أيــضرم النـار بـباب دارهــا قصيدة الشيخ محمد حسين الاصفهانى الغروي النجفي
قال الشيخ محمد حسين الاصفهانى الغروي النجفي ( ره ) المتوفى سنة 1361 هـ
أيــضرم النـار بـباب دارهــا * وآيــة النـور عــلى مــنارها
وبــابها بـاب نــبيّ الرحــمة * وبــاب أبــواب نــجاة الامّـة
بـل بـابها بـاب العـليّ الأعـلى * فــثم وجــه الله قــد تــجلّى
مـا اكـتسبوا بـالنار غـير العـار * ومــن ورائـه عــذاب النــار
مـا أجـهل القـوم فـإنّ النـار لا * تـطفيء نـور الله جـلّ وعـــلا
لكـنّ كسـر الضـلع لـيس ينجبر * إلا بـصمصام عــزيز مـــقتدر
إذ رضّ تـلك الأضـلع الزكــيّة * رزيّـــة لا مـــثلها رزيّـــة
ومــن نـبوع الدم مـن ثـدييها * يـعرف عـظم مـا جـرى عـليها
وجــاوزوا الحـدّ بـلطم الخـدّ * شـلّت يـد الطــغيان والتــعدّي
فـاحمرّت العـين وعـين المعرفة * تذرف بالدمع عـلى تـلك الصــفة
ولا تـزيل حـمرة العـين سـوى * بيض السيوف يـوم يـنشر اللـوى
وللســياط رنّـة صــداهــا * في مسـمع الدهـر فـما أشــجاها
والأثـر البـاقي كـمثل الدمـلج * في عضد الزهـراء أقـوى الحـجج
ومـن سـواد متنها اسـودّ الفضا * يـا سـاعد الله الإمــام المـرتضى
ووكـز نـعل الســيف فـي جـنبيها * أتـى بكــلّ مــا أتــى عـليها
ولست أدري خـــبر المســــمار * سـل صـدرها خـزانـة الأسـرار
وفـي جـنين المجد مـا يدمي الحشى * وهل لهـم اخـفاء أمـر قـد فشـى
والبــاب والجـــدار والدمـــاء * شــهود صــدق مـا بـه خـفاء
لقـد جـنى الجـاني عــلى جـنينها * فـاندكّت الجـبال مــن حــنينها
أهكــذا يــصنع بــابنة النــبّي * حرصاً عـلى المـلك فـيا للـعجب
أتــمنع المكـــروبة المــفروحة * عن البكـاء خـوفاً مـن الفـضيحة
تــالله يـنبغي لهــا تبكي دمـــا * مــا دامت الأرض ودارت السـما
لفــقد عــزّها أبـــيها السـامي * ولاهـــتضامها وذل الحـــامي
أتســـتباح نـــحلة الصـــدّيقة * وارثـها مــن أشـرف الخــليقة
كــيف يـــردّ قــولها بــالزور * اذ هـــو ردّ أيــة التـــطهير
أيــؤخذ الديــن مـن الأعـرابـي * ويـنبذ المـنصوص فــي الكـتاب
فـاستلبوا مـــا مــلكت يــداهـا * وارتكــبوا الخـــزية مــنتهاها
يـا ويـلهم قــد سألوهــا البــيّنة * عـلى خـــلاف الســنّة المـبيّنة
وردّهـــم شـــهادة الشــــهود * أكـبر شــاهد عــلى المــقصود
ولم يكــن سـدّ الثـغور غـــرضا * بـل سـدّ بـابها وبـاب المـرتضى
صـدّوا عـن الحـقّ وسـدّوا بــابه * كأنّــهم قـد آمنـــوا عــذابـه
أبـضعة الطـهر العــظيم قــدرها * تــدفن ليـلاً ويـعفى قــــبرها
مــا دفـنت ليــلاً بســتر وخـفا * إلا لوجــدها عــلى أهـل الجـفا
مــا ســمع السـامع فـيما سـمعا * مـــجهولة بــالقدر والقـبر مـعا
يـا ويـلهم مـــن غـضب الجـبّار * بـــظلمـهم ريــحانة المــختار
تحياتي واحترامي لكم جميعا