المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي و اسم أبيه الحسن اشكال عظيم
الشبهة :
جاء في حديث المهدي : «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»، والرسول صلى الله عليه وسلم كما هو معلوم اسمه: محمد بن عبد الله صلى الله علية وسلم، والمهدي عند الشيعة
اسمه محمد ابن الحسن! هذه إشكالية عظيمة! »([1])
ولهذا حل أحد شيوخ الشيعة هذه الإشكالية بجواب طريف! حيث قال: ( كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبطان أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين، ولما كان الحجة ـ أي المنتظرـ من ولد الحسين أبي عبد الله، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله، فأطلق النبي صلى الله عليه وسلم على الكنية لفظ الاسم، لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه، وأطلق على الجد لفظة الأب )!! ([2]).
* * * * *
الجواب:
هذه الرواية بهذه الزيادة ضعيفة السند وهي مروية من طريق زائدة بن أبي الرقاد وهو ضعيف جدا قد ضعفه علماء السنة وهي رواية سنية يحتج بها علينا وفوق هذا كله ضعيفة السند:
(( زائدة بن أبي الرقاد ))
منكر الحديث (( تقريب التهذيب ج1ص213 رقم 1951)
قال البخاري منكر الحديث (( الكاشف ج1 ص400 رقم 1607 )) .
قال البخاري منكر الحديث ((التاريخ الكبير ج3 ص433 رقم 1445 )
يحيى بن معين قال له مناكير ((ضعفاء العقيلي ))ج2 ص81 رقم 531))
أما الرواية الصحيح السند تقول فقط اسمه اسمي فقد اخرج عدة من الحفاظ منهم الترمذي في سنه قال :
(( حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار حدثنا سفيان عن عيينة عن عاصم عن زر عن عبد الله : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي قال عاصم وأنا أبو صالح عن أبي هريرة قال لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي))
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قال الشيخ الألباني : حسن صحيح[3]
الكاتب استشهد برواية ضعيفة السند وهي من رواية زائدة بن الرقاد ومن كتب السنة وعلى مباني إخواننا أهل السنة أن الزيادة منكرة لان راويها ضعيف ولا تقبل الزيادة فأتعجب من الكاتب هكذا يهدون الناس ؟ هل هداية الناس بالتلبيس .
((حدثنا العباس بن محمد المجاشعي الأصبهاني ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ثنا عبيد الله بن موسى عن زائدة ((أقول بن أبي الرقاد ضعيف كما صرح به علماء السنة)) عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني أو من أهلي [ أهل بيتي ] يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ))[4]
وأما المثير للريبة أن الذي أتى بالرأي الطريف وادعى الكاتب أنه عالم شيعي هو سني، فيا عجبي من الكتب، يكذب حتى يدخل الناس إلى الحق و هل الطريق الى الحق عند الكاتب هو الكذب والقول لأحد علماء السنة المعروفين واسمه محمد بن طلحة الشافعي في كتابه قال :
((فإذا وضح ما ذكرناه من الأمرين فاعلم أيدك الله بتوفيقه ، أن النبي ( ص ) كان له سبطان : أبو محمد الحسن وأبو عبد الله الحسين ، ولما كان الحجة الخلف الصالح محمد ( عليه السلام ) من ولد أبي عبد الله الحسين ، ولم يكن من ولد أبي محمد الحسن ، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله فاطلق النبي ( ص ) على الكنية لفظ الاسم لأجل المقابلة بالاسم في حق أبيه ، وأطلق على الجد لفظة الأب فكأنه قال : يواطئ اسمه اسمي ، فهو محمد وأنا محمد وكنية جده اسم أبي ، إذ هو أبو عبد الله وأبي عبد الله لتكون تلك الألفاظ المختصرة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنه من ولد أبي عبد الله الحسين بطريق جامع موجز ، وحينئذ تنتظم الصفات وتوجد بأسرها مجتمعة للحجة الخلف الصالح محمد ( عليه السلام ) ، وهذا بيان شاف كاف في إزالة ذلك الإشكال فافهمه ))[5].
وأما الاربلي فقد ذكر قول محمد بن طلحة الشافعي محتجا به على السنة لأن الشافعي سني وللأسف لم يذكر قول محمد بن طلحة الشافعي ونسب القول لعلماء الشيعة .
وكان يفترض من الكاتب أن يحجنا بما في كتبنا، وأطبقت الأحاديث المتواترة عندنا انه من ولد الحسين بن علي عليه السلام واسمه اسم رسول الله واسم أبيه الحسن العسكري .
-----------------------------
([1]) أخرجه أبوداود (4/106)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (5180). والشيعة يحتجون به ،ولكن تورطوا في الاسم كما يأتي !
([2]) «كشف الغمة في معرفة الأئمة» للأربلي، (3/228) ، " أمالي الطوسي " ، ص 362 ، " إثبات الهداة " ( 3/594،598).
[3] سنن الترمذي ج4 ص505 ح2231 .
[4] المعجم الكبير للطبراني ج10 ص135 .
[5] مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - ص 488 .