الفشل تجارب لابد منها للوصول للقمم
عندما تفشل لمرات عديدة لا ينبغي أنْ تفْقِد ثِقَتَك بِنفسك، والفشل لا يُحَطِّمُ إلاَّ النَّفس الضَّعِيفة، أمَّا النَّفس القَويَّة المُؤمِنة فَهي تتَّخِذ مِن فَشَلها حِبالاً لِصُعُود النَّجاح، وعدم النَّجاح السَّريع لا يَعني الفشَل، بل تَجارب سابقة تُفيد في ضبطِ مَسارك وتعْديل خِططك لِتحْقيق الهدف؛ ولذلك فإنَّ الخوف والقلَق مِن الفشل والسّقوط قد يجعل الإنسان يتوقَّف بدلاً من استمرار السَّعي لِتحقيق الهَدف والنهوض.
فالإنسان النَّاجح هو مَن يجعل الإحباطات المُتكرِّرة حِبالاً لتسلّق الجِبال، تَعلَّم كيف تُركّز على أحلامِك وتُحقِّقها وتقبل التعثّر، وراقب نموَّ اعتِزازك بِنفسِك، تعلَّم كيف تنْسى أخطاء الماضي وتحرَّر منها ومِن قُيودك، تعلَّم أنَّك إذا توقَّعت الأفضل فسوف تحصُل عليه، عليك أنْ تُدْرِك الفائدة مِن العقباتِ والزَّلاتِ.
وَمَنْ يَتَهَيَّبْ صُعُودَ الجِبَالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فلمْ ينجحْ أحد في هذِه الحياة دون أن يتعلَّم مِنْ أخطائه، وتأكَّد تمامًا أنَّ أكثر النَّاجِحين هُم مَنْ عانَوا في أوَّلِ حياتهم مِن الفَشَل.
هذا توماس أديسون (أمريكي) مُخْترِع الكَهْرباء، قام بـ 1800 مُحاولة فاشِلة قَبلَ أنْ يُحقّق إنْجَازاتِه في الضَّوء، وكان يَكرهُ الظَّلام فحَلم بالضَّوء وحَقَّق ما يُريد.
ويَجب علينا كمُسلمِين أن نؤمن إيمانًا جازمًا بأنَّ الأقدار بيدِ الله - عزَّ وجلَّ - وأن نبذُل الأسبَاب ونعتمد على الله، ونترك الغيبيَّاتِ لله، كما يَجب على من تعرَّض لشيءٍ من الفشل ألاَّ يضعُف ولا يستسلِم؛ بل لا بدَّ أن يصْمُد وينظُر إلى مَن كان قبلَه من المشاهير والمفكّرين والَّذين تحدَّوا الفشَل وحوَّلوا فشَلَهم إلى قمَّة النَّجاح.
وكيف يأْمل الإنسان في غَدِه ويتطلَّع إليه، ويتَّخذ الأسباب والوسائل ليجعله أفضلَ من يومِه، وهو غارق في خوفه من الفشَل وتشاؤُمه؟!
﴿ وَمَن يَّقْنَطُ مِن رحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56].
ومضة:
ما استولى اليأس على أمَّة إلاَّ أخملها، ولا خالط قلوبَ قوم إلاَّ أضعفها.
إنَّ المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصِر لذَّة فوزه.
المتشائم هو مَن يجعل الفرص الَّتي تُتاح له صعابًا، والمتفائل هو مَن يجعل من الصِّعاب فرصًا تُغْتنَم.
حكيم
لا تَحزَنْ، أما ترى السَّحاب الأسود كيف ينقشع، والليل البهيم كيف ينجلي،
والعاصفة كيف تهدأ؟! إذًا فشَدَائدُك إلى رَخاء،
وعيشُك إلى صفاء، ومستقْبلك إلى نعمَاء، إن شاء الله، اجنِ العَسل ولا تكسرِ الخلية.
قَطرة أَمل:
عانِقوا السَّحَاب وصَافِحوها بِيَدٍ مِن أحلام ونَجاحات مُستمِرَّة، حتَّى لو كانت السُّحب
تَسحّ وتسحّ مِن دُموعها الثِّقال، ويخزنُ البروق في السهولِ والجبال حوِّلوا تِلك الدّموع
إلى وَاحة غَنَّاء مع أوراقِ الشَّجرِ ورائِحة الورُود البنَفْسجيَّة؛
ليكتَمِل لَحْن الرَّبيع، ودغدغت صمْت العصافيرِ على الشَّجرِ.