السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سؤالي بخصوص استشهاد إمام الموحدين علي (عليه الصلاة والسلام)
ففي الرواية المعروفة عندما جرح الأمير (عليه السّلام) صاح جبرائيل (عليه السّلام) :
تهدمت والله أركان الهدى وانفصمت العروة الوثقى
وقد سمعه الناس .
أوّلاً : يقول سبحانه وتعالى : { بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا} {البقرة/256}.
ثانياً : هل يستطيع سائر الناس سماع جبرائيل (عليه السّلام) .
أرجوا الإجابة وفقكم الله وسددكم ؟؟
الجواب : من سماحة السيّد علي الحائريالجواب عن السؤال الأوّل : هو أنّ (العروة الوثقى) في الآية الشريفة هي غير (العروة الوثقى)
في النداء المرويّ عن جبرئيل (عليه السّلام) ، فتلك هي العروة الوثقى الفكرية العقيدية ، وهي عبارة
عن الإيمان بالله تعالى ، وهذه عبارة عن العروة الوثقى الموضوعية المتجسّدة في الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه)
وانفصامها يعني انفصالها و افتراقها عن المجتمع البشري ، وحرمان الأمّة الإسلامية بل كلّ البشرية
بكاملها عن تلك الشخصية الفذّة ، والإنسان الكامل ، وتلك الآية العظمى ، وذاك النبأ العظيم .
و الجواب عن السؤال الثاني : هو أنّ الله تعالى إذا شاء ذلك فما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن
فأيّ مشكلة في ذلك إذا أراد الله أن يسمع الناس نداءاً سماوياً بشأن أعظم حادث أرضي ، و بصدد تأبين
أعظم إنسان على وجه الأرض بعد النبيّ (صلّى الله عليه و آله وسلّم)؟ . والله العالم .