إيران تهاجم حكام الخليج وتؤيد معارضة اليمن برفض المبادرة
الجمعة, 15-إبريل-2011 - 12:31:36
نبأ نيوز- طهران -
كتب وزير الخارجية الايراني السابق منوجهر متكي، مقالة في صحيفة «كيهان» اليمينية المتشددة، تحت عنوان «السادة في مجلس التعاون، ستغرقون في هذا التسونامي»، موجها الانتقاد الى الحكومات الخليجية بسبب ما اسماه «تعاطيها السياسي والامني مع الثورات الدينية الشعبية لجماهير الدول العربية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا».
وأيد متكي رفض قوى المعارضة اليمنية مبادرة الوساطة الخليجية بشأن الأزمة السياسية والتي تمخضت عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الاثنين الماضي بالرياض.
وانتقد بشدة المبادرة لاسيما البند القائل بنقل الرئيس علي عبد الله صالح صلاحياته إلى نائبه- وليس بتنحيه فوريا كما كانت تتبناه "مبادرة" قطر.
وقال متكي «ايها السادة في مجلس التعاون، ان للشعب اليمني وحده الحق في اختيار من يضعه على سدة الحكم، ان هذا الشعب عازم على وضع حد للنظام الذي حكم البلاد 32 عاماً، فلم انتم تتدخلون في الشأن الداخلي لليمن».
واضاف «ان مجلس التعاون ما زال يعتقد ان في وسع اميركا والغرب، اخراجه من الازمات التي تواجه انظمته، في حين ان الشعوب في دول مجلس التعاون تضع اميركا واوروبا في خانة المتهمين، وهذه الشعوب تقف اليوم مقابل هذه القوى».
ودعا دول مجلس التعاون الى استيعاب التحركات الاحتجاجية. وقال «ان الوقوف في وجه المطالبات الحقة للشعوب ليس مجديا، فهذا التسونامي الاجتماعي الذي هب من محيط شعوب المنطقة لن يتوقف حتى تشكل هذه الشعوب النظام الجديد المتمخض عن ارادتها وعقيدتها الاسلامية، وان كل من يحاول الوقوف في وجه الارادة الالهية للشعوب سيكون الهلاك نصيبه».
وكانت قد أعلنت المعارضة اليمنية أمس رسميا –بعد تخبط وتضارب وانقسام وارتباك-رفضها لمبادرة الوساطة الخليجية المقدمة من وزراء خارجية دول "التعاون" الذي عقد لاثنين الفائت في الرياض، واشترطت قوى المعارضة لمشاركتها بموجب المبادرة في مباحثات بالسعودية مع السلطة باليمن السبت المقبل، أن يكون أساسها بنود المبادرة السابقة المعلنة في 3 ابريل -وهي المبادرة التي أعلنتها قطر عبر وزير خارجيتها وفضائيتها "الجزيرة"والتي تنص على الرحيل الفوري للرئيس صالح - وليس على أساس المبادرة الخليجية التي أعلن عنها وزراء خارجية دول مجلس التعاون لاحقا والتي تدعو الرئيس صالح لنقل صلاحياته إلى نائبه.
وفي اخر كلام لتكتل احزاب المشترك المعارضة قال رئيسه الدوري الدكتور ياسين سعيد نعمان بعد ساعات من تصريحات معلنة بالرفض مساء أمس، إن اللقاء المشترك لم يؤكد مشاركته في المحادثات التي من الممكن أن تبدأ يوم السبت المقبل في الرياض حتى يتسلم رداً من سفراء دول الخليج في صنعاء على استفسارات طلبها المشترك لتوضيح بعض بنود المبادرة الجديدة التي أُعلنت في بيان ختامي لاجتماع وزراء خارجية دول الخليج الذي عقد الاثنين الفائت في الرياض.
وأكد ياسين سعيد نعمان إن المعارضة منحت صالح مهلة أسبوع للتنحي، وقال إن مبادرة 3 ابريل كانت تلبي المطالب الاساسية للقوى السياسية في اليمن بما فيها الشباب، لكن الأخيرة الصادرة عن اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون تحتوي على كثير من الالتباس والغموض، وتضمنت قضايا لم تلبي ما جاء في المبادرة السابقة.
وسبق نعمان بساعات في رفض المبادرة الخليجية وكذا رفض حضور محادثات الرياض الدكتور محمد المتوكل وهو أحد زعماء تكتل أحزاب المشترك المعارضة البارزين، حيث اكد في تصريح نقلت "رويتر" ان المعارضة تؤكد مجددا الحاجة للاسراع بعملية تنحي صالح في غضون أسبوعين ولذا فانها لن تذهب للرياض.
واجتمعت شخصيات معارضة مع سفراء السعودية وسلطنة عمان والكويت أمس الاول للحصول على ايضاح بشأن فهم مجلس التعاون الخليجي "لانتقال السلطة" حيث اشار البعض الى ان المحادثات يمكن ان تبدأ السبت.
غير ان المتوكل قال ان المعارضة لم تجد في الايضاحات التي طرحها السفراء اي شيء يلبي طلبها بتنحي صالح فورا. وأضاف انه لم يكن هناك شيء جديد من سفراء مجلس التعاون الخليجي.
وطبقا لـ"رويترز" لم يتوفر لدى متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أي تعقيب ولا لدى مسؤول بمجلس التعاون الخليجي.
وفي الوقت الذي رفضت فيه أحزاب المعارضة الرئيسية "اللقاء المشترك "التعامل بايجابية مع المبادرة الخليجية، وأبدت تماطلا واضحاً وحججاً لرفض قبولها، أفادت مصادر رسمية في اليمن أن الجانب الحكومي استكمل تسمية أعضاء الوفد الممثل له في المحادثات الذي دعت لها دول مجلس التعاون الخليجي لتكون في الرياض بموجب وساطة مبادرتها التي أعلنتها في ختام اجتماع وزراء خارجيتها الاخير .
وأفادت ذات المصادر بأن الوفد الحكومي تم تشكيله على مستوى رفيع ويضم شخصيات كبيرة وهامة من المسئولين البارزين في الدولة وفي المؤتمر الشعبي العام الحاكم –دون إيضاح مزيد من التفاصيل.
من جهته، قال المتحدث باسم الحزب الحاكم طارق الشامي عن قرار المعارضة برفض الانضمام إلى المحادثات إن في هذا دليل على ان المعارضة لا تريد الحوار أو الحلول السلمية، واتهمها بمحاولة الوصول إلى السلطة من خلال الفوضى. حسبما نقلته رويترز.
وكان الرئيس صالح قد قبل مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي واطار عمل المحادثات بالسعودية ،في حين رحب اللواء المنشق علي محسن وهو لاعب رئيسي اخر وقريب للرئيس صالح تحمي وحداته المعارضين والمحتجين في صنعاء بخطة مجلس التعاون الخليجي. ودعا القوى السياسية إلى التعامل مع المبادرة بإيجابية حرصاً على مصلحة البلاد وتجنيبها الفتن والتناحر .
والمبادرة الخليجية نصت على ان يعلن رئيس الجمهورية نقل صلاحياته إلى نائب رئيس الجمهورية وان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة ، لتسيير الأمور سياسياً وأمنياً واقتصادياً ووضع دستور وإجراء الانتخابات.
ولأجل ذلك دعت دول الخليج في المبادرة "الحكومة اليمنية وأطراف المعارضة للاجتماع في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق المبادئ التالية:"أن يؤدي الحل الذي سيفضي عن هذا الاتفاق إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره. وأن يلبي الاتفاق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح.إلى جانب أن يتم انتقال السلطة "بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني، وأن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، وأن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض."
المصدر// نبأ نيوز