عاشق الحسين مشرف المنتدى الاسلامي
رقم العضوية : 7 العمر : 43 عدد المساهمات : 1651 الدولة : المهنة : مزاجي : صورة mms :
| موضوع: سيرة الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام الثلاثاء 12 أبريل 2011 - 12:58 | |
|
سيرة الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام
النسب:
هو الإمام المعصوم الرابع علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. والمعروف بين المحدثين بابن الخيرتين فأبوه: الحسين بن علي بن أبي طالب وأمه من بنات ملوك الفرس. جاء ربيع الأبرار للزمخشري (إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب بنو هاشم. ومن العجم فارس).
أمه:
اتفقت الروايات على أن أمه من أشراف الفرس، ولكنها اختلفت في تاريخ الاستيلاء عليها من قبل المسلمين. هي: شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى. قال فيه أبو الأسود الدؤلي:
وإن غـلاماً بين كسرى وهاشم***لأكرم من نـيطت عليه التمائم
ولادته:
جاء في بعض الروايات أن ولادة علي بن الحسين (عليهما السلام) يوم الجمعة ويقال يوم الخميس(1) بين الخامس والعاشر من شهر شعبان(2) سنة ثمان وثلاثين أو سبع وثلاثين من الهجرة(3).
كنيته:
أبو محمد ويكنى بـ(أبي الحسن) أيضاً.
ألقابه:
زين العابدين والسجاد وذو الثفنات والبكاء والعابد ومن أشهرها زين العابدين وبه كان يعرف كما يعرف باسمه. جاء في المرويات عن الزهري أنه كان يقول: (ينادي مناد يوم القيامة ليقيم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين (عليه السّلام) ولقب بذي الثفنات لأن موضع السجود منه كانت كثفنة البعير من كثرة السجود عليه(4).
أما عن تسميته بالبكاء يروى الرواة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) أنه قال: (بكى علي بن الحسين على أبيه عشرين سنة ما وضع خلالها بين يديه طعام إلا بكى. وقال له بعض مواليه: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين، فقال: إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع أبي وإخوتي وبني عمومتي إلا خنقتني العبرة.
وقد روى الرواة كثيراً عن حزنه وبكائه فكان كلما قدم له طعام وشراب يقول: كيف آكل وقد قتل أبو عبد الله جائعاً، وكيف أشرب وقد قتل أبو عبد الله عطشاناًَ. وكان كلما اجتمع إليه جماعة أو وفد يردد (عليهم) تلك المأساة ويقص عليهم من أخبارها. وأحياناً يخرج إلى السوق فإذا رأى جزاراً يريد أن يذبح شاة أو غيرها يدنو منه ويقول: هل سقيتها الماء؟ فيقول له: نعم يا بن رسول الله إنا لا نذبح حيواناً حتى نسقيه ولو قليلاً من الماء، فيبكي عند ذلك ويقول: لقد ذبح أبو عبد الله عطشاناً. كان يحاول في أكثر مواقفه هذه أن يشحن النفوس ويهيئها للثورة على الظالمين الذين استباحوا محارم الله واستهزأوا بالقيم الإنسانية والدعوة الإسلامية من أجل عروشهم وأطماعهم وقد أعطت هذه المواقف المحقة ثمارها وهيأت الجماهير الإسلامية في الحجاز والعراق وغيرها للثورة.
إمامته:
روى الكليني بإسناده عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: (إن الحسين بن علي (عليهما السلام) لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين (عليهما السّلام) مبطوناً معهم لا يرون إلا أنه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السّلام) ثم صار ذلك الكتاب إلينا يا زياد! قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال: فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا والله إن فيه الحدود حتى إن فيه أرش الخدش(5) كما روى المجلسي بإسناده عن محمد بن مسلم قال:
(سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن خاتم الحسين بن علي (عليهم السلام) إلى من صار، وذكرت له إني سمعت أنه أخذ من إصبعه فيما أخذ قال (عليه السّلام): ليس كما قالوا، إن الحسين أوصى إلى ابنه علي بن الحسين (عليه السّلام) وجعل خاتمه في إصبعه وفوّض إليه أمره كما فعله رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأمير المؤمنين (عليه السّلام) وفعله أمير المؤمنين بالحسن (عليهما السلام)، وفعله الحسن بالحسين (عليهما السلام)، ثم صار ذلك الخاتم إلى أبي بعد أبيه، ومنه صار إلي فهو عندي، وإلي لألبسه كل جمعة وأصلي به، قال محمد بن مسلم: فدخلت إليه يوم الجمعة وهو يصلي فلما فرغ من الصلاة مد إلي يده فرأيت في إصبعه خاتماً نقشه: لا إله إلا الله عدة للقاء الله. فقال: هذا خاتم جدي أبي عبد الله الحسين بن علي(6).
| |
|
عاشق الحسين مشرف المنتدى الاسلامي
رقم العضوية : 7 العمر : 43 عدد المساهمات : 1651 الدولة : المهنة : مزاجي : صورة mms :
| |
عاشق الحسين مشرف المنتدى الاسلامي
رقم العضوية : 7 العمر : 43 عدد المساهمات : 1651 الدولة : المهنة : مزاجي : صورة mms :
| موضوع: رد: سيرة الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام الثلاثاء 12 أبريل 2011 - 13:01 | |
| احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السلام )
إنّ فن الاحتجاج والمناظرة العلمية فنّ جليل لما ينبغي أن يتمتّع به المناظر من مقدرة علمية وإحاطة ودقّة ولياقة أدبية .
وقد تميّز أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) بهذا الفنّ ، واستطاعوا من خلال هذا المجال إفحام خصومهم وإثبات جدارتهم العلمية بنحو لا يدع مجالاً للريب في أنّهم مؤيّدون بتأييد ربّاني ، وكما عبّر بعض أعدائهم : أنّهم أهل بيت قد زُقّوا العِلمَ زقّاً .
وقد جمع العلاّمة الطبرسي جملةً من احتجاجات المعصومين الأربعة عشر ( عليهم السلام ) في كتابه المعروف بالاحتجاج ، ونشير هنا إلى بعض احتجاجات الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) .
1ـ جاء رجل من أهل البصرة إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال : يا علي بن الحسين ! إنّ جدّك علي بن أبي طالب قتل المؤمنين ، فهملت عينا علي بن الحسين دموعاً حتى امتلأت كفّه منها ، ثمّ ضرب بها على الحصى ، ثمّ قال :
( يا أخا أهل البصرة ، لا والله ما قتل علي ( عليه السلام ) مؤمناً ، ولا قتل مسلماً ، وما أسلم القوم ، ولكن استسلموا وكتموا الكفر وأظهروا الإسلام ، فلمّا وجدوا على الكفر أعوانا أظهروه ، وقد علمت صاحبة الجدب والمستحفظون من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أنّ أصحاب الجمل وأصحاب صفّين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الأُمّي ، وقد خاب من افترى ) .
فقال شيخ من أهل الكوفة : يا علي بن الحسين ! إنّ جدّك كان يقول : ( إخواننا بغوا علينا ) .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أما تقرأ كتاب الله ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) فهم مثلهم أنجى الله عزّ وجلّ هوداً والذين معه ، وأهلك عاداً بالريح العقيم ) .
2ـ عن أبي حمزة الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال له : جعلني الله فداك ، أخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) السبأ : 18 .
قال له ( عليه السلام ) : ( ما يقول الناس فيها قبلكم ) ؟ قال : يقولون إنّها مكّة .
فقال ( عليه السلام ) : ( وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكّة ) ، قال : فما هو ؟
قال ( عليه السلام ) : ( إنّما عنى الرجال ) ، قال : وأين ذلك في كتاب الله ؟ .
فقال ( عليه السلام ) : ( أو ما تسمع إلى قوله عز وجل : ( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ ) الطلاق : 8 ، وقال : ( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ) الكهف : 59 ، وقال : ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) يوسف : 82 ، أفيسأل القرية أو الرجال أو العير ؟
قال : وتلا عليه آيات في هذا المعنى ، قال : جعلت فداك ! فمن هم ؟
قال ( عليه السلام ) : ( نحن هم ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أو ما تسمع إلى قوله : ( سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) السبأ : 18 ، قال ( عليه السلام ) : ( آمنين من الزيغ ) .
3ـ روي أنّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) مرّ بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى ، فوقف ( عليه السلام ) عليه ثمّ قال : ( أمسك ، أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم ، أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله إذا نزل بك غداً ) ؟ قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفتحدّث نفسك بالتحوّل والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ) ؟ قال : فأطرق مليّاً ثمّ قال : إنّي أقول ذلك بلا حقيقة .
قال ( عليه السلام ) : ( أفترجو نبيّاً بعد محمّد ( صلى الله عليه وآله ) يكون لك معه سابقة ) ؟ قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفترجو داراً غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ) ؟ قال : لا .
قال ( عليه السلام ) : ( أفرأيت أحداً به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا ؟ إنّك على حال لا ترضاها ولا تحدّث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ، ولا ترجو نبيّاً بعد محمّد ، ولا داراً غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فيها ، وأنت تعظ الناس ) .
قال : فلمّا ولّى ( عليه السلام ) قال الحسن البصري : من هذا ؟ قالوا : علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : أهل بيت علم ، فما رُئِي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس .
4ـ روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( لمّا قتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أرسل محمّد بن الحنفية إلى الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فخلا به ثمّ قال : يا بن أخي ! قد علمت أنّ رسول الله كان جعل الوصية والإمامة من بعده لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ إلى الحسن ، ثمّ إلى الحسين ، وقد قتل أبوك ( رضي الله عنه ) وصُلّيَ عليه ولم يوص ، وأنا عمّك وصنو أبيك ، وأنا في سنّي وقدمتي أحقّ بها منك في حداثتك ، فلا تنازعني الوصية والإمامة ولا تخالفني .
فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( اتق الله ولا تدّعِ ما ليس لك بحقّ ، إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين ، يا عم ! إنّ أبي صلوات الله عليه أوصى إليّ قبل أن يتوجّه إلى العراق ، وعهد إليّ في ذلك قبل أن يستشهد بساعة ، وهذا سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندي ، فلا تعرض لهذا فإنّي أخاف عليك بنقص العمر وتشتت الحال ، وإنّ الله تبارك وتعالى أبى إلاّ أن يجعل الوصية والإمامة إلاّ في عقب الحسين ، فإن أردت أن تعلم فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتّى نتحاكم إليه ونسأله عن ذلك ) .
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكّة ، فانطلقا حتّى أتيا الحجر الأسود ، فقال الإمام ( عليه السلام ) لمحمّد : ابدأ فابتهل إلى الله واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد في الدعاء وسأل الله ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ( أما إنّك يا عمّ لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك ) .
فقال له محمّد : فادع أنت يا بن أخي ، فدعا الله بما أراد ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لمّا أخبرتنا بلسان عربيّ مبين مَن الوصي والإمام بعد الحسين بن علي ) ؟ فتحرّك الحجر حتّى كاد أن يزول عن موضعه ، ثمّ أنطقه الله بلسان عربيّ مبين فقال :
اللّهمّ إنّ الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، وابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانصرف محمّد وهو يتولّى علي بن الحسين ( عليه السلام )) .
وعن الإمام جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : ( نحن أئمّة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغرّ المحجّلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرحمة ، ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منّا لساخت الأرض بأهلها ) .
ثمّ قال : ( ولم تخلُ الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله ، ولولا ذلك لم يعبد الله ) .
| |
|
عاشق الحسين مشرف المنتدى الاسلامي
رقم العضوية : 7 العمر : 43 عدد المساهمات : 1651 الدولة : المهنة : مزاجي : صورة mms :
| موضوع: رد: سيرة الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام الثلاثاء 12 أبريل 2011 - 13:03 | |
| استسقاء الإمام السجاد ( عليه السلام ) لأهل مكة
قال ثابت البناني : كنت حاجّاً مع جماعة من عباد البصرة ، فلمَّا دخلنا مكّة رأينا الماء ضيِّـقاً ، وقد اشتدَّ بالناس العطش لقلة الغيث .
ففزع إلينا أهل مكـة والحُجَّاج يسألوننا أن نستسقي لهم ، فأتينا الكعبة وطفنا بها ثمَّ سألنا الله خاضعين متضرعين بها فَمُنِعْنَا الإجابة .
فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطاً ثم أقبل علينا فقال : يا مالك بن دينار ، ويا ثابت البناني ، ويا أيوب السجستاني ، ويا .. ويا ، حتى عدَّنا وعدَّ من جلس معنا ، فقلنا : لبيك وسعديك يا فتى .
فقال : أما فيكم أحد يحبّه الرحمن ؟
فقلنا : يا فتى ، علينا الدعاء وعليه الإجابة .
فقال : أبعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه ، ثم أتى الكعبة فخرَّ ساجداً فسمعته يقول – في سجوده – : سيدي ، بِحُبِّك لي إلا سقيتهم الغيث .
قال ثابت : فما استتم كلامه حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب .
قال مالك بن دينار : فقلت : يا فتى ، من أين علمت أنه يحبك ؟
قال : لو لم يحبني لم يستزرني ، فلما استزارني علمت أنه يحبني ، فسألته بحبه لي فأجابني .
ثم ذهب عنَّا وأنشأ يقول :
مَن عَرَفَ الرَّبَّ فلم تُغنِهِ
معرفة الرَّبِّ فَذَاكَ الشَّقِي
مَا ضَرَّ في الطاعة ما نَالَهُ
في طاعةِ اللهِ وما ذَا لَقِي
مَا يصنع العبدُ بغير التُّقَى
والعِزُّ كُل العِزِّ للمُتَّقِي
قال مالك : يا أهل مكة ، من هذا الفتى ؟
قالوا : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
بكاء الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) على أبيه الحسين ( عليه السلام )
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ان جدّي زين العابدين ( عليه السلام ) بكى على أبيه أربعين سنة ، صائما نهاره ، وقائما ليله ، فاذا حضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه ، فيضعه بين يديه ويقول : كـل يـا مـولاي .
فـيقول ( عليه السلام ) : ( قتل ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عطشاناً ) ، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبتل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل .
وحدّث مولى له قال : انه برز يوما الى الصحراء فتبعته ، فوجدته قد سجد على حجارة خشنة ، فوقفت وانا اسمع شهيقه ، واحصيت عليه الف مرة يقول : ( لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبدا ورقا ، لا اله الا الله ايمانا وصدقا ) ثم رفع راسه من سجوده وان لحيته ووجهه قد غمرا من دموع عينيه ، فقلت : يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي ، ولبكائك ان يقل ؟
فقال : ( ويحك ان يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم كان نبيا وابن نبي ، له اثنا عشر ابنا فغيّب الله واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحـدودب ظـهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حي في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي ، صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي ) ؟ .
وذكر اليعقوبي : وجّه المختار برأس عبيد الله بن زياد الى علي بن الحسين في المدينة مع رجل من قومه ، وقال له : قف بباب علي بن الحسين ، فاذا رأيت أبوابه قد فتحت ودخل الناس ، فذلك الذي فيه طعامه ، فادخل اليه ، فجاء الرسول الى باب علي بن الحسين ، فلما فتحت ابوابه ، ودخل الناس للطعام ، دخل ونادى بأعلى صوته : يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، ومهبط الملائكة ، ومنزل الوحي ، أنا رسول المختار بن أبي عبيد ، معي رأس عبيد الله ابن زياد ، فلم تبق في شيء من دور بني هاشم امراة الا صرخت ، ودخل الرسول فاخرج الرأس ، فلما رآه علي بن الحسين قال : ابعده الله الى النار .
وروى بعضهم ان علي بن الحسين لم ير ضاحكا قط منذ قتل ابوه ، الا في ذلك اليوم ، وانه كان له ابل تحمل الفاكهة من الشام ، فلما أتي برأس عبيد الله ابن زياد أمر بتلك الفاكهة ، ففرقت بين أهل المدينة ، وامـتشطت نساء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واختضبن ، وما امتشطت امراة ولا اختضبت منذ قتل الحسين بن علي . | |
|
عاشق الحسين مشرف المنتدى الاسلامي
رقم العضوية : 7 العمر : 43 عدد المساهمات : 1651 الدولة : المهنة : مزاجي : صورة mms :
| موضوع: رد: سيرة الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام الثلاثاء 12 أبريل 2011 - 13:06 | |
| رحلة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) من دمشق إلى المدينة الإمام ( عليه السلام ) في دمشق :
بعد وصول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) إلى الشام مع أخته زينب ( عليها السلام ) وباقي سبايا آل البيت ( عليهم السلام ) ، ألقى وبحضور يزيد بياناً خالداً عَرَّى فيه سياسة الأمَويِّين الظالمة ، وقد جاء فيه : ( أيُّها الناس ، أُعطينا ستاً وفُضِّلنا بسبع ، أُعطِينا العِلم ، والحِلم ، والسَّمَاحة ، والفَصَاحة ، والشَّجاعة ، والمَحَبَّة في قلوب المؤمنين .
وفُضِّلنا بأنَّ مِنَّا النبي المختار ، والصدِّيق ، والطيَّار ، وأسد الله ، وأسد رسوله ، ومنِّا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول ، وسبطا هذه الأمة .
أيُّها الناس ، من عَرَفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بِحَسَبي ونَسَبي ، أنا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، وابن خديجة الكبرى ، انا ابن المُرَمَّل بالدماء ، انا ابن ذبيح كربلاء ) .
فضجَّ الحاضرون بالبكاء بعد أن فوجئوا بالحقيقة ، مِمَّا اضطرَّ يزيد أن يأمر المؤذن أن يؤذن للصلاة ليقطع الخطبة على الإمام السجاد ( عليه السلام ) ، غير أن الامام سكت حتى قال المؤذن ( أشهد أن محمداً رسول الله ) .
فالتفت ( عليه السلام ) إلى يزيد قائلاً : ( هذا الرسول العزيز الكريم جدُّك أم جدِّي ؟ فإن قلت جدَّك ، علم الحاضرون والناس كلهم أنك كاذب ، وإن قلت جَدِّي ، فلِمَ قتلت أبي ظلماً وعدواناً ، وانتهبت ماله ، وسَبَيْت نساءه ؟ فويل لك يوم القيامة إذا كان جَدِّي خصمك ) .
ووجم يزيد ولم يجر جواباً ، فإنَّ الرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله ) هو جدُّ سيِّد العابدين ( عليه السلام ) .
وأما جَدُّ يزيد فهو أبو سفيان ، العدو الأول للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وتبيَّن لأهل الشام أنَّهم غارقون في الإثم ، وأنَّ الحكم الأموي قد جهد في إغوائهم وإضلالهم .
وتَبيَّن بوضوح أنَّ الحقد الشخصي ، وغياب النضج السياسي ، هما السببان لعدم إدراك يزيد عمق ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، مِمَّا أدَّى إلى توهُّمِه بأنها لن تؤديَ إلى نتائج خطيرة على حكمه .
ولعلَّ أكبر شاهد على هذا التوهم هو رسالة يزيد في بدايات تسلّمه الحكم لواليه على المدينة ، والتي أمره فيها بأخذ البيعة من الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، أو قتله وبعث رأسه إلى دمشق إن رفض البيعة . الإمام ( عليه السلام ) في المدينة المنورة :
بعد أن غادر الإمام السجاد ( عليه السلام ) الشام إلى العراق ، ومن ثم الى المدينة ، وقبل دخوله المدينة أقام خارجها ، ودعا الناس إليه بواسطة أحد الشعراء .
وخطب بهم خطبة وضَّح فيها مأساة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومظلوميتهم ، وما لاقوه من الظلم والاضطهاد على أيدي الأمويين ، جاء فيها : ( الحمد لله ربِّ العالمين ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العُلَى ، وقَرُب فَشهد النَّجْوى ، نحمده على عظائم الأمور ، وفجائع الدهور ، ومَضَاضة اللَّوَاذع ، وجَليل الرُّزْء ، وعظيم المصائب ، الفاظعة ، الكاظَّة ، الفادحة ، الجائحة .
أيُّها القوم ، إن الله - وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلْمَة في الإسلام عظيمة ، قُتل أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) ، وسُبي نساؤه وصبيته ، وداروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان ، وهذه الرزيَّة التي لا مثلها رزيَّة .
أيُّها الناس ، فأيُّ رجالات منكم يُسَرُّون بعد قتله ؟! ، أم أي فؤاد لا يحزن مِن أجله ؟! أم أيَّة عين منكم تحبس دمعها ، وتضنُّ عن انْهمالِها ؟! فلقد بكت السبع الشِّدَاد لقتله ، وبكت البحار بأمواجها ، والسَّمَاوات بأركانها ، والأرض بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان ، ولُجَج البحار ، والملائكة المقرَّبون ، وأهل السماوات أجمعون .
أيُّها الناس ، أي قلب لا ينصدع لقتله ؟! أم أي فؤاد لا يَحنُّ إليه ؟! أم أي سَمْع يسمع هذه الثلمة التي ثُلِمت في الإسلام ولا يُصَمُّ ؟! .
أيُّها الناس ، أصبحنا مطرودين مُشَرَّدين ، مذودين وشاسعين عن الأمصار ، كأنَّا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم اجترمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوَّلين ، إنْ هذا إلاَّ اختلاق ، والله ، لو أنَّ النبيَّ تقدَّم اليهم في قتالنا ، كما تقدم إليهم في الوصاية بنا ، لما زادوا على ما فعلوا بنا .
فإنا لله وإنا إليه راجعون ، مِن مصيبة ما أعظمها وأوجعها ، وأفجعها وأكظُّها ، وأفظعها وأمرُّها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيما أصابنا ، وأبلغ بنا ، فإنَّه عزيز ذو انتقام ) .
ثم سار ( عليه السلام ) بأهله ودخل المدينة المنورة ، وأخذ يمارس دوراً جديداً مستمسكاً بالنهج الإصلاحي ، والتوعية الفكرية العامة .
لأنه ( عليه السلام ) كان يعلم أن هذا الطريق هو الطريق الشرعي لحماية الرسالة ، والحفاظ على البقية الباقية من أهل البيت ( عليهم السلام ) .
مستفيداً من ذلك في إنجاح خططه تلك ، إنشغال الحكم الأموي وعملائه بإخماد الانتفاضات الإسلامية ، الرافضة لظلم الأمويين ، وبالخصوص خلال السنوات العشر التي أعقبت استشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام ) .
معجزات الإمام زين العابدين (عليه السلام)
يتميّز الأئمّة (عليهم السلام) بارتباط خاصٍّ بالله تعالى وعالَم الغيب؛ بسبَب مقام العصمة والإمامة، ولهم ـ مثل الأنبياء ـ معاجزٌ وكرامَاتٌ تؤيِّد ارتباطهم بالله تعالى، وكونهم أئمّة.
وللإمام زين العابدين (عليه السلام) معاجزٌ وكراماتٌ كثيرةٌ، سجَّلتها كتبُ التاريخ، نذكر بعضاً منها(1):
المعجزة الأُولى
عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت، وعلي ابن الحسين يطوف بين يديه، لا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه.
فقال: مَن هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟ فقيل: هذا علي بن الحسين. فجلس مكانه، وقال: ردّوه إلي. فردّوه، فقال له: يا علي بن الحسين إنّي لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي!
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): إنّ قاتل أبي أفسد - بما فعله - دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو، فكن. فقال: كلاّ، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا.
فجلس زين العابدين وبسط رداءه، فقال: اللّهم أره حرمة أوليائك عندك. فإذا رداءه مملوء درراً، يكاد شعاعها يخطف الأبصار. فقال له: مَن تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلى دنياك؟! ثمّ قال: اللّهم خذها، فلا حاجة لي فيها. المعجزة الثانية
إنّ الحجّاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان: إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين. فكتب عبد الملك إليه: أما بعد: فجنّبني دماء بني هاشم وأحقنها، فإنّي رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا فيها لم يلبثوا أن أزال الله الملك عنهم. وبعث بالكتاب إليه سرّاً.
فكتب علي بن الحسين (عليه السلام) إلى عبد الملك من الساعة التي أنفذ فيها الكتاب إلى الحجّاج: وقفت على ما كتبت في حقن دماء بني هاشم، وقد شكر الله لك ذلك وثبت ملكك، وزاد في عمرك.
وبعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى الحجّاج بذلك. فلمّا قدم الغلام وأوصل الكتاب إليه، نظر عبد الملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقاً لتأريخ كتابه، فلم يشكّ في صدق زين العابدين (عليه السلام) ففرح بذلك، وبعث إليه بوقر دنانير، وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه.
وكان في كتابه (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إلى الحجّاج وما شكر الله لك من ذلك.
المعجزة الثالثة
روي عن أبي خالد الكابلي قال: دعاني محمّد بن الحنفية، بعد قتل الحسين (عليه السلام) ورجوع علي بن الحسين (عليهما السلام) إلى المدينة، وكنّا بمكّة. فقال: صر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وقل له: إنّي أنا أكبر ولد أمير المؤمنين بعد أخوي الحسن والحسين، وأنا أحقّ بهذا الأمر منك، فينبغي أن تسلّمه إلي، وإن شئت فاختر حكماً نتحاكم إليه. فصرت إليه وأدّيت إليه رسالته.
فقال: ارجع إليه وقل له: يا عم، اتق الله ولا تدع ما لم يجعله الله لك، فإن أبيت فبيني وبينك الحجر الأسود فأينا يشهد له الحجر الأسود فهو الإمام. فرجعت إليه بهذا الجواب.
فقال: قل له: قد أجبتك. قال أبو خالد: فسارا فدخلا جميعا، وأنا معهما، حتّى وافيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): تقدّم يا عمّ، فإنّك أسن، فاسأله الشهادة لك.
فتقدّم محمّد، فصلّى ركعتين، ودعا بدعوات، ثمّ سأل الحجر بالشهادة إن كانت الإمامة له، فلم يجبه بشئ.
ثمّ قام علي بن الحسين (عليهما السلام) فصلّى ركعتين ثمّ قال: أيّها الحجر الذي جعله الله شاهداً لمَن يوافي بيته الحرام من وفود عباده، إن كنت تعلم أنّي صاحب الأمر وأنّي الإمام المفترض الطاعة على جميع عباد الله، فاشهد لي بذلك، ليعلم عمّي أنّه لا حقّ له في الإمامة.
فأنطق الله الحجر بلسان عربي مبين، فقال: يا محمّد بن علي، سلّم إلى علي ابن الحسين الأمر، فإنّه الإمام المفترض الطاعة عليك، وعلى جميع عباد الله دونك ودون الخلق أجمعين في زمانه. فقبّل محمّد ابن الحنفية رجله وقال: الأمر لك.
وقيل: إنّ ابن الحنفية إنّما فعل ذلك إزاحة لشكوك الناس في ذلك.
وفي رواية أُخرى: إنّ الله أنطق الحجر فقال: يا محمّد بن علي إنّ علي ابن الحسين هو الحقّ الذي لا يعتريه شك - لما علم من دينه وصلاحه - وحجّة الله عليك وعلى جميع مَن في الأرض ومَن في السماء، ومفترض الطاعة، فاسمع له وأطع. فقال محمّد: سمعنا سمعنا يا حجّة الله في أرضه وسمائه.
المعجزة الرابعة
روى جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين جالساً مع جماعة إذ أقبلت ظبية من الصحراء، حتّى وقفت قدامه فهمهمت وضربت بيديها الأرض. فقال بعضهم: يا ابن رسول الله، ما شأن هذه الظبية؟ قد أتتك مستأنسة.
قال: تذكر أن ابنا ليزيد طلب من أبيه خشفاً، فأمر بعض الصيّادين أن يصيد له خشفاً، فصاد بالأمس خشف هذه الظبية، ولم تكن قد أرضعته، وإنّها تسأل أن نحمله إليها لترضعه وتردّه عليه.
فأرسل علي بن الحسين (عليه السلام) إلى الصيّاد فأحضره وقال له: إنّ هذه الظبية تزعم أنّك أخذت خشفاً لها، وأنّها لم تسقه لبناً منذ أخذته، وقد سألتني أن أسألك أن تتصدّق به عليها. فقال: يا ابن رسول الله لست أستجرئ على هذا.
قال: إنّي أسألك أن تأتي به إليها لترضعه وتردّه إليك. ففعل الصيّاد. فلمّا رأته همهمت ودموعها تجري، فقال علي بن الحسين (عليه السلام) للصيّاد: بحقّي عليك إلاّ وهبته لها. فوهبه لها فانطلقت مع الخشف وهي تقول: أشهد أنّك من أهل بيت الرحمة، وأنّ بني أُميّة من أهل بيت اللعنة.
المعجزة الخامسة
روى بكر بن محمّد، عن محمّد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: خرج أبي في نفر من أهل بيته وأصحابه إلى بعض حيطانه، وأمر باصلاح سفرة، فلمّا وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يتبغم، فدنا من أبي، فقالوا : يا ابن رسول الله ما يقول هذا الظبي؟
قال: يشكو أنّه لم يأكل منذ ثلاث شيئاً، فلا تمسّوه حتّى أدعوه ليأكل معنا. قالوا: نعم. فدعاه، فجاء يأكل معهم، فوضع رجل منهم يده على ظهره فنفر، فقال أبي: ألم تضمنوا لي أنّكم لا تمسّوه؟! فحلف الرجل أنّه لم يرد به سوءاً، فكلّمه أبي وقال للظبي: ارجع فلا بأس عليك. فرجع يأكل حتّى شبع، ثمّ تبغم وانطلق. فقالوا: يا ابن رسول الله ما قال الظبي؟ قال: دعا لكم بالخير وانصرف.
المعجزة السادسة
إنّ أبا خالد الكابلي كان يخدم محمّد بن الحنفية دهراً، وما كان يشكّ أنّه إمام، حتّى أتاه يوماً فقال: إنّ لي حرمة، فأسألك برسول الله وبأمير المؤمنين إلاّ أخبرتني: أنت الإمام الذي فرض الله طاعته؟ فقال: عليّ، وعليك، وعلى كلّ مسلم الإمام علي بن الحسين.
فجاء أبو خالد إلى علي بن الحسين (عليه السلام)، فلمّا سلّم عليه قال له: مرحباً بك يا كنكر، ما كنت لنا بزوّار! ما بدا لك فينا؟ فخرّ أبو خالد ساجداً لله تعالى لما سمعه منه، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتّى عرفت إمامي.
قال: كيف عرفت؟ قال: إنّك دعوتني باسمي الذي سمّتني به أُمّي، ولقد كنت في عماء من أمري، ولقد خدمت محمّد بن الحنفية عمراً، فناشدته اليوم: أنت إمام؟ فأرشدني إليك فقال: هو الإمام عليّ، وعليك، وعلى الخلق كلهم. فلمّا دنوت منك سمّيتني باسمي الذي سمّتني به أُمّي، فعلمت أنّك الإمام الذي فرض الله عليّ وعلى كلّ مسلم طاعته.
وقال: ولدتني أُمّي فسمّتني وردان فدخل عليها والدي وقال: سمّيه كنكر. ووالله ما سمّاني به أحد من الناس - إلى يومي هذا - غيرك، فأشهد أنّك إمام مَن في الأرض، وإمام مَن في السماء.
المعجزة السابعة
روي عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: خدم أبو خالد الكابلي، علي بن الحسين (عليهما السلام) برهة من الزمان، ثمّ شكا شدّة شوقه إلى والديه، وسأله الأذن في الخروج إليهما.
فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): يا كنكر إنّه يقدم علينا غداً رجل من أهل الشام له قدر وجاه ومال، ومعه ابنة له قد أصابها عارض من الجن، وهو يطلب معالجاً يعالجها، ويبذل في ذلك ماله، فإذا قدم فصر إليه أوّل الناس، وقل له: أنا أعالج ابنتك بعشرة آلاف درهم. فإنّه يطمئن إلى قولك، ويبذل لك ذلك، فلمّا كان من الغد قدم الشامي ومعه ابنته وطلب معالجاً.
فقال له أبو خالد: أنا أُعالجها على أن تعطيني عشرة آلاف درهم على أن لا يعود إليها أبداً. فضمن أبوها له ذلك. فقال أبو خالد لعليّ بن الحسين (عليه السلام)، فقال (عليه السلام): يا خالد إنّه سيغدر بك.
قال: قد ألزمته المال. قال: فانطلق، فخذ بإذن الجارية اليسرى وقال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين: أخرج من بدن هذه الجارية، ولا تعد إليها. ففعل كما أمره، فخرج عنها، وأفاقت الجارية من جنونها، وطالبه بالمال فدافعه فرجع إلى علي بن الحسين (عليه السلام).
فقال له: يا أبا خالد ألم أقل لك أنّه يغدر؟! ولكن سيعود إليها غداً، فإذا أتاك فقل: إنّما عاد إليها لأنّك لم تف بما ضمنت لي، فإن وضعت عشرة آلاف درهم على يد علي بن الحسين (عليه السلام) عالجتها على أن لا يعود إليها أبداً.
فلمّا كان بعد ذلك أصابها من الجن عارض، فأتى أبوها إلى أبي خالد، فقال له أبو خالد: ضع المال على يد علي بن الحسين (عليه السلام) فإنّي أُعالجها على أن لا يعود إليها أبداً.
فوضع المال على يدي علي بن الحسين (عليه السلام)، وذهب أبو خالد إلى الجارية وقال في أذنها كما قال أوّلاً، ثمّ قال: إن عدت إليها أحرقتك بنار الله. فخرج وأفاقت الجارية ولم يعد إليها، فأخذ أبو خالد المال وأذن له في الخروج إلى والديه، فخرج بالمال حتّى قدم على والديه.
المعجزة الثامنة
روى أبو بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما أوصى به إليّ أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) أن قال: يا بني إذا أنا مت فلا يلي غسلي غيرك، فإنّ الإمام لا يغسّله إلاّ إمام مثله. واعلم يا بني أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلى نفسه، فامنعه، فإن أبى فدعه، فإن عمره قصير.
قال الباقر (عليه السلام): فلمّا مضى أبي ادّعى عبد الله الإمامة فلم أنازعه، فلم يلبث إلاّ شهوراً يسيرة حتّى قضى نحبه.
المعجزة التاسعة
إنّ حمّاد بن حبيب الكوفي القطّان قال: خرجنا سنة حجّاجاً فرحلنا من زبالة فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة، فتقطّعت القافلة، فتهت في تلك البراري، فانتهيت إلى واد قفر، وجنّني الليل، فآويت إلى شجرة، فلمّا اختلط الظلام إذا أنا بشاب عليه أطمار بيض، قلت: هذا ولي من أولياء الله متى ما أحسّ بحركتي خشيت نفاره، فأخفيت نفسي فدنا إلى موضع، فتهيّأ للصلاة، وقد نبع له ماء، ثمّ وثب قائماً يقول: يا مَن حاز كلّ شئ ملكوتاً، وقهر كلّ شئ جبروتاً، صلّ على محمّد وآل محمد، وأولج قلبي فرح الاقبال إليك، وألحقني بميدان المطيعين لك.
ودخل في الصلاة، فتهيّأت أيضاً للصلاة، ثمّ قمت خلفه، وإذا بمحراب مثل في ذلك الوقت قدّامه، وكلّما مرّ بآية منها الوعد والوعيد يردّدها بانتحاب وحنين، فلمّا تقشّع الظلام قام، فقال: يا مَن قصده الضالون فأصابوه مرشداً، وأمه الخائفون فوجدوه معقلاً، ولجأ إليه العائدون فوجدوه موئلاً.
متى راحة مَن نصب لغيرك بدنه؟! ومتى فرح مَن قصد سواك بهمّته؟! إلهي قد انقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطراً، ولا من حياض مناجاتك صدراً، صلّ على محمّد وآل محمّد، وافعل بي أولى الأمرين بك.
ونهض فعلقت به، فقال: لو صدق توكّلك ما كنت ضالاً، ولكن اتبعني واقف أثري. وأخذ بيدي، فخيل إلي أن الأرض تميد من تحت قدمي. فلمّا انفجر عمود الصبح قال: هذه مكّة. فقلت: مَن أنت بالذي ترجوه؟ فقال: أما إذا أقسمت، فأنا علي بن الحسين.
المعجزة العاشرة
إنّ علي بن الحسين (عليه السلام) حجّ في السنة التي حجّ فيها هشام بن عبد الملك وهو خليفة، فاستجهر الناس منه (عليه السلام) وتشوفوا له وقالوا لهشام: مَن هو؟ قال هشام: لا أعرف. لئلا يرغب فيه، فقال الفرزدق - وكان حاضرا -: بل أنا أعرفه: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ** والبيت يعرفه والحل والحرم إلى آخرها .
فبعثه هشام، وحبسه، ومحا اسمه من الديوان، فبعث إليه علي بن الحسين (عليهما السلام) بصلة، فردّها، وقال: ما قلت ذلك إلاّ ديانة. فبعث بها إليه أيضاً، وقال: شكر الله لك ذلك. فلمّا طال الحبس عليه - وكان يوعده بالقتل - شكى إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فدعا له فخلّصه الله، فجاء إليه وقال: يا بن رسول الله، إنّه محا اسمي من الديوان.
فقال: كم كان عطاؤك؟ قال: كذا. فأعطاه لأربعين سنة، وقال (عليه السلام): لو علمت أنّك تحتاج إلى أكثر من هذا لأعطيتك. فمات الفرزدق بعد أن مضى أربعون سنة.
ـــــــــ
1. اُنظر: الخرائج والجرائح 1/255.
| |
|
عاشق الحسين مشرف المنتدى الاسلامي
رقم العضوية : 7 العمر : 43 عدد المساهمات : 1651 الدولة : المهنة : مزاجي : صورة mms :
| موضوع: رد: سيرة الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السّلام الثلاثاء 12 أبريل 2011 - 13:09 | |
| عتق الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) للعبيد
كان الإمام ( عليه السلام ) دائم العتق للعبيد في سبيل الله ، فقد روي أنه ( عليه السلام ) كان بين الآونة والاخرى ، يجمع عبيده ويطلقهم ، ويقول لهم : عفوت عنكم فهل عفوتم عني ؟ فيقولون له : قد عفونا عنك ياسيدي وما أسأت .
فيقول لهم الإمام ( عليه السلام ) : ( قولوا اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا ، واعتقه من النار كما اعتق رقابنا من الرق ) .
فيقولون : اللهم آمين رب العالمين .
شهادة الإمام عليّ زين العابدين(عليه السلام)(1) اسمه ونسبه(عليه السلام)
الإمام عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام). كنيته(عليه السلام)
أبو محمّد، أبو الحسن، أبو الحسين، أبو القاسم... . ألقابه(عليه السلام)
زين العابدين، سيّد العابدين، السجّاد، ذو الثفنات، إمام المؤمنين، الزاهد، الأمين، المُتهَجّد، الزكي... وأشهرها زين العابدين. تاريخ ولادته(عليه السلام) ومكانها
5 شعبان 38ﻫ، المدينة المنوّرة. أُمّه(عليه السلام) وزوجته
أُمّه السيّدة شاه زنان بنت يَزدَجُرد بن شهريار بن كسرى، ويُقال إنّ اسمها: شهر بانو، وزوجته السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام). مدّة عمره(عليه السلام) وإمامته
عمره 57 سنة، وإمامته 35 سنة. حكّام عصره(عليه السلام) في سِنِي إمامته
يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك. الإمام(عليه السلام) والوليد بن عبد الملك
تأزّم الوضع بعد موت عبد الملك بن مروان واستلام الوليد ابنه زمام الأُمور، حيث بقي الإمام زين العابدين(عليه السلام) مواصلاً لخطواته الإصلاحية بين صفوف الأُمّة الإسلامية، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر.
ممّا أقضّ مضاجع قادة الحكم الأُموي؛ بسبب عدم تمكُّنهم من الاستمرار في أهدافهم التحريفية للرسالة الإلهية.
وقد كان الوليد من أحقد الناس على الإمام(عليه السلام)، لأنّه كان يرى أنّه لا يتمّ له الملك والسلطان مع وجود الإمام(عليه السلام)، الذي كان يتمتّع بشعبية كبيرة، حتّى تحدّث الناس بإعجاب وإكبار عن علمه وفقهه وعبادته.
وعجّت الأندية بالتحدّث عن صبره وسائر ملكاته(عليه السلام)، واحتلّ مكاناً كبيراً في قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد مَن يحظى برؤيته، ويتشرّف بمقابلته، والاستماع إلى حديثه.
وقد شقّ على الأُمويين عامّة هذا الموقع المتميّز للإمام(عليه السلام)، وأقضّ مضاجعهم.
ونقل ابن شهاب الزهري أنّ الوليد قال: «لا راحة لي وعليّ بن الحسين موجود في دار الدنيا»(2)، فأجمع رأيه على اغتيال الإمام(عليه السلام) والتخلّص منه. تاريخ شهادته(عليه السلام) ومكانها
25 محرّم 94ﻫ، وقيل: 12 محرّم، المدينة المنوّرة. سبب شهادته(عليه السلام)
أرسل الخليفة الأُموي الوليد بن عبد الملك سمّاً قاتلاً من الشام إلى عامله على المدينة، وأمره أن يدسّه للإمام(عليه السلام)، ونفّذ عامله ذلك.
فسمت روح الإمام(عليه السلام) العظيمة إلى خالقها، بعد أن أضاء آفاق هذه الدنيا بعلومه، وعباداته، وجهاده، وتجرّده من الهوى. دفنه(عليه السلام)
تولّى الإمام محمّد الباقر(عليه السلام) تجهيز جثمان أبيه(عليه السلام)، وبعد تشييع حافل لم تشهد المدينة نظيراً له، جيء بجثمانه الطاهر إلى مقبرة البقيع في المدينة المنوّرة، فدُفن بجوار قبر عمّه الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام). بكاء الإمام الباقر عليه(عليه السلام)
قال جابر الجعفي: «لمّا جرّد مولاي محمّدُ الباقر، مولاي عليّ بن الحسين ثيابه ووضعه على المغتسل، وكان قد ضرب دونه حجاباً سمعته ينشج ويبكي حتّى أطال ذلك، فأمهلته عن السؤال حتّى إذا فرغ من غسله ودفنه، فأتيت إليه وسلّمت عليه وقلت له: جُعلت فداك مِمَّ كان بكاؤك وأنت تغسل أباك ذلك حزناً عليه؟
قال: لا يا جابر، لكن لمّا جرّدت أبي ثيابه ووضعته على المغتسل رأيت آثار الجامعة في عنقه، وآثار جرح القيد في ساقيه وفخذيه، فأخذتني الرقّة لذلك وبكيت»(3).
قال الشيخ علي التاروتي:
مالي أراك ودمع عينك جامد ** أوَ ما سمعت بمحنة السجّاد
قلبوه عن نطع مسجّى فوقه ** فبكت له أملاك سبع شداد
ويصيح وا ذلّاه أين عشيرتي ** وسراة قومي أين أهل ودادي
منهم خلت تلك الديار وبعدهم ** نعب الغراب بفرقة وبعاد
أترى يعود لنا الزمان بقربكم ** هيهات ما للقرب من ميعاد
وقال الشيخ عبد المنعم الفرطوسي(رحمه الله) بالمناسبة:
قرحت جفونك من قذى وسهاد ** إن لم تفض لمصيبة السجّاد
فأسل فؤادك من جفونك أدمعا ** وأقدح حشاك من الأسى بزناد
واندب إماماً طاهراً هو سيّد ** للساجدين وزينة العباد
ما أبقت البلوى ضنا من جسمه ** وهو العليل سوى خيال بادي
إلى أن قال:
أودى به فجنى وليد أُميّة ** وهو الخبث على وليد الهادي
حتّى قضى سمّاً وملأ فؤاده ** ألم تحز مداه كلّ فؤاد
ــــــــــــــــ
1. للمزيد اُنظر: أعيان الشيعة 1/629.
2. نظريات الخليفتين 2/156، عن تاريخ دمشق، ترجمة علي بن الحسين.
3. موسوعة شهادة المعصومين 3/60.
بقلم : محمد أمين نجف | |
|