اقوال وكلمات الامام علي عليه السلام في الامام المهدي عجل الله فرجه
ان المنزله الالهيه التي يتمتع بها رواد مدرسة العصمه والامامه وهم الائمه المعصومون سلام الله عليهم لايمكن بيانها الامن كلام المعصوم سلام الله عليه فقد ورد في البحارعن مشارق البرسي عن طارق بن شهاب عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : يا طارقا الإمام كلمة الله وحجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله وآية الله ، يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه ، فهو وليه في سماواته وأرضه أخذ له بذلك العهد على جميع عباده ، فمن تقدم عليه كفر بالله من فوق عرشه ، فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء ، ويكتب على عضده * ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) * ( 4 ) فهو الصدق والعدل ، وينصب له عمود من نور من الأرض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد ، ويلبس الهيبة وعلم الضمير ويطلع على الغيب ، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شئ من عالم الملك والملكوت ، ويعطى منطق الطير عند ولايته فهذا الذي يختاره الله ‹ صفحة 28 › لوحيه ويرتضيه لغيبه ويؤيده بكلمته ويلقنه حكمته ويجعل قلبه مكان مشيئته وينادي له بالسلطنة ويذعن له بالإمرة ويحكم له بالطاعة ، وذلك لأن الإمامة ميراث الأنبياء ومنزلة الأصفياء وخلافة الله وخلافة رسل الله ، فهي عصمة وولاية وسلطنة وهداية ، لأنها تمام الدين ورجح الموازين . الإمام دليل القاصدين ومنار للمجتهدين وسبيل السالكين وشمس مشرقة في قلوب العارفين ، ولايته سبب للنجاة وطاعته مفترضة في الحياة وعدة بعد الممات ، وعز المؤمنين وشفاعة المذنبين ونجاة المحبين وفوز التابعين ، لأنها رأس الإسلام وكمال الإيمان ومعرفة الحدود والأحكام وحد سنن الحلال من الحرام فهي مرتبة لا ينالها إلا من اختاره الله وقدمه وولاه وحكمه ، فالولاية هي حفظ الثغور وتدبير الأمور وتعديد الأيام والشهور . الإمام الماء العذب على الظمأ والدال على الهدى . الإمام المطهر من الذنوب المطلع على الغيوب . الإمام هو الشمس الطالعة على العباد بالأنوار فلا تناله الأيدي والأبصار ، وإليه الإشارة بقوله تعالى * ( فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) * ( 1 ) فالمؤمنون علي وعترته فالعزة للنبي والعترة لا يفترقان في العزة إلى آخر الدهر ، فهم رأس دارة الإيمان وقطب الوجود وسماء الجود وشرف الموجود وضوء شمس الشرف ونور قمره وأصل العز والمجد ومبدأه ومعناه ومبناه ، فالإمام هو السراج الوهاج والسبيل والمنهاج والماء الثجاج والبحر العجاج والبدر المشرق والغدير المغدق والمنهج الواضح المسالك والدليل إذا عميت المهالك والسحاب الهاطل والغيث الهائل والبدر الكامل والدليل الفاضل والسماء الظليلة والنعمة الجليلة ، والبحر الذي لا ينزف والشرف الذي لا يوصف والعين الغزيرة والروضة المطيرة والزهر الأريج والبدر البهيج والنير اللائح والطيب الفائح والعمل الصالح والمتجر الرابح والمنهج الواضح والطيب الرفيق والأب الشفيق ، مفزع العباد في الدواهي والحاكم والآمر والناهي ، مهيمن الله على الخلائق وأمينه على الحقائق ، حجة الله على عباده ومحجته في أرضه وبلاده ، مطهر من الذنوب مبرأ من العيوب مطلع على الغيوب ، ظاهره أمر لا يملك وباطنه غيب لا يدرك ، واحد دهره وخليفة الله في نهيه وأمره ، لا يوجد له مثيل ولا يقوم له بديل ، ‹ صفحة 29 › فمن ذا ينال معرفتنا أو يعرف درجتنا ويشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا ، حارت الألباب والعقول وتاهت الأفهام فيما أقول ، تصاغرت العظماء وتفاخرت العلماء وكلت الشعراء وخرست البلغاء ولكنت الخطباء وعجزت الفصحاء وتواضعت الأرض والسماء عن وصف شأن الأوصياء ، وهل يعرف أو يوصف أو يعلم أو يفهم أو يدرك أو يملك من هو شعاع جلال الكبرياء وشرف الأرض والسماء ؟ جل مقام آل محمد عن وصف الواصفين ونعت الناعتين ، وأنى يقاس بهم أحد من العالمين ، كيف وهم الكلمة العليا والتسمية البيضاء والوحدانية الكبرى التي أعرض عنها من أدبر وتولى وحجاب الله الأعظم الأعلى ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول من هذا ؟ ومن ذا عرف أو وصف من وصفت ؟ ظنوا أن ذلك في غير آل محمد ، كذبوا وزلت أقدامهم ، اتخذوا العجل ربا والشياطين حزبا وكل ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة وحسدا لمعدن الرسالة والحكمة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم ، فتبا لهم اللهم اجعلنا ممن يتبع سفراء
الله وهم الائمه سلام الله عليهم في القول والفعل