القاعدة والحلف الأميركي السعودي
تكرست فصائل القاعدة رسميا باعتبارها أداة العدوان الأميركي السعودي على سوريا وتعمل حكومتا الرياض وواشنطن بكل دقة وفقا للتعليمات التنظيمية التي أصدرها زعيم الشبكة أيمن الظواهري.
أولا تستدعي التطورات الأخيرة في سوريا تذكيرا بآخر كلمات زعيم القاعدة الذي أمر التشكيل القاعدي داعش بالانكفاء عن سوريا والاكتفاء بكونه فرع القاعدة في العراق بينما جزم زعيم القاعدة بأن الفرع السوري الرسمي هو جبهة النصرة التي تسترضيها وتحالفها الجبهة الإسلامية التي تضم كتائب قاعدية مع الأجنحة العسكرية لتنظيم الأخوان المسلمين بزعامة رجل بندر زهران علوش وهي تحظى علنا بدعم قطري تركي سعودي تحت الرعاية والمباركة الأميركيتين.
من الواضح ان تفكك واضمحلال ما يسمى بالجيش الحر أذاب الجليد والطلاءات الخادعة عن حقيقة تكوين العصابات الإرهابية التي تقاتل ضد الشعب والجيش في سوريا وشكلت العودة الواسعة لآلاف العسكريين الفارين إلى صفوف الجيش بالإفادة من العفو الرئاسي المتجدد طريقا طبيعيا لظهور القاعدة وفصائلها التكفيرية الإرهابية عارية على الأرض وقد اندلعت بينها حروب تآكل دموية في النزاع على النفوذ وموارد النهب .
ثانيا منذ بداية الأحداث السورية كان واضحا لدى الدولة الوطنية وقطاعات واسعة من الشعب العربي السوري ان الدول التي شنت الحرب على سوريا تستخدم العصابات الإرهابية وفلول القاعدة في سعيها إلى تدمير الدولة السورية وتخريب مقدراتها وذلك عقابا على موقع سوريا ودورها المقاوم والمحوري الذي تكفل بإفشال الخطط الأميركية الإسرائيلية التي وضعت قيد التنفيذ منذ احتلال العراق وخيضت في سبيلها بقيادة الولايات المتحدة ثلاث حروب عالمية فاشلة في لبنان وغزة تلاقت عبرها الهزائم بالفشل المدوي في العراق .
منذ تسلم بندر بن سلطان قيادة العدوان على سوريا ودور القاعدة يتضخم ويتوسع وقد شكل دخول الفصائل القاعدية أرضية تنافس وتنازع فيما بينها وهذا قانون مصاحب لتجربة القاعدة منذ انطلاقها في أفغانستان التي ذاقت الويلات من تناحر فصائل الجهاد والصراع المتحول بقوة التنافس على عائدات الأفيون والحشيش وطرق التهريب المتفق عليها مع المافيات التي تديرها الاستخبارات الأميركية والباكستانية وثمة استنساخ لهذه العلة في سوريا مع حلول حكومة الوهم العثماني التركية محل الحكومة الباكستانية في أفغانستان.
ثالثا خلف المشهد الدموي لاقتتال العصابات الإرهابية في سوريا تظهر حقيقة استراتيجية خطيرة ينبغي ان تتحول إلى إدانة عالمية للولايات المتحدة ولمملكة آل سعود بمسؤولية هذين الطرفين ومعهما تركيا وقطر والتنظيم العالمي للأخوان المسلمين عن الإرهاب الدولي وعن شبكة القاعدة وكل ما هو منسوب لتشكيلاتها من جرائم ضد البشرية في روسيا وعلى أرض الشرق في سوريا والعراق ولبنان وفي المغرب العربي من ليبيا إلى تونس ومصر وهي تواصل نشاطها في الصومال وتقرع أبواب الأمن الأوروبي .
أولوية مكافحة الإرهاب في الأجندة العالمية وفقا لما تنادي به روسيا الاتحادية والدولة الوطنية السورية وحلفاؤها الأقربون في إيران والعراق ولبنان تستدعي حملة سياسية عالمية كبرى تفضح أدوار الدول المتورطة في دعم الإرهاب واحتضانه وتكشف عن حقيقة شراكة هذه الحكومات المجرمة مع القاعدة في الحرب المجرمة ضد سوريا وكل تهاون في هذه المسألة يتحمل أصحابه قسطا من المسؤولية عن البربرية التي تهدد العالم انطلاقا من مملكة آل سعود ونظامهم الحاضن لكل صنوف الإجرام بثوب ديني خادع.
غالب قنديل/ وكالة اخبار الشرق الجديد