منتديات أحلى السلوات
محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 065sv9
اهلا اهلا اهلا زوارنا الكرام ssaaxcf
مرحبا بكم في منتداكم وبيتكم الثاني zzaswqer
نتشرف بتسجيلكم معناvvgtfryujk vvgtfryujk vvgtfryujk
أخوانكم ادارة المنتدى mil
منتديات أحلى السلوات
محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 065sv9
اهلا اهلا اهلا زوارنا الكرام ssaaxcf
مرحبا بكم في منتداكم وبيتكم الثاني zzaswqer
نتشرف بتسجيلكم معناvvgtfryujk vvgtfryujk vvgtfryujk
أخوانكم ادارة المنتدى mil
منتديات أحلى السلوات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أحلى السلوات


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرحب بكم جميعا واهلا وسهلا بالاعضاء الجدد نتمنى لكم طيب الاقامه
نرحب بالاخت العزيزة (لمياء ) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنا اختي الغالية ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز (ابو مصطفى) من العراق ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بتواجدك معنا محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت الغالية ( ابتسام) من العراق ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( الدمعة الحزين ) من السعودية ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنامحبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (طیبه) من ايران ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنامحبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز (شيخ الوادي ) من العراق ونتمنى له طيب الاقامة معنا ... سعداء بتواجدك معنامحبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (نور كربلاء) من السعودية  ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك  يا غالية محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798          ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( وديان) من فلسطين المحتلة ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... نور المنتدى بيك ياغالية محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( الخيانة صعبة) من مصر ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك ياغالي محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة  (رحيق الورد) من دولة العراق ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك ياغالية محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798          ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (منة الله على) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنامحبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( علاء المياحي ) من العراق ونتمنى له اقامة طيبة معنا ... المنتدى نور بوجودك محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( هدوره العراقيه) من العراق ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك يا غالية محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( ساره رضا) من دولة مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنامحبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( حبي لاهل البيت لا ينتهي ) من العراق ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... اهلا وسهلا بك معنامحبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( أبو وسام ) من دولة العراق ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك يا غالي محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة ( هند السعيد) من مصر ونتمنى لها طيب الاقامة معنا ... نور المنتدى بيك محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخ العزيز ( احمد طه) من مصر ونتمنى له اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى
نرحب بالاخت العزيزة (عاشقه الليل )من الامارات العربية ونتمنى لها اقامه طيبه معنا ... نور المنتدى بيك محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 103798 ادارة المنتدى

 

 محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 3:55



محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه

محبة امام الزمان (عليه السلام) من دواعي الحظوة بلقياه فإذا استطعت أن تقوي محبتك له (عليه السلام) حتى تكون هذه المحبة بالمستوى اللائق بشأنه و بمقامه فانك ستحظى بزيارته و رب قائل هنا يقول : ان محبتنا للامام (عليه السلام) – مهما تضاعفت – لا ترقى لأن تكون لائقة بقمامه العالي الرفيع.



و هذا في نفسه قول صحيح ، لكننا إذا أخلصنا في المحبة (بأن لا يكون موضوعها غير الله سبحانه و امام الزمان ) ، و استجمعنا كل حبنا للآخرين في هم واحد ، و توجهنا به إلى الله (تعالى ) .. فإن هذا الحب يغدو مقبولاً ، كما قيل :



فأن ترد صـحبته وحــــده فانفض يداً من كل شيئ سواه



و من يكتب له الظفر بهذا الحب عليه ألا يصدر عنه أي عمل ينافي أحكام الإسلام . و إذا حدث – و الحالة هذه – أن حظي بلقاء الامام ولي العصر (عليه السلام ) .. فأن هذا اللقاء سيكون من أجل تعديل مسيرة المرء أو نهيه عن المنكر .



مؤلف كتاب ( القصص العجيبة ) ، ينقل عن المرحوم الحاج مؤمن (المعروف بايمانه و تقواه) أنه قال :

في ايام شبيبتي كان شوقي كبيراً إلى لقيا الامام ولي العصر (أرواحنا فداه ) ، فكان لا يقر لي قرار إلا بلقائه . و لقد سلكت – بحثاً عن هذا اللقاء – كل سبيل.



عنّ لي ، في أحد الأيـّام ، أن ألجا إلى الأضراب عن تناول الطعام و الشراب ، و أني لن أكف عن هذا الاضراب إلا برؤية الامام (عليه السلام) .. ( و من المعلوم أن هذا التصميم منبعه قلة المعرفة من جهة ، و شدق الشوق من جهة أخرى).



و مضى يومان و ليلتان دون أن أمس شيئاً من طعام و لا شراب . و في الليلة الثالثة رأيتني مضطراً إلى احتساء جرعة من الماء (في مسجد سردزك) . و بعدها اعترتني حالة من الاعياء كمن يقع مغشياً عليه . في تلك الحالة رأيت الامام بقية الله (أرواحنا فداه) قد حضر، و أخذ يلومني على ما صنعت بنفسي ، يقول لي : لماذا تفعل هذا و تلقي بنفسك إلى التهلكة ؟ سأبعث لك طعاماً ... فكل .



بعد هذا اللقاء العزيز الذي سمعت في كلمات تأسر القلب .. عدت إلى الوعي ، و فطنت أني كنت وحدي في المسجد و قد مضى من الليل ثلثه . و في هذه الأثناء لفت انتباهي صوت طرقات على باب المسجد . و حين فتحت الباب رأيت شخصاً متلفعاً بعبائته و قد غطى رأسه لكيلا يعرف ، و معه طبق مليئ بالطعام ، فناولنيه .. و كرر القول : كل ، و لا تعط أحداً منه . وضع الطبق إذا فرغت من الأكل تحت المنبر) .



فوجدته مليئاً بالرز و عليه دجاج مقلي (محمص) . و قد ألتذذ بتناوله لذة تفوق الوصف.

و قبل غروب اليوم التالي .. جاءني المرحوم الميرزا محمد باقر (الذي كان من الرجال الصلحاء) ، و ابتدرني قائلاً : أعطني طبق الطعام . ثم أنه ناولني كيساً فيه مقدار من النقود و قال : لقد أمرت بالسفر ، خذ هذه النقود و اذهب إلى مشهد لزيارة الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ، و اعلم أنك سوف تلتقي في الطريق إلى مشهد برجل كبير ، و لسوف تـنتفع منه .



استجبت لما بلغني به . و سافرت – بهذه النقود – من شيراز إلى مشهد بصحبة السيد هاشم امام جماعة المسجد المذكور.



و بلغنا في سفرنا هذا مدينة طهران . حتى إذا غادرناها .. لاح لنا على الطريق رجل شيخ . أشار الرجل إلى سيارتنا بالوقوف . و إذا كان السيد هاشم قد استأجر السيارة كاملة ، فقد كان بأمكاننا أن نركب معنا هذا الرجل الشيخ . و كما بلغني الميرزا باقر عن مولاي ما أمرني به عندما أوصاني بالاستفادة من رجل كبير التقي به في الطريق .. فان هذا الرجل المنـّور القلب قد علمني خلال الطريق قضايا بالغة الشأن ، و دلني على أعمال قيمة .. حتى أنه أنبأني بما سوف يحدث لي في مستقبلي إلى آخر حياتي ، و ذكر لي ما يصلح شأني في أموري و ما ينبغي لي أن أفعله .



في ثنايا الطريق .. كان هذا الرجل يجتنب تناول الطعام الذي فيه شبهة حرام . و قال لي : لا تأكل الطعام الذي فيه شبهة.



كانت معه سفرة للطعام . و لم يكن يهيئ لنفسه في الطريق خبزاً كأن يعجنه و يطبخه .. لكن الغريب أنه عندما يمد سفرته يخرج أرغفة طازجة و مقداراً من ال(الكشمش) الأخضر و يشركني معه في طعامه .



كان الطريق في وقتها غير معبـّد ، و لم تكن السيارات سريعة السير ، فقضينا أياماً انتفعت فيها منه أموراً تربوية ، و عـّرفني على ما يلزم من أعمال و خطوات لتهذيب النفس.



و المدهش أن ما قاله في صدد مستقبل حياتي – و حتى الساعة – قد تحقق كلـّه.



و وصلنا في مسيرنا إلى منطقة (قدمكاه) ، فنزلنا ، أما الرجل النـّير القلب فقد انتبذ مكاناً منفرداً و استلقى على الأرض ، و مـدّد رجليه . . و قال لي : لقد دنا أجلي ، و سأموت قبل وصولي إلى مشهد . و أريد منك أن تكفـنني بعد موتي بكفن موجود معي . و جهـّزني بما في جيبي من نقود للدفن في الصحن المقـّدس لثامن الأئمه المعصومين علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) . و قل للسيد هاشم أن يتولى أمر تجهيزي و الصلاة على جنازتي .



ما أن سمعت هذا من الرجل الشيخ حتى انتابني خوف شديد و تملكني الاضطراب . فقال لي يهـّدئ من روعي : أهدأ .. و لا تخبر أحداً قبل حلول اجلي ، و كن راضياً عمـّا يشاء الله .

ثم سرنا جميعاً تلقاء مشهد . و لمـّا بلغت بنا السّيارة (تلة السلام ) – و هو الموضع الذي تتراءى منه في الطريق القبة الطاهرة للامام الرضا ( عليه السلام) – توقفت السيارة ، و ترجل رفقاء سفرنا و ابتدؤا بالزيارة من بعد .. كل مشغول بحنينه و بأشواق اللقاء . بعدها طلب السائق من الزائرين أن يركبوا .. بيد أن الرجل المسن ّ ذا الباطن المنـّور قصد ناحية هناك ، و تطلع إلى القبة الطاهرة . ثم لمّا قضى و طره من السلام و الزيارة و البكاء الطويل ... قال يخاطب الامام الرضا (عليه السلام ) : مولاي .. ليست لي من لياقة اكثر من هذا لأكون أقرب إلى قبرك الشريف .



بعد هذا أظطجع باتجاه القبلة ، و غطى رأسه بعباءته .. و فارقت روحه الدنيا . أما أنا .. فقد أجهشت باكياً أنتحب. و اجتمع حولي المسافرون يتساءلون ، فأخبرتهم بوفاة الرجل ، و حكيت لهم طرفاً من قضاياه .. فاهتاجوا و تأثروا كثيراً و بكوه طويلاً ، ثمّ حملوا جنازته إلى مشهد ، و دفن في الصحن الطاهر – رحمة الله عليه.



ملاحظات حول الحادثة

الملاحظة الأولى : إذا كان قلب المرء طافحاً بمحبة الامام بقية الله (ارواحنا فداه) فإن الامام (عليه السلام ) يتولى حفظه ، و يتولى تربيته إذا كانت به حاجة إلى التربية .. فيعطيه نفقات السفر ، و يهيئ له رجلاً شيخاً منـّور القلب يتعهد تربيته و تعليمه في طريق السفر الذي هو أفضل موضع للتربية .. لكي يغدو مؤهلاً للقاءات القادمة .



الثانية : ثمّة أفراد بين عامة الناس لهم اتـّصال مباشر بالامام بقية الله (أرواحنا فداه) كالميرزا محمـّد باقر الذي احضر للحاج مؤمن – من ناحية الامام- طعاماً ، و رتب له أسلوب سفره ، و أتى له بالنقود . و لهذا ينبغي ألا ننظر إلى الناس – حتى العاديين منهم – نظرة غير المكترث ، لأن الله (سبحانه) قد أخفى أولياءه في عامة خلقه .



الثالثة : على السالك إلى الله ألا يتناول طعاماً فيه شبهة ، يكون مختلطاً بالحرام ، لأن مثل هذا الطعام يجعل نفسية الانسان نفسية متفلتة غير منضبطة . و قد قال ذلك الرجل المنـّور الباطن لرفيق سفره الحاج مؤمن : لا تأكل طعاماً فيه شبهة.



الرابعة : تقع منطقة (قدمكاه) و تعني موضع القدم على بعد حوالي مئة كيلو متر من مدينة مشهد ، متاخمة (نيشابور . و في هذه المنطقة موضع يشبه (مقام إبراهيم) عليه السلام في المسجد الحرام ، إذ يوجد فيه أثر موضع قدمين غائر في صخرة سوداء ، و الناس يعتقدون أنهما موضع قدمي الامام علي بن موسى الرضا (عليه آلاف التحية و الثناء) . و كنت قد ذهبت مراراً إلى هذا المكان الذي قد أقيمت عليه قبة ، و له فناء واسع . في اليوم السابع من شهر رجب عام 1404هـ كنت في هذا المكان المقدس ، دون أن أعير الأمر اهتماماً ؛ فلقد كان ظني أن الناس قد صنعوا هذه الصخرة و اتخذوها في هذا الموضوع ، وماثمة وثائق تاريخية تؤيد ما يقولون.



و في اليوم المذكور من سنة 1404هـ كنت في الطريق إلى طهران . و حان وقت أذان الظهر لمّا كانت السيارة تمـّر قرب (قدمكاه) .. فقلت لأصحابي : لكيلا تفوتنا صلاة أول الوقت ، الأفضل أن نصلي صلاتي الظهر و العصر في هذا الموضع . استجاب صحبي ، و ترجلنا من السيارة قبالة رُحبة قدمكاه .. ثم دخلنا الرحبة . في جانب من المكان كانت عير ماء طيبة ، يقال أنها قد انفجرت باشارة من طرف عصا الامام أبي محمد الرضا (عليه السلام) .. و ما تزال تجري إلى الآن . في وقتها – أي في زيارتي تلك الى قدمكاه – لم أكن اعتقد بصحة هذا الكلام لكي أقصد هذه العين بدافع التبرك .. وانما قصدتها للوضوء ، فما ثمة من ماء في غير هذه العين . بعدئذ دخلت الحرم .. وهنالك وقع نظري على الصخرة السوداء التي عليها آثار القدمين ، فرأيت في أعلاها لوحة معلقة و قد كتب عليها بيتا من الشعر (ترجمتها)

إن ظن دهري عليّ بلثم رِجلِ الحبيب

لثمت –شوقاً –خطاه و وقعها في الدروب

و دمت عمراً عليها مقبلاً .. في نحيب



عندها نشجت باكياً ، و رحب أقبل الصخرة و أنا أقول : إذا لم أستطع أن أقبل أقدامك يا مولاي فإني كذلك لا أدري أين هو موضع قدمك لأقبله ، و لكن هذا الذي أقبله الآن يقول الناس عنه موضع قدميك.



في زيارتي هذه - و على خلاف زياراتي السالفة – كنت أبكي ، متوجهاً بالحب لهذا الموضع الذي يحتمل أن تكون عليه آثار أقدام الامام (عليه السلام) .. إلى أن صليت صلاة الظهر . و بعد الصلاة أحسست بثقل يدب في أجفاني ، و أخذتني سنة من النعاس .. ثم وجدت نفسي في عالم الرؤيا.



و في الرؤيا .. رأيت هذا الموضع الشريف القائم على سفح جبل ، و قد تبدّل ما حوله إلى مكان صحراوي ، كان هو على السفح نفسه .. و إلى جواره عين الماء تتدفق جارية . و على يمين العين كانت ثم قرية صغيرة قد تجمع أهلها في خارجها بانتظار الموكب المبارك للامام علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه ) في أثناء هذا فطنت إلى أن الزمن قد عاد إلى الوراء ، و ها أنذا أشاهد الوقت الذي كان يمرّ فيه ثامن الحجج الطاهرين (عليه السلام) في هذه البرية .. و هو في طريقه إلى طوس ، و قد خرج الناس لاستقباله . وما ان تراءي موكبه المبارك على مسافة حتى اضطرب الناس و ما جوا بالوجد و الحنين ، فتعاليت أصوات البكاء و صرخات الأشواق تملا الصحراء .



على أي حال .. شاهدت الامام ( صلوات الله عليه ) ينزل من المحمل ، و قد أحاط الناس بوجوده المقدس ، يقبلوا يديه.

بعدئذ جاء الامام (عليه السلام) إلى جوار عين الماء ، و وقف على صخرة سوداء كانت محاذية للعين ، و أراد أن يغسل قدميه المباركتين مما علق بهما من غبار . لكن رجلاً شيخاً ، يبدوا أنه كبير أهل القرية ، توسل كثيراً – و ربما ببكاء و نحيب – أن يأذن له الامام الرضا (عليه السلام) فيصب هو الماء على قدميه الطاهرتين يغسلهما . و بعد مزيد من التوسل أذن له الامام ، و فعل ما أراد . ثم أن الرجل الشيخ حمل هذه الصخرة و احتفظ بها في داره . و بعد سنوات من مرور الامام (عليه السلام) بهذا الموضع من طريق طوس .. صار الناس يقصدون هذا الرجل للاستشفاء بهذه الصخرة المقدسة . و مايزال الأمر كذلك حتى نـُحت موضع القدمين الشريفـتين – و لعله من قبل هذا الرجل – على الصخرة لئلا تـُنسى هذه الواقعة الكريمة . و ربما كان ما نـُحت هو نفس الموضع الذي وقف عليه الامام الرضا (عليه السلام).



و بمرور الأيام اتخذ الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) و محبوهم .. اتخذوا من دار هذا الرجل الشيخ حرماً و فناء يزار . و غدت هذه الصخرة المقدسة موضع تجليل من لدن شيعة آل محمد (صلى الله عليه و آله) .. تماماً كما يصنع عامة المسلمين بالصخرة التي كان قد وقف عليها نبي الله إبراهيم الخليل (عليه السلام) إذا كان يبني الكعبة الشريفة ؛ فجعل المسلمون هذه الصخرة في المسجد الحرام مجاورة للكعبة ، و أطّروها باطار من الذهب و البلور ، و ما يزالون يتقدمون إليها بالاحترام و التبجيل .



و قد ذكر الله (جل جلاله) هذا الموضع الابراهيمي في القرآن الكريم بقوله تعالى : ( و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )



بعد هذه الحالة التي كانت لي أشبه بحالة النوم .. رحت أفكر في نفسي : إذا كانت هذه الواقعة التي شاهدت واقعة حقيقية ( و من اليقين أن لها واقعاً حقيقياً ربما يحتمل شيئاً من الزيادة و النقصان) .. فان هذه الصخرة السوداء هي أعلى شرفاً و منزلة من تلك الصخرة السوداء التي تشرفت بوقوف النبي إبراهيم (عليه السلام)عليها ، و سميت بـ (مقام إبراهيم) . ويدلنا القرآن الكريم كما تدلنا الأحاديث أن نبي الله إبراهيم (عليه السلام) بعدما أبتلاه ربه بكلمات فأتمهن ، و خلع عليه خلعة الخلة و توجه بتاج الامامة .. دخل في مقام شيعة الامام علي بن ابي طالب أو الامام علي بن موسى الرضا أو سائر الأئمة المعصومين عليهم السلام ؛ و عد دخوله في هذا المقام لأبراهيم (عليه السلام) على وجه التحديد ، إذ قال تعالى : ( و ان من شيعته لابراهيم) (1)



و هذا يقودنا إلى أن نفهم أن الفارق في شرف صخرة قدمكاه على صخرة مقام إبراهيم (عليه السلام) .. هو كالفارق في الشرف و المنزلة بين الأمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) و النبي إبراهيم (عليه السلام).



الخامسة : في حكاية المرحوم الحاج مؤمن هذه ورد ذكر موضع باسم (تلة السلام) . و هذا الموضع الشريف هو مكان في الطريق من نيشابور إلى مشهد . و حين يبلغ الزائرون في مسيرهم إلى هذا الموضع تلوح لهم لأول مرة القبة الطاهرة . للامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) و لذلك كان سائقو حافلات نقل الركاب ينزلون الراكبين في هذا الموضع من السيارات و يشيرون لهم إلى القبة الشريفة التي تتراءى من بعيد .. فنأخذ المسافرين عند ذلك حالة من البكاء و يتوجهون بالزيارة ، و السلام على الامام (عليه السلام) . و أول ما يحظى به السائق و مساعده في مثل هذه المناسبة أنهما يطلبان من الزائرين هدية أزاء أرائتهم القبة . فتجود لهما نفوس السائرين – بمودة و اريحية – بقدر من المال ذي شأن .



السادسة : ورد في تضاعيف الحكاية أن الرجل الشيخ النـّير القلب قد أنبأ بوقت وفاته . و السؤال الذي قد يتبادر هنا هو : أيمكن لأحد أن يكون على علم بلحظة وفاته .. و الله (سبحانه و تعالى ) يقول : (و ما تدري نفس بأي ارض تموت) (1) ؟



و الجواب عن هذا السؤال .. هو أن الاطلاع على وقت الموت مما يرتبط بوقائع المستقبل . و اذ ان وقائع المستقبل تحتمل (البداء) فانها داخلة – اذن – في مضمون الآية الشريفة : (يمحو الله ما يشاء و يثبت) (2) و لهذا لا يغدون في وسعنا الركون إلى معرفة وقت الوفاة معرفة قطعية يكون هذه الوقت فيها من المحتوم المقطوع بحدوثه .. اللهم إلا إذا كان هذا الاطلاع عن طرق الالهام ، أو كان وعداً من الله (تعالى) لا يتخلف. وبناء

_____________
1- سورة لقمان : 34

2- سورة الرعد : 39



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 3:58

على أن الدنيا هي سجن للمؤمن ، و أن الوعد لمؤمن بوقت وفاته و تحرره من هذا السجن ، وعد إلهي لا يتخلف (لا يخلف الله وعده) (1).. فمن غير المستبعد أذن أن يطلع أولياء الله حتى على لحظة الوفاة . و لا تبدو هناك منافاة بين هذا المعنى و الآية الكريمة المذكورة آنفاً ؛ إذ الآية الشريفة تنفي العلم بمكان وقوع الموت بغير طريق الاخبار الإلهي.



و في هذا الصدد .. أعرف عالماً كان يصعد المنبر في مسجد (كوهرشاد) ، اسمه الشيخ اسماعيل الترك . في أحد الأيام سمعته يقول على المنبر : سأموت بعد شهر ، في يوم الخميس . و سجلت عندي هذا التاريخ .. ثم أني أنسيتُ هذا الموضوع . و بعد شهر قيل لي : أن الشيخ اسماعيل الترك قد توفى . و هرعت إلى التاريخ الذي كنت قد سجلته .. فإذا هو قد توفى في نفس اليوم الذي ذكره قبل شهر من الزمان .



و الأمر مماثل لما حدث للمرحوم والدي ؛ فإنه أخبرني بموعد وفاته قبل أسبوعين من تأريخ الوفاة – كما بينت ذلك في كتاب (معراج الروح).



و مثله ما رواه ثقاة عن الحاج مؤمن في شيراز أنه قال : في إحدى غرف مسجد (سردزك) كان يسكن سيد جليل اسمه (سيد علي الخرساني) . و كان هذا الرجل كثير العبادة و

__________

1- سورة الروم : 6







المناجاة . و قبل أسبوع من وفاته قال لي : سأفارق الدنيا سحر ليلة الجمعة الآتية ، فتعال إلى ليلة الجمعة ؛ فأن لي معك شغلاً .



و ذهبت إليه في الليلة الموعودة ، فرأيته قد وضع على النار أناء فيه مقدار من الحليب . و لما جلست أنزل الحليب ، و شرب منه مقدار فنجانين و ناولني الباقي قائلاً : اشرب أنت ، فأنا قد شربت . ثم قال : الليلة وفاتي . و ينبغي أن يتعهد سيد هاشم (امام جماعة المسجد) أمر جنازتي و الصلاة عليها . غداً يأتي (فلان) ليتبرع بثمن كفني .. فلا تقبل . و لكن أقبل ثمن الكفن إذا تطوع به الحاج جلال القناد ، و وافق أن يتولى تكفيني و دفني من ماله الخاص.



و بعد أن أخبر سيد علي الخرساني هذا بما يهمه من وصاياه جلس مستقبلاً القبلة ، وطفق يقرأ القرآن . و ظل يقرأ حتى دنا وقت السحر ، و أنا جالس إلى جانبه أقرأ معه القرآن . و على حين غرة رأيت عينيه تحدقان باتجاه القبلة و هو يقول : لا إله إلا الله – كررها سريعاً مئة مرة . ثم أنه قام واقفاً بكل أدب و إجلال ، و قال : السلام عليك يا جداه . و قال ما عبر به عن محبته و مودته للمعصومين (عليهم السلام).



بعد هذا جلس ، ثم مدد رجليه نحو القبلة .. و هو يقول – يكررها مرات : ( ياعلي .. يامولاي) و ( كان المراد بالمولى هنا الامام بقية الله ارواحنا فداه) . ثم أنه قال لي : أيها الشاب .. لا تنظر إلى عيني لئلا تخاف . الآن أرتاح ، و أذهب إلى جوار جدي .



ثم أنه أغمض عينيه ، و سكت . و في لحظة واحدة فارقت روحه الدنيا – رحمة الله عليه.





محبة الامام محبة لله

المحبه لاولياء الله من الصفات الانسانيه الحميده.. وخاصه حين تتوجه هذه المحبه الى مركز دائرة الامكان الامام بقيه الله (ارواحنا فداه) وكلما ازدادت محبه الانسان لمقام ولى العصر المقدس (عليه السلام) كانت انسانيه هذا الانسان أقرب الى الكمال


ذلك أن المحبه للامام(عليه السلام) هي نفسها المحبه لله (تعالى) وقد ورد في نص" الزياره الجامعه" الشريفه:" من احبكم فقد احب الله" وجاء في الايه_165"من سوره البقره:: " والذين آمنوا اشد حباً لله" كبار السن في مدينه الري يعرفون اسكافياً توفي سنه(1365ه) كان ذا كرامات كثيرة... وكان اولياء الله يقصدونه في دكانه ليستمدوا منه المعنويات
اسم هذا الرجل المتأله (مشهدى امام علي القفقازى) وقد ذكر حجة الاسلام الشيخ محمد شريف الرازى – الذى كان على معرفه به وروى عدداً من كراماته- ان هذا الرجل كان



على درجه من العشق والمحبه للامام بقيه الله (روحى وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) بحيث ان من يعاشره ساعه واحدة يشعر انه قد تغير من الداخل ويتلقى منه درساً في العشق والمحبه لايجده في ايه مدرسه ولقد كان من مزاياه ان له ملكت نفسيه وصفات روحيه وانسانيه رائعه فلقد افلح في تزكيه نفسه وصار في منأى عن الصفات الحيوانيه.


كان يجلس في دكانه على دكه خشبية.. يضع تحتها كل ماكان يحصل عليه من النقود في حرفته تلك..واذا ما اراد منه احد شيئاً من النقود فانه كان يمد يده تحت دكته ويخرج له ما يحتاج ويعطيه . و طالما تعمد اصدقاؤه لايام عديدة ان يراقبوا مقدار المال الذي يضعه هناك ومقدار ماينفق منه .. ولقد دهشوا اذ لاحظوا عشرات المرات ان النقود التي يخرجها من تحت الدكه –قياساً الى النقود التي يضعها- تبلغ عشرات الاضعاف. فاذا ماوضع في اليوم مئه تومان مثلاً فانه يخرج الف تومان


قال الشيخ الرازى : ترك دكانه يوماً لشان له فنظرت الى ماتحت الدكه فما كان ثمه ولا ريال واحد (1) كان يفوز مرات ومرات بلقاء الامام بقيه الله (عليه السلام) وكان الناس يتناقلون وقائع مفصله للقاءاته .. ولان هذه النقول لم تكن بالدقه الكافيه فاني لااستطيع ان اورد وقائعه بالتفصيل. ولكن الذى لاريب فيه انه قد تشرف بلقاء الامام كثيراً و

___________

1- الريال اصغر وحدة في العملة الإيرانية . و كل عشرة ريالات تساوي توماناً واحداً.





تلقى فيوضات جمه من هذا الوجود المقدس.

في احد الايام قصد استاذي المرحوم الحاج ملا اقجان مدينه الري لزيارة مرقد السيد عبدالعظيم الحسنى(عليه السلام) وهناك مر من امام دكان هذا الرجل وفي هذه الاثناء راى الحاج ملا آقاجان رجلايثب من الدكان ويحتضنه ويقبله


فقال له الحاج ملا أقاجان: من انت؟!
قال:مجنون بحب المولى بقيه الله (ارواحنا فداه).. ومنك أشم شذا عطر حبيبـي
قال له الحاج ملا آقاجان: صحيح ... المجنون يأنس الى رؤيه المجنون!
ومنذ تلك اللحظه أنس احدهما بالآخر وصارا بعدها يقضيان ساعات على انفراد..يجلسان ويتحدثان عن معرفه الامام ولى العصر (ارواحنا فداه) وعن محبته وعشقه والشوق اليه.. ويغدوان مصداقا ًلعبارة: (يا أهل القلوب المفجوعه هلموا للبكاء) رحمه الله عليهما


وقد قال المرحوم مشهدى امام خلال احد لقاءاته به (عليه السلام) : ان كان الظهور غير قريب .. فخذونى من هذه الدنيا لاطاقه لى على الفراق اكثر من هذا ولذا وعد ان يغادر هذه الدار فى شهر رمضان المقبل وبعد سماعه هذه البشرى .. كان يخبر اصدقاءه بخبر وفاته حين يلتقى بهم خلال الاشهر التى سبقت شهر رمضان الموعود
وفي منتصف شهر رمضان المبارك (1365ه )كانت روحه الطاهره تعرج الى العالم العلوي ودفن في مقبره (الفتيات الثلاث) بمدينه الري رحمه الله عليه.





المعارف الأصلية من منبع الولاية

أفضل بركات التشرف بلقاء الإمام بقية الله (أرواحنا فداه) .. أن يستمد المرء المعارف والحقائق والمعنويات من عين صافية ، وهذا يحدو بمحبي إمام الزمان (عليه السلام) للسعي الحثيث –إذا وفقوا للقاء الإمام (عليه السلام) – ألا يتوانوا عن الاستمداد من هذه العين الصافية الامدادت الروحية وطلب الكمال . ويحدو بهم كذلك لأن يسعوا للتطهر من كل الشوائب والأدناس ، فإن الإمام (عليه السلام) قادر أن يوصل المرء –وبإشارة واحدة- إلى الكمالات المعنوية والمعارف الحقة فيترنّم عندها مخاطباً إمام الزمان (أرواحنا فداه)
سمع العارف وصفك من سجلات الكتب
وحكى ياقوت ثغرك عنك لي كل العجب

يقول أحد كبار العلماء من مراجع التقليد .. يأبى ذكر اسمه :
يقول سيّد من أهل العلم (وفي اعتقادي –من خلال دلائل معينة- أن هذا المرجع المحترم هو نفسه صاحب هذه الواقعة) : من مدينة سامراء ذهبت مشياً على الأقدام لزيارة مرقد سيد محمد ابن الإمام الهادي عليه السلام .. الكائنة قبته ومزاره على بعد ثمانية فراسخ من سامراء ، وفي أثناء سيري .. ضللت الطريق.. وآذاني الحر والظمأ ، حتى وقعت على الأرض فاقد الوعي ، ولم اعد أعي مما حولي شيئاً ، ثم لما فتحت عيني بعدئذ فجأة ، وجدت رأسي مستريحاً على ركبة رجل وهو يسقيني الماء ، فشربت ماء لم أشرب مثله حتى الآن في حلاوته ولذته.


ثم أنه بسط سفرة فيها خبز فناولني عدة أرغفة .. وقال لي : يا سيد .. اغسل بدنك في هذا النهر لتبترد.


قلت له : لا ماء هنا .. حتى أني قد أغمي علي من العطش ، ووقعت على الأرض . ليس هنا من ماء.


قال : الآن .. انظر .. هذا نهر ماؤه طيب لذيذ .. يجري إلى جوارك.
نظرت إلى الجهة التي أشار إليها ، فرأيت إلى جنبي –على مسافة مترين أو ثلاثة أمتار- نهراً يجري رقراقاً .. أدهشني وجوده ، فقلت في نفسي : نهر بهذه اللطافة إلى جنبي ، وكدت أموت من العطش!!!


سألني هذا الرجل : يا سيد .. إلى أين وجهتك؟
قلت : أريد زيارة سيد محمد عليه السلام
فقال: هذا حرم سيد محمد.
وتطلعت إلى الموضع الذي أشار إليه .. فشاهدت قبه سيد محمد ظاهرة في حين كان الحرم الطاهر يبعد عدة فراسخ.


ومهما يكن .. فقد مشينا معاً باتجاه حرم سيد محمد عليه السلام .. وفي أثناء الطريق فطنت إلى أن هذا الرجل هو الإمام بقية الله روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ، فحفظت ما علمني إياه الإمام عليه السلام في مسيرنا من أمور، وهذه الأمور هي:


الأول : أكد الإمام عليه السلام كثيراً قوله : يا سيد .. اقرأ القرآن ما استطعت ، ولعن الله القائلين بتحريف القرآن الواضعين الأحاديث في التحريف.


الثاني: اجعلوا تحت لسان الميت عقيقة كتبت عليها أسماء الأئمة عليهم السلام.
الثالث: أحسن إلى أمك وأبيك ، وإذا كانا ميتين فصلهما بالخيرات والمبرات.
الرابع : أقصد العتبات المقدسة للأئمة الطاهرين عليهم السلام للزيارة ما استطعت ، وزر كذلك قبور أبناء الأئمة وقبور الصلحاء.


الخامس : عليك باحترام السادة والذرية العلوية ما وسعك الاحترام ، وعليك أنت أيضاً أن تعرف قدر انتسابك إلى أهل بيت الرسالة .. واشكر الله تعالى كثيراً على هذه النعمة التي أنعم بها عليك ، فإن هذا النسب مبعث للسعادة والعزة لك في الحياة الدنيا وفي الآخرة.


السادس: لا تدع صلاة الليل ، وخذها باهتمام كبير ، وقال عليه السلام : يا حسرة على أهل العلم الذين يرون أنفسهم مرتبطين بنا ، ثم لا يواظبون على صلاة الليل.


السابع : لا تترك تسبيح الزهراء عليها السلام ، ولا زيارة سيد الشهداء عليه السلام من القرب أو البعد.


الثامن : لا تدع قراءة خطبة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام التي خطبتها في مسجد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ولا خطبة (الشقشقية) لأمير المؤمنين عليه السلام ولا خطبة السيد زينب عليها السلام التي خطبتها في مجلس يزيد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:08

عند هذا الحد .. كنا قد بلغنا في مسيرنا قريباً من الحرم ، وفجأة افتقدت الإمام عليه السلام إذ غاب عن بصري ووجدت نفسي بمفردي.

(كنت قد سمعت هذه الواقعة من العالم الجليل المذكور ، في أوان شبيبتي ، وقد التزمت ببعض التعليمات الثمانية الآنفة الذكر اعتقاداً بصدورها من شفتي الإمام بقية الله عليه السلام –فجنيت منها فوائد جمة .. خاصة ما هو غير معروف منها بين عامة الناس ، أو ما لا يولونه الاهتمام اللائق مثل زيارة مراقد أبناء الأئمة واحترام السادة.





شكر النعمة



من الخصال التي ينبغي ان تتجلى في السالك إلى الله تعالى : أن يكون (شكوراً ) يقدر ما يتقدم به الآخرون إليه من احسان . و الذين لا يقدرون احسان الآخرين و لا يعيرونه اهتماماً ، و لا تسمح لهم أنانيتهم أن يقيموا خدمات غيرهم لهم .. أنما هم أقرب إلى البهائم و الأنعام . أن من لا يشكر المخلوق لا يشكر الخالق ، ذلك لأنه يفتقد (روحية الشكر) ، فلا يتقدم عندئذ إلى الخالق (جلا و علا) بالشكر.



و هذا يعني أن على الذين يريدون أن ينالوا القربة من الله تعالى .. أن يوجدوا في دواخلهم (روحية الشكر) ، و تقدير احسان الآخرين ؛ فإن من الصفات الإلهية المتجلية في أولياء الله – لقربهم من الله جل جلاله – صفة (الشكور).



إن أولياء الله ليشكرون حتى الكفار الذين يولونهم خدمة ما .. فيجزونهم على خدمتهم هذه . كما يتبين من هذه الواقعة التي أسردها الآن :

يروي آية الله الشيخ محمد الرازي – أحد تلامذة المرحوم الشيخ محمد تقي البافقي في الأخلاق – هذه الحادثة .. يقول : كان أستاذنا المرحوم الشيخ البافقي قد أمر خاده الحاج عباس اليزدي أن يدع باب الدار متفوحاً خلال الليل ، و ألا يرد أحداً ألجأته الحاجة إلى المجيئ في جوف الليل . و أمره كذلك أن يوقظه في أية ساعة ، إذا اقتضى الأمر .. لكيلا يرجع احد من باب داره خائباً.



و روى الحاج عباس اليزدي ، فقال : كنت نائماً في منتصف إحدى الليالي ، في غرفة مطلة على باحة دار الشيخ محمد تقي البافقي .. لما أيقظني في تلك الأثناء صوت وقع أقدام تخطو في داخل الباحة ، فنهضت واقفاً على الفور . لاح لي شاب قد دخل الدار .. و وقفت في الباحة . مضيت إليه أسأله عما أقدمه في هذه الساعة من الليل ، لكنه تلكأ في الجواب ؛ إذ لعل لسانه قد انعقد من الخوف ، أو أنه لم يفهم ما قلت له بالفارسية ( وقد تبين فيما بعد أنه عربي من بغداد) . و قبل أن أقول له شيئاً .. سمعت صوت الشيخ البافقي يأتي من داخل غرفته قائلاً : يا حاج عباس .. أنه يونس الأرمني ، جاء لشغل ، فدله على مكاني .



دللته على مكان الشيخ ، فدخل إليه في غرفته . و ما أن رآه الشيخ حتى قال له بلا مقدمات : أهلاً و سهلاً .. تري أن تسلم ؟ و أجاب الشاب بلا أخذ و رد : نعم ، اتيت لأدخل في الإسلام.



عندئذ بادر الشيخ فشرح له الآداب و الشرائط الخاصة بالدخول في الإسلام .. فأعلن الشاب إسلامه.



كان ما حدث – بالنسبة إليّ – أمرا ًغير عادي . سألة يونس هذا الذي أسلم آنفاً : ما حكايتك ؟ و كيف اسلمت هكذا بلا مقدمات ؟ و لم آثرت المجيئ في هذا الوقت من الليل ؟



قال : أنا من بغداد ، لدي حافلة شحن أنقل بها الحمولة ما بين المدن . و في إحدى المرات كنت قد تحركت من بغداد قاصداً كربلاء . و في الطريق رأيت رجلاً ذا شيبة واقعاً على جانب الجادة ، و هو يكاد يموت من العطش . أوقفت الحافلة ، و نزلت له .. فناولته مقداراً من الماء كان معي في زمزمية . ثم أركبته معي في السيارة و مضيت باتجاه كربلاء ، و هو لا يدري أني مسيحي أرمني . و لما وصلنا و نزل .. قال لي :

أذهب أيها الشاب .. أجرك على أبي الفضل العباس.



ثم أني ودعته و مضيت . و بعد أيام شحنت حمولة كان علي أن انقلها إلى طهران . و قد وصلت إلى طهران في أول ليلتي هذه . كنت متعباً من السفر ، فخلدت إلى النوم . و في عالم الرؤيا كأني في بيت ، و سمعت طارقاً يطرق الباب . و لما فتحت الباب رأيت رجلاً على فرس .

قال لي : أنا أبوالفضل العباس .. جئت أعطيك حقظ الذي عليّ.

قلت له : أي حق ؟

قال : حق تعبك مع ذلك الرجل الأشيب.

ثم قال : حين تستيقظ من النوم تذهب إلى مدينة (الري) حيث سيأخذك رجل – بدون أن تسأله – إلى دار الشيخ محمد تقي البافقي . فإذا صرت عند الشيخ ، فأدخل في الإسلام.



قلت : على عيني .



ثم ودعني و انصرف . عندها أفقت من النوم ، و توجهت تلقاء مزار السيد عبدالعظيم . و خلال الطريق لقيت رجلاً جليلاً ، صعد معي في السيارة .. فدلني على دار الشيخ دون أن أسأله . و هكذا أسلمت.



و لما سألت المرحوم الشيخ محمد تقي البافقي : كيف عرفتموه و علمتم أنه جاء ليسلم ؟

قال : من أوصله إلى هنا (أي الامام الحجة أبن الحسن عليه السلام).

هو الذي قال لي أنه سيأتي ، و ذكر لي أسمه وحاجته .



و ان في هذه لدلالة على نهج أولياء الله في شكر من أحسن إليهم – و لو كان من غير المسلمين ؛ فإنهم قد أدخلوا أمره غير مسلم في السعادة الأبدية – أي التشرف بالاسلام – بسبب خدمة صغيرة سلفت منه . فإذا ما أردنا أن نرتقي درجة أخرى إلى الله و إلى أولياء الله – و بخاصة امام الزمان (عليه السلام ) – و أن نفوز بالقربة و الزلفى .. فإن علينا أن نكون شاكرين ، و أن نقدر جهود الآخرين ، و أن نتوجه بمزيد من الشكر للخالق و المخلوق .



كان حجة الإسلام و المسلمين السيد حسين النبوي من علماء بلدة (كركان). و كان من منتظري الامام بقية الله (ارواحنا فداه) و من محبيه الصادقين . قد لقيته مراراً.

____________________

1- الري : بلدة عريقة ، تتصل بطهران من الجهة الجنوبية الشرقية فيها مزار السيد عبدالعظيم الحسني (رضوان الله عليه ) – ( المترجم).



يقول هذا الرجل : كنت مواظباً على وِرد لي أدعو به ، و هو : اللهم أرِنا الطلعة الرشيدة . و كنت – بيني و بين نفسي – كثير الذكر للأمام (عليه السلام ) لم أطلع على ذكري أحداً . و في أحد الأيام جاءني إلى كركان رجل من طهران (و علمت فيما بعد أنه من أولياء الله )، فقال لي : قد تشرفت بلقاء الامام بقية الله (عليه السلام)، و هو (سلام الله عليه) يبلغك السلام و يقول : أنا شاكر لك كثرة ورود اسمي على لسانك ، و انك لم تنسـنى.



قبل حوالي عشر من السنين .. كان ثمة رجل خبيث يوقع الأذى بكثير من الصالحين ، لما كان يمتلك في ذلك العهد (الملكي) من نفوذ. و قد أصابني أنا أيضاص منه أذى كثير.



و في إحدى الليالي شكوته إلى الامام بقية الله (أرواحنا فداه) قلت : لم تأذن يا مولاي لمثل هذا الكافر الملحد أن يؤذي محبيك إلى هذا الحد ؟ لم تبقيه حياً لا ترسله إلى عذا السعير؟



و في الليلة ذاتها .. رأيت امام الزمان (عليه السلام) في عالم الرؤيا ، فقال لي : عن قريب يدركه الموت ، وتشتمل عليه الذلة . و قد تركناه حتى الآن يتمتع بنفوذه و عزته الظاهرية ..لأنه ذكر اسمي في كتابه ، فكان في هذا نشر له . فهو – لهذا – له حق علينا . و لأجل ألا يظل له في الآخرة أي حق على الله فيحترق في العذاب المحض .. فقد آتيناه أجره في الدنيا ؛ لأنا لا نضيع أجر أحد.



و لما قعدت من النوم ، و راجعت كتاب ذلك الرجل .. وجدت أن ما رأيت كان رؤيا صادقة . أي أن كان قد أورد اسم الامام (عليه السلام) مع أني اعتقد أنه لا يؤمن بالامام – فكان وسيلة لنشر اسمه (عليه السلام).





تلاوة الزيارة الجامعة بمحضر الامام (عليه السلام)

لا ريب أن (الزيارة الجامعة ) من أصح الزيارات التي يمكن أن تتلى في بيوت النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله ) أي في مزارات الأئمة الأطهار و في مقامات أبنائهم (عليهم السلام).



إن هذا النص الشريف للزيارة يتضمن معرفة عالية بالامام و أهل بيت العصمة و الطهر (صلوات الله عليهم اجمعين) و قد رُوي مراراً أن أناساً زاروا الامام بقية الله (ارواحنا فداه) بالزيارة الجامعة ، و كان الامام (عليه السلام) يقر مضامينها و يؤيدها.



و إلى جوار ما في ( الزيارة الجامعة ) من معاني التأدب ازاء المقام المقدس للأئمة الطاهرين .. فان الزائر بها يعبر فيها عن محبته الفياضة لأهل البيت (عليهم السلام) . و آية ذلك : العبارة التي تتكرر فيها دالة على التفدية و التضحية من قِبل من يتلو الزيارة ، و هي : ( بأبي انتم و أمي و أهلي و مالي و أسرتي) .



يقول أحد كبار العلماء – و قد تحفظ على ذكر اسمه في هذا الكتاب : كان ذلك اليوم يوم احد لما مضيت إلى الحرم الطاهر للامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) .



و في داخل الحرم ، عند جهة الاقدام المباركة .. رأيت رجلاً جالساً مستقبل القبلة . و لكن وضعه و تصرفه مما يبعث على النفرة منه . وكان لا مناص من الجلوس إلى جانبه ، فما ثمة مكان خال غيره .



كنت في جلستي تلك أتوسل بامام العصر (عليه السلام) أن يمن عليّ بألطافه و أياديه.



المرء المجاور لي .. كان قد تناول آنفاً كتاب (مفاتيح الجنان) ليقرأ (الزيارة الجامعة) . لكنه – على طباق سيرته الذميمة – قد استولى عليه الكسل و الملل ، و لم يقرأ من الزيارة أكثر من سطرين أو ثلاثة . دفع إلى كتاب (المفاتيح ) وقام و انصرف . أما أنا فقد سرني ذلك ، إذا لم أكن قد وجدت كتاباً من قبل أقرأ فيه الزيارة ، و قد أصبح الكتاب الآن في يدي . ثم أن هذا الرجل قد ترك مجاورتي و مضى فصرت في طلاقة من ظلمة مجالسته.



و لم يكن قد خطر لي أن الله (عزوجل) قد أراد لي – في هذه الزيارة – أن أغدو موضع لفيض عظيم يتـنـزل عليّ.



في هذه الأثناء .. شاهدت سيداً جليلاً جالساً قربي عند الجدار . فما كان منّي إلى أن أمسكت بيده ، و قبلتها . نظر إلىّ هذا السيد – و قد أدركت بعدئذ ادراكاً قطعياً أنه امام الزمان (عليه السلام) . ثم غير مكانه و قعد في الموضع الذي خلا بانصراف ذلك الرجل.



سألني السّيد – أول الأمر – عن أحوالي .. و قال : من أين أتيت ؟ فأجبته . ثم قال لي : الآن امام زمانك هنا ، و أنت لا تعرفه ؟!

الزيارة الجامعة يزار بها جميع المعصومين.

نحن نعلم بما يصيب محبينا.

شهداؤنا أحياء ، و كذا أمواتنا.



ثم أني قرأت (الزيارة الجامعة) أخاطب بنصوصها الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام).



فقال لي السيّد : ألا تريد شيئاً ؟

قلت : أنت ابن النبي ، فادع بتعجيل فرج الامام بقية الله (عليه السلام) ان الظلم الذي يقع في العالم قد أدمى قلب مولانا صاحب الزمان.



عندها بكى السيد بكاءً كثيراً ، و لم يقل شيئاً .بعدها قلت له – لم أكن قد عرفته حتى الآن - : أبلغ وصيتي مولاي ولي العصر (ارواحنا فداه) . و لكني افتقدت الرجل فجأة من جواري.





ثمة حادثة قد حدثت لي في هذا السياق ، عليّ أن أتقدم بسببها إلى الامام بقية الله (ارواحنا فداه) بما لا حد له من الشكر و الامتنان :



في أحد الأيام – كما هي عادتي – كنت في (مؤسسة البحث و الانتقاد الديني ) أجيب عن أسئلة السائلين و حدث أن دخل رجل عالم تبدو عليه سيماء الطهر و الصدق (وقد علمت فيما بعد أنه رجل جليل القدر) . دخل هذا الرجل باكياً ، و هو يهمهم همهمة يبدي بها مودته لي.



وقع في ظني – في البداية – أنه ربما كان قد قرأ ما ألفته ، فخال – خطأ – أني مستفيد حقاً من المعاني التي دونـّتها فيما ألفت . حتى إذا رآني أخذته هذه الحالة من الهمهمة و البكاء.



ثم أنه نفسه شرح الموضوع الذي جاء من أجله ، فقال : قبل مدة سمعت من ينتقدك و يذمك . فوجدت في قلبي موجدة عليك و ساء ظني بك . حتى كانت البارحة (ليلة الجمعة 28 من ربيع الثاني 1360هـ ش ) إذا رأيتك في عالم الرؤيا واقفاً في حرم الرضا (عليه السلام) و معك جمع من كبار العلماء ، و كنت تخاطب الامام ولي العصر (عليه السلام) بالزيارة الجامعة . و أولئك العلماء كانوا يقرؤون الزيارة بقراءتك .. حتى تمت الزيارة . عندها التفت إلى الامام ولي العصر (عليه السلام) و أثنى عليك . ( وكان هذا الرجل قد دوّن ما قاله الامام (عليه السلام) في هذا الصدد ، و سلمني مدوّنته . وهي ما تزال لديّ بخطه و توقيعه) . و لئلا يُـتهم هذا العالم بالكذب .. فإني لا أورد هنا كل ما ذكره بل أكتفي بايراد بعض العبارات التي رأيت آثارها ظاهرة فيما بعد .. مما لا يخلو من فائدة للآخرين.



و وفق ما جاء في هذه المدونة فإن الامام (عليه السلام) قد قال : قام بخدمات دينية و قضايا مهمة بلا خوف ؛ لأننا نحن نسـنده.

إنه لم يتوان عن إعانة المحتاجين – خاصة اليتيم و المسكين و الفقير.

و قال الامام (عليه السلام) : نحن مراعون لأعماله.

قال له : منهجه في التبليغ عال جداً ، و مقبول عندالله و عند رسول الله (صلى الله عليه و آله )



( و في هذا الموضع من المدونة مسائل أراني معذوراً عن ذكرها) . و بعدها جاء قول الامام بقية الله (عليه السلام) : كلما أردت أن تراني فتوسل بأمي .

و عقب هذا كتب هذا العالم الجليل : و عندها دعا لك مولاي صاحب العصر و الزمان .. ثم اننا جميعاً عانقنا الاما و عرضنا عليه ما يهمنا من الأمور . و قد سألت الامام شيئاً ينبغي أن يظل في طيّ الكتمان . ثم ذكر هذا العالم أموراً أخرى تشعر بصدق رؤياه.





و من العجيب أني قبل هذا لم أكن قد أنفقت و لا دقيقة من الوقت لحفظ الزيارة الجامعة عن ظهر قلب . و لكن ما أن قصّ هذا الرجل رؤياه و مضى .. حتى وجدتني حافظاً لنص الزيارة الجامعة . و من التزمت أكثر من السابق بتلاوة هذه الزيارة في مقامات الأئمة و أبنائهم (عليهم السلام).



و هنا لا بد من التنويه ببعض النقاط:



الأولى :

أكان صحيحاً أن ينفر هذا العالم – كما قال – من ذلك المرء الجالس في الحرم ؟



و جواب هذا أن بعض الأفراد – بسبب سلوكهم الشيطاني أو البهيمي – إنما ينفر منهم حتى الامام (عليه السلام) .. سواء أكانوا في الحرم للزيارة ، أم كانوا في المسجد لأداء عبادة .



أن افراداً طالما دخلوا الحرم و المسجد للسرقة أو للنظر إلى النساء ؛ إو إرضاء للشهوة الجنسية (و العياذ بالله) . أو دخلوا و هم يحملون عقائد فاسدة . و ما يقومون به عندئذ من اعمال عبادية مما لا قيمة له و لا شأن ، و لا يلحقهم منه غير الشقاء .. ذلك أن الله تعالى يقول في القرآن الكريم : (و لا يزيد الظالمين إلى خساراً).



و أما مصدر ادراك هذا العالم لسلوك الرجل و معرفته بسيرته .. فلعله كان على معرفة به سابقة . أو ان الله (تبارك و تعالى) قد كشف له في حينها الغطاء ، فأدرك منه ما أدرك.



يروي رجل أن رأى في المنام ليلة .. كأنه دخل الحرم الشريف للامام الرضا (عليه السلام) . و هنالك شاهد الامام نفسه جالساً على الضريح واضعاً سيفاً على ركبتيه . وشاهد الزائرين – إلا قليلاً – على هيئة حيوانات !



يقول هذا الرجل : أقبل نحوي من بين هذه الحيوانات خنزير عليه (خرج) مقلم و علامات معينة . فقال لي الامام (عليه السلام) : ليكن هذا الخنزير ضيفاً عند ؛ ثلاثة أيام !



قلت : مولاي .. ألا يوجد ثمة انسان لكي أضيف هذا الخنزير؟!

فقال الامام (عليه السلام) : كل هذه الحيوانات قد ضيفتها ، و عليك أن تضيف هذا الخنزير ثلاثة أيام.



و استيقظت من النوم ، و أنا لا أعلم تأويل هذه الرؤيا . و ما كادت شمس ذلك اليوم تشرق حتى طرق باب الدار . فقمت و فتحت الباب . أنه أحد أصدقائي ، قد جاء إلى يطلب مني أن يمكث في دارنا ثلاثة أيام ضيفاً عليّ!



أمّا أنا فقد أدهشني إذ وجدتن الخرج المقلّم و العلامات المعينة لخنزير الرؤيا . . وجدتها في صديقي القديم هذا !



قلت له : تفضل ، لا مانع .. خاصة و أن الامام الرضا (عليه السلام) قد حولك البارحة عليّ لأضيفك.



قال : و كيف ؟ !

قلت : قسماً بالله ، لن أخبرك إلا في اليوم الأخير .



ظن الرجل أن ذلك كان تلطفاً به من الامام (عليه السلام) – و ربما كان الأمر حقاً كذلك و لكني لم اخبره بالموضوع لئلا أنغص عليه حاله . ثم أن هذا الإخبار مغاير لقول النبي الأكرم (صلى الله عليه و آله ) : (أكرم الضيف و لو كان كافراً ).



و أخبرته في اليوم الثالث ، فأخذ يبكي بكاءً طويلاً . و قال لي : ما رأيته مني في الرؤيا .. مرتبط بعمل لي يختلط أحياناً بالمال الحرام.



و من هذا تبين أنه من الجائز لامرئ يذهب إلى زيارة الامام الرضا (عليه السلام) أن يظهر بصورة حيوانية ، لوجود صفة حيوانية في سيرته ، مثل أكل المال الحرام.



الثانية :

نقل الرجل العالم في مدونته عن الامام صاحب العصر و الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أنه قال : الزيارة الجامعة يزار بها جميع المعصومين .



و لعل المراد بهذه العبارة : الائمة الاثناعشر و الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليهم اجمعين) . و لا يدخل معهم – في خطاب الزيارة – رسول الله (صلى الله عليه و آله ) ؛ ذلك لأن تعبير (و ذرية رسول الله ) و كذا تعبير ( و إلى جدكم بعث الروح الأمين) و تعبيرات آخرى عديدة في نص الزيارة ..مما لا يخاطب به رسول الله صلى الله عليه و آله.



الثالثة :

نقل صديقنا العالم عن مولانا و مولى الجميع بقية الله (أرواحنا فداه) أنه قال : كلما أردت أن تراني فتوسل بأمي.



ترى .. من المقصود بكلمة (أم) هنا ؟ هل هي السيدة (نرجس) سلام الله عليها .. أم هي الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:19

و في الجواب نقول : أن هذه الكلمة تنصرف – في التبادر الذهني – اكثر ما تنصرف إلى السيدة الزهراء (سلام الله عليها) ؛ فانها (صلوات الله عليها ) سريعة الإجابة لكافة مرادات المريدين . و إذا سأل الله احد أن يوفقه للقاء الزمان (عليه السلام ) فأنه يفوز بما أراد عاجلاً ..خاصة إذا شفع هذا الرجاء بأن يصلي صاحبه صلاة الاستغاثة بالصديقة الزهراء (عليها السلام) .. التي ذكرها مؤلف كتاب (مفاتيح الجنان) . و مع هذا فإن المقام العالي للسيدة نرجس (روحي له الفداء) مما لا يمكن تجاوزه 0 في نظر الامام (عليه السلام) – بهذه السهولة .



أن للسيدة الكريمة نرجس (عليها السلام) منزلة رفيعة عزيزة لدى أهل البيت (عليهم السلام) .. حتى أنها قد خاطبت السيدة (حكيمة) عند مولد الامام ولي العصر (عليه السلام) بقولها : يا سيدتي . فقالت لها السيدة حكيمة : بل أنت سيدتي . و كأنها تريد أن تقول لها : أنتِ التي ساهمتِ في إيجاد الجسد المقدس لروح الإمكان و خليفة الله و مظهره ، و أنت التي أنجبت من ينتظره كافة الأنبياء و الأولياء ، و ينتظره الله ( جل جلاله) سلام الله عليك .



و لهذا فلا يبعد أن تكون السيدة نرجس (عليها السلام) هي المراءة بلفظة (أمي) التي ذكرها الامام (عليه السلام) . و قد جرب مرارا و تكراراً أن ينال أناس كبرى حاجاتهم عندما توسّلوا إلى الله بهذه السيدة الجليلة .





في مدينة دمشق



كنت منشغلاً بتأليف هذا الكتاب .. لما سافرت إلى دمشق في شهر ذي القعدة الحرام عام (1404) لزيارة المرقد المقدس للسيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها)



و أود هنا أن أدون جانباً من مشاهداتي في الأعتاب المقدسة لأهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله ) ، و في مراقد الذين دفنوا في تلك البقاع من صحابة رسول الله (صلى الله عليه و آله ) .



في ليلة مولد الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) الموافقة للحادية عشرة من ذي القعدة (1404هـ) .. كنت و عدداً من الاصدقاء في احتفال أقيم بهذه المناسبة في مجلس أحد العلماء الإيرانـيين ، الذي كان يسكن في ضاحية السيّدة زينب (عليها السلام ) في الشام .



ظفر ، في ذلك المجلس ، كل من كانت له حاجة – و أين هو الذي لم تكن له حاجة ؟! – بنوال ما أراد . لقد كان المجلس محفوفاً بعناية أهل بيت العصمة (عليهم السلام) و خاصة الإمام بقية الله (ارواحنا فداه) .. فالمجلس هذا قد أقيم في وسط الأمويين ، أي من كان هواهم مع بني أمية ، و أكثر سكنة المنطقة من أهل البغض و الشنآن لأهل بيت الطهر و العصمة (عليهم السلام) .. فكيف لا يكون اذن محفوفاً بعناية الامام (ارواحنا فداه) ؟!



و على أي حال .. كانت لي أنا أيضاً في ذلك المجلس حاجات ، إحداها أن أوفق لتدوين هذا الكتاب.



بعد أيام قليلة ، و خلال ارتباط روحي خير ما يعبر عنه أن أقول أني فهمت في الرؤيا أن الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال لي : نحن قد هيأنا لك من قبل ما يلزم لتدوين الكتاب . لقد أخلينا لك دار أحد أحبتنا و هيأناها ، و ملأنا قلبه بمحبتك و مودتك .. ألم تر إليه كيف تلقـّاك بحفاوة بالغة ؟!

أليس من التوفيق لك .. أن وفـّرنا لك هذا ؟!

فلم تتكاسل ، و لا تواصل عملك ؟!



قلت مولاي .. ما لدي مصادر للتأليف . فألهمت أن المصادر ستوفر ، لكني لم أعرف من أين سأحصل عليها.

و مرت أيام .. كنت عاكفاً في أثنائها على تدوين هذا الكتاب ، أعتمادا ًعلى المخزون في ذاكرتي . حتى إذا وصلت إلى موضع لابد فيه من مراجعة بعض المصادر .. فكرت في سري : ربما كان عليّ أن أراجع بعض علماء الشيعة المقيمين في دمشق ، لأستعير ما احتاج من كتب . و ما ان خطر في بالي هذا الخاطر و تفطن له مضيفي .. حتى حدث – بإرادة ولي الله الأعظم الامام صاحب الزمان (عليه السلام) الذب به تتم الصالحات – أن اشترى هذا الرجل المضيف دورة كاملة من كتاب (بحار الأنوار) و جاء به إلى الدار.



و ما كان صاحبي هذا ليشتري الكتاب في غير هذه الحالة . و حتى لو كان قاصداً من قبل أن يقتني الكتاب لما حصل عليه في دمشق بهذا اليسر ، و في هذه الطبعة التي هي أجود طبعاته .

و صفوة القول . أني لا أستطيع أن أذكر في هذا السياق أكثر مما ذكرت . بيد أني استطيع تلخيص الموضوع بعبارة واحدة ، هي أن كل ما ظفرت به من توفيق في تأليف هذا الكتاب – عدا ما يمكن أن يكون فيه من خطأ – فإنما هو من ألطاف الامام بقية الله (روحي و ارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء).



و يسترعي الانتباه في أول جزء تناوله من كتاب البحار لأتفحص طباعته و تجليده ( و هو كتاب يربو عدد أجزائه على المئة ) أنه كان الجزء التاسع و الستين ، الذي فتحته فطالعني فيه الصفعة 254 من الباب 37 في (صفات خير العباد و أولياء الله ).



و تفاءلت بهذا الموافقة التي هي مرشد و رائد معنوي . و عزمت بعون الله أن أختار من هذا الجزء ما ينسجم و الموضوعات التي كنت مشتغلاً في التأليف عنها ، لكي يمتلئ محبوا امام الزمان (عليه السلام) بالكمالات المعنوية و الروحية ، حتى يصلوا إلى مقام أولياء الله (جل جلاله).



هذا الواقعة ذكرها أحد كبار المراجع . و قد رواها عنه رجل ثقة . قال : حكي لي أحد علماء طهران حادثة جرت له .. على هذا النحو :



طرق باب دارنا يوماً رجل قد وخطه الشيب .. قائلاً لي – و اسم هذا الرجل الشيخ حسن : أريد ان أدرس العلوم و المعارف التي تدرس في الحوزة العلمية . و ينبغي أن تدرّسني في كتاب (جامع المقدمات). (1)



أما أنا فقد كان لي من كثرة الأعمال ما يشغلني عن تدريس هذا الرجل . ثم أن التدريس في كتاب المبتدئين هذا لا يناسب شأني . و مع هذا كله وجدتني أجيبه إلى ما أراد .. و ابتدأنا درسنا فعلاً .



بمرور الأيام ألفت الشيخ حسن هذا و انبسطت إليه ، حتى غدا من الخواصّ. فكان يقضي أكثر أوقاته معي في الدار .



و حدث مرة أن كان لي شغل قد تعـّوق انجازه في إحدى دوائر الدولة أيام الحكم الملكي في إيران . فاقترح على أحدهم أن أعطيه مبلغاً من المال في مقابل تعهده بانجاز هذا الشغل . و كنت على وشك أن أوافق على هذا الأقتراح عندما قال لي الشيخ حسن : ليس في وسع هذا الشخص أن يحقق لك ما أردت . أن هذا الشغل مما لا يمكن أن يتحقق أصلاً . في حينها لم أدرك ما قصد الشيخ حسن . و قد بات واضحا ًفيما بعد – على كثرة المساعي التي بذلتها في هذا الصدد – ان الشغل لم ينجز.



في أحد الأيام .. كنت ألقي درساً عليه ، و لم أكن قد حضّرت الدرس قبل التدريس . فقال لي : لم تقرأ الدرس البارحة .. إذ انك حديث عهد بزواج جديد ، و قد أرادت زوجتك الجديدة ألا تنصرف عنها إلى المطالعة حتى تتفرغ لها أكثر ، فقامت باخفاء الكتاب في المكان الفلاني . لما أردت أن تطالع الدرس البارحة بحثت عن الكتاب فلم تجده!



يقول هذا العالم الطهراني : و لما قصدت المكان الذي ذكره الشيخ حسن و جدة الكتاب . ثم سألت زوجتي الجديدة فأقـّرت أنها قد جعلته نفس الموضع الذي دلني عليه صاحبي الشيخ.



و سألت الشيخ : كيف عرفت ذلك ؟

فقال : لي قضية لا أبوح بها لأحد ، لكني أؤثرك بها وحدك ؛ لأنك أستاذي:

كنت أعيش في إحدى القرى التابعة لبلدة مشهد – و ابي كان عالم القرية . و قبل عشرين عاماً توفى أبي .. فاجتمع رأي أهل القرية أن يجعلوا عمامة أبي على رأسي أخلفه فيهم . و ما زالوا يصرون على حتى صـّيروني عالمهم . أيامها كنت شاباً تجنح نفسي إلى هواها و أنانيتها ، و لم تطوع لي أن أقول : لا أعلم – إذا سئلت عما لا أعلم . و هكذا سلخت مدة عشرين عاماً بلا علم و لا معرفة بين هؤلاء الناس .. أحكي لهم في العقائد من عندي ، و أفتيهم من تلقاء نفسي في مسائل الحلال و الحرام و طباق ما يلائم ذوقي . و لعلي قد حكيت لهم – و لعشرات المرات – قضايا غير صحيحة و لا واقعية . و علاوة على هذا .. كنت أقبض سهم الامام (عليه السلام) من أموال الخمس ، و اتصرف به – بلا اذن شرعي .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:22

و ما زلت على هذه السيرة .. حتى كان يوم كنت أنظر فيه على وجهي في المرآة . فعلق بصري بشيئ كان في صورتي ، جعلني أضطرب من الداخل . أن شيبا ًقد وخط شعر لحيتي ، فابيض شيئ منه . عندها أدركت أن نـُذر الشيخوخة قد لاحت في وجهي . و شعرت بالنفس اللوامة تخزني و تعنـفني ، و بالضمير يحاكمني : ترى .. إلى متى و أنت تقود هؤلاء الناس بالحيلة و الخداع و بلا معرفة و لا علم ؟!



عندها .. ما كان مني إلا قعدت على الأرض ، و قد تسلط عليّ بكاء مـرّ و نحيب حتى إذا حان وقت المساء .. مضيت إلى المسجد ، فصعدت المنبر ، و اعترفت للناس بحقيقة أمري . قلت لهم : إني كنت أفتيكم في كثير من المسائل بدون علم ، و أن جل ما عملتموه من أعمال دينية أعمال باطلة .. و لهذا فإني أعتذر إليكم و أطلب العفو منكم.



و ظن أهل القرية هؤلاء أني أقول هذا الكلام لأكسر غلواء النفس . و لكنهم إذ رأوني جاداً في كلامي جداً لا مجال معه للتواضع .. ابتدروني سـِراعاً ، و أخذوا ينهالون عليّ ضرباً و لكماً حتى أخرجوني من القرية.



و عافتـني زوجتي .. كما هجرني أبنائي ؛ لأني أمسيت مصدر عار لهم ، فاستنكفوا من الانتساب إلي . عندها يمـّمت وجهي نحو طهران ، أقطع المسافة وحدي مشياً على الأقدام. (1) .

هائماً كنت مـُصحـِراً في البرية العريضة بلا أنيس . و قد يمـّر بي اليوم و اليومان لا أذوق ماء و لا غذاء – و ما معي نقود .. حتى وافيت في نهاية الأمر إلى مشارف طهران . كنت قد ضقت ذرعاً لما اشتمل عليّ من الغم و لما أكابده من عسر و بؤس.

__________

1- المسافة ما بين مدينة مشهد و مدينة طهران تزيد على (900 ) كيلو متر.





عندها جأرت إلى الله تعالى أستجير.



قلت : ربـّي .. أما أن تأخذني من هذه الدنيا ، و أمّا أن تفرج عنـّي . إنـّما فعلت هذا في سبيلك .. فخذ بيـدي ، و اجعلني من انصارك ، و اعف عن جرمي و جنايتي !



و إذا أنا كذلك .. و إذا بي أرى سيداً جليلاً ذا هيبة يمشي إلى جانبي في البرية ، فأدهشني مرآه في البداية : ترى .. كيف ظهر إلى جواري فجأة . و لا أكتم أن شيئاً من الخوف منه قد خامرني في ذلك الوقت ، بيد أني أطمأننت إليه لماناداني باسمي في غاية الرقة و المؤانسة ، قائلاً لي : لا تحزن ، إن الله يعفو عنك . و قال كلمات أخرى في هذا المعنى جعلتني كمن أنطلق دفعة واحدة من عـِقال كان يكبله .. و وقر في قلبي أن هذا الرجل قد جاء يعنـيني.



ثم أن هذا السيد قال لي : تذهب صباح غد إلى مدرسة (الميرزا محمد الوزير) في طهران ، و تقول لمتولي شؤون المدرسة : الغرفة الفلانية التي فرغت اليوم ينبغي أن تحولها إلى أسكن فيها . و لسوف يحـّول إليك الغرفة للسكنى . و اذهب بعدها إلى العالم الفلاني ( الذي هوأنت يا استاذي) و قل له يدرّسك ، فلا يقدر ألا يفعل . و خذ هذه النقود ، و عليك بالدرس . و كلما ضاق صدرك أذكرني آتيك و أتكلم معك .



و فعلت ما أوصاني ، فجئت إليك ، فأذنت لي في الحال أن أستفيد من درسك ، إذ جعلت لي درسا ًخاصاً . و ما كنت ذكرته لك – خلال ارتباطي بك – من المغيبات .. فانما هو الذي علـّمنيه لأخبرك به .



قال العالم الطهراني : عندئذ قلت للشيخ حسن : أيمكن أن تستأذن لي لألقاه ؟

فقال على البساطة : نعم ، فأنا أراه في أكثر الأوقات ، و لا بد أنه سيأذن لك !

في ذلك اليوم ذهب الشيخ حسن .. لكنـّه لم يعد . و تصرمت أيّـام ، و لم يحضر الدرس . و بعد أيـّام جاءني و قال : تكلمت مع المولى في صدد الاستئذان للقائه .. لكنه أوصاني أن أقول لك : متى ما كسرت نفسك كما فعل الشيخ حسن و تجاوزتها مثله سالكاً في طريق الدين .. فأننا نحن نأتي لرؤيتك ) . و أقول لك معتذراً أن الامام ولي العصر (عليه السلام) قال لي ألا أحضر درسك بعد الآن .

قال العالم الطهراني : بعدئذ ودّعني الشيخ حسن و انصرف . و كان ذلك آخر عهدي به.



امام الزمان (عليه السلام) يغسل الدم

اسمه الحاج محمد حسن . من مخلصي شيعة مولى المتقين الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) . كان معاصراً للمرحوم آية الله سيد مهدي بحر العلوم (طيب الله ثراه) (1) و كان صاحب مقهى على نهر دجلة في بغداد ، هي مصدر رزق له و لأسرته .



في صباح أحد الأيام .. كان الطقس لطيفاً رائقاً بعد أن نثـّت السماء برذاذ من المطر ، حين كان الحاج محمد حسن فتح تواً باب المقهى ، و إذا كان يحضـّر الشاي ، رأى ضابطاً ناصبياً معادياً لأهل بيت الوحي (صلوات الله عليهم) يقبل إلى المقهى ، قبل أن يرِد أحد من الزبائن .

_____________
1- توفى سيـّد مهدي بحر العلوم (رضوان الله تعالى عليه) عام 1212هـ 0 ( المترجم)



و ما أن جلس الضابط الناصبي في المقهى حتى راح يكيل الشتائم القبيحة لأهل بيت العصمة و الطهر (عليها السلام) .. و بخاصة أمير المؤمنين علي أبن ابي طالب (عليه السلام) و الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (سلام الله عليها ) . كان مندفعاً في فورة من الشتائم و السـّباب و كأنما هو منجرف في تيار من الألفاظ النابية البذيئة لا يقوى على إيقافه . كان يهمهم بصوت خفيض .. ثم يكيل الشتائم للأمام (عليه السلام).



أما الحاج محمد حسن .. فقد فارت في عروقه دماء الغيرة ، و أخذته حمـّية الحق المقدسة ، و لم يبالي – إزاء ما يسمع و يرى – بعواقب الأمور.



تطلع فيما حوله .. فلم ير أحداً غير هذا الضابط الناصبي الكافر . و في لحظتها قـّرر أن يقتله . و لكن .. كيف ؟! مع الضابط سلاح .. و الحاج محمد حسن أعزل لا سلاح معه .



و تفطن فجأة إلى أمر عثر فيه على ما يريد . فكر في سـّره : من الأفضل أن أتظاهر إزاءه بالمودة ، ثم أتناول سلاحه من يده و أقضي بسلاحه عليه.



و مضى فعلاً إليه . قدم له فنجاناً أو فنجانين من الشاي الساخن الجيد التحضـير ، و تلطف معه في القول . ثم قال له باحترام ظاهر : يا رئيس .. يبدو أن الخنجر الذي في حزامك من النوع الرائع جداً .. بكم اشتريته ؟ و في أي بلد مصنوع ؟



مد هذا البليد المغرور يده إلى حزامه فأخرج خنجره ، و وضعه في يد الحاج محمد حسن قائلاً بزهو : نعم ، أنه خنجر نفيس . لقد اشتريته بثمن كبير ، و نقشت اسمي عليه . أنظر إليه !



أمسك الحاج محمد حسن بالخنجر ، و أخذ ينظر إليه بكل و برود .. متحيناً الفرصة المواتية إذا ما غفل الضابط الناصبي لينفذ ما عزم عليه . و في هذه الأثناء حدث أن التفت الضابط إلى نهر دجلة . و ما هي إلا لحظة خاطفة حتى انهال الحاج محمد حسن بحركة سريعة عليه ، و غرز الخنجر حتى مقبضه في قلبه و شق بطنه . ثم ترك المقهى قبل أن يصل أحد .. هارباً نحو مدينة البصرة (1).



يقول الحاج محمد حسن : كنت أمشي من بغداد إلى البصرة و أنا خائف أرتعد .. حتى وردت البصرة و حين حلـّت أول ليلة علىّ في هذه المدينة .. ما كنت أدري أية داهية ستـنزل بي . ترى : أيمكن لصاحب مقهى أن يقتل ضابطاً عراقياً في مقهاه ، و يطرحه هناك و يأخذ خنجره و يفر .. ثم لا يتابع أو لا يقتفى أثره ؟!



ما كان لي إلا أن استغثت بامام الزمان (عليه السلام). استغثت به و قلت له : يا مولاي ، من أجلكم فعلت ما فعلت . ثم أني قصدت مسجداً هناك أبيت فيه ليلتي تلك .



جلست في المسجد . حتى إذا مضى وقت من الليل .. دخل رجل أعمى هو خادم المسجد ، فصاح بصوت عال : كل من في المسجد فعليه أن يخرج ، أريد أن أغلق الباب . لم يكن ثمة أحد غيري . و لأني ما كنت أريد الخروج من المسجد .. فقد لذت بالصمت . لم يطمئن الخادم إلى خلو المسجد .. فلعل أحداً نائماً فيه . من أجل هذا راح يتحسس أطراف المسجد بعصاه .. كنت أتحاشى عصاه بطريقة لا يشعر معها بوقع أقدامي و أنا أتنقل داخل المسجد . و لما أطمأن إلى خلو المسجد أغلق باب

___________

1- تبعد مدينة البصرة عن بغداد أكثر من أربعمائة كيلو متر _ ( المترجم).



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:25

المسجد من الداخل .



ضوء القمر كان يتسلل من الشباك إلى داخل المسجد ، بحيث كنت أبصر الخادم – إلى حد ما – و أرى ما يصنع . و بعد أن أغلق الباب من الداخل .. خلع الخادم ثوبه ، و مد فراشاً صغيراً لدى المحراب ، ثم جلس على ركبتيه قبالة الفراش .. و أخذ ينقر جدار المحراب بعصاه ( كأن زائراً في تلك الليلة يقرع الباب) .. و كان هو الذي يسأل و هو الذي يجيب .. قال بعد أن نقر الجدار بالعصا : من ؟

ثم قال : مرحباً .. مرحباً .. رسول الله جاء ! و نهض من مكانه متخيلاً أن رسول الله (صلى الله عليه و آله ) قد دخل المسجد و جلس على الفراش.



و بعد لحظات نقر الجدار مرة أخرى بالعصا .. و قال : من ؟ ثم أجاب هو عن السؤال بصوت قوي عميق : ابوبكر الصديق!

رحب به – في وهم الخيال – و هو يقول : ابابكر الصديق .. تفضلوا ، تفضلوا! دخل ابوبكر – فيما يخال هذا الخادم – و جلس على الفراش إلى جوار رسول الله (صلى الله عليه و آله) . ثم أخذ الخادم يبجله و يتودد إليه . و على هذا المنوال دخل عمر و عثمان متعاقبين . لكنه كان يعامل عمر بمزيد من المحبة و التوقير و الإحترام.



بعدها .. نقر الجدار بعصاه نقراً ضعيفا ًفعل من يطرق الباب على وجل و خوف . فسأل الخادم : من ؟ فأجاب هو نفسه بصوت واهن متهالك ضعيف : أن علي بن ابي طالب ! و لكن الخادم الأعمى أزدراه ازدراء عجيباً ، قائلاً له : أنا لا ارتضيك خليفة . ثم بدأ يتجرأ بجسارة على الامام أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ).

و يفحش له القول ، و أعلن براءته من الامام (عليه السلام ) و لم يفتح له الباب!



يقول الحاج محمد حسن : كان خنجر الضابط ما يزال معي . و فكرت : لا بأس أن أقتل هذا الكلب الناصبي أيضاً . لقد اعتبرني أعداء الامام امير المؤمنين وفاطمة الزهراء (سلام الله عليهما) مجرماً .. فما الذي يمنعني إذن ان اخطو خطوتي الثانية ؟ أنا الغريق فما خوفي من البلل ؟ !



نهضت عندها من مكاني و اتجهت بخفة إليه و قضيت بالخنجر عليه . كان قد انسلخ هزيع من تلك الليلة عندما فتحت باب المسجد ( الذي كان مغلقاً من داخله ) و فررت متيمماً وجهي تلقاء الكوفة .. حتى بلغتها . و هناك قصدت مسجدها الكبير ، و اتخذت إحدى غرفه مأوى لي .. و أنا دائم التوسل بالامام بقية الله (أرواحنا فداه) ، و أقول : يامولاي .. إنما فعلت هذا حباً لأمير المؤمنين و فاطمة الزهراء (عليهما السلام) .. و منذ أيام لم أر زوجتي و لا أطفالي.



لم يكن قد مضى على مكوثي في المسجد غير ثلاثة أيام .. حينما سمعت باب الغرفة يطرق . فتحت الباب ، فرأيت رجلاً يدعوني للحضور عند السيد بحر العلوم، قائلاً : السيد يريدك.



و ذهبت بصحبته إليه . كان السيد مهدي بحر العلوم في مسجد الكوفة ، جالساً في محراب أمير المؤمنين (عليه السلام ).



بادرني السيد بحر العلوم قائلاً : قال الامام ولي العصر (عليه السلام ) : نحن قد أزلنا الدم من دكانك . فارجع إليه .. و استمر على معيشتك ، و لن يتعرض لك احد.



قلت للسيد : على عيني . و قبلت يده ، ثم مضيت مباشرة إلى بغداد بعد الطمأنينة التي سكنت قلبي بفعل ما قاله لي السيد بحر العلوم.



و بلغت بغداد . كان الوقت منتصف النهار . قلت في نفسي : الأفضل أن أذهب إلى المقهى أولاً لأرى ما هناك !



و مضيت في طريقي ... حتى إذا صرت على مقربة من المقهى وجدتها مفتوحة .

الزبائن – كالعادة – جالسون على المقاعد يحتسون الشاي . لكن الذي ضاعف دهشتي أني رأيت رجلاً شديد الشبه بي هو من كان يقدم الشاي إلى الزبائن . و من فرط ما كان يشبهني فكرت لحظات أن انظر إلى المرآة لأرى وجهي بدقة !



لم يتفطن أحد من الناس إلى حضوري . فتوجهت إلى المقهى على مهل حتى بلغت الباب . في لحظتها جاءني الرجل الشبيه ، و ناولني صينية الشاي .. و أختفى ! اهتز جسدي هزة غريبة .. لكني تماسكت ، و مضيت في عملي أحمل صينية الشاي أقدم إلى الزبائن . بقيت في المقهى حتى الليل .



ثم أني تذكرت أن زوجتي كانت قد أوصتني صبيحة ذلك اليوم الذي حدث فيه ما حدث .. أن اشتري مقداراً من السكر أحضره إلى الدار . فاشتريت في تلك الليلة ما نحتاج إليه من السكر .. و ذهبت إلى الدار.



فتحت زوجتي الباب ، فناولتها السكر.

قالت : لماذا سكراً مرة ثانية ؟!

قلت : انت قلت لي قبل أيام أن اشتري سكراً .

قالت : في نفس تلك الليلة اشتريت لنا سكراً .. فما بالك تنسى ؟!

لم ألاحظ على وجه زوجتي ما يدل على أني كنت غائباً تلك المدة عن الدار فدخلت كشأني كل ليلة حينما أعود من عملي ، و أدركت أن شبيهي في الشكل و المظهر الذي ناب عني في المقهى .. كان يأتي أيضاً إلى الدار !



حتى إذا ازف وقت النوم .. لاحظت زوجتي تفرد لي فراشاً في غرفة أخرى !

استفسرت : لم جعلت فراشي في تلك الغرفة ؟!

قالت : انت نفسك – عندما لم تكن تتحدث معي إلا قليلا ً- قلت لي منذ ليال : ضعي فراشي في تلك الغرفة ؟ مالك تنسى ؟!

قلت لها : صحيح . و لكن منذ الليلة أنام في غرفتك.

و هنا لا بد من ذكر بعض الملاحظات:



ان قتل الناصبي و المرتد – مع انهما واجبا القتل – لا بد أن يكون بإذن من حاكم الشرع .. خاصة إذا كان هذا القتل يعرض حياة المؤمن إلى الخطر . فربما يغدو من يقدم على هذا العمل ، دونما اذن ، موضع مؤاخذة في الآخرة . أما الحاج محمد حسن فإن الحالة التي أعترته قبيل الاقدام ، و لرعايته من قبل الامام بقية الله (روحي فداه) .. ما يفهم منه أنه كان قد فقد السيطرة على نفسه ، و لعله كان في حالة سقط فيها عنه التكليف.



أما الشبيه الذي حل محله في المقهى و في الدار .. فمن المحتمل جدّاً أن يكون ملكاً من الملائكة أمره الله (جل جلاله) لينوب عنه في أعماله ، لئلا يشعر أحد بغيابه فيبحثوا عنه .





الليلة الثالثة و العشرون من شهر رمضان

الملتقى في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان عام(1403ه) في دار أحد الأصدقاء.. حينما التقى عدد من عشّاق الامام صاحب الزمان ( عليه السلام ) ، وأحيوا تلك الليلة الشريفة بالتضرّع والبكاء حتى مطلع الفجر ، فنالوا فيوضات عُلويّة وفيرة .

في تلكم الليلة ظفر بالشفاء بضعة مرضى من أصحاب الأمراض المستعصية كانوا قد أحضروا الى المجلس . وقد رأيت بعيني هؤلاء وهم يخرجون من المجلس سالمين يرفلون بأثواب العافية والشفاء: طفلة مصابة بحالة مرضيّة شديدة في الأمعاء . رجل طال به التهاب الحنجرة حتى غدت متعفّنة . مريض غيرهما بلغت درجة حرارته احدى وأربعين درجة . مشلول قعد به الشلل منذ سنوات.

وقد أورت الآن هذا الكلام لا لأقف عنده ، بل لأقول شيئاُ كان لابدّ من التمهيد له برواية وقائع تلكم الليلة على نحو اٌيجاز .

وانسلخ عام كامل.. فالتقى في مثل تلك الليلة ، وفي المكان نفسه.. عدد أكبر لاحياء ليلة القدر المباركة . وهؤلاء كلّهم من المحبّين الواقعيين للامام بقيّة اللّه (أرواحنا فداه) . وفي ذلك الملتقى تحدثّت ساعة حول معنى ليلة القدر . وكنت أحكي لهم عمّا يغمر مجلسنا ليلتئذ من عظيم تجلّيات الوجود المقدس لامام الزمان ( صلوات اللّه عليه ) ، وأقول لهم أن سوف يفاض على كلّ فرد في المجلس بمقدار انقطاعه عمّا سوى ولىّ اللّه الأعظم الامام صاحب الزمان ( عليه السلام(

من الممكن أن يجد البعض لذّة في مناجاة الامام (عليه السلام) ، فيملأه الأنس والابتهاج.

والى جانب استشعار لذّة المناجاة هذه.. فربّما يحظى آخرون بأن يشمّوا ، في المجلس العطر المعنويّ للامام ( عليه السلام ).

وربما فاز صنف آخر - مع اللّذة والعطر المعنويّ - بمشاهدة النور .

وقد يشاهد نمط رابع شبيهاُ للامام ( عليه السلام ) . واذا كان المجلس مهيّئاُ من الوجهة المعنوية ، وشاء محبوب الجميع .. فمن الممكن أن يحضر الامام ( عليه السلام ) في المجلس ، فيشاهده بعض المقرّبين ومن أولياء اللّه ، ويستمدّوا من ميمون فيوضاته .

وبعد ساعة مرّت على حديثي .. بلغ المجلس ذروة من الذرى الروحيّة ، بما ماج فيه من بكاء الحاضرين وأنينهم ، وما انفعلوا به من المناجاة والضراعات ثمّ بدأت تظهر تجلّيات الامام ( صلوات اللّه عليه ) . في باديء الأمر .. غمرت المجلس لذّة معنوية في خلال مناجاة الامام ومخاطبته ، فكان كلّ الحاضرين يردّدون – بلا اختيار- الاسم المقدس للامام مئات المرّات .. وكأنّهم يكلّمون الامام ويلهجون باسمه الشريف في حضوره .

ومهما حاول المتكلّم في ذلك المجلس _وكان جالسا على كرسيّ_ أن يهديء الناس .. فأنّه لم يجد الى تهدئتهم من سبيل . ثم لمّا أعيته السبّل خاطب الحاضرين بصوت عال: أقسم باللّه عليكم .. كلّ من يرى امام الزمان ( عليه السلام ) يبلغه سلامي .

أغلب الحاضرين ( 90%) وفّقوا للانتشاء بعطر مسكر عجيب فاح على حين غفلة في المكان . وكان العطر من الحيويّة والحياة بحيث شعر طائفة منهم بلذة رائعة ومتعة في أعمق الأعماق .

عدد آخر من حضّار المجلس ( 50%) قالوا انّهم رأوا نوراً أبيض دام مدّة دقيقة في المنزل والغرف . وقد تكرّر لهم ما رأوا من هذا النور المحيط بالمكان عدّة مرّات . لم يكن نوراً متوهجاً ولاخافتاً وانما كان بَينَ بَينَ . ورافق ما رأوا .. هذا العطر الروحيّ الذي امتلأ به المكان .

عدّة من الحاضرين عاينوا الامام ( صلوات اللّه عليه ) جالساً الى جوارهم يتلطّف بهم ويقضي لهم حاجاتهم . حتى انّ أحد هؤلاء ظلّ يبكي وينتحب حتى الصباح ; لأنه لم يطلب من الامام _لمّا رآه _ غفران ذنوبه .

وقد قال قائل منهم : أنّه أحسّ في تلك الليلة كأنّ ستارة تزاح من أمام عينيه ، فرأى ((مشهد ليلة القدر)) ، وأدرك عندها لم تُعًدّ ليلة القدر خيراً من ألف شهر قال:

في الظلمة تلك .. كنت أشاهد الامام وليّ العصر ( أرواحنا فداه ) جالساً على أريكة وهو في غاية العظمة والجلال . وكانت أفواج الملائكة تهبط حاملة صحائف الخلائق ، وتقدّم الى الامام ( عليه السلام ) تقارير عن أعمال السنة الماضية لكافّة الناس . والامام ( عليه السلام ) يوقّع على تقدير كلّ فرد ويصادق عليه .. بما جعل الله (تبارك وتعالى ) فيه من روح عظيمة مقدسة محيطة علماً بما كان ويكون . وكان ( أرواحنا فداه ) على درجة من الجلال والعظمة بحيث لا تقوى عين على النظر اليه ، ولا يقدر على وصفه لسان .

وفي تلك اللحظة .. تقدّم أحد الملائكة _بكل أدب واجلال _ وسلّم الامام صحيفتي أنا ! اسمي كان مكتوباً في أعلى الصحيفة . كنت أعرف _ بما أسلفت في أيامي الماضية من أعمال _ أن صحيفتي سوداء ، وأنّي محكوم بالشقاء مع الأشقياء فيما أستقبل من أيّام . خجلت عندها من أعماقي . ترى : لماذا جاء هذا الملك بصحيفتي وأنا هنا؟! لكنّي من جهة أخرى .. كنت أحسّ بأمل يناغيني : سوف أعمل كلّ جهدي _ قبل أن يوقّع الامام على تقدير صحيفتي _ لأتوسل اليه ، طالباً الصفح والعفو ، ومتضرّعاً الى الله (تعالى ) أن يبدّل كلّ سيئاتي حسنات ، وأن يكتب اسمي في السّعداء .

أوَلسنا نكرّر في ليالي الاحياء ماورد في أعمال ليلة القدر من الدعاء : ((الهممّ ان كان اسمي مكتوباً عندك في الأشقياء .. فامحُني من الأشقياء واكتبني في السعداء ))؟! عندئذ ارتميت على يدى الامام ورجليه .. أقبّل تارة عبائته ، وتارة أخرى أقبّل يده المباركة .. ملتمساً منه تبديل مافي صحيفتي .

فقال لي الامام (عليه السلام ) : حسناً .. أفعل . على أن تتوب توبة نصوحاً ، ولاتعصي . السيّئة من كل أحد سيّئة ، ومنك أسوأ ; لأنك عائش باسمنا ، وتعدّ نفسك محبّاً لنا .. ثمّ أنت من قرابتنا وأسرتنا ( وكان ناقل الواقعة هذا سيّداً من الهاشميين ) فقلت .. والدموع تجري والآهات تتصاعد : نفسي لك الفداء .. حبّاً وكرامة . تفضلٌ منك ومنّة . لن أعصي بعد الآن .

ثم رأيت لائحة في يده ( عليه السلام ) فيها اسماء الحاضرين في المجلس وتقدير حاجاتهم .. وقد وقّع عليها وأمضاها . وحين تطّلعت الى لائحة الأسماء لم يكن في وسعي أن أقرأ فيها غير اسمين ، أحدهما اسمي وقد دوّن رابعاً في ترتيب الأسماء . والآخر _ وكان الأول في الترتيب _ كان اسم شابّ باطنه كثير الصفاء ، خدوم ، وهو الذي كان كلّ ليلة يلهج _ خلال الأشعار التي يقرؤها في المجلس _ بمدائح أهل البيت ( عليهم السلام ) وبذكر مصائبهم ومراثيهم .

ولقد حظي كلّ الذين أدرجت اسماؤهم في هذه الائحة بقضاء حاجاتهم ، وكتبوا في السّعداء . ومن الحسن في الأمر أن لم يغفل اسم أحد من الحاضرين

أحد العلماء الحاضرين في المجلس .. كان يستمع الى هؤلاء الذين كانو يحكون ماشاهدوه من تجلّيات الامام ( عليه السلام ) ..بتأثر شديد ، ذلك أنّه _ كما يقول عن نفسه _ لم يشاهد شيئاً من هذا الذي يسمعه . يقول هذا العالم ، خاطبت سيّدي الامام ( عليه السلام ) قائلاً : يامولاي .. لماذا أحرم من فيض هذه التجليات ؟! أمّا الحزن فقد كظمني كظماً شديداً طول ليلة ونهارها ( أي منذ منتصف الليلة الثالثة والعشرين من الشهر المبارك حتى منتصف الليلة الرابعة والعشرين ) .. ثم انّي حظيت وحدي _ فجأة _ في مجلس الليلة الرابعة والعشرين من شهر رمضان بمجموع تلك التجلّيات التي كانت قد ظهرت البارحة لكثيرين .

هذه كانت اضمامة من ألطاف الوجود المقدس لامامنا بقية الله ( روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء ) .. التي يفوز بها من يتوجّهون اليه بصدق واخلاص .





المحاسبة و المراقبة



يقول أحد محبي الامام ولي العصر (عليه السلام) لا يرتضي ذكر اسمه : التزمت مدة بمراقبة نفسي و محاسبتها ، فكنت أسعى خلال هذه المدة إلى ترك المحرمات و الابتعاد عن المكروهات بما استطيع ، و اسعى كذلك إلى أداء الواجبات في أول وقتها و على الوجه السليم .. و هذا يقال له (المراقبة) . و من جهة أخرى كنت اوقف نفسي ليلياً أمام محكمة الضمير أحاسبها على السلبيات و الايجابيات من أعمالي على نحو دقيق . فاذا كنت عملت سوء استغفر منه و أتلافى ما يمكن تلافيه قبل النوم . و إذا كنت عملت خيراً شكرت الله (تعالى ) على ما وفقني إليه.



كنت أزن أعمالي بميزان المراقبة و المحاسبة هذا ، و نظمت يوميات حياتي بموجبه .. و لكن صدرت مني في أحد الأيام معصية أدركت عندها أني ما أزال في نقص مريع – من الجهة المعنوية .



و بعبارة أوضح : أن هذه المعصية – مع انها صغيرة – كانت تعني لدي أمراً خطيراً ، لأنها ناشئة من خصلة نفسية دنسة . و قد دعاني هذا أن اقصد طبيباً روحياً لمعالجة هذا المرض الروحي . في وقتها كنت مقيماً في طهران ، و لا أعرف أحداً أقصده في هذا الشأن . كان مألوف عادتي في مثل هذه الحالة أن أيمم وجهي نحو مزار من مزارات أبناء الأئمة (عليهم السلام ) لأستمد النجدة و المعونة من روح النبي الأكرم و أرواح الأئمة الأطهار و أرواح أبنائهم (عليهم السلام) .. فألقى عندئذ لديهم ما أبتغي من العلاج الروحي.



و تحقيقاً لهذا الغرض ، انطلقت إلى مزار السيد عبدالعظيم الحسنى (عليه السلام) في مدينة الري . بكيت كثيراً في تلك البقعة المباركة .. إلى حد أني رحت أخاطب السيد عبدالعظيم بقولي : من الآن فصاعداً لن أكون مسئولاً إذا اقترفت معصية بسبب هذا المرض الروحي ، بعد كل هذا التوسل و البكاء ! في هذه الأثناء وقع نظري على سيد رق لحالي .. فدعا لي ، و طلب من الله (تعالى ) أن يشفيني مما بي ، بأن يدلني على الطبيب الروحي الذي أنتفع به .



في تلك اللحظات قررت – اعني : ألقي في روعي – أن أقصد دار عالم في طهران ، كنت أعرفه من قبل . و مع أن هذا العالم لم يكن متضلعاً في القضايا المعنوية .. إلا أني مضيت إلى داره على رجاء أن يمن الله (عز وجل) عليّ عن طريق بالشفاء . و من حسن الطالع أني وجدته بمفرده ، فجلست لديه بعض الوقت . و خلال اللحظات التي كنت فيها إلى جانبه تفطن هذا الرجل الشيخ – من ظاهر حالي – إلى أني أعاني من داء فتاك . ألح علي أن أعلمه بما أنطوى عليه و بما يقلقني و يؤرقني . لكني ما استطعت مفاتحته ؛ لأنه غير قادر على إدراك خطورة مرضي الروحي.



و حتى الآن .. لو ذكرت لكم ما كنت أعانيه في حينها من ذلك المرض ، لربما ضحكتم قائلين : من أجل موضوع هين كهذا كنت تتعذب إلى هذه الدرجة ؟!على أي حال .. كان ذلك الداء يرمي أحياناً إلى المعصية . و لا أظنكم تقولون أن المعصية لا أهمية لهاه بالقياس إلى رجل سالك إلى الله (تعالى ) ، يريد كشف حجب نفسه بترك المعاصي و فعل الواجبات.



و على أي حال .. أطرقت برأسي و رحت أبكي بصوت خفيض . فقال لي ذلك العالم الكبير : اسمح لي أقرأ لك القرآن ، فلعلك تستريح . هززت رأسي علامة الموافقة . فتح المصحف الشريف .. و بدأ يتلو سورة (الملك ) من أولها . كنت مطرقا ًأبكي . و على حين غرة وجدت نفسي في جو لا صلة له أبداً بالدنيا و المادة و عالم الأجسام . و ما كان ثمة إلا صوت تلاوة سورة (الملك) .. ما كان يصدر من حنجرة ذلك العالم ، بل كنت أحس أن ذلك الصوت يولد صدى طنين ينبعث من الجهات الست . لقد كان صوتاً جذاباً أخاذاً يعبر عنه خير تعبير ما نخاطب به الامام بقية الله (أرواحنا فداه) بهذا البيت الشعري المعروف:



ما أحلى أن يسمع منك صوت القرآن الآسر الجذاب

كما كان كلام الله يـَُسمع من الشجرة (في الوادي الأيمن)



أجل حينما نسمع القرآن من هذا الوجود المقدس .. فكأن الله (تبارك و تعالى ) هو من يتحدث إلينا : ينطق بدواء دائنا ، و يهبنا ( وصفة ) العلاج الروحي لأمراضنا.



بيد أن قراءة القرآن ما كادت تتم .. حتى وجدتني مرة أخرى في دار ذلك العالم الذي سألني بعدها : أ أقرا لك أيضاً .. أم أكتفيت ؟ قلت : شكراً ، لقد بلغت المراد و عثرت على دواء الداء.



على أثر هذه التزمت بقراءة سورة (الملك) – إذا وجدتها العلاج – مدة اربعين يوماً ، و نفذت مضمون (الوصفة ) و بعد مدة وجيزة برئ – و لله الحمد – مرضي الروحي ، و انزاح حجاب من الحجب التي كانت تحول بيني و بين الامام بقية الله (عليه السلام).



اجل إن الذين يهمهم امر الحقائق و يدركون أن الكمالات المعنوية هي فوق السلامة البدنية .. ليضطرون هكذا و يعانون بسبب داء روحي . إن غاية ما تؤدي إليه الأمراض الجسدية إذا ترك علاجها هو الرحيل عن هذه الحياة الدنيا .. فيفقد المرء فقط هذه المئة سنة عل الأرض إذا كان مقدراً له أن يعيش مئة سنة – كحد أعلى . لكن المرء سوف يخسر الحياة الآخروية الخالدة الباقية بكل جمالها ومحاسنها – إذا فتكت بروحه الأمراض المعنوية . . و سيكون في موقف المحاسبة و المؤاخذة من الله (عزوجل)



إن أولياء الله (تعالى ) ينظرون إلى الحياة المعنوية و الكمالات الروحية – بالقياس إلى الصحة الدنيوية – نظرتهم إلى غير المتناهي في مقابل المحدود الضيق الذي لا تزيد قيمته على الصفر.



أحد محبي الامام بقية الله (عليه السلام) كان قد أضناه حبه ، و استبد به الهيام . و كان ظنه أن كافة طلبة العلوم الدينية – و هو احدهم – خدم للامام (عليه السلام) لا يغفلون لحظة عن ذكره . جاءني هذا الرجل يوماً و هو يبكي ، يلتمس أن أدله على خطة يكون فيها من الابدال المتشرفين بمحضر امام الزمان (روحي له الفداء) .



تحدث إليه ، في كلام مبسوط ، عن تزكية النفس . و ذكرت له أن المرء لا يتأهل للارتباط بالصالحين – و خاصة بالامام ولي العصر (عليه السلام) – اذا كان ما يزال في داخله و لو رذيلة واحدة من مثل حب الدنيا و حب الرئاسة . و اوردت له من الآيات و الروايات ما يناسب حالته و ينفعه لبلوغ مقام الصالحين .



ثم أن هذا الرجل مضى ، و غدا يتصل بي كل اسبوع بالتلفون من مسافة تزيد على ألف و مائتي كيلو متر – هي مسافة بين مدينة (كاشان) و مدينة (مشهد) .. مستفيداً من الهاتف العمومي ، إذ لم يكن في داره هاتف ، فكان يسأل عما يحتاج إليه . و في أحد الأيام أتصل بي و أخبرني أن يده قد أصبحت شلاء.

سألته : كيف ؟

قال : لا أدري ، و لكني إذ استيقظت صباح اليوم من النوم ، وجدت جانباً من يدي قد أفتقد الاحساس ، و لم يكن بوسعي أن احركها . و راجعت الطبيب ، فقال : انها مصابة بالشلل.



اخذت في تسليته و التسرية عنه . قلت له : تعافى إن شاء الله . و انك لتعلم أين ينبغي أن تطلب حاجتك . عليك التوسل بامام الزمان (عليه السلام) لتشفى . بكى صاحبي و قال : إن شاء الله ، و ارجو أن تدعو لي.



و انسلخ شهر من الزمان ، فاتصل بي من كاشان .. قائلاً : رأيت البارحة رؤيا عجيبة ، أسال عن تفسيرها.



قلت : جعلها الله خيراً ، و لكن اخبرني قبل أن تقص رؤياك .. أعوفيت يدك ؟

لكنه انخرط بغتة في بكاء ، و قال : عوفيت باذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:27

ثم قال : البارحة رأيت الامام ولي العصر (ارواحنا فداه) قد جاء ، و معه الصديقة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) فأوصت الصديقة ولدها (عليه السلام) بي .. و انصرفت بيد أن الأمام بقي و جئت انت . جس (عليه السلام) يدي كما يفعل الطبيب إذا أراد معالجة مريضه ، و قال لك : أعلمته شيئاً ؟

قلت له : أجل ، علمته ما يكون به من الصالحين . ( أي ذكرت له أن يلتزم بالواجبات ، و يتجنب المحرمات – و كذا المكروهات ما أمكنه ذلك . كما ذكرت له ما يعينه على الخلوص في الروح و الاخلاص في العمل).



ابتسم الامام (عليه السلام) بمسرة ، و قال : نعم .. سيكون عاجلاً من الأبدال (أي الصالحين ).



و من شدة فرحي بهذه البشارة .. أخذت أقبل يد الامام (عليه السلام) و ابكي .. حتى افقت من النوم . و من فوري خرجت من الدار قاصداً الهاتف العمومي لأخبرك . و قد نسيت شلل يدي و ما كان ينتابني بسببها من قلق ، لما بشرت بهذه البشرى . و صدقني أني قد ذهلت عن شلل يدي و ألمها ، و ما نبهني إليها إلا سؤالك عنها آنفاً في الهاتف . و لولا ذلك لما تفطنت إليها بهذه السرعة . و ها هي – و لله الحمد – سليمة معافاة .. و هذا ما حدا بي لحظة سؤالك عنها أن ابكي .



بعدئذ جاء صاحبي هذا إلى مشهد ، و عاينت يده من قرب ثم قال لي : لماذا صدق نصف رؤياي (شفاء الشلل) و لم يتحقق النصف الآخر الأهم حتى الآن؟



قلت له : ستكون من الأبدال الصالحين بإذن الله . اصبر تـُوفق – إن شاء الله.



ثمة شاب اسمه (مصطفى إبراهيمي مجد ) ، كان كتب وصيته قبل أن يلتحق بالجبهة للمشاركة في الحرب .. و كل همه أن يفوز – بالاستشهاد في الحرب و بما ينطوي عليه من معتقد صالح – بلقاء الامام بقية الله ( روحي و ارواح العالمين لتراب مقدمه الفداء) . و حدث أن حظي بهذا الهدف العظيم قبل أن يمضي إلى الجبهة . و جاء فيما كتبه قبل استشهاده :



دعهم يدركوا بعد وفاتي صدق ما كان يقوله أساتذتنا الكبار أنه من المحال ألا يرى الخادم سيده . لقد رأيت سيدي الحبيب و يؤسفني أني لم أره حتى هذه اللحظة غير مرة واحدة.



أعلموا أن امام زماننا حي حاضر ، و هو السند لكل الشيعة فلا تغفلوا عن ذكره . ان البكاء الآن لا يدعني أواصل الكتابة . و ما كنت قد ذكرت هذا اللقاء لأحد ، خشية الوقوع في الرياء . إن ما أريد قوله هو أن قلبي يضطرم ؛ لأني ما فزت حتى هذه اللحظة بلقائة مرة أخرى.



و ها أنا أمضي الآن إلى الجبهة ، لأساهم في تعجيل الظفر الاسلامي ، مما يمهد السبيل لظهور الامام . عسى أن أشهد في حياتي قيام حكم الامام (عليه السلام) : ( و إن حال بيني و بينه الموت .. ) فأرجعني اللهم إلى الحياة ، خارجاً من قبري شاهراً سيفي .



أجل .. إني ذاهب ، أيها الإخوة ، إلى الظفر . أما إذا أفردت الشهادة أجنحتها و حملتني معها في عروج .. فما أطيب و ما اجمل !.



أهمية الاعتكاف

من المجربات التي تورث الحظوة بلقاء الامام بقية الله (روحي فداه) : الاعتكاف في المسجد الجامع لكل مدينة .



و هذا العمل الذي لا يستغرق اكثر من ثلاثة أيام مجـّرب للتشرف خلال الاعتكاف بلقيا الامام (عليه السلام) .. و خاصة حين يكون هذا الاعتكاف في ايام الليالي البيض من شهر رجب ( و هي اليوم الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر) أو في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك .



و لقد كان كثير من الطلبة في قم – في زمان المرحوم آية الله العظمى البروجردي – يقصدون مسجد الامام الحسن العسكري (عليه السلام) الذي هو المسجد الجامع في المدينة فيعتكفون فيه خلال أيام البيض من شهر رجب . حتى ان الدراسة في الحوزة كانت تعطل من أجل الاعتكاف . تشجيعاً للطلبة على هذا العمل كان بعض مراجع التقليد يقصدون مسجد الامام الحسن العسكري (عليه السلام)أحياناً لامداد الطلبة مادياً و معنوياً .



في العام المنصرم اعتكف عدة من علماء الحوزة العلمية في قم – خلال أيام الليالي البيض من شهر رجب – في موضع من مسجد الامام الحسن العسكري (عليه السلام). و في اليوم الأول رأى احدهم في الرؤيا أن السفير الثالث من سفراء الغيبة الصغرى ( وهو حسين بن روح – رضوان الله تعالى عليه) .. حاضر معهم و في خيمتهم . عندئذ سأل هذا العالم – و هو في الرؤيا – السفير الثالث بقوله : أهناك طريق للاتصال بامام الزمان (عليه السلام)؟ فأجاب حسين بن روح : نعم ، من هذه الجهة (اشارة إلى الطريق المؤدي إلى السطح) يمكن الاتصال بالامام ولي العصر (عليه السلام).



ثم سأله سؤالاً آخر ، فقال : هل تشرف (فلان ) بلقاء الامام (عليه السلام)؟ فاجاب ثالث السفراء (رضوان الله عليه) : نعم البارحة .. التقى في طهران بالامام (عليه السلام).



و هنا لا بد من الإشارة إلى ان ذلك العالم الذي حظي بمشاهدة الامام صاحب الزمان (صلوات الله عليه) يأبى ذكر اسمه و لذلك عبـّرنا عن اسمه بكلمة (فلان).



و لقد حدث ان كان العالم (فلان) في تلك الليلة – و هي الليلة الثالثة عشرة من شهر رجب أي ليلة ميلاد الامام امير المؤمنين (عليه السلام) – مع جمع من الاصدقاء في منزل صديق لهم بطهران .. و قد كنت أنا أحدهم . و في ذلك اللقاء فاز هذا العالم بزيارة الامام ولي العصر (أرواحنا فداه) . هنا أورد مختصراً لما وقع له كما رواه هو :



كان الليل في أوله حين التقى طائفة من الاشخاص لتناول طعام العشاء احتفاء بعيد مولد الامام امير المؤمنين (عليه السلام) . و قد تشعبت بالحاضرين شجون الحديث من كل لون و كان يحز في نفسي أن يضيع هذا الوقت النفيس بما يشبه البطالة و قلة الجدوى ، و في سري رجوت الامام صاحب الزمان (عليه السلام) أن يبدل مجرى الحديث و يغير روحية المجلس ، فنحظى في هذا المجلس بفوائد معنوية مهمة.



كانت الساعة تمام الثانية عشرة ليلاً حين جاء إلى المكان أحد الإخلاء الاعزاء ممن يموجون بمحبة امامنا ولي العصر (ارواحنا فداه) . فتبدلت بحضوره و مشاركته روحية المجلس.



ابتدا هذا الاخ الكريم اولاً بقراءة دعاء المشلول فانقشعت الظلمات التي كانت راكمتها في جو المجلس الاحاديث التائهة السابقة .. بما كان في هذا الدعاء المبارك من نور اسماء الله (جل جلاله ) .. ثم صار الجميع إلى التوسل بألطاف ولي الله الأعظم الامام صاحب الزمان (عليه السلام). و عندما أطفئت المصابيح و اخذت الحاضرين حالة من الشوق و التوق .. وهم يبكون بضراعة لاستقبال الحضور المقدس لامام الزمان (عليه السلام) .. تشرفت برؤية الامام (عليه السلام) و طلبت منه (صلوات الله عليه) أن يتفضل على حضار المجلس و يهبهم عيدية ليلة عيد المولد تلك . و قد فاز بعيدية رائعة من كان منهم منزهاً عن الشك و الريب و المعاصي ، و من كان منقطعاً عن غير الله (تعالى) و عن غير امام الزمان (عليه السلام) .. و قد حكوا هم انفسهم بعد عن هذا العطاء الذي فازوا به .



و اللافت للنظر في الموضوع أن ذلك العالم الذي رأى في منامه السفير الثالث حسين بن روح (رضوان الله تعالى عليه) لم يكن يعرف شيئاً عن هذه الواقعة التي جرت في طهران . و قد ذكر ما رآه في رؤياه لبعضهم قبل ان يأتيه خبر تلك الواقعة.

ان الهدف من ايراد هذه المسألة هدف مزدوج ، و هو الفات القراء الاعزاء إلى قيمة الاعتكاف . و الالفات إلى أ، من يتوجه – و لو لحظة واحدة – إلى ولي الاعظم الامام صاحب الزمان (عليه السلام) مبّرأ من الشبهة و الشك ، و مطهراً من الأثام و منقطعاً كل الانقطاع .. فان الألطاف الألهية تنهمر عليه و تغمره.



الغل000والثأر للنفس

شاب كنت اعرفه عن قرب000وكنت اعرف انه_ من فرط صفائه وطهره ممن لا ينبغي ان يكون على قلبه حجاب000بيد انه كان يتعذب من داخله لما يحسه من وجود غشاوة ظلمانية
اي انه لم يكن في وسعه ادراك الحقائق العليا ،ولم يفز بالحصول على المعنوياتومن اخصها لقاء محبوبه امام الزمان(عليه السلام)
وكان يعنيني ان اعاونه في ازالة الحجب عن قلبه ، فتوسلت يوما بشهيد كربلاء (علي الاكبر نجل الامام ابى عبد الله)عليه السلام
وطلبت منه المعونة في رفع حجب هذا الشاب0
واردت بادئ الامر ان اشخص الداء او الصفة الروحية الرديئة التي حبسته في غشاوة0
في تلك الليلة رأيت كانما هو نائم في داخل كلة قد خطت عليها عبارة بحروف كبيرة شملت الكلة بتمامها وهذه العبارة كانت (الغل والثأر للنفس(
اما هو فلم يرى من وراء كلته اي شيئ من العالم حوله، ناديته باسمه مرة0ومرات لكنه لم يخرج ، لقد كان يحسب ان هذه الكلة تصونه من الاخطار المحتملة ، لكنه
كان - رغم رقة هذا الحجاب - محروما من كل مزايا العالم الخارجي
لم يكن هذا الشاب يعلم انه اذا بقى في روح الانسان ولو حجاب واحد000 فكأن صاحبه يعاني من عشرات الحجب00ولم يكن يعلم ان هذا الحجاب(لوكان غشاوة رقيقة)


سيحول بين المرء وبين المعاني الروحية وسوف يفصله عن الارتباط بالحقائق
ويجعله مقيما في ظلمات0
وفي صبيحة اليوم التالي رأيت هذا الشاب فحذرته من صفة (الغل والثار للنفس)
ولكنه كان يظن - في البدء - ان هذه الصفة تمنع وقوع الظلم عليه من الاخرين
فالانسان – قال -لا ينبغي ان يصفح ويعفوا كثيرا لان كثرة الصفح تجرئ الناس على الظلم عندها اخذت اتلو عليه عددا من ايات القران الكريم 00ولا انسى من بينها الاية التاسعة والستين من سورة الفرقان اذ يقول الله(تبارك وتعالى)

(وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ثم ذكرت له البيت الذي كان يستشهد به الامام امير المؤمنين
علي بن ابي طالب (عليه السلام)
وقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمة قلت 00لا يعنيني
اي قلت 00انه لا يقصدني بهذا السباب00تجاوزا عنه وصفحا

وحكيت له كيف نهى رسول الله(ص واله) حين دخل مكة يوم الفتح
ذالك الرجل الذي كان ينادي متوعدا مشركي مكة
( اليوم يوم الملحمة(
فقال له رسول الله (ص واله) لا و لكن قل : اليوم يوم المرحمة
ثم قلت لهذا الشاب000 الثأر للنفس والا نتقام لها هو00في الاساس من الصفات
الحيوانية00في مقابل صفة العفو والرحمة اللتين هما من الصفات الانسانية بل من الصفات الالهية وعلى هذا فانك اذا اردت ازالة احد الحجب فيك - والذي احسبه اخر حجاب وداء روحي عندك فعليك ان تتخلص من صفة الغل والثأر للنفس
وان تعامل الناس بالتسامح والرحمة.

وخلال برنامج دام حوالي ثمانين يوما تحمل فيه مشقات كبيرة استطاع ان ينجو من هذه الظلمة الساكنة في داخله 00ولما ظفر بازالة الحجاب وهذا الدعاء الروحي بلغ ما كان يريد من المعنويات ومنها ارتباطه الروحي بالامام بقية الله (ارواحنا له الفداء) وفاز عندها بالمزيد من الفيوضات الروحية.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:29

خشية الله



قرأ أحد طلاب الحوزة العلمية في قم كتاب (معراج الروح) .. ثم ذكر لي أنه عمل في شبيبته ما كنت عملته أنا في أوان شبيبتي . لكنه كان يبحث عن رفيق له نظير المرحوم الحاج ملا آقاجان ليأخذ بيده . و كان في ظن هذا الطالب أن في إمكاني – بعد ان تصرم عليّ خمس و عشرون سنة في هذا السبيل – ان أعينه و أساعده.



ثم أني وافقت فعلاً على اعانته .. لا لأني أجد نفسي مؤهلاً لهذه المهمة ، بل لأني لم أجد مناصا ً- و لعله وجب عليّ – أن اعينه بأي سبيل .. فاتخذته صديقاً ، و تعاهدنا أن يذكر أحدنا الآخر بما يرى فيه من النقائص و العيوب . و هذا يعني أن يدلني على اخطائي ، و أن أدله على ما يعمل من خطأ.



دمنا زماناً على هذا العهد .. حتى بلغت علاقتنا إلى مستوى المحبة الصميمية التامة . و جاءني في أحد الأيام .. و قال:



أجد في نفسي منذ أيام حالة خوف و قلق إزاء المستقبل المجهول نغصت عليّ حياتي ، و لا أدري ماذا أفعل ؟



قلت له أتراك تحب الله ؟

فقال : إن حبي لله لم تبق لي معه قدرة على التحمل و الصبر . غالباً ما أقضي ليلي إلى الصباح في بكاء و في مناجاة لله .. حتى دخلني شيئ من الخوف و الاضطراب ، إذ صرت أخاف أن أعمل ما ينقص من محبة حبيبي – الهي العزيز – لي و كلما زادت معرفتي و محبتي .. زاد هذا الخوف من الارتباط بالله (تعالى).



قلت له : هذا الخوف المنبعث من محبة الله و معرفته إنما هو مصفات أولياء الله ، و هو من الكمالات الروحية . و عليك أن تقدر قدر هذا الخوف و لا يزعجنك هذا الخوف وجوده.



قال : صحيح أني لم أنزعج منه كثيراً . و لكن خوفي ليس من هذا وحده ، بل خوفي أن أعيش في الدنيا فقيراً معدماً أمد يدي إلى الناس .. أن أمسي مريضاً تعذبني الآلام . أخاف ألا أكون ممن ينظر إليهم الامام بقية الله (ارواحنا فداه) نظر لطف .. و أن اكون على المدى في حجاب . أخشى أن أقع – في عالم الرزخ و القيامة – تحت سلطان الغضب الإلهي.

قلت : إذا كان كذلك .. فإن هذا الخوف هو من الأمراض الروحية التي لا بد أن تعالج.



و وفقاً لعهدنا السابق .. كان عليّ أن أفعل ما يمكن لتصحيح هذا النقص الروحي . أي أن أعينه ليكون في حالة بين الخوف و الرجاء . و هي ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن ، و أن ينجو من هذا الرعب الطاغي المستبد.



و في منتصف إحدى الليالي توسلت بالامام بقية الله (روحي و ارواح العالمين له الفداء) أن يجعل في كلامي مع هذا الصديق أثراً يفرج كربته .



و في الصباح .. جاءني صاحبي ، فرأيت التأثر و الأذى في سيمائه ، مما يشي بأ،ه قضى ليلته مسهدا ً- من كربته – حتى الصباح.



قلت له : لم تخاف المستقبل ؟ ! أليس الله (تعالى) يقول ( و من يتوكل على الله فهو حسبه) ؟ فلم اذن لا تتخذ إلهك الحبيب الذي له القدرة المطلقة و السلطان الشامل .. وكيلاً لك فيما ينتابك من معضلات ؟ أيجوز ألا يفي (سبحانه وتعالى ) بما وعد .. فلا يكون الكافي لك في شدتك ؟



أترى غيره (جل جلاله) وكيلاً أقد منه و أعظم .. هو الذي بيده مقاليد الأمور؟

أريد أن أسالك : إذا كان رئيس جمهورية مثلاً يقول لك كل يوم (اجعلني وكيلاً لك في أعمالك انجزها لك على خير وجه ) و انت تعلم أنه صادق فيما يقول . فهل يبقى في نفسك خوف من المستقبل ، و ذعر من أن لا تنجز أعمالك على نحو صحيح ؟! لا بد أن الخوف – و الحالة هذه – سيزايلك .. مع أن رئيس الجمهورية هذا ربما يخطئ في أداء أعمالك ، فلا يفي لك بكل ما وعد.



أما فيما يتصل بالله (عز وجل ) ..فان احتمال الخطأ في حقه (تعالى ) و القول بمحدوية قدرته .. يعني صريح الكفر . و ما دام ربنا (سبحانه) منزهاً عن الوهم و مبرء من الحدود و القيود بأي تصور من التصورات .. فلماذا ً- اذن – تظل في قلق على مستقبلك ، و تقع فريسة بين أنياب الخوف ؟!



عندها قال لي : لقد تركت كلماتك في داخلي آثراً عجيبا ً. و لكني أخاف هذه



المرة أن يوسوس إلى الشيطان ، فأضل عن حالة الطمأنينة هذه . فهل يمكن أن تعلمني الىن عملاً أؤديه إذا حدث لي مثل هذا .. فأكون في منجى من وساوس الشيطان ؟



قلت : كلما وجدت هذه الوسوسة .. فتوسل أولاً بالامام صاحب الأمر عليه السلام ، و استنجد به ليدفع عنك الوسوسة . ثم عليك أن تفكر بما سردته عليك من موضوعات مستمدة من القرآن و العقل ؛ فإن التفكر يعدل عبادة سبعين سنة . و ما لم تصل إلى حالة الطمأنينة .. فعليك أن تنفض عنك حديث النفس ، و حاول ألا تترك وسوسة الشيطان في نفسك لحظة واحدة . و معنى هذا أنك إذا كنت ماشياً في الطريق لأداء عمل لك عاجل ، وشعرت بغتة بهذه الوسوسة في داخلك فعليك أن تعرض فوراً عن عملك هذا الذي خرجت إليه – كائنا ًما يكون – و أن تعمل بما وصفته لك من التوسل بالامام (عليه السلام) للخلاص من هذه الحالة . و إلا فمن الممكن – لو دامت الحالة في داخلك لحظات أخرى – أن توقعك . و لن تستطيع عندها أن تدفعها – و لو بجهد جهيد.



و لقد تمكن بعدئذ هذا الصديق العزيز – و لله (تعالى) المنة – أن يسعى سعياً في غاية الجد للخلاص من الوساوس . و قال هو عن نفسه : كان خيراً من النجاة من الوسوسة .. هو ما ظفرت به من حالة التوسل بالامم بقية الله (روحي فداه) فإلى جوار ما حظيت به من التجليات المقدسة في حالات التوسل ، فزت بلذة المناجاة التي غدت ملكة لدي .. و صرت أجد الألطاف المقدسة للامام على الدوام.





مقام الخلوص

لطالما سمعت من أولياء الله (تعالى ) أن الانسان إذا بلغ مقام الخلوص ، و غدا في عداد الاولياء .. فان الذات الألهية المقدسة تكشف لقلبه عن مغيبات المستقبل.



عندما كنت و عدة من الأصدقاء في رفقة المرحوم الحاج ملا آقاجان ، خلال سفرنا إلى العتبات المقدسة في العراق (1) كان مألوفاً من المرحوم أن يخبرنا – كلما رجعنا من زيارة الحرم الشريف عن الحاجات التي طلبناها من الله (تعالى) هناك ، و كان يخبرنا كذلك متى تتحقق هذه الحاجات .. و كأن يقول مثلاً : ليس من مصلحتك أن تتحقق لك الحاجة الفلانية التي طلبتها ،



_____________________

1- تجد تفصيل ذلك في كتاب (معراج الروح)





لأسباب معينة ثم يذكر تلكم الأسباب .



و اعجب من هذا أن كل ما يقوله يتحقق في الواقع ( وكان لا يتحدث بشيئ من هذا إلى من لا يحتمل ما يقول بسبب قلة لياقته و استعداده)

و حدث أني سألته يوماً : كيف تطلعون على هذه الحقائق؟



فأجابني على انفراد :

من يكن خادما ًلامام الزمان (عليه السلام) و يعد نفسه تراباً لنعلي الامام .. تكن كرامة هذا الانسان من كرامة الامام (عليه السلام) . و لا بد أن الامام (عليه السلام) و الحالة هذه سوف يصونه من الغلط و الاشتباه ، و سوف يريه الحقائق.



و بعد هذه الواقعة اتضح لي باستقراء الآيات القرآنية و أحاديث أهل البيت العصمة (عليهم السلام) أن من يبلغ مقام الخلوص فإن كل توجهه سوف يكون لله (تبارك و تعالى) و لامام الزمان (عليه السلام). و الذي لا ريب فيه أن لدى الامام (عليه السلام)علوم الأولين و الآخرين ، و هو خليفة رسول الله (صلى الله عليه و آله ) .. كما ورد في دعاء الندبة ( و أودعته علم ما كان و ما يكون إلى إنقضاء خلقك ) . و على هذا .. فالذين لهم ارتباط بالامام (عليه السلام) و قد بلغوا مقام الخلوص ، سوف يرشح عليهم من علوم امام الزمان (عليه السلام) ، فيطلعون على خبايا المستقبل بقدر ما لهم من استعداد.



جاء في كتاب بحار الأنوار (ج 69 ص 270 ) نقلاً عن كتاب (رجال الكشي) أن قوماً جاءوا إلى جابر الجعفي ، فسألوه أن يعينهم في بناء مسجدهم . فقال لهم جابر : ما كنت بالذي أعين في بناء شيئ يقع منه رجل مؤمن .. فيموت ! فخرجوا من عنده و هم يبخلونه و يكذبونه . فلما كان من الغد أتموا الدراهم ، و وضعوا أيديهم في البناء فلما كان عند العصر زلت قد البناء ، فوقع فمات .



لقد كان جابر من الذي ارتبطوا مخلصين بامام زمانهم جعفر بن محمد الصادق و بالقياس إلينا نحن .. فإننا إذا استطعنا الارتباط بالامام الحجة ابن الحسن (عليه السلام) ارتباطاً روحياً ، و التزمنا التزاماً كاملا ًبتعليماته حتى نصل إلى مقام الخلوص ( كما في حالة جابر الجعفي .. أو الحاج ملا آقاجان ) ، فإننا سنكون قادرين على الاستفادة من رشحات علوم الامام (عليه السلام).



احد طلبة العلوم الدينية كان يدرس بينة خالصة ، لكنه لم يتفطن إلى ما كان قد طوى من مراحل .. قال يوماً : في اللحظة التي عزمت فيها على الدراسة .. ذهبت أولاً إلى الدار ، و انتبذت زاوية من الغرفة أفكر : أمن أجل الله و امام الزمان (عليه السلام) أريد أن أدخل في هذا الأمر أم بدافع هوى في النفس ؟ و لما بحثت في داخل نفسي خلال هذه المقدمة التي سأقولها ما وجدت ، و لله الفضل و المنة ، غير الله (جل جلاله) .



و هذه المقدمة هي : أمجنون أنا حتى أسلخ سنوات من عمري طويلة – استجابة لهوى في النفس في عمل غير مرغوب فيه لدى الناس .. أعاني فيه من شظف العيش و أكابد الفقر و الفاقة ؟! و لكن لأن المرجع الديني يرى هذه الدراسة من وظفيتي ، و لأني كنت قد قرأت فيما مضى شيئاً من الدروس .. فمن الممكن إذن أن أنوي في دراستي (قصد القربة) و لسان حالي يقول : إلهي وربي .. أمرت بالتفقه في الدين ، و ها أنذا مطيع لما أمرت .



و بعد تحقق هذه النية وما يزال الطالب يتحدث ذهبت إلى الحمام ، فاغتسلت وتبت إلى الله (تعالى) من سالف ذنوبي .. ليس من أجل ما أعد للعالم و للمتعلم من عظيم الثواب ، و ليس من أجل ما في هذه الدراسة نفسها من أهمية .. إنما من أجل رضوان الله و حسب . و كنت أعاود تذكر هذا المعنى بيني و بين نفسي.



كان ذكري الدائم ( يا صاحب الزمان .. روحي لك الفداء) و ما كنت طول أيام الدراسة لأنس إلى به (عليه السلام) ، و ما كنت لأفكر بشيئ سواه . حالتي الروحية كانت حسنة جدا ً، و كان يتحقق لي كل ما كنت أبتغيه . في أحد الأيام ضاعت منيّ سلعة ، و وقع في ظني أني كنت قد وضعتها في مكان ما يبعد عدة كيلومترات . و لكني ما أن ندبت (يا صاحب الزمان) .. حتى رأيت تلك السلعة المفقودة قد وقعت إلى جواري .



في مرة من المرات كنت في أرض صحراوية قائظة ، فطلبت من الله (تعالى) مقداراً من الفاكهة . و في هذا الطقس الحار رأيت رجلاً شيخاً يجيئ و يضع أمامي سلة من العنب.



كنت في ارتباطي بامام الزمان (صلوات الله عليه) أعيش في أنس و بهجة ، فلم أشعر يوماً بالنأي عنه و البعاد . كنت اتحدث إليه باستمرار ، و أطلب منه العون و الامداد. لقد كنت خلال هذه المدة كلها . في أفياء حمى الامام ولي العصر (عليه السلام).



حتى إذا أكملت دراستي ، و مارست عملي بين الناس ، وصرت اماما ًلصلاة الجماعة .. افتقدت تلك الحالات الروحية . و ها أنذا الآن لا أدري ما عساني أصنع ، و ما السبيل إلى عودة تلك الحالات المفقودة.



ثم كيف كان يحدث أن يتحقق لي كل ما أريد ؟ أكان ذلك بسبب قوة إرادتي ، أم أنه كان يجري بعناية من أهل بيت العصمة و الطهارة (عليهم السلام) ؟



و أجبته قائلاً : ينبغي ألا يكون المرء نظير أولئك الذين ذكرهم الله (عز و جل) في القرآن الكريم بقوله ( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ) ( 1 ) في حالتك الأولى كان الفقر وضيق ذات اليد و انقطاعك إلى الله .. كل أولئك كان يقودك إلى المعنويات . و لكن خلوصك ينبغي ألا يعتمد على الضغوط التي لا بد و أن تذهب يوماً ما . إنما عليك أن تعمل في سائر الأوقات ما كنت تعمله في أيام الدراسة . أي أن تتفكر في بدء كل عمل تريد أن تقدم عليه : اتقوم به لله (تعالى) خالصاً مبرء من أقل شائبة ؟ و إلا فما عليك ألا أن تدع هذه العمل كائنة ما كانت قيمته . و ما كنت تظفر به في تلكم المدة من حالات معنوية و من كرامات .. فانما هو من أثر ذلك الخلوص الذي تمسكت به في بادئ أمرك.



و أعلم أن الانسان عندما يجاهد من أجل الحصول على الخلوص فإنه يغدو من الخواص و من أولياء الله (تبارك و تعالى) و من المرتبطين بالامام ولي العصر (عليه السلام) ، و لسوف يصدر عنه من هذه الكرامات كثير.



الفضيل بن يسار كان من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) . و عند وفاته نقل إلى المغتسل لتغسيله . يقول ربعي بن عبدالله : حـدّثني غاسل الفضيل ، قال : أني لأغسل الفضيل بين يسار ، و ان يده لتسبقني إلى عورته (يغطيها).



قال ربعي : فخبرت بذلك الامام أبا عبدالله الصادق (عليه السلام) ، فقال ( رحم الله الفضيل بن يسار . و هو منا أهل البيت).



و هنا نلاحظ أن الامام الصادق (عليه السلام) قد نسب كرامة الفضيل بن يسار العجيبة هذه إلى اتصاله الوثيق بأهل البيت النبي (عليهم السلام) ، حتى كان من خواص أصحاب أمام زمانه .



ثمة شاب كان قد توجه إلى جبهة القتال بمثل هذا الخلوص .. قال : غالباً ما

________________
1- سورة العنكبوت 65



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:31

كنت أنفرد في ناحية من خندق الحرب ، و أتوسل إلى الله (تعالى ) بأهل البيت (عليهم السلام) . اذ أني كنت أدمن قراءة (دعاء التوسل) الذي أحفظه عن ظهر قلب فأتعلق خلاله بحجزة المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام) . . فإني ما كنت أخاف أحداً و لا أخشى أي شيئ.



في أحد الأيام كانت نوبتي في الحراسة على رأس جبل في جبهة (كيلان غرب) .. فباغتني وجود أفعى كبيرة (كبرى) تتجه صوبي . وضعي في موقع الحراسة لم يكن يسمح لي بالتحرك من مكاني . فإذا ما صدرت مني حركة فإنها لا بد أن تلفت نظر العدو الذي سيجيب باطلاق النار علينا ، مما قد يستجر قتل أفراد لاخوتي المقاتلين من القتل . لزمت موضعي .. و الأفعى ما تزال تسعى إللي ، حتى استقرت خلفي . و شعرت أنها أخذت تمـّرر لسانها على رقبتي . و لكنها بعد لحظات و لم تصدر منـّي أية حركة قد ولت هاربة بسرعة عجيبة .



أضاف محـّدثي الشاب هذا : أنها لمرات عديدة تلك التي نجوت فيها من أمثال تلك المخاطر ، بفضل التوسل بامام الزمان (عليه السلام). لكن محـّدثي لم يذكر تفصيل هذا الذي أجمله . فقلت له : أن الامام الصادق (عليه السلام) يقول ( إن المؤمن إذا كان مخلصاً أخاف الله منه كل شيئ ، حتى هوامّ الأرض و سباعها ، و طير السماء ، و حيتان البحر.



و قد ذكرالعالم الجليل السيد علي بن طاووس في كتابه (الأمان) أن بعض خواص الامام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : كان قد سجد ، فطوقت أفعى عنقه ، فلم يتغير الرجل

عن حال سجوده و مراقبة معبوده .. حتى انفصلت الأفعى عن رقبته بغير حيلة منه ، بل بفضل الله (جل جلاله) و رحمته .



و روي السيد أبن طاووس أيضاً عن علي الزاهد بن ا لحسن بن الحسن بن الحسن السبط (عليهم السلام ) أن كان قائماً في الصلاة ، فانحدرت أفعى من رأس جبل و صعدت على ثيابه و دخلت من زيقه (1) و خرجت من تحت ثيابه ، فلم يتغير عن حال صلاته و مراقبته لمالك حياته .

_______________________________

1- زيق القميص:بالكسر ما أحاط بالعنق منه(القاموس).





لقاء الحاج محمد علي الفشندي

التقيت ، في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة عام 1404هـ و أنا خارج من الحرم الطاهر للسيدة زينب (سلام الله عليها) في الشام بحجة الإسلام القاضي الزاهدي الكلبايكاني . فروى لي الواقعة الآتية التي تحمل جوانب تربوية للسالكين في طريق الكمالات الروحية .. فقال :

في طهران سمعت الحاج محمد علي الفشندي ، و هو من صلحاء طهراء يقول:

منذ باكورة شبابي كان دأبي اجتناب المعاصي بقد الامكان ، و أن أواضب على الذهاب إلى الحج .. حتى أفوز بلقيا مولاي الامام بقية الله (روحي فداه) . و من أجل هذا قصدت مكة المكرمة أعواماً عديدة ، يحدوني أمل اللقاء .



في احدى هاته الأعوام و قد أخذت على عاتقي رعاية شؤون جمع من الحجاج انطلقت في السابع من شهر ذي الحجة إلى صحراء عرفات ، و معي ما نحتاج إليه من لوازم و أمتعة ، لأتمكن قبل ذهاب الحجيج إلى عرفات أن أتخير لصحبي موضعاً حسناً.



كان الوقت مقارباً لعصر اليوم السابع لما ألقيت رحلي ، و أتخذت مكاناً لنا في خيمة من الخيام التي كانت معدة لنزول الحجيج ( و قد تبين لي في أثناء ذلك أن أحداً لم يصل قبلي إلى عرفات) . عندها أتاني أحد أفراد الشرطة المكلفين بحراسة الخيام ، و قال لي : لماذا جئت الليلة بكل هذه الأمتعة ؟ ! ألا تعلم أن من الممكن أن ينفذ إليك لصوص في هذه البرية و يسرقوا ما معك ؟! على أي حال .. فإذ قد جئت فإن عليك أن تظل يقظان حتى الصباح ، لتحافظ على أموالك بنفسك .



قلت : لا مانع .. أظل يقظان ، و أحافظ على أموالي بنفسي.

تلك الليلة قضيتها بالعبادة و مناجاة الله .. حتى مطلع الفجر . لكن الذي حدث في منتصف الليلة أن رأيت سيداً جليلاً قد تعمم بشال أخضر .. و هو يدخل الخيمة ، فناداني باسمي قائلاً : حاج محمد علي .. سلام عليكم .



رددت تحيته ، ونهضت من مكاني .. فدخل هو في داخل الخيمة . و بعد لحظات لحق به عدد من الشبان الذي قد طر شاربهم و نبتت لحاهم حديثاً .. و كأنهم خدم له . في البداية أحسست بشيئ من الخوف . و لكني وجدت محبة هذا السيد في قلبي بعد أن تحدث معه ببعض العبارات . وقف الشبان خارج الخيمة ، و دخل السيد وحده.



التفت السيد إللي وقال : حاج محمد علي .. هنيئا ًلك ، هنيئاً لك !

قلت : و لم ؟

قال : لأنك بت ليلة في صحراء عرفة ..حيث بات جدي الحسين (عليه السلام).

قلت : ما الذي ينبغي أن أصنع هذه الليلة ؟

قال : نصلي ركعتين . تقرأ فيهما بعد (الحمد) سورة (قل هوالله احد) إحدى عشرة مرة.



بعدئذ .. قمت و أديت هذه الصلاة معه . و عقب الصلاة دعا السيد بدعاء لم أكن قد سمعت مثله في معانيه . كان السيد على روحية عالية .. و الدموع تجري من عينيه . و حاولت ، من جانبي ، أن احفظ نص الدعاء .. لكن السيد قال لي : هذا الدعاء خاص بالامام المعصوم ، و لسوف تنساه.



ثم إني قلت له : أعرض عليك اعتقادي في (التوحيد) لترى هل هو حسن .

قال : قل .

عندها شرعت أذكر الأستدلال على وجود الله (تعالى) بآيات الأنفس و آيات الآفاق . (1) و قلت : بهذه الأدلة أؤمن بوجود الله .

فقال لي : هذا القدر من معرفة الله يكفيك.

ثم عرضت عليه اعتقادي بمسألة (الولاية ) ، فقال : اعتقاد حسن.

بعدها سألته : في رأيك .. أين يكون امام الزمان (عليه السلام) الآن ؟

قال : امام الزمان في الخيمة الآن.

سألته : يقولون ان الامام ولي العصر (عليه السلام) يحضر عرفات .. ففي أي موضع من عرفات يحضر؟

قال : في حوالي جبل الرحمة .

قلت : هل يراه من يذه إلى هناك ؟

قال : نعم ، يراه و لا يعرفه.

قلت : هل يأتي الامام ولي العصر (عليه السلام) ليلة غد عرفة إلى خيام الحجيج و يتفضل عليهم بعنايته ؟

فقال : يأتي إلى خيمتكم ؛ لأنكم ستتوسلون ليلة غد بعمي أبي الفضل.

و عند هذه النقطة من الحوار ، قال لي : حاج محمد علي .. أمعك شاي ؟ (في تلك اللحظة تذكرت فجأة أني قد أحضرت كل شيئ ما عدا الشاي)

قلت له : كلا لم أحضر شاياً . و كم كان حسناً أن ذكرتني . غداً أذهب و آتي بالشاي للحجاج.

فقال : الآن .. معي شاي.

ثم أنه خرج من الخيمة ، و ما لبث أن عاد ، وناولني مقداراً كأنه شاي في الظاهر . و لما أعددت الشاي و شربت منه .. وجدته معطراً حلواً إلى حد أن بدا لي أن ليس من شاي الدنيا.

بعدها سألني : أمعك طعام آكله ؟

قلت : اجل . يوجد خبز و جبن.

فقال : أنا لا آكل الجبن.

قلت : يوجد لبن.

قال : هاته .

أتيته بشيئ من الخبز و اللبن ، فتناول منه .

ثم قال لي : حاج محمد علي .. أعطيك مئة ريال لتعتمر عمرة عن أبي .

قلت : على عيني . ما أسم أبيك ؟

قال : اسم ابي سيد حسن .

سألته : و ما أسمك ؟

فقال :سيد مهدي . ( و تناولت منه النقود).

عندها نهض هذا السيد ليذهب ، فقمت إليه أحتضنه معانقاً . و لما أردت تقبيل طلعته .. رأيت خالاً أسود رائع الجمال على خده الأيمن . وضعت شفتي على الخال و قبلت وجنته.



و بعد لحظات من انصرافه .. رحت أنظر هنا و هناك في صحراء عرفات ، فلم أر من أحد . عندها تفطنت إلى أنه الامام بقية الله (أرواحنا فداه ) خاصة و أنه :

يعرف اسمي !

يتكلم الفارسية !

اسمه (مهدي) !

ابن الامام (الحسن) العسكري !



عندئذ ، قعدت أبكي و أنوح .. حتى ظن الشرطة أن لصوصاً قد أغاروا على أمتعتي و أنا نائم ، فجاءوا إللي ، قلت لهم : هذا ليل .. و أنا مشغول بالمناجاة و البكاء .

في اليوم التالي .. وصل حجيج الحملة إلى عرفات ، فقصصت ما جرى على العالم المرشد في الحملة ... الذي أخبر الحجاج بالخبر ، فضجوا بالبكاء !



و في ليلة عرفة صلينا صلاة المغرب و صلاة العشاء في أول الوقت . ثم بدأ المرشد ، من تلقاء نفسه ، يقرأ مجلس عزاء أبي الفضل (عليه السلام) و لم أكن قد أخبرته بوعد الامام (عليه السلام) اذ قال : اني سأحضر ليلة غد في خيمتكم لأنكم ستتوسلون بعمي أبي الفضل (عليه السلام).



كان المجلس حاراً مؤثراً جعل الحاضرين في حالة طيبة من الروحية و من الاقبال . بيد أني اذ كنت فيهم أترقب بين لحظة و أخرى ، الحضور المقدس للأمام بقية الله (روحي و أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء).



و أوشك مجلس العزاء أن يبلغ نهايته .. و ما من خبر . فضاق صدري ، و قمت من المجلس إلى خارج الخيمة . و هناك فاجأني أن أرى الامام ولي العصر (روحي فداه) واقفاً يستمع إلى قراءة العزاء و يبكي . أردت أن أصيح مخبراً صحبي أن الإمام هنا ، فأشار (سلام الله عليه) بيده ان لا تقل شيئاً ! و تصرف في لساني حتى سُـلبت القدرة على النطق . كان الامام بقية الله (روحي فداه) واقفاً خارج الخيمة في جانب ، و أنا في جانب آخر .. و كل منا يبكي على أبي الفضل (عليه السلام) ، و لم أكن أقوى أن أخطو خطوة واحدة نحو الامام ولي العصر (عليه السلام) . و لما أكتمل مجلس العزاء .. انصرف الامام.



أجل أن خير موضوع يمكن أن يكون موضع توجه الامام (عليه السلام) فيما يبدو من هذه الواقعة هو التوسل بأبي الفضل العباس (عليه السلام) ، و ذكر مصابه . و هذا يعني أن من الضروري للسالكين إلى الله ، و لمن يبغون الارتباط بالامام ولي العصر (عليه السلام) .. أن يتخذوا من هذا الموضوع – البلسم القيم وسيلة مهمة تعينهم في هذا السبيل.



لا أؤذي أحداً

قال سيدٌ من أهل العلم: عزمت بيني وبين نفسي ألا أوذي أحداً في مدة معينة، وأن أسعى لإدخال السرور على قلوب ما لا يقل عن خمسة أشخاص كل يوم، واظبت على هذا في مرحلة واحدة متصلة دامت أربعين يوماً.
ومنذ أول هذه الأيام إلى أربعينها كنت أجد في داخلي كل يوم خفة ونشاطاً لا عهد لي بهما، حتى إذا حل اليوم الأربعون سمعت بإذن قلبي هاتفاً يناديني قائلاً: سررت مائتي إنسان في هذه الأربعين ولم تجرح قلب أحد فخفت عنك أثقال الذنوب وغفر لك، ولتكن مهيئاً جزاء عملك القيم المهم للقاء الإمام صاحب العصر والزمان، لأن الإمام لا يود أن يؤذيك بل إنه (عج) يحب أن يدخل السرور على قلبك.



ثم أني سألت هذا السيد : و ماذا حدث بعد هذا ؟ أحظيت بلقاء الامام (عليه السلام)؟ لكنه لم يقل شيئاً . و عاودت سؤاله و الالحاح عليه .. فاكتفى بأن قال : أيجوز أن يعدوا وعداً حسناً مكأفاة على عمل مقبول ثم لا يفوا بما وعدوا ؟ لكنه لم يزد على هذا القول و لم يذكر مفصل تشرفه بلقاء الامام (عليه السلام) رغم ما كان منـّي من التماس و رجاء.



ثمة رجل من أهل الولاء و الذوق .. كان يغتسل غسل زيارة الامام ولي العصر (عليه السلام) كلما دخل الحمام للاستحمام . يفعل ذلك استنادا ًإلى استحباب الغسل لزيارة الامام الحي أيضاً . يقول هذا الرجل :

أنا في ترقب دائم للفوز بزيارة الامام في أي مكان .. فما لي أذن لا أغتسل غسل زيارة الامام ما دمت قادراً عليه ، فأكون على استعداد دائم للقائه (عليه السلام)؟



سنوات .. و هو يهيئ نفسه ، من خلال هذا العمل ، للقيا امام الزمان (عليه السلام). حتى كان يوم كما يذكر هو تهـّيأ له فيه ماء مباح كل الإباحة لا احتمال لشيئ من الغصب فيه . فاغتسل بنية الغسل عن كل ما يحتمل أن يكون في ذمته من أغسال الجنابة السابقة ، أو الأغسال التي ربما كان قد اغتسلها فيما مضى بماء غير مباح . و نوى في هذا الغسل بالضميمية غسل زيارة الامام بقية الله (روحي فداه ) . ثم أتم غسله و خرج من الماء . لكنه ما كاد يرتدي ثيابه و يتعطر بشيئ من الطيب .. حتى ملأ عينيه جمال الامام صاحب الأمر (عليه السلام).



عند هذه النقطة من رواية الواقعة .. بكى هذا الرجل بكاء صرفه عن متابعة رواية ما جرى بعدئذ له . و لعله كان لا يريد أن يفشي سر ما نال من فيوضات . بيد أن في كثرة ما بكى حين كان يروي و في شدة ما اعترى حالته من تغير .. ما يكفي للدلالة على وفرة ما استمد من الامام (عليه السلام) خلال تلك الواقعة و كثرة ما انتفع .



صديق آخر .. ربما يعرفه أغلب القـّراء ، إذ هو كاتب معروف قد تكرر ذكر اسمه فيما ألفت من كتب . قال هذا الصديق:



كنت قد سمعت من أحد أولياء الله أن من يبكي صباحاً و مساءً على مصائب سيد الشهداء (عليه السلام) و يدون على هذا مدة لا تقل عن سنة .. فإنه يفوز بزيارة الامام بقية الله (روحي فداه).



دمت على هذا العمل جولاً كاملاً ؛ اقتداء بالامام (عجل الله تعالى فرجه) الذي ورد عنه في زيارة الناحية المقدسة : لأبكين عليك صباحاً و مساء .. أملاً في عظيم مثوبة البكاء على الامام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) .. و رجاء للفوز بزيارة امام الزمان (عليه السلام).



و خلال هذه المدة لاحظت في روحي انعطافاً عجيباً ؛ إذ حدثت في باطني رقة قلب هي من علائم (الإنسانية) في الانسان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سمسمة
 
 
سمسمة


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Gold211
رقم العضوية : 94
العمر : 29
انثى
عدد المساهمات : 679
الدولة : امريكا
المهنة : 4
مزاجي : حنونه
يالله ياجبار انصر شعب البحرين المظلوم على الظالمين وانت تعلم من الظالمين ومن المظلومين امين رب العالمين
صورة mms : محمد علي فاطمة حسن حسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالثلاثاء 12 يوليو 2011 - 4:50

و في أحد الأيام كما في كل يوم كنت أقرا في كتاب (المقتل) عن مصائب الامام سيد الشهداء (صلوات الله عليه ) كانت قراءتي هذه في أولها .. تهيأت عندها للبكاء . لكني فوجئت بصوت قد سبقني إلى البكاء . شعرت أنه يبنبعث من حولي .. و اخذ يعلو و يعلو . في البداية خلت أن جماعة من الناس في مكان قريب يبكون على أمر ما . و دهشت بعدها لما علمت أن المسألة لم تكن كما خلت ، فما إلى قربي من أحد يبلغني صوته بهذا العلو . و مهما يكن .. فقد كنت أواصل القراءة الرائية في المقتل ، حتى بدأت الدموع تترقرق بين أجفاني ، و أخذت بعدئذ تتساقط من طرف العين . و ما زلت أذكر أني كنت في حينها أقرا عن مصيبة الرضيع (عليه السلام) . و كنت أبكي على فاجعة رضيع الحسين (عليه السلام) الذي ذبحوه ظامئاً في القماط . اما البكاء الذي كنت اسمعه ينبعث من حولي فراح يقوي و يعلو فوق صوت بكائي ، فأحسست أني كنت أقرا في مجلس كثير حضـّاره ، مرتفع فيه البكاء.



لم أكن أدري .. أكان الباب يبكي ، و الحائط يبكي ؟ أم أن ملائكة السماء قد تقاطروا يهبطون في هذه الغرفة .. و كان الذي اسمعه هو صوت دويهم و زجلهم ؟



أهم مؤمنو الجن يشاطرونني البكاء و الأحزان ؟ و على أي حال .. فقد ارتحت إلى أني لم أكن اليوم وحدي الذي أبكي . و استمرت هذه الحالة زماناً ، ثم بدأ صوت البكاء و النواح يخف شيئاً فشيئاً . بعدها تعطر المجلس و تنور بتجليات امامنا بقية الله (صلوات الله عليه) ، و جاد علي بفيوضات عظيمة ...امتنع عن ذكرها.



و هنا طلبت منه باصرار أن يحكي لي طرفاً من تفصيلات هذا التشرف ، لكنه أبى .



و قد دونت هنا هذا القدر من الحكاية لأقول لمحبي الامام بقية الله (روحي فداه) و أقول لعاشقيه : إن البكاء على الامام سيد الشهداء (عليه السلام) بكرة و عشياً فوائد جمة . و إذا ما أراد أحد أن تفاض عليه فيوضات عظمى خلال التقائه بالامام (عليه السلام) .. فعليه أن يتوسل بهذه الوسيلة.



ليسوا جميعاً من محبي امام الزمان (عليه السلام)

لم يكن مسجد جمكران فيما مضى واسعاً ليستوعب كثيراً من الناس . علاوة على أن طريق السيارات لم يكن معبداً بحيث يتيسر الذهاب إلى المسجد بسهولة . من أجل هذا كان مسجد جمكران حكراً على بضعة أفراد يموجون بمحبة الامام (عليه السلام). و هؤلاء يمضون إلى المسجد على كل حال كل ليلة جمعة . أما في غير ليالي الجمعات .. فكان المسجد خالياً من الناس ، فيغلق الخادم باب المسجد ، و ينصرف.



ثمة أمراة عجوز ذات صفاء قلب .. ربما تشـّرفت مراراً بلقاء الامام ولي العصر (عليه السلام) ، في اليقظة و في المنام . في ليلة جمعة قصدت المسجد ، بعد توسعته . و في المسجد رأت مئات أو آلافاً من الأشخاص ..داخل المسجد و في غرفة ، و في الأفنية و الباحات .. مشغولين بالعبادة و الدعاء . و كلهم يتودد إلى الامام (عليه السلام) و يتوسل به .

قالت هذه المرأة : لما شاهدت هذه الجموع من الناس ، و قارنت عدد الحاضرين بعددهم قبل توسعة المسجد .. استأنست و حمد الله على كثرة الناس الملتفين حول الامام (عليه السلام) المحبين له . بهذا الاحساس دخلت المسجد ، فاديت أعمال المسجد ، ثم زرت الامام (عليه السلام) بزيارة آل ياسين ...و رحت أخاطب امام الزمان بيني و بين نفسي .. و قلت له : مولاي .. أنا مسرورة كثيراً ؛ لأن أناساً كثيرين يحبونك حباً وافراً ، و يجتمع في الليالي عدد كبير حول المسجد، يتوددون إليك و يأنسون بذكرك.



ثم إني خرجت من المسجد ، و تناولت قليلاً من الطعام الذي يقدم في المسجد عادة لعامة الناس .. و ذهبت إلى غرفة في المسجد كنت اتخذتها من قبل للاستراحة ، و نمت فيها . و في عالم الرؤيا أو في عالم المعنى شاهدت الامام بقية الله (عليه السلام) قد دخل مسجد جمكران .. فكان يمشي بين الناس ، و لكن أحداً لم يتوجه له . عندها خرجت من غرفتي أعدو ، و تقدمت بالسلام عليه ، فأجابني بكل لطف . كررت على الامام (عليه السلام) ما كنت قلته في اليقظة ، و قلت : مولاي العزيز .. فداء لتراب قدميك ! أنا مسرورة لأن الناس ولله الحمد – يحبونك كثيراً ، و قد جاءوا كلهم إلى هنا من أجلك .



عندها تأوه الامام (عليه السلام) ، و قال : كل هؤلاء ما جاءوا من أجلي . تعالي معي نسألهم عما جاء بهم إلى هنا .



قلت : فداء لك ... أنا في خدمتك.

برفقة الامام ولي العصر (ارواحنا فداه ) ذهبت بين الناس . و سألهم الامام واحداً واحداً عما أقدمهم إلى المسجد.

قال أحدهم : مولاي .. عندي مريض يئس منه الأطباء.

و قال آخر : أنا مستأجر ،و أريد داراً تكون ملكاً لي .

ثالث قال : أنا مدين .. ألجاني ضغط الديون إلى باب دارك.

الرابع : امرأة .. تستغيث من زوجها.

الخامس : كان رجلاً يشكو زوجته .

و هكذا .. كان لكل واحد منهم حاجة جاءت به إلى هنا . اضطرته حاجته الشخصية ، بدافع ذاتي للحضور في المسجد.



فقال لي الامام (عليه السلام) : أرايت ؟! أنهم لم يأتوا إللي . أن خير ما في هذه الجمهرة من الناس هم من لهم اعتقاد ، و يطلبون منـّي حاجاتهم لأنهم يرونني واسطة الفيض . و إذا جزنا هؤلاء ، فإن عدداً كبيراً ما قدموا إلى هنا إلا للنزهة .. و حتى أن بعضهم ليس على يقين بوجودي.



ثم رأيت و أنا على هذه الحالة رجلاً قاعداً في جانب من المسجد ، كان قد جاء من اجل امام الزمان (عليه السلام) . قال لي الامام : تعالي نسأله عن حاله . في عالم النوم هذا .. ذهبت مع الامام نحو سيد معمم ، خطر في ظني أنه من العلماء . كان جالساً في زاوية جلسة القرفصاء ، وهو يدير طرفه في أرجاء المسجد .. يبحث عن ضائع له . و ما ان لمح الامام حتى وثب من مكانه ، و وقع على يد الامام و قدمه قائلاً : فداك أبي و أمي و نفسي .. أين كنت و قد كدت أقضي نحبي في إنتظارك ؟!



أخذ الامم (عليه السلام) بيد هذا الرجل الذي راح يقبل يد الامام و يبكي . سأله الامام : لم جئت إلى هنا ؟ لم يقل شيئاً ، و اشتد بكاؤه . سأله الامام ثانية .. فقال : مولاي .. ماذا أريد منك غير الوصال ؟ ! أريدك أنت ؟ أنت نعيمي و جنتي . أنت دنياي و آخرتي ! أنا لا أستبدل لحظة لقاء بك واحدة بكل ما سوى الله .



ما قيمة الروح للمحبوب تنثرها و مثلها يملك الصعلوك و الجلفُ ؟ !



عندها التفت إللي الامام ، و قال : ما مثل هذا الشخص الذي جاء لي إلا نفر قليل .

و هم يبلغون ما يريدون.



الكمــــــالات الروحــــــية

عن طريق اللقاء بالإمام صاحب الزمان عج





تأليف : السيد حسن الأبطحي



ترجمة : إبراهيم رفاعة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
إيمان القلوب
 
الإدارة

     الإدارة
إيمان القلوب


محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه 13270810


رقم العضوية : 1
العمر : 99
انثى
عدد المساهمات : 5368
الدولة : البمن
المهنة : 5
مزاجي : حزين
غايب طول الغيبة
عزيز و انقطعت اخباره
يارب يكون بالف خير

صورة mms : ابكيك دما سيدي الحسين

محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه Empty
مُساهمةموضوع: رد: محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه   محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه I_icon_minitimeالخميس 5 يوليو 2012 - 20:33

شكرا سمسمه بارك الله بك
تحيتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محبة امام الزمان (عليه السلام ) و الفوز بلقائه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة قصيرة امام الزمان (عليه السلام) يغسل الدم
» نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان
» احداث مكة في اخر الزمان جفر الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
» متباركين بمولد امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
» احداث اليمن في اخر الزمان جفر الامام علي بن ابي طالب عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أحلى السلوات  :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى:  
حقوق النشر
الساعة الأن بتوقيت (العراق)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات أحلى السلوات
 Powered by ahlaalsalawat ®https://ahlaalsalawat.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2012 - 2011