من أسرار الآيات قالت نملة

تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) ففي قصة سيدنا سليمان (عليه السلام) الذي علمه الله بقدرته القدرة على تفسير لغات الطير والحشرات وفهمها والتحاور معها، فعندما سار سيدنا سليمان وجنوده مروا على وادي يقطنه أمة من النمل، وعالم النمل له حياته الخاصة، وله مجتمعاته، وهو أمة قائمة بذاتها، وفيها –أي هذه الأمة- من النظام ما يفوق غيرها من الأمم، ففيها المستطلعات والمستشعرات للخطر والآمرات والمأمورات، فعندما علمت إحدى النملات بقدوم جيش سيدنا سليمان.. استشعرت الخطر، وسارعت إلى بقية أفراد أمتها.. ماذا قالت؟ يقول الله تبارك وتعالى حكاية عن هذه النملة: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18]. ففي هذه الآية يصف الله تبارك وتعالى لنا لغة النمل والموقف الذي تحدثت فيه تلك النملة، وحذرت صديقاتها من أن جنود سليمان سوف يحطمونهم بأقدامهم، بـ(ادخلوا مساكنكم).
ونبدأ بقوله تعالى (قَالَتْ نَمْلَةٌ) لماذا قالت لالمؤنث.. عندما يتعمق الإنسان في عالم النمل يرى أن العلماء حديثاً اكتشفوا أن أنثى النمل هي التي تتولى مهمة التحذير عند اقتراب أي خطر.. لكن هل كان ذلك بإشارة أم باللغة.. قال تعالى: (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ).. في بداية بحث العلماء قالوا إن التواصل بين النمل يتم عبر روائح يتخاطب بها. وقالوا هناك موجات كهرطيسية يصدرها دماغ النملة وتتخاطب بها مع الآخرين على مسافات بعيدة طبعاً. ولكن ما بحثه العلماء واكتشفوه حديثا، أن أمة النمل مثل أمة البشر تتكلم.. فخلايا النمل تطلق ترددات صوتية في المجال الذي نسمعه، وجزيئات DNA داخل خلايا النمل أيضاً تصدر هذه الترددات الصوتية، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أعطى لسيدنا سليمان قدرة تضاهي قدرة الأجهزة الذرية التي يستخدمها العلماء اليوم لالتقاط هذه الإشارات وتكبيرها وتضخيمها والاستماع إليها.
قال تعالى: (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) نسأل هل كلمة مسكن بمعناها العلمي أم بالمجازي؟.. نقل: كلمة (مَسَاكِنَكُمْ) كلمة دقيقة علمياً، فالنمل مهندس بارع جداً في البناء، فعندما يبني مسكنه يبنيه في مكان مناسب جداً ويرفعه قليلاً ليتقي به شر الأمطار، ويصنع لهذا المسكن فتحات للتهوية.. أي يراعي فيه كل وسائل الأمان والراحة من ناحية، فضلا عن جمال الشكل الهندسي من ناحية أخرى.. يقول العلماء: "إن المهارات التي يتمتع بها النمل من حيث بناء وهندسة البيوت تجعله يتفوق على الإنسان، قياساً لحجم النملة، فإن النملة أقوى من الإنسان بمئة مرة على الأقل".
قوله: (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) ولنا في هذه الكلمة أية سر علمي لم يكتشفه العلماء إلا حديثا، فقد اكتشف العلماء أن الغلاف الخارجي للنملة صلب جداً، وهو يتكسر تماماً مثل الزجاج. هذا الغلاف الخارجي للنملة له صلابة كبيرة، ولولا هذه الصلابة لم تستطع النملة أن تحمل أوزاناً أكثر من عشرين ضعف وزنها.
هذه بعض ما تنبأنا به الأية الكريمة من أسرار عن النمل وعالمه، ولذلك فإن سيدنا سليمان (عليه السلام) قال فيما يحكيه عنه رب العزة: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 19].

بارك الله فيك اختي العزيزة سمسمة جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله تعالى ...تحياتي لك

سبحان الله العظيم
شكرا لك سمسمه

» حكمة نملة
» فوائد قرصة النمل إذا قرصتك نملة أشكرها
» النملة قالت للفيل رائعة احمد مطر
» نظرة على بعض أسرار الحج
» فضائل الآيات القرآنية والعلاج بها (الباب الاول )