المرجعية الدينية العليا في النجف تحذر من انتشار الارهاب والتطرف في المنطقة
حذرت المرجعية الدينية العليا من انتشار ظاهرة الارهاب والفكر المتطرف المبني على استخدام العنف وعدم القبول بالتعايش مع الآخر من الانتشار بالدول الاسلامية عموما والمنطقة الشرق اوسطية خصوصا داعية الى وجود خطط مدروسة وخاضعة الى رؤية متكاملة ودراسة شاملة لجميع الجوانب التي تخص تطبيق التعرفة الكمركية بالعراق
وقال ممثل المرجعية الدينية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 8/ربيع الاول/1435هـ الموافق 10/1/2014م بالصحن الحسيني الشريف حول ظاهرة انتشار التطرف وعدم قبول الاخر بما يلي ما نجده - في الوقت الحاضر- مما يجري في كثير من مناطقنا لاسيما دول الشرق الاوسط من انتشار ظاهرة الارهاب والفكر المتطرف المبني على استخدام العنف وعدم القبول بالتعايش مع الآخر تعايشاً سلمياً وما تبع ذلك من تصرفات شوّهت سمعة الاسلام وسببّت اراقة الكثير من الدماء للمسلمين وعدم الاستقرار في عدد من دول المنطقة،
موضحا انه وبازاء اتساع هذه الظاهرة وامتدادها الى دول متعددة ومن الممكن ان تتسع هذه الظاهرة أكثر في المستقبل لتشمل دولا ً وشعوباً اخرى..لابد ان يكون هناك تكاتف بين الجميع في سبيل مكافحة هذه الافكار واعتماد الفكر الوسطي المعتدل الذي بني عليه الاسلام والديانات السماوية كأساس في التعايش السلمي بين مكونات اي مجتمع ومن دون ذلك فإن هذه الظاهرة لا يمكن الحد من تأثيراتها السيئة على الاسلام ودول المنطقة.. بل ستتسع لتشمل المزيد من الدول الاسلامية وغيرها..
وحول معانات بعض المحافظات العراقية من ارتفاع نسبة الحرمان فيها قال الشيخ الكربلائي ما نصه "بعض المحافظات العراقية تعاني من ارتفاع نسبة الحرمان فيها اكثر من غيرها ولم تحظ بموارد مالية تكفي للتعويض ولو عن نسبة من هذا الحرمان اضافة الى عدم وجود رؤية اقتصادية وتنموية يمكن من خلالها توظيف واستثمار خصوصيات تلك المحافظات مما تملكه من قدرات زراعية او جغرافية او صناعية مما زاد من تأثيرات هذا الحرمان على مواطني تلك المحافظات..
وذكر ممثل المرجعية العليا بعض الدوائر الرسمية بحسب الاحصاءات المتوفرة امثلة لذلك كالسماوة والديوانية والحلة قال انها على سبيل المثال لا الحصر،مبينا لقد ادى هذا الحرمان الى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة ونقص خدمات البنى التحتية ونحو ذلك من التأثيرات التي تركت تداعياتها على مجمل الحياة الاجتماعية والمعيشية والتنموية اضافة الى شعور مواطني هذه المحافظات بالحرمان من موارد وخدمات يستحقونها كمواطنين.
وطالب سماحة الشيخ الكربلائي باجراء دراسة اقتصادية شاملة توفر من خلالها انشاء مشاريع زراعية او تنموية او تجارية تعوض عن نسبة من ذلك النقص في الموارد المالية اضافة الى ملاحظة ارتفاع نسبة الحرمان في اي محافظة وفق اسس علمية لأخذ ذلك بنظر الاعتبار في التخصيصات المالية لتنمية الاقاليم في تلك المحافظات..عسى ان يساهم ذلك في معالجة نسبة من الحرمان في هذه المحافظات..
وبخصوص ما يتعلق بعزم الحكومة على تطبيق التعرفة الكمركية قال ممثل المرجعية الدينية العليا خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف ما نصه "لقد سبق ان اعلنت الحكومة قبل عامين تطبيقها لهذه التعرفة ثم عدلت عن التطبيق والآن تعلن عزمها على تطبيقه من جديد..ويذكر البعض لذلك اسباب منها حماية المنتوج المحلي من منافسة البضاعة الاجنبية وحماية المستهلك من المنتوجات الرديئة وزيادة الموارد..
واوضح الشيخ عبد المهدي الكربلائي انه في ظل الاوضاع الاقتصادية والامنية والمعيشية التي يمر بها المواطن العراقي لابد ان تكون مثل هذه القرارات مدروسة وخاضعة الى رؤية متكاملة ودراسة شاملة لجميع الجوانب ومدى تحقق النتائج المرجوة وفي نفس الوقت تأثيرات القرار على المواطن بصورة عامة.. فلابد ان تدرس نتائج القرار على مستوى الاسعار ومدى تأثير تطبيق القرار على ارتفاعها وتأثير ذلك على الطبقة الفقيرة..
وتسائل الكربلائي هل هناك مقدرة للقطاعين الصناعي والزراعي على تلبية حاجة السوق؟..وهل هناك قدرة للمنتوج المحلي على منافسة المنتوج الاجنبي ؟وهل هو ملائم مع تخلف الصناعة العراقية ووجود المشكلات التي تواجه القطاع الزراعي كشحة المياه والملوحة وعدم وجود مكافحة للآفات الزراعية ونحو ذلك؟..
وتابع الكربلائي "ويرى البعض ان السياسية الاقتصادية الحالية تعيش حالة فوضى وإرباك لعدم وجود سياسات اقتصادية مدروسة.. ولعدم وجود بنية تحتية للانتاج المحلي الصناعي والزراعي وعدم قدرة هذين القطاعين على ملء الفراغ بحيث لا يؤثر على القدرة الشرائية للمواطن عند تطبيق القرار..فلابد من النهوض اولا ً بالصناعات العراقية وتطوير الانتاج الزراعي حتى تصل الاسواق الى حالة الاكتفاء الذاتي وحينئذ سيمكن تطبيق التعرفة الكمركية.
وكالة انباء براثا