ماجورين باستشهاد النبي الاكرم (ص)
بسم الله الرحمن الرحيl
اللهم صل على محمد وال محمد الاطهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماجورين باستشهاد النبي الاكرم (ص)
الولادة المباركة
في السابع عشر من شهر ربيع الأول عام (570م) المعروف بعام الفيل
أشرقت شمس مكّة بولادة النور والهدى. ليعمّ اشعاعها كافّة أرجاء المعمورة
ومن أكرم بيت من بيوت العرب انحدر رسول البشرية وخاتم الأنبياء
من الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة. ليحظى بولادته أبوان كريمان هما
عبد الله بن عبد المطلب وامنة بنت وهب
ولم يتسنّ لهذا المولود الكريم أن ينعم بالرعاية والحنان الأبوي. حيث
توفي والده وهو جنين في بطن أمه. وقيل: بعد ولادته بشهرين. وقد تشرّفت بإرضاعه
حليمة السعدية. حيث أمضى في بادية (بني سعد) زهاء خمسة أعوام مرحلة الطفولة في السنة السادسة من عمره الشريف توفيت والدته، فأولاه جدّه عبد المطلب كامل الرعاية.
وكان يقول: "إن لإبني هذا لشأناً" لِما توسّم فيه من البركات التي رافقته منذ ولادته.
وفي السنة الثامنة من عمره الشريف توفي جدّه عبد المطلب.
فانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب بناءً على وصية جدّه
فكان أبو طالب خير كفيل له في صغره وخير ناصر له في دعوته
مرحلة الشباب
لم يبلغ محمد سنّ الشباب حتى اشتهر بين الناس بالصدق والاستقامة
وكرم الأخلاق فلقّب ب"الصادق الأمين" وتميّز بالوعي والحكمة
البعثة
نبذ النبي محمد (ص) كل مظاهر الحياة الجاهلية. وكان يتردد إلى غار حراء. يتعبّد فيها.
وفي الأربعين من عمره المبارك هبط عليه جبرائيل (ع) في غار حراء بالوحي:
"إقرأ باسم ربك الذي خلق.." وبذلك ابتدأ الدعوة الإلهية إلى الناس كافة لتخرجهم من الظلمات إلى النور
، وكانت زوجته خديجة أول من صدق به من النساء
وكان أول من امن بالدعوة من الرجال علي بن أبي طالب (ع)
الدعوة إلى الإسلام
تحمّل النبي مسؤولية الدعوة والتبليغ فاستجاب له حوالى (40) شخصاً. خلال السنوات الثلاث
الأُوَل المعروفة بالمرحلة السرّية للدعوة. عمل فيها على بناء النواة الأولى للدعوة
. وتركيز الدعائم لها. وبعد ذلك دعا عشيرته الأقربين
ثم جهر النبي بالدعوة العلنية على الملأ أجمعين.
يدعوهم إلى الإقرار بالشهادتين. ونبذ الأصنام والشرك
اضطهاد قريش
إستقبل زعماء قريش الدعوة إلى التوحيد بالإضطهاد والتنكيل بأصحابها. مما دفع النبي
إلى اتخاذ إجراء وقائي فأمر المسلمين بالهجرة إلى الحبشة. وازداد أذى قريش فعمدوا
إلى مقاطعة بني هاشم في البيع والشراء والزواج. ودام الحصار الاقتصادي في شعب
أبي طالب ثلاث سنوات. ولم تثنِ هذه المقاطعة من عزيمة المسلمين رغم المحنة الفادحة
التي أصابتهم بوفاة أبي طالب حامي الرسول وخديجة أم المؤمنين( في عام الحزن.
وبوفاتهما فقد النبي سندي الرسالة في مكّة. فانتقل إلى الطائف في سنة (11)
من البعثة ليعرض عليهم الدين الجديد. فردّوا عليه بغلظة ورجموه بالحجارة فرجع إلى مكة غير يائسٍ من رحمة ربه
أبو طالب يحمي النبي
امن أبو طالب (ع) ووقف الى جانب النبي (ص) في دعوته الى الاسلام سنداً قوياً
وركناً وثيقاً فحال دون إيصال قريش الأذى الى النبي (ص). وكان يقول له:
فامضِ لما أمرت به، فوالله ما أزال أحوطك وأمنعك.
واشتهر عنه قوله
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
مبايعة الرسول (ص)
وكان الله عند حسن ظنّه إذ لقيت الدعوة في مواسم الحج استجابة من بعض الوفود القادمة
من يثرب الذين التقوا بالنبي سرّاً وبايعوه على السمع والطاعة فيما عرف ببيعة العقبة الأولى
التي حصلت في السنة الثانية عشرة للبعثة، وبيعة العقبة الثانية التي حصلت في العام التالي
فبدأت الدعوة مرحلة الانفراجات وانحسر عنها
ضغط قريش واضطهادها ووجدت لها متنفساً في المدينة
الهجرة إلى المدينة
إزاء هذا الأمر الخطير اجتمع زعماء قريش وقرّروا اغتيال النبي في محاولة منهم لخنق الدعوة
قبل أن ينتشر أمرها في البلاد. وفي هذه الحالة المصيرية إقتضت حكمة الله سبحانه
أن يبيت علي في فراش النبي دفاعاً عن الرسالة الإلهية. وبهذه المناسبة نزل قوله تعالى:
"ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" ولم ينتبه المشركون إلى حقيقة الموقف
إلاّ وقد غادر النبي محمد مكّة "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" والتحق علي بن أبي طالب (ع)
ومعه الفواطم بالنبي ودخلوا المدينة جميعاً لِتُطوى بذلك صفحة مؤثرة ومؤلمة من صفحات الدعوة الإسلامية.
وشكلت قضية مبيت الإمام في فراش النبي أروع نموذج لعملية التضحية بالنفس
في سبيل الدفاع عن الدعوة وحمايتها، والذود عن القائد النبي محمد
النبي (ص) في المدينة في منتصف شهر ربيع الأول دخل رسول الله (ص) إلى المدينة. وهناك عمل
على ترسيخ الوجود الإسلامي تمهيداً لمرحلة المواجهة والجهاد ضد جميع قوى الكفر
والإلحاد المتمثّلة بالمشركين واليهود والمنافقين.. وقام بعدّة إجراءات أهمها :-
1- بناء المسجد الذي يشكّل الدعامة الأولى للدولة الإسلامية
2- المؤاخاة بين المسلمين وتوثيق عرى التعاون بينهم
3- إبرام المعاهدات مع بعض القوى الفاعلة في المدينة وحولها
4- إرسال المبعوثين إلى خارج الجزيرة العربية للدعوة إلى الدين
5- إعداد النواة الأولى للجيش الإسلامي
وتمّ بذلك إقامة مجتمع إسلامي متماسك مثّل فيه الرسول دور القائد
والمشرف والمدير وتحوّل بذلك من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم
في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في التوراة والإنجيل
حلية الأولياء: ج 5 ص 386] روى بسنده عن ابن أخي كعب (قال) قال كعب:
إنا لنجد نعت النبي (صلى اللهعليه وآله) في سطر من كتاب الله نجده في سطر محمد رسول الله،
وأمّته الحمادون يحمدون الله على كل حال، ويكبرونه على كل شرف، رعاة الشمس،
يصلون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة، يأتزرون على أوساطهم،
ويوضؤن أطرافهم، لهم في جو السماء دوي كدوي النحل، ونجده في سطر آخر
محمد المختار لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة،
ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة، ومهاجره بطيبة وملكه بالشام.
العلة التي من أجلها سمي النبي (صلى الله عليه وآله) يتيماً
1 ـ عن ابن عباس، قال: سأل عن قول الله: (ألم يجدك يتيماً فاوى)، قال:
إنما سمي يتيماً لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين والآخرين
، فقال الله عزّ وجلّ ممتناً عليه نعمة: (ألم يجدك يتيماً) أي وحيداً لا نظير لك، فآوى إليك الناس
وعرفهم فضلك حتى عرفوك، ووجدك ضالاً يقول منسوباً عند قومك إلى الضلالة
فهداهم بمعرفتك ووجدك عائلاً يقول فقيراً عند قومك يقولون لا مال لك فأغناك الله بمال خديجة،
ثم زادك من فضله، فجعل دعاءك مستجاباً حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهباً لنقل عينه إلى مرادك،
وأتاك بالطعام حيث لا طعام، وأتاك بالماء حيث لا ماء،
وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث، فأظفرك بهم على أعدائك.
العلة التي من أجلها أيتم الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله)
1 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزّ وجلّ أيتم نبيه (صلى الله عليه وآله) لئلا يكون لأحد عليه طاعة.