الحنان sympathy وعلم النفس اعرف الحنان
الحنــــــــــــــــــــان/sympathy
===================
الحنان كلمة من الكلمات المدهشة في قاموس المشاعر الإنسانية ...ونحن ننسب الحنان للمرأة ،فنقول :حنان الأم أو حنان الزوجة .
وأحيانا ننسب الحنان للرجل فنقول :حنان الأب أو الأخ أو الصديق
وقد وردت كلمة الحنان في القرآن الكريم عن أحد أنبياء الله .وأسند الحنان فيها إلى الله سبحانه وتعالى .
قال الله تعالى عن يحي عليه السلام في سورة مريم (وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا
الحنان إذن صفة من صفات الأنبياء وهو صفة من صفات الرجال والنساء .ولكنه صفة شديدة الندرة .
بل هو أشد ندرة من الماس الثمين
وإذا كانت الأرض تستغرق ملايين السنين لتصنع الماس تحت ضغوط هائلةوحرارة أشد هولا ،فإن الحنان صفة لا تتوفر إلا في النفوس التي بلغت حظا رائعا من الرقي الإنساني ...
ماهو معنى الحنان ؟؟؟
-----------------------
هل يختلف الحنان عن الحب ...؟؟هل يختلف عن الرحمة ؟هل يختلف عن الرفق ؟هل يختلف عن الشفقة ؟
يقول تفسير ايات القران الكريم في معنى الحنان :أن الحنان هو الرحمة والعطف والرزق والبركة .
هذا تفسير المعجم لكلمة الحنان التي وردت في سورة مريم ..(وحنانا من لدنا )
ورغم صحة هذا المعنى نرىان للحنان معنى أشمل .الحنان صفة تتسم بالتعقيد والتركيب ،وبالتالي فان معناها يتسم بالتعقيد والثراء والتركيب ....ليس الحنان صفة بسيطة وبالتالي معناها ليس بسيطا .
أحيانا ينطوي الحب على الاثرة والرغبة في الملكية وإرادة الإستمتاع ،ولكن الحنان حب يخلو من الاثرة والملكيةو الإستمتاع.
وفي الحنان رحمة ولكنه ليس رحمة فحسب ،ان الرحمة رقة تعتري الإنسان وتحركه إلى قضاء حاجة إنسان أخر ،ولكن للحنان معنى أوسع من مجرد الرقة ،هو رقة تنحني بالقوة على الضعف فتسنده وتقويه .
وفي الحنان فهم ولكنه ليس فهما مجردا ،فأحيانا ينطوي الفهم على الإدراك ،ولكن هذا الإدراك لا تستتبعه حركة نحو الفعل .ولكن الحنان فهم شامل ،وفعل مؤثر .
وفي الحنان عطف ولكنه ليس عطفا فحسب ،أحيانا يكون العطف تأثرا بموقف ،ولكن لا يستوجب بالضرورة تغيير الموقف ،أما الحنان فهو شعور إيجابي بالعطف يؤدي بالضرورة إلى التدخل وتغيير الموقف ...
الحنان إذن معنى كبير يتصل بالكون ذاته ..
هو معنى كوني .
ونعتقد انه علم شمولي يشيع في نسيجه حب عميق للكائنات ورحمة بها ،وهو درجة من درجات الحب التي وهبها الباري عزوجل الى الأنبياء مباشرة.
ومثلما أوتى العبد الصالح في قصة موسى علما من لدن الله ،فكذلك أوتى يحيى عليه السلام حنان من لدن الله .
.فهو كالبلسم السحري تستقيم به النفوس وتبتهج حتى ولو كان من أقارب أو أصدقاء فإن الكلمة الرقيقة الحلوة تنعش النفس وخاصة إذا كان مصدرها الينبوع السخي للحنان وهو الأم.ولو علمت الأم بأهمية حنانها هذا لما حرمت منه أطفالها الكبار وقصرته على الأطفال الصغار.ويكفي ان تلاحظ الأم من ينكبهم الحظ بفقدان امهاتهم منذ الطفولة المبكرة.كيف ينشأون معقدي النفوس ضعاف الشخصية مكتئبين تسيطر عليهم الهموم والحسرات في أغلب الأحيان إذا لم يهيىء القدر للطفل من تنوب عن أمه بالحنان الكامل والرعاية الحقة
والأم التي تحجب حنانها عن أطفالها الكبار مقتصرة على الطفل الأصغر تغمره فيه بسخاء فإنها تجهل أن هذا يؤثرعلى نفسية الأطفال الكبار الذين مازالوا يحتاجون حنانها وما زال هذا الحنان يعني لهم غذاء ضرورياً كالطعام والشراب.إن الحنان هو غذاء النفس البشرية في كل مراحل العمر يسعد به الإنسان من أي مصدر كان حتى ولو كان من غير البشر أي من الحيوانات التي نربيها.فكم تسرنا الهرة التي نربيها وتتود الينا بحركات لطيفة,معينة.وكذلك الكلاب التي تحمي دورنا بإخلاص.واهم من هذا كله الخيول العربية الأصيلة التي تقف بجانب فرسانها عندما يصابون ويقعون ارضاً.وتظل تصهل الى أن يأتي من ينقذ الفارس دون أن تفارقه مهما احدقت بها الأخطار.
ومن المدهش أن الحنان رغم ثرائه وتركيبه وتعقيده صفة تحملها المرأة أحيانا أكثر مما يحملها الرجل ،وتطيقها المرأة أكثر مما يطيقها الرجال رغم قوتهم .وأعظم مجال للحنان عند المرأة هو مجال الأمومة ،ومجال الزواج .
ان ما تؤديه الأم لأبنائها دون قصد أو إرادة يبلغ درجات من التضحية لايقدر عليها رجال كثيرون رغم القصد والإرادة وما تستطيع الزوجه أن تؤديه لزوجها في مجال الحنان هو الذي يجعل الرجال يخوضون أعظم المعارك عنفا من أجل القيم العليا دون تضرر ،وهو الذي يجعل الرجال يتحملون أنواء الحياة ومتاعبها صابرين ...
كيف تكتسب هذه الصفه في حياتك اليوميه؟
إن الطرق التي تؤدي إلى الحنان كثيرة ومتعددة ،لكن أقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم
والطريق إلى الحنان ،وهو معنى كوني يستوجب الوقوف أولا بين يدي خالق الكون ..بعد ذلك يرق القلب الإنساني ويعرف هذا الشيء الرائع الذي يسمونه الحنان.
تحياتي