فريضة الصيام بصورته الحقيقية الامام السجاد عليه السلام
يتحدث الامام زين العابدين السجاد (ع) في رسالة الحقوق عن فريضة الصيام بصورته الحقيقية التي يجب ان تتحقق في صيام الصائم فيقول :
حق الصوم :
" وأما حق الصوم , فأن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من النار وهكذا جاء في الحديث " الصوم جنة من النار " فأنّ سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوبا وان انت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع الى ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حدّ التقية لله لم تأمن من أن تخرق الحجاب وتخرج منه ولا قوة الا بالله "
في هذا الحق تتجلى الحكمة من وراء الصوم والذي هو رياضة روحية يتجرد الأنسان بهذه الفريضة عن كل العلائق المادية وتعلقات النفس بالدنيا وملذاتها ولكن ليس بالأمتناع عن الطعام والشراب فحسب بل بصوم كل الجوارح عن كل ما يبعدها عن الله جلّ وعلا ..
فالصوم في الحق الذي ذكره الامام زين العابدين عليه السلام مشروط بعدة أمور :
أن يكون حجابا على اللسان فلا ينطق فيه الفحش ولا الغيبة
وعلى السمع فلا يصغي الى اللهو والنميمة
وكذلك البصر فلا ينظر بهما نظرة محرمة
وبذلك يصبح الصوم جنة من النار ومع فقدان هذه الشروط يفقد الصوم آثاره على النفس كمثال : ان أحد الأشخاص كان يقرأ في خطبة الرسول ( ص واله) عن شهر رمضان ووقف عند قوله :" ان الشياطين فيه مغلولة" سأل من أحد العلماء ما لي ارى ان شهر رمضان قد أقبل ولا أجد أثرا لغل الشياطين ؟
آجابه العالم :" لعلك على مدار السنة فعلت فعلا لم يعد ينفع معك غلّ الشياطين !!!"
هذا الصوم والذي هو عبارة عن الارتقاء بالنفس الى عالم الطهر والصفاء الروحاني ..
بفقد شروطه لن تتحصل المصلحة التي من أجلها أوجبت هذه الفريضة
وفي علة فرض الصيام أمور أخرى حيث في الصوم تتجسد المساواة التي ارادها الاسلام على مستوى المجتمع الاسلامي ..
تتوحد نفوسهم ومشاعرهم ..
وتتآلف نفوسهم كما ورد على لسان رسول الله ( ص واله ) في استحبابية الدعاء من المؤمن لأخيه المؤمن أثناء الأفطار ..
وكذلك دعوة المؤمن للمؤمن على مائدة الأفطار لما فيها من أدخال للسرور
قال رسول الله ( ص واله ) :
" فطرك لأخيك المسلم وأدخالك السرور عليه اعظم اجرا من صيامك "
اللهم وفقنا لصيامه وقيامه بشرطه وشروطه
نسألكم صالح الدعاء خاصة عند الافطار و الاسحار