في فضل زيارة الكاظميين عليهما السلام وكفيتها
اعلم انّه قد ورد لزيارة هـذين الامامين المعصومين فضل كثير وفي اخبار كثيرة
انّ زيارة الامام مُوسى بن جعفر (عليهما السلام) هي كزيارة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وفي رواية : من زاره كان كما لو زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين .
وفي حديث آخر : انّ زيارته مثل زيارة الحسين (عليه السلام) .
وفي حديث آخر : من زاره كان له الجنّة .
وروى الشّيخ الجليل محمّد بن شهر آشوب في المناقب عن تاريخ بغداد للخطيب، باسناده عن عليّ بن خلال ، قال : ما اهمّني أمر فقصدت موسى بن جعفر (عليهما السلام) وتوسّلت به الاّ سهّل الله لي، وقال ايضاً : ورؤي في بغداد امرأة تهرول ، فقيل لها: الى أين ؟ قالت : الى موسى بن جعفر (عليه السلام) فانّه حُبس ابني ، فقال لها حنبلي مُستهزئاً: انّه قد مات في الحبس ، فقالت : بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتك، فاذا بابنها قد اطلق واخذ ابن المستهزيء بجنايته .
وروى الصّدوق عن ابراهيم بن عقبة قال : كتبت الى الامام عليّ النّقي (عليه السلام)عن زيارة الحسين (عليه السلام)وزيارة الامام مُوسى بن جعفر والامام محمّد التّقي (عليهما السلام) أي اسأله عن أيّهما أفضل . فكتب اليّ: أبو عبد الله (عليه السلام) المقدّم وزيارتهما اجمع واعظم أجراً .
وامّا في كيفيّة زيارتهما (عليهما السلام) فاعلم انّ الزّيارات الواردة في ذلك الحرم الشّريف بعضها مشترك بين هذين الامامين (عليهما السلام) وبعضها يخصّ احدهما ، امّا ما يخصّ الامام مُوسى (عليه السلام) فهي على ما رواه السّيد ابن طاوُس في المزار كما يلي : اذا أردت زيارته (عليه السلام) فينبغي أن تغتسل ثمّ تأتي المشهد المقدّس وعليك السّكينة والوقار ، فاذا أتيته فقِف على بابه وقُل :
اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَاللهُ اَكْبَرُ اَلْحَمْدُ للهِ عَلى هِدايَتِهِ لِدِينِهِ وَالتَّوْفيقِ لِما دَعا اِلَيْهِ مِنْ سَبيلِهِ، اَللّـهُمَّ اِنَّكَ اَكْرَمُ مَقْصُود، وَاَكْرَمُ مَأتِيٍّ وَقَدْ اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً اِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطّاهِرينَ وَاَبْنائِهِ الطَّيِّبينَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَلا تَقْطَعْ رَجائي وَاجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً في الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ .
ثمّ ادخل وقدّم رجلك اليُمنى وقُل :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ .
فاذا وصلت باب القُبّة فقِف عليه واستأذن ، تقول :
أاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ، أَاَدْخُلُ يا اَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ، أَاَدْخُلُ يا اَبا مُحَمَّد عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، أَاَدْخُلُ يا اَبا جَعْفَر مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَاَدْخُلُ يا اَبا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَر، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا جَعْفَر أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ .
وادخل وقُل أربعاً : اَللهُ اَكْبَرُ، ثمّ قِف مستقبل القبر واجعل القِبلة بين كتفيك وقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ولِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَابْنَ اَمينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدّينِ وَالتُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الاَْوْصِياءِ السّابِقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ الْمُبينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعِلْمِ الْيَقينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الصّالِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الزّاهِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْعابِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ السَّيِّدُ الرَّشيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما حَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْكامَ اللهِ، وَتَلَوْتَ كِتابَ اللهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِ اللهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ وَاَجْدادُكَ الطَّيِّبُونَ الاَْوْصِياءُ الْهادُونَ الاَْئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤمِنينَ، وَاَنَّكَ اَدَّيْتَ الاَْمانَةَ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِيانَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ وَاَشْرَفَ الْجَزاءِ، اَتَيْتُكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً، عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ، عائِذاً بِقَبْرِكَ، لائِذاً بِضَريحِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَى اللهِ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالْهُدَى الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَبِالْعَمَى الَّذي هُمْ عَلَيْهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي وَاَهْلي وَمالي وَوَلَدي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى، وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَيْهِ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رِبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي، وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمي، وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتي، وَيَمْحُوَ عَنّي خَطيئاتي وَيُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ اَهْلُهُ، وَيَغْفِرَ لي وَلاِبائي وَلاِِخْواني وَاَخَواتي وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ.
ثمّ تنكب على القبر وتقبّله وتعفّر خدّيك عليه وتدعو بما تريد ثمّ تتحوّل الى الرّأس وتقُول :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ الاِْمامُ الْهادِي وَالْوَلِيُّ الْمُرْشِدُ وَاَنَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزيلِ وَصاحِبُ التَّأويلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالاِْنْجيلِ، وَالْعالِمُ الْعادِلُ وَالصّادِقُ الْعامِلُ، يا مَوْلايَ اَنَا اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِمُوالاتِكَ، فَصَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَاَجْدادِكَ وَاَبْنائِكَ وَشيعَتِكَ وَمُحِبّيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثمّ تصلّي ركعتين للزّيارة تقرأ فيهما سورة يس والرّحمن أو ما تيسّر من القرآن ثمّ ادعُ بما تريد .
زيارة اُخرى لمُوسى بن جعفر (عليهما السلام)
قال المفيد والشّهيد ومحمّد ابن المشهدي : اذا أردت زيارته ببغداد فاغتسل للزّيارة واقصد المشهد وقِف على الباب الشّريف واستأذن ثمّ ادخُل وأنت تقول :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلى اَوْلِياءِ اللهِ، ثمّ امضِ حتّى تستقبل قبر موسى بن جعفر (عليهما السلام) فاذا وقفت عند قبره فقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ مُحْتَسِباً، وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَوْلى بِاللهِ وِبِرَسُولِهِ وَاَنَّكَ اِبْنُ رَسُولِ اللهِ حَقّاً اَبْرَأُ اِلَى اللهِ مِنْ اَعْدائِكَ، وَاَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِمُوالاتِكَ، اَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ .
ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وضَع خدّيك عليه وتحوّل الى عند الرّأس وقِف وقُل : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَشْهَدُ اَنَّكَ صادِقٌ اَدَّيْتَ ناصِحاً وَقُلْتَ اَميناً وَمَضَيْتَ شَهيداً، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى الْهُدى وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَاَبْنائِكَ الطّاهِرينَ، ثمّ قبّل القبر وصلّ ركعتين وصلّ بعدهما ما أحببت واسجُد وقُل : اَللّـهُمَّ اِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَاِلَيْكَ قَصَدْتُ وَبِفَضْلِكَ رَجَوْتُ، وَقَبْرَ اِمامِيَ الَّذي اَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرْتُ، وَبِهِ اِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي اَوْجَبْتَ عَلى نَفْسِكَ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنينَ يا كَريمُ، ثمّ أقلب خدك الايمن وقل: الّلهمَّ قَدْ عَلِمتَ حَوائِجِي فَصَلِّ على مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَاقْضِها، ثُمَّ أقلب خدّك الايسر وقُل : اَللّـهُمَّ قَدْ اَحْصَيْتَ ذُنُوبي فَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ، ثمّ عُد الى السّجود وقُل : شُكْراً شُكْراً مائة مرّة، ثمّ ارفع رأسك من السّجود وادعُ بما شئت لمن شئت وأحببت .
أقول : قد أورد الجليل السّيد عليّ بن طاوُس (رضي الله عنه) في كتاب مصباح الزّائر عند ذكر بعض زيارات الامام مُوسى بن جعفر (عليهما السلام) صلاة يصلّى بها عليه تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ينبغي للزّائر أن لا يفوته فضل الصّلاة بها عليه وهي :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَصِيِّ الاَْبْرارِ، وَاِمامِ الاَْخْيارِ، وَعَيْبَةِ الاَْنْوارِ، وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالْوَقارِ وَالْحِكَمِ وَالاْثارِ الَّذي كانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِالسَّهَرِ اِلَى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاْسْتِغْفارِ، حَليفِ السَّجْدَةِ الطَّويلَةِ، وَالدُّمُوعِ الْغَزيرَةِ، وَالْمُناجاةِ الْكَثيرَةِ، وَالضَّراعاتِ الْمُتَّصِلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالْعَدْلِ وَالْخَيْرِ وَالْفَضْلِ وَالنَّدى وَالْبَذْلِ، وَمَألَفِ الْبَلْوى وَالصَّبْرِ، وَالْمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ، وَالْمَقْبُورِ بِالْجَوْرِ، وَالْمُعَذَّبِ في قَعْرِ السُّجُونِ، وَظُلَمِ الْمَطاميرِ ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ، وَالْوارِدِ عَلى جَدِّهِ الْمُصْطَفى وَاَبيهِ الْمُرْتَضى وَاُمِّهِ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإرْث مَغْصُوب وَوَلاء مَسْلُوب وَاَمْر مَغْلُوب وَدَم مَطْلُوب وَسَمٍّ مَشْرُوب، اَللّـهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَليظِ الِْمحَنِ وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الْكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ وَاَخْلَصَ الطّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الْخُشُوعَ، وَاسْتَشْعَرَ الْخُضُوعَ، وَعادَى الْبِدْعَةَ وَاَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ في شَيء مِنْ اَوامِرِكَ وَنَواهيكَ لَوْمَةُ لائِم، صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنْيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ اُمَم مِنْ خَلْقِكَ، وَقُرُون مِنْ بَراياكَ، وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُوا الْفَضْلِ الْعَميمِ، وَالتَّجاوُزِ الْعَظيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
وأمّا الزّيارة الخاصّة بالامام محمّد التّقي (عليه السلام) فقد قال فيها الاجلاّء الثّلاثة ايضاً ثمّ توجّه نحو قبر أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد (عليهما السلام) وهو بظهر جدّه (عليه السلام) فاذا وقفت عليه فقُل :
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اَبْنائِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اَوْلِيائِكَ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ .
ثمّ قبّل القبر وضَع خدّيك عليه، ثمّ صلّ ركعتين للزّيارة وصلّ بعدهما ما شئت ثمّ اسجد وقُل : اِرْحَمْ مَنْ اَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، ثمّ اقلب خدّك الايمن وقُل : اِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَاَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ثمّ اقلب خدّك الايسر وقُل : عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَريمُ، ثمّ عُد الى السّجود وقُل : شُكْراً شُكْراً مائة مرّة ثمّ انصرف ..
ماقاله الشعراء في مدحه عليه السلام
وهذا باب واسع، لو أردنا أن نستقصي ما قيل في مدح الإمام (عليه السلام)
ورثائه لجاء اضعاف ما ذكرناه، وعملاً بمنهجنا في الاختصار نذكر:
قال الشيخ موسى محيي الدين (1) في الإمام موسى كاظم الغيظ (عليه السلام):
يــــا كـــاظم الغيظ يـــا جد الجواد ومن عـــمّت جمــــــيع بـــني الدنيا مكارمه
ومــــن غــــدا شرع خير المرسلين به ســــــامي الــذرى وبه شيدت دعائمه
الحــــــق لـــولاك ما بــــانَت حقــــائقه والشرع لـولاك ما قامت قوائمه (2)
وفــــــيك يــــــنكشف الكرب العظيم إذا جاشت علـــينا بلا جرم قشاعمه (3)
إمـــــام حـق أبان الحــق وانــتــــشرت أفــــعاله الغرمــــذ نيــــــطت تمائــــمه
فــــــعالم الـــــدين خـــير الناس عالمه وكاظم الغيــظ خير الناس كاظمه (4)
مــــولى غــــدا من رسول الله عنصره أكرم به عنـــصراً طـابت جراثمه (5)
بــــــه وآبـــــائه زان الــــوجود وفــي أبـــــنائه الغرقــــــد شيدت مــــــعالـمه
مــــن أم مـــغناك يا أزكى الورى نسباً لــلازم كيـــــف لا تقضى لوازمه (6)
فـــــيا خـــــليلي والخـــــل الخـــليل إذا حبا الخـــــلــيل بـأسنى ما يلائمه (7)
لا تــحــــــسبا كــــل شـوق يدعى عبثاً فـــــالشــوق إن هـاج لا تخفى معالمه
ولا تـــلوما إذا مــــا رحــــت ذا كـلف والدمع من مقلتي فاضت سواجمه (
أنـــا المــشوق المـــعنى بازدياد حمى موسى بن جعفر صب القلب هائمه (9)
فعــــــلِّلا قـــــلبي العـــاني الضعيف به فــــإن فــــي ذكره تقوى عزائمــه (10)
وقال السيد صالح القزويني قصيدة يمكن أن نضع لها عنواناً:
(ليس الرشيد رشيداً ولا المأمون مأمونا) قال:
اعطف على الكرخ من بغداد وابكِ بها كـــــنزاً لعـــلم رســــول الله مخـــزونا
مـــوسى بـــن جعفر سر الله والعلم الـ ـمبين فـــــي الـدين مفروضاً ومسنونا
بـــاب الحــــوائج عــند الله والسبب الـ ـموصـــول بــــالله غـــوث المستغيثينا
الــــكاظم الغـــــيظ عــــمن كان مقترفاً ذنباً ومـــن عــــمّ بـــالحسنى المسيئينا
يـــــابن النبـــــيين كـم أظهرت معجزة في السجن أزعجت في الرجس هارونا
وكـــــم بـــــك الله عــــافى مبتلى ولكم شـــافى مـــــريضاً وأعنى فيك مسكينا
لــم يُلهك السجن عن هدي وعن نسك إذ لا تـــــــزال بــــــذكر الله مفــــــتونا
وكـــــم أســــــروا بـــــزاد أطعـموك به سمّاً فأخــــــبرتـــــهم عـــــمّا يسـرونا
وللطبيــــــب بســـطت الـــكـف تــخبره لــــــما تــــــمكن مــــنها السمّ تـــمكينا
بكـــــت عـــــلى نعـشـك الأعداء قاطبة ما حال نـــــعش لــــه الأعداء بــاكونا
رامــــوا البـــراءة عند الناس من دمه والله يــــــشهد مـــــا كــــانوا بريـــئينا
كـــم جــرّعتك بنو العباس من غصص تذيــــــب أحـــــشاءنا ذكــــراً وتُشجينا
قاسيــــــت مـــا لم تــقاس الأنبياء وقد لاقيت أضــــــعاف مــــا كــانوا يلاقونا
أبكيـــت جــــــديك والـــــــزهراء أمّــك والأطــــــهار آبـــاؤك الــــغر الميامينا
طـــــالت لطـــــول سجـــــود منه ثفنته فـــــقرحت جبــــــهة مـــــنه وعــرنينا
رأى فـــــــراغته فــــــي السجن منيته ونعــــــمة شـــــــكر الـــباري بها حينا
يـــــا ويـــــل هــارون لم تربح تجارته بصفــــــقة كــــــان فـيها الدهر مغبونا
ليـــــس الـــرشيد رشــيداً في سياسته كــــــلاّ ولا ابـــــــنه الـــمأمون مأمونا
تـــــالله مـــن كــان من قربى ولا رحم بين المصـــــــلين لــــــيلاً والمغـــــنينا
لهفـــي لمــــــوسى بهـــم طــالت بليته وقــــــد أقــــــام بــهم خمساً وخمسينا
يــــــزيـــــــدهم معجـــــزات كـــل آونة ونائــــــلاً ولـــــه ظــــــلماً يـــــزيدونا
لـــــم يحـــــفظوا من رسول الله منزله ولا لحســـــناه بــــــالحسنى يــــكافونا
بـــــاعوا لعــــمري بـــدنيا الغير دينهم جــــــهلاً فـــــما ربـــحوا دنيا ولا دينا
فــــي كـــــل يوم يـــــقاسي منهم حزنا حتى قضى في سبيل الله محزونا (11)وقال الشيخ محمد الملا (12):مــــــن مـــــبلغ الإســـــلام أن زعـيمه قـــــــد مــات في سجن الرشيد سميما
فـــــالغي بـــــات بمـــوته طرب الحشا وغــــــدا لمـــــــأتمه الـــــرشاد مـقيما
ملـــــقى عـــلى جســر الرصافة نعشه فيــــــه الــــــملائك أحدقوا تعـــــــظيما
فعــــــليه روح الله أزهـــــق روحـــــه وحــــــشا كــــــليم الله بــــــات كـــليما
لا تـــــألفي لمـــــسرة فـــــهرٍ فـــــــقد أضــــــحى ســـــرورك هــالكاً معدوما
منــــــح القـــــلوب مصـــابه سقما كما منــع النواظر في الدجى التهوينا (13
وقال الشيخ عبد الحسين الحياوي (14):جـــــانب الـــــكرخ شـــأن أرضك شيّد قـــــبر مـــــوسى بـــن جعفر بن محمد
بثـــــرى طــــــاول الــــــثريا مــــــقاماً دون أعـــــــتـابه المـــــلائـــك ســــجد
ضـــــم مــــــنه الضــريح لاهوت قدس ليــــــديــــــه تـــــــلقى المـقادير مقود
مــــــن عليه تــــاج الزعامة في الدين امتـــــــنــاناً بــــــه مـــــن الله يعـــــقد
وقــــــد تجلى للخـــــلق فــــــي هـــيكـ ــــــل النـــــاس لكـــــنه بــقدس مجرد
هـــــو معـــــنى وراء كــــــل المــعاني صـــــوّب الفـــــكر فــــي عـلاه وصعّد
ســــــابع الصـــــــفوة الـــــتي اختارها الله عــــــلى الخـــــلق أوصـياء لأحمد
هــــــو غيـــــث إن أقلعت سحب الغيث وغــــــــوث إن عـــــزّ كهـف ومقصد
كـــــان للمـــؤمنين حصــــــناً منـــــيعاً وعلــــــى الكــــــافرينا ســـــيفاً مجرد
أخـــــرجوه مـــــن المــــــدينة قــــسراً كاظـــــــماً مطــــــلق الـــــدموع مــقيد
حـــــر قـــــلبي عــــــليه يقـضي سنيناً وهـــــــو فـــي السجن لا يزار ويقصد
مـــــثل مـوسى يرمى على الجسر ميتاً لـــــم يـــــشــــــيعه للقـــــبور مـــوحد
حمـــــلوه وللــــــحـــديـــــــد بـــرجليه دوي لـــــه الأهـــــــاضـــب تنهد (15)
وقال الشيخ مجيد خميس (16) من قصيدة له تعرض فيها لوفاة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام):إن لــــــم يـــــشيــــع نــــعشه فلم تكن منـــــقـــصة عــــــليه فـــــي عــــليائه
فـــــخلفه الأمـــــلاك قـــــد تـــــزاحمت والــــــــروح أدمــى الأفـــق من بكائه
منـــــــادياً عـــــن شـــجــــــنٍ وإنـــــه قـــــطع قـــــــلب الـــــدين فــــي ندائه
يـــــا قــــــمر الإسلام قد أمسى الهدى دجـــــنة مـــــــنذ غـــــبت عــن سمائه
وقــــــد غــــــدى الإيمان ينـــعي نفسه فـــــــطـــبق الأكــــــوان فـــــي نعمائه
هـــــذا إمـــــام الحـق عاش في العدى مــــــضـــــطهدا ومــــــات فــي غمائه
لقــــــد ثــــــوى بـــــــلحده ومــا ثوى إلا الهدى والـــدين فـــــي ثـوائه (17)
وقال الأربلي:القـــــائـــم الصـــــائـــم أكــــــرم بـــــه مــــــن قـــــــائم مجـــــــتــهد صــــائم
مـــــن معـــــشر سنــوا الندى والقرى وأشـــــــــرقـــــوا فـــــي الـزمن القائم
واحـــــرزوا خــــــصل العــلى فاغتدوا أشــــــــرف خـــــــــلـق الله فـي العالم
يـــــــروي الــــــمعالي عــــــالم مـنهم مــــــصدق فـــــــي الـــــنقل عـن عالم
قــــــد اســــــتووا فــي شرف المرتقى كــــــــما تــــــساوت حلــــــقة الخــاتم
مـــن ذا يــــــجاريهم إذا مــــــا اعتزوا إلى عــــــــليّ وإلــــــى فـــــــــاطـــــم
ومـــــن يـــــناويــــــــهم إذا عـــــدّدوا خــــــير بــــــني الدنيا أبا القاسم (18
وقال الشيخ مطر بن محمود الخفاجي الغروي (19):إذا مـــا دهــــــاك الــدهر يوماً بمعضل وأنـــــزلت فـــي واد من الهول مخطر
وحـــــاطت بـــك الأهوال من كل جانب عليك بـباب الله موسى بن جعفر (20)
وقال عبد الباقي العمري:لــــــذ واستجــــــر متــــــــــــوســــــلاً إن ضــــــاق أمــــــرك أو تــعـــــــسر
بــــــأبي الـــــرضــــا جــــــد الجــــــوا د مـــــحـــــمد مــوسى بن جعفر (21
ــــــــــــــــــــــــــ> يــتــبــع