العلاقة بين النبي محمد ص والمهدي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
أمنا بالله صدق الله العلي العظيم
انطلاقاً من الآية المباركة نتحدث عن محاور ثالثة:
عن الحقيقة المحمدية والرحمة ,وعن مظاهر الرحمة المحمدية في شخصية الإمام المهدي وعن دولة الرحمة التي يقيمها المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف).فهنا محاور ثلاث.
المحور الأول:كثير منا سمع أو قرأ هذا المصطلح وهو مصطلح الحقيقة المحمدية,ما معنى الحقيقة المحمدية؟!حتى نفهم هذا المصطلح نذكر أمور ثلاثة:
الأمر الأول:كما يقول الفلاسفة:كل موجود يمر بمرحلتين من الوجود:
1-الوجود الإجمالي
2-الوجود التفصيلي.
أمثله:مثلاً الآن الشجرة المثمرة هذه الشجرة المثمرة وجود تفصيلي ساق وأغصان وثمار ,لكن هذه الشجرة المثمرة كانت موجودة قبل هذا الوجود بوجود أخر هذه الشجرة المثمرة كانت موجودة وجود أجمالي مختصر في البذرة ,البذرة هي شجرة لكن البدرة وجود إجمالي لشجرة فهذه الشجرة كانت موجودة وجود إجمالي ضمن البذرة تحولت إلى وجود تفصيلي إلى شجرة مثمرة معطاء إذاً مرة بمرحلتين وجود إجمالي في البذرة و وجود تفصيلي من خلال الشجرة,هذا الإنسان العملاق الذي غزى الفضاء سيطر على الكون هذا الإنسان العملاق قبل أن يوجد بوجوده التفصيلي كان موجود بوجود إجمالي أين كان؟! هذا الإنسان كله كان مختصر ضمن نطفة, نطفة قذرة كل الإنسان كان موجود ضمن نطفة ,كيف تأخذ سيدي في فلم؟! هذا ألسيدي وجود إجمالي تضعه على الشاشة يتحول إلى وجود تفصيلي إلى فلم كامل متسلسل هذا الإنسان كان كله مختصر ضمن نطفة قذرة فكان موجود وجود إجمالي ضمن النطفة تحول الآن إلى وجود تفصيلي جسد وعقل ومشاعر:
ما بال من أوله نطفة *** وجيفة آخره يفخر
حتى القرآن لاحظ القرآن الكريم مر بمرحلتين :
1-مرحلة وجود أجمالي.
2-مرحلة وجود تفصيلي.
هذه القرآن الذي نقرأه الآن وجود تفصيلي وسور وآيات وأوامر ونواهي لكن هذا الوجود التفصيلي للقرآن كان مختصر كان له وجود إجمالي مختصر في الكتاب المكنون القرآن الكريم نفسه يفصح عن هذه الحقيقة يقول:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}وقال تعالى:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ(77)فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ(78)لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}.
إذاً الإنسان مر بوجوديين وجود أجمالي وتفصيلي,الشجرة مرة بوجوديين وجود أجمالي وتفصيلي الإنسان القرآن الكريم مر بوجوديين وجود أجمالي وتفصيلي فكل شي مر بوجوديين وجود إجمالي و وجود تفصيلي هذا المعنى تصرح تصرح به القرآن أقرأ قوله تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}بمعنى موجود كنت أنا في الخزانة ثم صرت موجود على الأرض عندما كنت في الخزائن كان وجود إجمالي عندما صرت على الأرض صار وجودي تفصيلي كل موجود كان له وجود مختصر ضمن خزائن الغيب ضمن خزائن رحمة الله قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ},وقال في آية أخرى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}وضعنا له حدود وقدر بعد ذلك أنزلناه إلى عالم الوجود المادي.
أيضاً هذا الوجود هذا الكون كله من أصفر ذرة إلى أعظم مجرة بسمواته بأرضيه بنجومه بشموسه هذا الكون كله كان ملفوف كان موجود وجود أجمالي قبل أن يوجد وجود تفصيلي هذا الكون كله مر بمرحلتين :
مرحلة وجود إجمالي مختصر يسمى(بالفيض الأقدس)بتعبير الفلاسفة ثم تحول إلى وجود تفصيلي أصبح سماء وأرض وشمس وقمر وإنسان وجماد وحيوان ونبات وسمي بالفيض المقدس,الكون كله مر بوجود إجمالي وهو الفيض الأقدس وتحول إلى وجود تفصيلي وهو الفيض المقدس هذا من أين نعرفه؟! لم يأتي به الفلاسفة من رأسهم من القرآن نفسه القرآن يقول يعبر عن وجوديين أجمالي وتفصيلي قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَا هُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ}كان وجود أجمالي أصبح وجود تفصيلي ,وهذا الوجود الإجمالي الذي تحول إلى وجود تفصيلي نحن قلنا الوجود الإجمالي هو الفيض الأقدس تحول إلى وجود تفصيلي سمي (الفيض المقدس) بعد ذلك ماذا سوف يصبح؟!يرجع مرة ثانية هذا الوجود كله سيعود يوم القيامة مرة أخرى إلى الوجود الإجمالي المختصر من أين نعرف هذا؟! من قوله تعالى:{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} كل هذا الكون نطويه بعضه على بعض كما يطوى الكتاب{ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}.
إذاً الكون مر بمرحلة الوجود الإجمالي ويسمى(بالفيض الأقدس)تحول إلى وجود تفصيلي يسمى (الفيض المقدس)يعود للوجود الإجمالي مرة أخرى قال تعالى:{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.