لماذا كان بندر بن سلطان في موسكو هل لأجل إنقاذ نجله ؟
النخيل-لقد إنفرد الصحفي عبد الباري عطوان بتصريح لقناة الميادين, وفي مقال له بعنوان ” اليوم داعش ,وغدا النصرة, وبعد غد الاسد ” بأن بندر بن سلطان أقام ثلاثة اسابيع في موسكو والتقى قياداتها السياسية والعسكرية, وتسأل : هل عقد صفقة من الرئيس بوتين ,وعمادها اعلان الحرب على الجماعات الجهادية الاسلامية القاعدية, مقابل التخلي الروسي عن نظام الرئيس بشار الاسد بعد ذلك في إطار حل سياسي؟
ثم يتابع بالقول: ” ما يجعلنا نطرح هذا السؤال الحقيقة التي تقول ان مهندس ” تحالف الصحوات” الجديد هو الامير بندر بن سلطان, وهذا الرجل لا يقدم ” تنازلات ” دون مقابل, ويجلس فوق جبل من المليارات, وهو الاقوى في بلده, ويتولى عمليات التسليح ويملك تفويضا مفتوحا من قيادة بلده”.
هنا نختلف في التحليل مع الصحفي الكبير عبد الباري عطوان ونتسأل, كيف يقوم بندر بن سلطان بزيارة الى موسكو والاجتماع مع بوتين ولمدة ثلاثة اسابيع في وقت لم تجف دماء الابرياء من المواطنين الروس وجمع اشلائهم جراء التفجيرات الارهابية التي وقعت في مدينة ” فولفوغراد ” الروسية والتي اتهمت روسيا السعودية في الضلوع المباشر بها ؟.
وهل ذهب لتقديم الاعتذار والتعازي للقيادة الروسية؟ و التي صرحت وهددت : إن الانتقام سيكون سريعا قبل إنتظار التحقيق, لأن الذين نفذوا هذا العمل الارهابي هم انفسهم الذين يقومون بأعمال إرهابية في العراق وسوريا ولبنان.
ما الذي يدفع بندر بن سلطان ليذهب ويقف أمام الرئيس الروسي بوتين, والذي قد أجتمع به مرتين سابقتين وخرج خائباً من كل إجتماع لعدم قبول القيادة الروسية بالاغراءات السعودية مقابل تغير الموقف الروسي في الملفين السوري والايراني.
إذا صح قول ” عطوان ” وتمت زيارة ” بندر ” الى موسكو فلنا تفسير أخر وهو , بعد أن نشرنا خبر ومقال في عدة مواقع وعلى رأسها موقع ” بانوراما الشرق الاوسط ” تحت عنوان : من هو الشخص الذي القي القبض عليه مع الارهابي ماجد الماجد ؟
وكنا قد أشرنا في نهاية المقال بالقول:
“حتى يتم الافصاح عن إسم تلك الشخصية الكبيرة نتوجه الى أمراء الارهاب في السعودية الى إحصاء أبنائهم لعل أحدهم غائب عن الانظار “
يبدو أن الامير المعني بالمقال قد أحصى ابنائه ووجد أهمهم مفقود وغائب عن الانظار.
فلذلك تفسيرنا هو ونحن نتفق مع ” عبد الباري عطوان ” أن ” بندر ” لا يقدم تنازلات دون مقابل وهو يجلس على جبل من المليارات ويمول جميع الشبكات الارهابية في العالم وعنده كامل الصلاحيات من دولته, لكنه يمكن أن يقدم كل ما يملكه في سبيل إنقاذ نجله المفقود وخصوصا إنه عانى في طفولته وشبابه من عدم الاعتراف به ولداً للامير سلطان لأن والده الامير سلطان بن عبد العزيز كان قد تزوج من ” خيزرانه ” الاثيوبية بطريقة غير شرعية.
ولماذا روسيا تحديدا ؟ نقول لانها هي الوحيدة التي تملك علاقات متينة وإستراتجية مع إيران وسوريا والمقاومة في لبنان, ولها تأثير على الوساطة, فلذلك سيكون الثمن باهظ جداً مقابل عودة نجله سالما.
وأول تلك الاثمان هو تفكيك شبكات الارهاب التي ذرعها بندر في سوريا ولبنان والعراق وايران وروسيا, ولا سبيل لذلك سوى ضربها ببعضها البعض, ومن يبقى على الساحة يتكفل به الجيش الوطني في كلا من سوريا والعراق وايران ولبنان.
وهذا ما نشهده اليوم في سوريا من خلال معارك طاحنة بين الجماعات الارهابية يستخدم بها كل مخزون السلاح الذي يمتلكونه, ثم يتكفل الجيش العربي السوري والمقاومة في تطهير من بقي عالقاً منهم على الاراضي السورية.
اما في العراق, ضوء اخضر للقيادة العراقية من الادارة الامريكية بسحق الارهابيين, كذلك بمساندة عسكرية روسية من خلال تقديم 32 طائرة سمتية قتالية إستطاعت ان تحصد الاف الارهابيين في وقت زمني قصير وتشتيت قواهم.
اما في لبنان، سيكون من خلال رضوخ الفريق السعودي فيه والموافقة على تشكيل حكومة جديدة تضم وزراء من ” حزب الله “, بينما كانت السعودية مصرة سابقاً على إقصاء حزب الله عن المشاركة في الحكومة, ودعوة الجيش اللبناني لمواجهته بسبب تدخله في القتال الى جانب الدولة السورية.
أما في روسيا فمن المؤكد سوف يقدم خارطة شاملة عن تواجد الارهابيين على الاراضي الروسية ليتم القضاء عليهم, وتقديم تعويضات مادية هائلة لعوائل القتلى والجرحى الروس الذين سقطوا جراء العمليات الارهابية على الاراضي الروسية.
اما على صعيد الجمهورية الاسلامية في ايران نرى زيارة وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل للباكستان هي للطلب من الحكومة الباكستانية تشديد الحراسة على الحدود الايرانية الباكستانية ومنع الارهابيين من التسلل الى الاراضي الايرانية, خلافا لما نشر عن أن الزيارة أتت لتشجيع دولة باكستان على مواجهة ايران, ولا يعني ذلك إن عداء السعودية لإيران قد خفت حدته, بل لأن السعودية في وضع حرج وامام عزلة دولية تريد الخروج منها باقل الخسائر الممكنة بعد أن اصبحت راعية الارهاب في العالم, كذلك في عدم إعتراضها على الاتفاقية النووية بين ايران والدول الست.
فهل كل تلك التنازلات المتسارعة وخصوصا قبل إنعقاد مؤتمر جنيف 2 المخصص لحل النزاع السوري, والذي كان بندر بن سلطان يعمل ليل نهار لأنجاز تقدم على الاراضي السورية او من خلال إشعال حرب إهلية مذهبية في لبنان لإفشال هذا المؤتمر او الحضور بقوة به سببه الصيد الثمين الذي كان برفقة الارهابي السعودي ماجد الماجد؟
طبعا ليس هناك سبب واحد يدعو الى هذا التحول والتنازل, بل يبقى السبب الاكبر والاساسي هو صمود القيادة السورية وبسالة الجيش العربي السوري وتضحياته, كذلك مؤازره المقاومة في لبنان ووقوفها بكل قوة الى جانب الجيش العربي السوري ليتحقق النصر على أعتى القوات الارهابية العالمية التي تدفقت على سوريا, كذلك بسبب الدعم السياسي والعسكري والمادي من الجمهورية الاسلامية في ايران وروسيا.
كل تلك الاسباب إجبرت السعودية على تغير مواقفها المتشددة التي كانت تنتهجها والتي كادت ان تطيح بها.
وكالة انباء النخيل