شرح كيفية صلاة الليل والشفع والوتر وسننها و آدابها وأحكامها
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم
الْلَّهُم صَل عَلَى الْصِّدِّيقَة الْطَّاهِرَة فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالْسِر الْمُسْتَوْدَع فِيْهَا
عَدَد مَا أَحَاط بِه عِلْمُك وَأَحْصَاه كِتَابُك ..
وقت صلاة الليل من انتصاف الليل الى طلوع الفجر ...
وأفضل وقت لها هو وقت السحر ؛ وهو الثلث الأخير من الليل .
وهي احدى عشرة ركعة ثمان ركعات منها نافلة الليل ... تصلى ركعتين ركعتين كصلاة الصبح
... يقرأ الحمد وسورة قصيرة في كل ركعة ..
ويكفي قراءة سورة الحمد فقط . كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
و ركعتا الشفع.. يقرا في الركعة الاولى بعد الحمد
سورة الناس والثانية سورة
الفلق .
ركعة الوتر .. يستحب أن يقرا فيها سورة الحمد مرة واحدة والاخلاص ثلاث مرات
، والمعوذتين مرة واحدة ، ثم القنوت رافعا الكف الى السماء بتذلل وخشوع
والبكاء وأن يستغفر لأربعين مؤمنا ومؤمنة( أحياء وأموات )
وبالخصوص الوالدين ، والذين لهم حقوق علينا ، ومن أخطئنا في حقهم وأن نذكرهم باسمائهم
( اللهم اغفر لفلان ) ويستحب الاستغفار سبعين مرة ( استغفر الله وأتوب إليه ) قال تعلى
: " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وباسحار هم يستغفرون ".
ومن ثم قول العفو ( 300 مرة ) .
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الباقر (ع) : من أوتر بالمعوَّذتين و{ قل هو الله أحد } ، قيل له :
يا عبد الله!.. أبشر فقد قبل الله وترك. ص194المصدر:أمالي الصدوق ص37 ، ثواب الأعمال ص116
كيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتر
كنا جلوسا في مجلسٍ في مسجد رسول الله (ص) ، فتذاكرنا أعمال أهل بدر ، وبيعة الرضوان ، فقال أبو الدرداء :
يا قوم !.. ألا أخبركم بأقلّ القوم مالاً وأكثرهم ورعاً ، وأشدّهم اجتهاداً في العبادة ؟.. قالوا : مَن ؟.. قال : علي بن أبي طالب (ع) .
فو الله إن كان في جماعة أهل المجلس إلا معرضٌ عنه بوجهه ، ثم انتُدب له رجلٌ من الأنصار فقال له :
يا عويمر !.. لقد تكلّمت بكلمةٍ ما وافقك عليها أحدٌ منذ أتيت بها ، فقال أبو الدرداء :
يا قوم !.. إني قائلٌ ما رأيت ، وليقل كلّ قومٍ منكم ما رأوا
، شهدتُ علي بن أبي طالب بشويحطات النجار ، وقد اعتزل من مواليه ، واختفى ممن يليه
، واستتر بمغيلات النخل ، فافتقدته وبَعُد عليّ مكانه ، فقلت : لحق بمنزله ، فإذا أنا بصوتٍ حزينٍ ونغمة شجيّ ، وهو يقول :
" إلهي !.. كم من موبقةٍ حملتَ عني مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرةٍ تكرّمتَ عن كشفها بكرمك .
إلهي !.. إن طال في عصيانك عمري ، وعَظُم في الصّحف ذنبي ، فما أنا أؤمّل غير غفرانك ، ولا أنا براجٍ غير رضوانك " .
فشغلني الصوت واقتفيت الأثر ، فإذا هو علي بن أبي طالب (ع) بعينه
، فاستترتُ له وأخملتُ الحركة ، فركع ركعاتٍ في جوف الليل الغابر ،
ثم فرغ إلى الدعاء والبكاء ، والبث والشكوى ، فكان مما به الله ناجى أن قال :
" إلهي !.. أفكّر في عفوك ، فتهون عليّ خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك ، فتعظُم عليّ بليتي " ، ثم قال :
" آه !.. إن أنا قرأتُ في الصحف سيئةً أنا ناسيها ، وأنت محصيها
، فتقول خذوه ، فيا له من مأخوذٍ لا تنجيه عشيرته ، ولا تنفعه قبيلته ، يرحمه الملأ إذا أذن فيه بالنداء " ، ثم قال :
" آه !.. من نارٍ تنضج الأكباد والكلى ، آه !.. من نارٍ نزّاعةٍ للشوى ، آه !.. من غمرةٍ من ملهبات لظى "
، قال :
ثم أنعم في البكاء فلم أسمع له حسّاً ولا حركةً ، فقلت : غلب عليه النوم لطول السهر ، أوقظه لصلاة الفجر .
قال أبو الدرداء : فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة ، فحرّكته فلم يتحرّك
، وزويته فلم ينزو ، فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، مات والله علي بن أبي طالب .
قال : فأتيت منزله مبادراً أنعاه إليهم ، فقالت فاطمة (ع)
: يا أبا الدرداء !.. ما كان من شأنه ومن قضيته ؟.. فأخبرتها الخبر ، فقالت :
هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله ، ثم أتوه بماء
فنضحوه على وجهه ، فأفاق ونظر إليّ وأنا أبكي ، فقال :
ممَّ بكاؤك يا أبا الدرداء ؟!.. فقلت : مما أراه تنزله بنفسك ، فقال :
يا أبا الدرداء !.. فكيف ولو رأيتني ودُعي بي إلى الحساب ،
وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتني ملائكةٌ غلاظ ، وزبانيةٌ فظاظ
، فوقفتُ بين يدي الملك الجبّار ، قد أسلمني الأحباء ،
ورحمني أهل الدنيا ، لكنتَ أشدّ رحمة لي بين يدي مَن لا تخفى عليه خافية .
فقال أبو الدرداء : فو الله ما رأيت ذلك لأحدٍ من أصحاب رسول الله (ص) .
ص196 المصدر:أمالي الصدوق ص48
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر ، إذ نحن بأمير المؤمنين (ع)
في بقيةٍ من الليل ، واضعاً يده على الحائط شبيه الواله ، وهو يقول :
{ إنّ في خلق السموات والأرض } إلى آخر الآية ، ثم جعل يقرأ هذه الآيات ،
ويمرّ شبه الطائر عقله ، فقال لي : أراقدٌ أنت يا حبة أم رامقٌ ؟.
. قلت : رامقٌ ، هذا أنت تعمل هذا العمل ، فكيف نحن ؟.. فأرخى عينيه فبكى ، ثم قال لي :
يا حبة !.. إنّ لله موقفاً ، ولنا بين يديه موقفٌ ،
لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالنا إنّ الله أقرب إليّ وإليك من حبل الوريد .
يا حبة !.. إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شيءٌ ، ثم قال :
أراقدٌ أنت يا نوف ؟!.. قال : لا ، يا أمير المؤمنين !.. ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة ، فقال :
يا نوف !.. إن طال بكاؤك في هذه الليلة مخافة من الله عزّ وجلّ ، قرّت عيناك غدا بين يدي الله عزّ وجلّ .
يا نوف !.. إنه ليس من قطرةٍ قطرت من عين رجلٍ من خشية الله ، إلا أطفأت بحاراً من النيران .
يا نوف !.. إنه ليس من رجلٍ أعظم منزلةً عند الله ، من رجلٍ بكى من خشية الله ، وأحبّ في الله ، وأبغض في الله .
يا نوف !.. إنه من أحبّ في الله ، لم يستأثر على محبته ، ومن أبغض في الله ،
لم ينل مبغضيه خيراً ، عند ذلك استكملتم حقائق الإيمان .
ثم وعظهما وذكّرهما ، وقال في أواخره : فكونوا من الله على حذر فقد أنذرتكما ،
ثم جعل يمرّ وهو يقول :
" ليت شعري !.. في غفلاتي أمعرضٌ أنت عني أم ناظرٌ إليّ ؟.
. وليت شعري !.. في طول منامي ، وقلّة شكري في نعمتك عليّ ما حالي ؟.." .
قال : فو الله ما زال في هذه الحال حتى طلع الفجر .
ومن صفات مولانا علي (ع) في ليله ، ما ذكره نوف لمعاوية بن أبي سفيان ،
وأنه ما فُرش له فراشٌ في ليلٍ قط ، ولا أكل طعاماً في هجيرٍ قط ، وقال نوف :
أشهدُ لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه
، وهو قابضٌ بيده على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكى بكاء الحزين .
ص202المصدر:فلاح السائل
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الباقر أو الصادق (ع) : قل في قنوت الوتر :
" لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله
!.. ربّ السموات السبع ، وربّ الأرضين السبع ،
وما فيهن وما بينهن ، وربّ العرش العظيم .
اللهم !.. أنت الله نور السموات والأرض ، وأنت الله زين السموات والأرض
، وأنت الله جمال السموات والأرض ، وأنت الله عماد السموات والأرض
، وأنت الله صريخ المستصرخين ، وأنت الله غياث المستغيثين ،
وأنت الله المفرّج عن المكروبين ، وأنت الله المروّح عن المغمومين ، وأنت الله مجيب دعوة المضطرين
، وأنت الله إله العالمين ، وأنت الله الرحمن الرحيم ، وأنت الله كاشف السوء ، وأنت الله بك تنزل كلّ حاجة .
يا الله !.. ليس يردّ غضبك إلا حلمك ، ولا ينجي من عقابك إلا رحمتك ،
ولا ينجي منك إلا التضرّع إليك ، فهب لي من لدنك رحمةً ، تغنيني بها عن رحمة من سواك
، بالقدرة التي بها أحييت جميع ما في البلاد ، وبها تنشر ميّت العباد ،
ولا تهلكني غمّاً حتى تغفر لي وترحمني ، وتعرّفني الإجابة في دعائي ،
وارزقني العافية إلى منتهى أجلي ، وأقلني عثرتي
، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكّنه من رقبتي .
اللهم !.. إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ؟.. وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ؟.
. وإن أهلكتني فمن ذا الذي يحول بينك وبيني ، ويتعرّض لك في شيءٍ من أمري ؟..
وقد علمتُ أن ليس في حكمك ظلمٌ ، ولا في نقمتك عجلة ، إنما عجل من يخاف الفوت
، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليتَ عن ذلك يا إلهي !..
فلا تجعلني للبلاء غرضاً ، ولا لنقمتك نصباً ، ومهّلني ونفّسني ، وأقلني عثرتي
، ولا تتبعني ببلاءٍ على أثر بلاء ، فقد ترى ضعفي ، وقلة حيلتي ،
أستعيذُ بك الليلة فأعذني ، وأستجيرُ بك عن النار فأجرني ، وأسألك الجنة فلا تحرمني " .
ص203 المصدر:مكارم الأخلاق ص340 ، الفقيه 1/310
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الحسن بن علي (ع) علمني رسول الله (ص) :
" اللهم !.. اهدني فيمَن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولّني فيمَن تولّيت
، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شرّ ما قضيت ، إنّك تقضي ولا يُقضى عليك ،
إنّه لا يذلُّ من واليت ، تباركت وتعاليت ".
وقال : إنه كان يقولها في قنوت الوتر.
ص205 المصدر:غوالي اللئالي
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الصادق (ع) : مَن قال في وتره إذا أوتر : " أستغفر الله وأتوب إليه "
سبعين مرةَّ وهو قائم ، فواظب على ذلك حتّى يمضي له سنة
، كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار ، ووجبت له المغفرة من الله عزَّ وجلَّ.
ص206المصدر:ثواب الأعمال ص155 ، الخصال 2/139
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
سئل الكاظم (ع) عن الرجل يتخوّف أن لا يقوم من اللّيل ، يصلّي صلاة اللّيل
إذا انصرف من العشاء الآخرة ؟ .. وهل يجزيه ذلك أم عليه القضاء ؟.. قال (ع) :
لا صلاة حتّى يذهب الثلث الأوّل من اللّيل
، والقضاء بالنهار أفضل من تلك الساعة . ص206المصدر:قرب الإسناد ص91
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
بيــان: نقل الفاضلان إجماع علمائنا على أنّ وقت الليل بعد انتصافه ،
وكذا نقلا الإجماع على أنّ كلما قرُب من الفجر كان أفضل ، وإثباتهما بالأخبار
لا يخلو من عسرٍ لاختلافهما ، والمشهور بين الأصحاب جواز تقديمها
على الانتصاف لمسافرٍ يصدّه جدّه ، أو شاب تمنعه رطوبة رأسه عن القيام إليها في وقتها .
ونُقل عن زرارة بن أعين المنع من تقديمها على الانتصاف مطلقاً ،
واختاره ابن إدريس والعلاّمة في المختلف ، وجوّز ابن أبي عقيل التقديم للمسافر خاصة ، والأول قويٌّ .
وقد دلّت أخبارٌ كثيرةٌ على جواز التقديم مطلقاً ، ولولا دعوى الإجماع لكان القول بها
، وحمل أخبار التأخير على الفضل قوياً ، وعلى المشهور يمكن حمل هذا الخبر
على من جوّز له التقديم ، ويكون التأخير إلى الثلث محمولاً على الفضل ،
وأما كون القضاء أفضل من التقديم ، فهو المشهور بين الأصحاب ، وقد دلّت عليه رواياتٌ أخر . ص207
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال رسول الله (ص) : ربّ صائم ٍحظّه من صيامه الجوع والعطش ،
وربّ قائمٍ حظّه من قيامه السهر . ص207المصدر:أمالي الطوسي 1/168
قال الصادق (ع) : إذا قمت باللّيل فاستك !.. فإنّ الملَك يأتيك فيضع فاه على فيك
، فليس من حرفٍ تتلوه وتنطق به إلاّ صعد به إلى السماء ، فليكن فوك طيّب الريح . ص207المصدر:العلل 1/277
سأل رجل أبا جعفر (ع) فقال له: جعلت فداك !.. إني كثير المال ، ليس يولد لي ولد ، فهل من حيلة ؟..
قال (ع) : نعم !.. استغفر ربّك سنة في آخر اللّيل مائة مرَّة ، فإن ضيّعت ذلك بالليل فاقضه بالنّهار ، فإنَّ الله يقول :
{ استغفروا ربكم إنه كان غفّاراً ، يرسل السماءِ عليكم مدراراً ، ويمددكم بأموال وبنين } . ص221
المصدر:مجمع البيان 10/361
قال الصادق (ع) : مَن قدّم أربعين من المؤمنين ثمّ دعا استُجيب له ، ويتأكّد بعد الفراغ من صلاة اللّيل يقول وهو ساجد :
" اللهمّ !.. ربّ الفجر ، والليالي العشر ، والشفع والوتر
، واللّيل إذا يسر ، وربّ كلّ شيءٍ ، وإله كلّ شيء ٍٍ، ومليك كلّ شيءٍ
، صلّ على محمّد وآل محمّد ، وافعل بي وبفلان وفلان ما أنت أهله ،
ولا تفعل بنا ما نحن أهله ، يا أهل التقوى وأهل المغفرة!.. ".ص221
المصدر:عدة الداعي ص128
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
سئل الباقر (ع) عن وقت صلاة اللّيل ، فقال : الوقت الّذي جاء عن جدّي رسول الله (ص) أنّه قال :
ينادي فيه منادي الله عزّ وجلّ : هل من داع ٍفأجيبه ؟.. هل من مستغفرٍ فأغفر له ؟.. قال السائل : وما هو ؟.. قال :
الوقت الّذي وعد يعقوب فيه بنيه بقوله : { سوف أستغفر لكم ربّي } ، قال : وما هو ؟ .. قال : الوقت الذي قال الله فيه :
{ والمستغفرين بالأسحار } ، إنّ صلاة اللّيل في آخره أفضل منها قبل ذلك ،
وهو وقت الإجابة ، وهي هدية المؤمن إلى ربّه ، فأحسنوا هداياكم إلى ربّكم ،
يحسن الله جوا يزكم ، فإنّه لا يواظب عليها إلاّ مؤمنٍ أو صدّيق . ص222
المصدر:إرشاد القلوب ص146
عن رسول الله (ص) أنّه كان يقرأ في الركعتين من الوتر :
في الأولى { سبّح اسم ربّك الأعلى } وفي الثانية { قل يا أيّها الكافرون}
وفي الثالثة التي يقنت فيها ب { قل هو الله أحد } ، وذلك بعد فاتحة الكتاب . ص223
المصدر:دعائم الإسلام 1/205
مَن صلّى الركعتين الأوليين من صلاة اللّيل بالحمد وثلاثين مرّة { قل هو الله أحد}
في كلّ ركعة ، انفتل وليس بينه وبين الله عزّ وجلّ ذنبٌ إلاّ غفر له.ص224المصدر:الهداية ص35
قيل لأبي عبد الله (ع) : جُعلت فداك !..تفوتني صلاة الليل
، فأُصلي الفجر فلي أن أصّلي بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصّلاة ،
وأنا في صلاة قبل طلوع الشمس ؟ .
. قال : نعم ، ولكن لا تعلم به أهلك فيتّخذونه سنّة ، فيبطل قول الله عزّ وجلّ :
{ والمستغفرين بالأسحار }.
المصدر:تفسير العياشي 1/165
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
بيــان: يدُّل على جواز إيقاع قضاءِ النّوافل بعد صلاة الفجر ، وهو المشهور لأنها ذات سبب ،
وعدم إعلام الأهل ، لعدم جرأتهم على ترك صلاة الليل في وقتها ،
ويدلُّ على جواز إخفاء بعض الأحكام إذا تضمّن إظهارها مفسدة. ص226
كيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الصادق (ع) : كان رسول الله (ص) يقوم من الليل مراراً
، وذلك أشدُّ القيام ، كان إذا صّلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه وسواكه فوضع عند رأسه مخمّراً
، ثمَّ يرقد ما شاء الله ، ثمَّ يقوم فيستاك ويتوضّأ ويصّلى أربع ركعات
، ثمَّ يرقد ما شاء الله ، ثم يقوم فيتوضّأ ويستاك ويصّلى أربع ركعات
، يفعل ذلك مراراً حتّى إذا قرب الصّبح ، أوتر بثلاث ثمَّ صّلى ركعتين جالساً .
وكان كّلما قام قلب بصره في السّماء ثمَّ قرأ الآيات من سورة آل عمران:
{ إنَّ في خلق السماوات والأرض } إلى قوله : { لا تخلف الميعاد }
ثمَّ يقوم إذا طلع الفجر ، فيتطهّر ويستاك ويخرج إلى المسجد
، فيصّلي ركعتي الفجر ويجلس إلى أن يصّلي الفجر. ص227
المصدر:دعائم الإسلام 1/211
كيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل
والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال رسول الله (ص): إذا قام أحدكم من الليل ، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين ،
ثمَّ يسلم ويقوم فيصّلي ما كتب الله له . ص227المصدر:دعائم الإسلام 1/211
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الصادق (ع) : كان أبي رضوان الله عليه إذا قام من الّليل أطال القيام ،
وإذا ركع أو سجد أطال حتّى يقال : إنه قد نام ، فما يفجأنا منه إلاّ وهو يقول :
" لا إله إلاّ الله حقّاً حقّا ، سجدت لك يا ربّ تعبداً ورقّاً .
يا عظيم !.. إنَّ عملي ضعيف فضاعفه .
يا كريم !.. يا جبّار!.. اغفر لي ذنوبي وجرمي ، وتقّبل عملي.
يا جبّار !.. يا كريم !.. إني أعوذ بك أن أخيب أو أحمل جرماً " . ص227
كيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتر
المصدر:دعائم الإسلام 1/212
بيــان: اعلم أنّ الأصحاب ذهبوا إلى أنّ صلاة الليل كلّما كانت أقرب من الفجر فهو أفضل ،
ونقل في المعتبر والمنتهى إجماع الأصحاب ، ويدلّ عليه بعض الأخبار
، وقد دلّت أخبار كثيرة على أنّ النبيّ (ص) والأئمة (ع) كانوا يشرعون في صلاة الليل
بعد نصف الليل بلا فصل كثير ، ويؤكّدها كثير من الرّوايات الدالة
على فضيلة ذلك الوقت ، وأنّها ساعة الاستجابة .ص227
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
كان السجاد (ع) يدعو بهذا الدعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون :
" إلهي !.. غارت نجوم سمائك ، ونامت عيون أنامك ، وهدأت أصوات عبادك وأنعامك
، وغلّقت الملوك عليها أبوابها ، وطاف عليها حرّاسها ، واحتجبوا عمّن يسألهم حاجةً ، أو ينتجع منهم فائدةً .
وأنت إلهي حيٌّ قيوم ، لا تأخذك سنةٌ ولا نوم ، ولا يشغلك شيءٌ عن شيءٍ
، أبواب سمائك لمن دعاك مفتّحات ، وخزائنك غير مغلّقات ، وأبواب رحمتك غير محجوبات
، وفوائدك لمن سألكها غير محظورات بل هي مبذولات .
فأنت إلهي الكريم الذي لا تردّ سائلاً من المؤمنين سألك ،
ولا تحتجب عن أحدٍ منهم أرادك ، لا وعزّتك وجلالك لا تختزل حوائجهم دونك ، ولا يقضيها أحدٌ غيرك .
إلهي !.. وقد تراني ووقوفي وذلّ مقامي ، وتعلم سريرتي ، وتطلّع على ما في قلبي ، وما يصلح به أمر آخرتي ودنياي .
إلهي !.. إن ذكرتُ الموت وهول المطّلع والوقوف بين يديك ، نغصّني مطعمي ومشربي
، وأغصّني بريقي ، وأقلقني عن وسادي ، ومنعني رقادي ،
وكيف ينام من يخاف بغتات ملك الموت ، في طوارق الليل وطوارق النهار ؟..
بل كيف ينام العاقل ، وملك الموت لا ينام لا بالليل ولا بالنهار ، ويطلب قبض روحه بالبيات
، أو في آناءالساعات ؟.." .
ثم يسجد ويلصق خده بالتراب ، وهو يقول :
" أسألك الروح والراحة عند الموت ، والعفو عني حين ألقاك ". ص237
المصدر:المتهجد ص92 ، مصباح الكفعمي ص49
، البلد الأمين ص35 ، مكارم الأخلاق ص340 ، دعائم الإسلام 1/212
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الصادق (ع) : مَن كانت له إلى الله تعالى حاجةٌ فليقم جوف اللّيل ،
ويغتسل وليلبس أطهر ثيابه ، وليأخذ قلّة جديدة ملأى من ماء ، ويقرأ عليها :
{ إنّا أنزلناه في ليلة القدر } عشر مرّات ، ثمّ يرشّ حول مسجده وموضع سجوده
، ثمّ يصلّي ركعتين يقرأ فيهما الحمد و{إنّا أنزلناه في ليلة القدر } في الركعتين جميعاً
، ثمّ يسأل حاجته ، فإنّه حريّ أن تقضى إن شاء الله.ص239المصدر:مصباح المتهجد ص96
كيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتر
روي عن الصادقين (ع) أنّ مَن غفل عن صلاة الليل ، فليصلّ عشر ركعات بعشر سور :
يقرأ في الأولى الحمد ، والم تنزيل ، وفي الثانية الحمد ويس .
وفي الثالثة الحمد والدخان ، وفي الرابعة الفاتحة و{ اقتربت } .
وفي الخامسة الحمد والواقعة ، وفي السادسة الفاتحة و{ تبارك الّذي بيده الملك } .
وفي السابعة الحمد والمرسلات ، وفي الثامنة الحمد و{عمّ يتساءلون } .
وفي التاسعة الحمد و{ إذا الشمس كُوّرت } ، وفي العاشرة الحمد والفجر .
قال (ع) : من صلاّها على هذه الصفة لم يغفل عنها . ص239
المصدر:مصباح المتهجد ص96
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال رسول الله (ص) : ما من عبدٍ يقوم من الليل فيصلّي ركعتين ، ويدعو في سجوده لأربعين من أصحابه
، يسمّي بأسمائهم وأسماء آبائهم ، إلاّ ولم يسأل الله تعالى شيئاً إلاّ أعطاه . ص239المصدر:مصباح المتهجد ص93
كيفية صلاة الليل والشفع والوتركيفية صلاة الليل والشفع والوتر
كان أمير المؤمنين (ع) يدعو بعد ركعتي الوِرد قبل صلاة الليل بهذا الدعاء :
اللهم !.. إليك حنت قلوب المخبتين ، وبك أنست عقول العاقلين ، وعليك عكفت رهبة العالمين ،
وبك استجارت أفئدة المقصّرين .
فيا أمل العارفين !.. ورجاء الآملين ، صلّ على محمد وآله الطاهرين
، وأجرني من فضائح يوم الدين عند هتك الستور ، وتحصيل ما في الصدور
، وآنسني عند خوف المذنبين ، ودهشة المفرّطين ، برحمتك يا أرحم الراحمين !..
فو عزتك وجلالك ما أردتُ بمعصيتي إياك مخالفتك ، ولا عصيتك إذ عصيتك وأنا بمكانك جاهلٌ ،
ولا لعقوبتك متعرّضٌ ، ولا بنظرك مستخفٌّ ، ولكن سوّلت لي نفسي ،
وأعانتني على ذلك شقوتي ، وغرّني سترك المرخى عليّ فعصيتك بجهلي
، وخالفتك بجهدي ، فمن الآن من عذابك من يستنقذني ؟.. وبحبل مَن اعتصم إذا قطعتَ حبلك عني ؟..
واسوأتاه !.. من الوقوف بين يديك غداً ، إذا قيل للمخفّين
: جوزوا ، وللمثقلين : حطّوا ، أمع المخفّين أجوز ؟.. أم مع المثقلين أحطّ ؟..
يا ويلتا !.. كلما كبرت سني كثُرت معاصي ، فكم ذا أتوب وكم ذا أعود ؟.. ما آن لي أن استحيي من ربي ؟!..
ثم يسجد ويقول ثلاثمائة : مرة أستغفر الله ربي وأتوب إليه . ص242
المصدر:مصباح ابن الباقي
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
قال الصادق (ع) : إذا أردت أن تقوم إلى صلاة الليل فقل : اللهم!..
إنّي أتوجه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة وآله ، وأقدّمهم بين يدي حوائجي
، فاجعلني بهم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقرّبين .
اللهمّ !.. ارحمني بهم ، ولا تعذّبني بهم ، ولا تضلّني بهم ،
وارزقني بهم ، ولا تحرمني بهم ، واقضِ لي حوائجي للدنيا والآخرة
، إنّك على كلّ شيءٍ قدير وبكلّ شيء عليم . ص243
المصدر:الفقيه 1/306
كيفية صلاة الليل والشفع والوتر
ومن طلب العافية فليقل في هذه السجدة :
" يا علي !.. يا عظيم !.. يا رحمن !.. يا رحيم !.. يا سامع الدعوات !..
يا معطي الخيرات !.. صلّ على محمد وآل محمد ،
وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله ، واصرف عني من شرّ الدنيا والآخرة
ما أنت أهله ، وأذهب عني هذا الوجع - ويسميه بعينه - فإنه قد غاظني وأحزنني "
، وألحَّ في الدعاء ، فإنه يعجّل الله لك في العافية إن شاء الله . ص244
المصدر:مصباح المتهجد ص97