إسرائيل شنّت هجوماً صاروخياً على منزل من طبقتين فقتلت عائلة من 8
فابيوس: الحرب ليست خياراً وثمة حاجة ملحة الى التدخل لوقف النار
وجّهت
اسرائيل أمس اشارات متباينة عن خطوتها التالية في غزة،
مجددة تهديدها
بعملية برية واسعة النطاق في القطاع ومحددة في الوقت عينه شروطها لوقف
النار، فيما شهد اليوم الخامس من عملية "عمود السحاب" هجوما صاروخيا دموياً
على منزل من طبقتين سوته بالارض وقتلت فيه عائلة من ثمانية أفراد بينهم
أربعة أطفال، الامر الذي قد يزيد الضغط الدولي للتوصل الى وقف للنار، وقت
تضطلع القاهرة بدور رئيسي في التوسط بين الدولة العبرية وحركة المقاومة
الاسلامية "حماس".
وفي مشاهد تعيد إلى الذاكرة الاجتياح الإسرائيلي لغزة
شتاء 2008-2009 ، نشرت اسرائيل دبابات وقطع مدفعية ومشاة في معسكر ميداني
على الحدود. وتحركت قوافل عسكرية على طرق في المنطقة التي أقفلت أمام حركة
السير. (راجع العرب والعالم)
وفي موقف علني هو الاول له من العملية
الاسرائيلية على غزة، قال الرئيس الأميركي باراك اوباما انه يقف بثبات في
صف إسرائيل ضد "حماس" ويدعم حقها في الدفاع عن نفسها، لكنه نبه حليفته الى
انه سيكون "من الأفضل" تجنب هجوم بري إسرائيلي على غزة، وحذر الفلسطينيين
من أن الازمة قد تقوض لسنوات الامال في السلام.
وصرّح اوباما في مؤتمر
صحافي خلال زيارة لتايلاند: "ليست ثمة دولة على وجه الأرض تتهاون مع سقوط
صواريخ على مواطنيها من خارج حدودها... نحن نؤيد تماماً حق إسرائيل في
الدفاع عن نفسها". وقال: "إننا نعمل جاهدين مع جميع الاطراف في المنطقة
لنرى ما اذا كان في وسعنا وقف اطلاق تلك الصواريخ من دون تصعيد اضافي للعنف
في المنطقة". وأشار الى انه تحدث بانتظام خلال الازمة مع رئيس الوزراء
الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تربطه به علاقة صعبة.
لكن اوباما كان
اكثر تحديدا في ما يتعلق بمحادثاته مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اللذين انتقدا بشدة الغارات الجوية
الاسرائيلية على غزة. وقال: "ما قلته للرئيس مرسي ورئيس الوزراء اردوغان ان
اولئك الذين يدعمون قضية الفلسطينيين عليهم ان يدركوا انه اذا حدث تصعيد
اضافي للوضع في غزة، فإن احتمال عودتنا الى أي شكل من مسار السلام يقود إلى
حل على اساس قيام دولتين، سيدفع بعيدا من الطريق في المستقبل". وتعليقاً
على تحذير نتنياهو من أن إسرائيل مستعدة لتوسيع نطاق هجومها، قال ان رسالته
الى جميع الزعماء في المنطقة هي ان لإسرائيل "كل الحق في ان تتوقع عدم
اطلاق صواريخ على اراضيها. اذا امكن تحقيق ذلك من دون تصعيد النشاط العسكري
في غزة، فهذا افضل، لا لأهل غزة فحسب بل كذلك للإسرائيليين لأنه حين تكون
القوات الإسرائيلية في غزة ستصبح أكثر عرضة للخسائر البشرية من قتلى
ومصابين". وأضاف:"علينا ان نرى ما الذي يمكننا احرازه من تقدم في الساعات
الاربع والعشرين او الست والثلاثين او الثماني والاربعين المقبلة". وعزا
"تسارع" الصراع الى القصف الصاروخي لـ"حماس".
وفي واشنطن، قال أعضاء
بارزون في الكونغرس انهم سيبدون تفهما لأي هجوم بري إسرائيلي محتمل على
غزة. وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري ساكسباي
تشامبليس: "اذا كان ارسال قوات برية هو السبيل الوحيد لتطهير الاوكار التي
تنطلق منها الصواريخ عليهم فلا يمكن توجيه اللوم اليهم".
وسئل هل يتعين
على اوباما ممارسة مزيد من الضغط على الحكومة المصرية، بما في ذلك التهديد
بقطع المعونة عنها، لاقناع "حماس" بالتوقف عن اطلاق الصواريخ، فأجاب:
"عليه ان يمارس كل ما يستطيع من ضغوط... لضمان عدم التصعيد إلى حرب شاملة
بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ووجه السناتور الجمهوري لينزي غراهام
تحذيرا الى مصر، اذ قال في حديث الى شبكة "ان بي سي" الاميركية للتلفزيون:
"مصر، راقبي ما تفعلين وكيف تفعلينه. انت تخاطرين بقطع الكونغرس (الأمريكي)
المعونة عنك اذا واصلت التحريض على العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين إن على الولايات المتحدة ان تشارك بقوة في ادارة الازمة.
واستقبل
الرئيس محمد مرسي وفدا من "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد
مشعل ووفدا آخر من "الجهاد الإسلامي" برئاسة الامين العام للحركة رمضان
عبدالله شلح، في إطار المساعي المصرية لوقف القصف الإسرائيلي لغزة.
وفي
تل أبيب، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام زيارة استمرت
يوما واحدا لاسرائيل والمناطق الفلسطينية، بأن "الحرب ليست خيارا"، وان ثمة
حاجة "ملحة الى التدخل" للتوصل الى اتفاق لوقف النار بين اسرائيل والفصائل
الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.
المصدر جريدة النهار