفضل بن يحيى لترفيهه على الإمام حينما كان في سجنه، وأمره بجلده خرج يحيى من عند الرشيد وقد ماج الناس واضطرب أمرهم، فجاء إلى بغداد ودعا السندي بن شاهك وأمره بقتل الإمام (عليه السلام)، فاستدعى السندي الفراشين وكانوا من النصارى فأمرهم بلفّ الإمام في بساط فلفّ وهو حي فجلس عليه الفرّاشون حتى توفي (٢٥).
وذكر ابن المهنا أن الرشيد لما سافر إلى الشام أمر يحيى بن خالد السندي بقتله فقتله (٢٦). وهذه الروايات على اختلافها تفيد أن يحيى هو الذي أمر بقتل الإمام (عليه السلام) ولكنه المخالفة لما عليه الجمهور في أن الرشيد عهد إلى السندي بقتله



رعب وخوف واضطراب

قدم السندي الخبيث الذي باع ضميره للشيطان على ارتكاب الجريمة الخطيرة، فدبّ الرعب في قلبه واضطرب اضطراباً شديداً وخوفاً بالغاً من المسؤولية إمام الشيعة العلويين. فيا لهول المصيبة إمام معصوم ابن إمام معصوم، ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تنتهك حرمته ويقيد بالحديد والأغلال ويهان في السجن ويوكل بحراسته أشرار لئام ثم يدسّون له السم في السجن، فإنها لجريمة نكراء وأي جريمة!! فماذا يعمل السندي بعد فعلته هذه؟!
استدعى الوجوه والشخصيات المعروفة في مجتمعه إلى قاعة السجن وكانوا ثمانين شخصاً، كما حدث بذلك بعض شيوخ العامة يقول: أحضرنا السندي، فلما حضرنا، انبرى إلينا فقال:
(أنظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فإن الناس يزعمون أنه قد فعل به مكروه، ويكثرون من ذلك، وهذا منزله وفراشه موسع عليه غير مضيق، ولم يرد به أمير المؤمنين ـ يعني هارون ـ سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره، وها هوذا موسع عليه في جميع أموره) يقول ذلك الشيخ: ولم يكن لنا همّ سوى مشاهدة الإمام ومقابلته فلما دنونا منه لم نرَ مثله قط في فضله ونسكه وتقواه فانبرى إلينا وقال لنا: (أما ما ذكر من التوسعة، وما أشبه ذلك، فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم في تسع تمرات، وإني أصفر غداً وبعد غدٍ أموت).
ولما سمع السندي ذلك انهارت أعــصابه، ومشــت الرعـــدة بأوصاله واضــــطرب مثل السعفة التي تلعب بها الرياح العاصفة (٢٩).
لقد أفسد عليه الإمام (عليه السلام) بشهادته هذه ما كان يرومه من الحصول على البراءة من المسؤولية في قتله.

ــــــــــــــــــــــــ> يــتـــبــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت اليمن
عضو لامع  
عضو لامع  
بنت اليمن


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13156110
العمر : 36
انثى
عدد المساهمات : 1058
الدولة : البمن
المهنة : 3
مزاجي : مثقف
إن بعض القول فن
.. فاجعل الإصغاء فناً

صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالجمعة 23 مايو 2014 - 17:00



الى جنة المأوى

في اليوم الثالث سرى السم في جميع أجزاء جسم الإمام الطّاهر (عليه السلام) فأخذ يعاني اشد الآلام وأقسى الأوجاع، وقد علم (عليه السلام) أن لقاءه بربه أصبح قريباً فاستدعى السندي وطلب إليه أن يحضر مولى له ينزل عند دار العبّاس بن محمد بن مشرعة القصب ليتولى غسله، وسأله السندي أن يأذن له في تكفينه فأبى (عليه السلام) وقال:
(إنا أهل بيت مهور نسائنا وحجّ صيرورتنا وأكفان موتانا من طاهر أموالنا وعندي كفني) (٣٠).
أحضر له السندي مولاه الذي طلبه، ولما ثقل حال الإمام (عليه السلام) مع وأشرف على النهاية المحتومة وأخذ يعاني زفرات الموت، استدعى المسيّب بن زهرة وقال له: (إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عزّ وجلّ فإذا دعوت بشربة ماء وشربتها ورأيتني قد انتفخت، واصفرّ لوني واحمرّ واخضرّ وتلوّن ألواناً فأخبر الطاغية هارون بوفاتي) قال المسيّب:
فلم أزل أراقب وعده حتى دعا (عليه السلام) بشربة فشربها ثم استدعاني فقال لي:
(يا مسيّب إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه تولى غسلي ودفني، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً، فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بها، ولا ترفعوا قبري فوق أربعة أصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به، فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي (عليه السلام) فإن الله عزّ وجلّ جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا).
قال المسيب: ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا (عليه السلام) وهو غلام، فأردت أن أسأله، فصاح بي سيدي موسى، وقال: أليس قد نهيتك، ثم إن ذلك الشخص قد غاب عنّي، فجئت إلى الإمام (عليه السلام) فإذا به جثة هامدة قد فارق الحياة فأنهيت الخبر إلى الرشيد بوفاته (٣١).
لقد لحق الإمام (عليه السلام) بالرفيق الأعلى إلى جنة المأوى إلى جوار أبيه جعفر الصادق (عليه السلام) وأجداده المعصومين (عليهم السلام) وجدّه الرسول الأمين (صلّى الله عليه وآله) فاضت نفسه الزكية إلى بارئها فأظلمت الدنيا لفقده وأشرقت الآخرة بقدومه. وقد خسر المسلمون ألمع شخصية كانت تدافع عنهم وتطالب بحقوقهم، كما خسر الإسلام علماً عظيماً يذبّ عن كيان الإسلام، ويدافع عن كلمة التوحيد، ويناظر ويحاجج كل من أراد الاعتداء أو التحريف في شريعة الله الخالدة.
عاش معظم حياته لغيره، فكان أبرّ الناس بالناس، يعطف على الضعفاء، ويساعد الفقراء بصرره المعروفة باسمه، وأثلج قلوب المحتاجين بهباته الدائمة وعطاياه السخية ليخفف عنهم مرارة العيش وشقاء الحياة.
كان حليماً، كريماً، باراً، متسامحاً، محباً، عالماً، تقياً، ورعاً، مجاهداً، فقالوا عند موته: مات أحلم الناس، وأكظمهم للغيظ، وقد طويت بموته صفحة بيضاء من أروع الصفحات في العقيدة الإسلامية.
أيها العالم المجاهد المكافح، أيها الإمام العظيم لقد تلحّفت بثوب الشهادة ومضيت إلى الله شهيداً سعيداً فهنيئاً لك في مثواك الشريف الذي ما زال وسيبقى مزاراً لكل المسلمين المؤمنين.
فأين قبر هارون الطاغية؟ الذي صبّ عليك جام غضبه وأذاقك ألوان الأذى والإرهاق لقد اندثر كما اندثر غيره من قبور الطغاة الظالمين. وقفت في وجه هارون وكنت من أقوى خصومه تنعى عليه ظلمه وتندد بإسرافه وتبذيره أموال المسلمين على قصوره وخدامه وراقصاته وحيواناته...
أيها الشهيد السعيد سجبت استبداد الظالمين وجورهم وفزت برضاء الله ولم تصانع ولم تخادع بل رفعت راية الحق التي رفعها قبلك أبوك وجدك، وهتفت بصوت العدل تريد الخير والسعادة لجميع المسلمين الأحرار. لقد فزت فوزاً كبيراً وبقي اسمك عطراً على ألسن المسلمين المجاهدين قاطبة، ولقد خسر خصمك، وبطل سعيه، وأخمد ذكره وبات لعنة تلفظه الأفواه ولا يذكر إلا قرين الخيبة والخسران.
أنت كوكب من كواكب الإسلام المشرقة وعلم من أعلام الإنسانية نقف عندك لنأخذ عبرة ونستلهم من مواقفك كل جوانب الخير والحق.
لقد كنت على شفة الموت وجفن الحياة وبينهما مشرف الشهادة وهذه فوق الحياة والموت لأنها عري الذات وامتشاق الإرادة للانهمار على بحر الله والانذياع فيه بدون شراع. فسلام عليك يابن رسول الله، يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تُبعث حياً.


عظم الله لك الأجر يارسول الله .
عظم الله لك الأجر يا امير المؤمنين.
عظم الله لكِ الأجر يافاطمة الزهراء.
عظم الله لك الأجر يامولانا ياصاحب العصر والزمان.
عظم الله لكم الأجر ايها الأخوة المؤمنون برحيل الامام صاحب السجدة الطويلة
 المعذب بقعر السجون وظلم المطامير باب الحوائج الامام موسى بن جعفر الكاظم
عليه وعلى ابائه وابنائه افضل التحيات واتم التسليم ثبتنتا الله واياكم
على ولايتهم والبراءة من اعدائهم ورزقنا شفاعتهم.

اليك ياصاحب العصر والزمان أهدي هذه الابيات بمناسبة ذكرى استشهاد باب الحوائج
صرخة السجونِ.......تهزأ بالمنونِ
صرخة للأمام الكاظم......نهضة للأمام الكاظم
ستنقضي الليالي ..............وتكتب القصة بالدماءِ
هارون في الدهور............رمز الى الأفساد والبغاءِ
هارون في التأريخ...........مزبلة لكل الأشقياءِ
والكاظم السجين..........أسطورة في عالم الأ باءِ
أسس بالقيودِ.........مدرسة طالبها فدائيِِ
حضارة السجون...........تقرأها الأرض الى السماْ
موسى لنا شعار.........وقيده ملحمة الوفاءِ
ونهجه الثوري..........من جده في أرض كربلائي
يابني العباس يوم الفصل ..........يوم القارعه
ليست الدنيا سوى...........عفطة عنز مسرعه
ليس يجديك ايا هارون..........مكر الخادعه
انما المكر الى الله..........ولا مكر معه


محل الدفن
المعروف أن وفاته كانت في حبس السندي بن شاهك، وقيل أنه توفي في دار المسيّب بن زهرة
 بباب الكوفة الذي تقع فيه السدرة (٣٥) وقيل أن وفاته في مسجد هارون،
وهو المعروف بمسجد المسيّب ويقع في الجانب الغربي من باب الكوفة لأنه نقل من دار تعرف بدار عمرو

تجهيز الامام على يد سليمان

قام سليمان بتجهيز الإمام (عليه السلام) فغسله، وكفنه، ولفه بحبرة كتب عليها القرآن الكريم بأسره كلفته ألفين وخمسمائة دينار (٤٤).
حدث المسيب بن زهرة قال: والله لقد رأيت القوم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه
فلا تصل أيديهم إليه ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم أنهم لا يصنعون شيئاً،
 ورأيت ذلك الشخص الذي حضر وفاته ـ وهو الإمام الرضا (عليه السلام)
ـ وهو الذي تولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم، وهم لا يعرفونه
فلما فرغ من أمره التفت إليّ فقال: (يا مسيب مهما شككت في شيء فلا تشكن في،
 فإني إمامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي،
يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا عليه وهم له منكرون

مواكب التشييع

يوم تشييع الإمام موسى (عليه السلام) يوم أغر لم تر مثله بغداد في أيامها يوم مشهود حيث هرعت الجماهير من جميع الطبقات إلى تشييع ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد خرج لتشييع جثمانه الطاهر جمهور المسلمين، على اختلاف طبقاتهم يتقرّبون إلى الله جل جلاله بحمل جثمان سبط النبي (صلّى الله عليه وآله)، سارت المواكب تجوب الشوارع والطرقات وتصرخ ملتاعة حزينة.
أيضاً فقد خرج كبار الموظفين والمسؤولين من رجال الحكم يتقدمهم سليمان وهو حافي القدمين، وإمام النعش مجامير العطور. وقد حمل الجثمان على الأكف محاطاً بالهيبة والجلال، جيء به فوضع في سوق سمي بعد ذلك بسوق الرياحين، كما بني على الموضع الذي وضع فيه الجثمان المقدس بناء لئلا تطأه الناس بأقدامهم تكريماً له (٤٦).
وانبرى أحد الشعراء فأنشد هذه الأبيات:
وأزل أفــــــاويه الحـــــنوط ونـــــــحها عــــــنه وحنـــــــطه بطــــــيب ثــــنائه
ومـــــر المـــــلائكة الـــــكرام بحــــمله كـــــــرمـــــاً ألســـــت تــــراهم بإزائه
لأتـــــوه أعــــــناق الـــــرجال بـــحمله يـــــكفي الذي حملوه من نعمائه (٤٧)
وسارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن (٤٨)
وقد ساد عليهم الوجوم والحزن، وخيم عليهم الأسى من هول المصاب

الى المقر الاخير

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Kadmen7

قال تعالى: (﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾) (٤٩).


أحاطت الجماهير الحزينة بالجثمان المقدس وهي تتسابق على حمله للتبرك به. حفر له قبر في مقابر قريش، وأنزله سليمان بن أبي جعفر في مقره الأخير هو مذهول مرعوب خائر القوى، وبعد فراغه من مراسيم الدفن، أقبلت إليه الناس تعزيه وتواسيه بالمصاب الأليم.
فهنيئاً لك أيها القبر باستقبال هذا الضيف الطاهر هذا العالم المعلم، وهذا العبد الصالح الذي آثر طاعة الله على كل شيء في هذه الدنيا انصرف المشيعون وهم يعدّدون فضائل الإمام الشريفة ومناقبه السامية ويذكرون ما عاناه الكاظم غيظه من المحن والخطوب وقيود السجن قالوا كلهم: إن فقد الإمام كان من أعظم النكبات التي مني بها العالم الإسلامي عامة والشيعة خاصة في ذلك العصر.
ولا غرو في ذلك لقد فقد المسلمون علماً من أعلام العقيدة الإسلامية وإماماً معصوماً من الأئمة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وغصناً من دوحة النبوة.
هكذا عمت قلوب الطامعين بالملك فتحجرت قلوبهم وتصلبت أحاسيسهم فجاروا وظلموا وبطشوا وضيعوا موازين الحق والعدل. والغريب العجيب أنهم نصبوا أنفسهم على الناس بحد السيف وسموا أنفسهم خلفاء الله على الأرض. لقد ضاعوا في دنيا الجاه والسلطان وغرقوا في لجج الأنانية وحب التسلط وقد تحمل الإمام الكاظم كل هذا الجور والظلم وبقي صامداً أمام الظالمين لا يلين ولا يضعف أمام جورهم وظلمهم.
عاش (عليه السلام) في حياته عيشة المتقين الصالحين، والمجاهدين المدافعين عن حقوق الأمة الإسلامية، لقد رفع كلمة الحق وحطم الباطل فلم يجار هارون، ولم يصانعه، بل كان من أقوى الجهات المعادية، له، وقد تحمل في سبيل ذلك جميع ضروب الأذى وكل ألوان الآلام حتى لفظ نفسه الشريف في ظلمات السجون وفاز بالشهادة، وجعل الله ذكره خالداً مدى الدهور، وقدوة صالحة تسير عليها الأجيال المجاهدة في سبيل الله، ومرقده في بغداد كان ولم يزل ملجأ للمنكوبين وملاذاً للملهوفين يسعون إليه من كل حدب وصوب ويدعون له لحل مشاكلهم وتسهيل أمورهم، وما قصد مرقده أحد من طلاب الحاجات إلا لبى حاجته وما خاب من دعاه.
وقد منّ الله عليه فجعله من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا


والسلام عليكَ ياسيدي ومولاي يوم ولدت
ويوم استشهدت مظلوماً مسموماً مكبلاً بالقيود
يوم تُبعثُ حياً
وعلى ال بيتك الاطهار الابرار
وكل من والاك الى يوم الدين

منقووووووول
من الاخت ...المواليه لمحمد واله
 اسالكم الدعاء لي ولاهلي ولكاتبة الموضوع
اختكم بنت اليمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جعفرالاسدي
 
مشرف منتدى الادبيات

     مشرف منتدى الادبيات
جعفرالاسدي


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Uoou_o11
العمر : 58
ذكر
عدد المساهمات : 2281
الدولة : العراق
المهنة : 19
مزاجي : مبسوط
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : السلام على الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالسبت 24 مايو 2014 - 20:08

اللهم صل عل محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين 

   السلام عليك يا مولانا يا موسى بن جعفر السلام عليك يا ايها المعذب في قعر السجون السلام عليك يا صاحب السجدة الطويلة السلام عليك يا كاظم الغيض

    نعزي مولانا صاحب العصر والزمان الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وسهل مخرجه الشريف ونعزي علمائنا الاعلام والامة الاسلامية جمعاء      
   باستشهاد مولانا الامام الكاظم عليه السلام ...


***********************************************

      بارك الله فيك اختي العزيزة بنت اليمن وجزاك الله كل خير .. في ميزان حسناتك ان شاء الله تعالى ... الف تحية لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إيمان القلوب
 
الإدارة

     الإدارة
إيمان القلوب


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 13270810


رقم العضوية : 1
العمر : 99
انثى
عدد المساهمات : 5368
الدولة : البمن
المهنة : 5
مزاجي : حزين
غايب طول الغيبة
عزيز و انقطعت اخباره
يارب يكون بالف خير

صورة mms : ابكيك دما سيدي الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالسبت 24 مايو 2014 - 23:33


نرفع أياات الحزن والأسى إلى مقاام صااحب العصر والزمااان وبقية الله في أرضه
الأماام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف

وإلى أعضاااء ومشرفي واداريي منتدانا
وجميع مرراجعناا وعلماائناا الأفااضل بذكرى
استشهااد الأمااام موسى بن جعفر الكاااظم عليه السلام
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 74ca82b364
بينه اجروح ونه ونوح --- عالكاظم بواچينه
يادمع النواضر سيل -- لاتبخل على الكاظم
وياجرح الگلب انزف -- واترك لومة اللايم
هذا ابن النبي المختار -- طاح ابولية الظالم
من سجن السجن بالقيد -- بتراب السجن نايم
ابسجن هارون بيه يقسون -- محرورمه الوسن عينه
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 07031019074006i9p3u1lfyko7z

بارك الله بك غاليتنا بنت اليمن
تحيتي لك ولجهودك المباركة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المختار الشمري
 
مشرف أحوال الشيعه

     مشرف أحوال الشيعه
المختار الشمري


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Uoou_o11
العمر : 50
ذكر
عدد المساهمات : 389
الدولة : العراق
المهنة : 2
مزاجي : رايق
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : ثارات الحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالأحد 25 مايو 2014 - 21:34

اللهم صل وسلم وزد وبارك على رسول الله
وآله الأطهار ...
عام تلو عام وفي كل مناسبة يتجدد الحزن
وتمتلئ القلوب الموالية أسى على مصائب
آل البيت الاطهار عليهم السلام
عزاؤنا بشهادة راهب اهل البيت الامام الهمام
موسى بن جعفر ع ..
اقدم تعزيتي لك اختي العزيزة ولكل موالي
اسهبتي وقدمتي ما يقربك من حب محمد وآله
احسن الله لك العزاء اختنا العزيزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ليليان
 
 
ليليان


استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع 12921910
رقم العضوية : 93
العمر : 31
انثى
عدد المساهمات : 627
الدولة : لبنان
المهنة : 4
مزاجي : منقهره
لـــبــيــك يا حـــســيـن
صورة mms : قدمت النحر فداء ياحسين

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Empty
مُساهمةموضوع: رد: استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع   استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع I_icon_minitimeالإثنين 26 مايو 2014 - 18:50

استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع Jb13088615061

عظم الله لك الأجر يارسول الله
عظم الله لك الأجر يا امير المؤمنين
عظم الله لكِ الأجر يافاطمة الزهراء.
عظم الله لك الأجر يامولانا ياصاحب العصر والزمان 
عظم الله لكم الأجر ايها الأخوة المؤمنون
برحيل الامام صاحب السجدة الطويلة المعذب بقعر السجون
وظلم المطامير باب الحوائج
الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه وعلى ابائه وابنائه افضل التحيات واتم التسليم
ثبتنتا الله واياكم على ولايتهم والبراءة من اعدائهم ورزقنا شفاعتهم.

شكرا لك عزيزتي بنت اليمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
استشهاد رهين السجون الامام المغيب فاضح الطغاة ومنهاج الإصلاح الامام الكاظم ع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تواقيع فلاشيه بذكرى استشهاد الامام الكاظم
» لطمية ياشعب تقدم استشهاد الامام الكاظم حسين الحجامي
» لطمية يا موسى اجيناك استشهاد الامام الكاظم محمد الحميداوي
» تصاميم وبنرات استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
» ويتجدد الحزن لمصاب الإمام المغيب في السجون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أحلى السلوات  :: المنتدى الاسلامي :: منتدى اهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى:  
حقوق النشر
الساعة الأن بتوقيت (العراق)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات أحلى السلوات
 Powered by ahlaalsalawat ®https://ahlaalsalawat.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2012 - 2011