حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في دراسة لها، من أن طبقة الأوزون التي تحمينا من أشعة الشمس الضارة تتسع مؤخرا بشكل قياسي فوق القطب الشمالي، وذلك بسبب طول موسم الشتاء وانبعاث مركبات (الكلوروفلوروكربون) المسؤولة عن استنفاد طبقة الأوزون.
وكشفت المنظمة أن رقعة ثقب الأوزون بلغت 40% خلال موسم الربيع الجاري، موضحة أن آخر معدل سجل للثقب فوق القطب الشمالي بلغ حوالي 30% تمت عبر عدة مواسم على مدى الـ15 سنة الماضية.
ورغم أن مستويات ثقب الأوزون في القطبين تختلف موسميا، فإن السرعة القياسية التي اتسعت بها طبقة الأوزون هذه المرة استدعت هذا الإنذار، كونها تعرض سطح الأرض للمزيد من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، ما سيؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابات بحروق الشمس وسرطان الجلد وإعتام عدسة العين وتلف جهاز المناعة البشري.
وأظهرت النتائج التي سجلت في القطب الشمالي، أن ثقب غلاف الأوزون اتسع بشكل قياسي فوق جرينلاند وإسكندنافيا نهاية الشهر الماضي. وقالت المنظمة إن درجة استنفاد غطاء الأوزون فوق القطب الشمالي وصل إلى مستوى غير مسبوق هذا الربيع، بسبب استمرار وجود المواد المستنفدة للأوزون في الغلاف الجوي والشتاء القارص في طبقة الستراتوسفير.
وأضافت أنه إذا تحرك ثقب طبقة الأوزون بعيدا عن منطقة القطب الشمالي ليصل إلى المناطق المنخفضة مثل أجزاء من كندا ودول شمال أوروبا وروسيا وألاسكا في الولايات المتحدة -مع أن التأثير سيكون أقل مقارنة بالمناطق المدارية- سيتعرض الأشخاص إلى الأشعة فوق البنفسجية الضارة هذا الموسم بدرجة عالية، كما ستتأثر الحياة البحرية هي الأخرى بمختلف الآثار السلبية لهذه الأشعة.
وخلافا عن طبقة الأوزون فوق القطب الجنوبي فإن ظاهرة استنفاد طبقة الأوزون في القطب الشمالي لا تتكرر سنويا في طبقة الستراتوسفير، بسبب تقلب الأحوال الجوية بشكل سنوي.
وحذر العلماء من أن أجزاء أخرى من العالم قد تتعرض لزيادة مستوى التعرض للأشعة فوق البنفسجية، في حال ابتعدت رقعة ثقب الأوزون عن مناطق القطب الشمالي المنخفضة. ويأتي استنفاد طبقة الأوزون بهذا الشكل السريع، رغم الإجراءات الناجحة التي اتخذها بروتوكول مونتريال والرامية إلى خفض إنتاج واستهلاك المواد الكيماويات المستنفدة لطبقة الأوزون، مثل مركبات الكربون الكلورية فلورية (الكلوروفلوروكربون) والهالونات.
وكانت هذه المواد موجودة في الثلاجات وعبوات الرش وطفايات الحريق، وتم التخلص منها. وقالت المنظمة إنه نتيجة لطول عمر هذه المركبات في الغلاف الجوي، فإن عودة الوضع إلى مستوياته لما قبل عام 1980، وهو الهدف المنصوص عليه في ميثاق بروتوكول مونتريال 1987، سيستغرق عدة عقود.