وثائق سرية امريكية جديدة حول صدام حسين
صدام حسين في الوثائق السرية الأميركية
قوقاز نيوز
كشفت وزارة الخارجية الأميركية، هنا في واشنطن، مؤخراً، الوثائق السرية للعلاقات مع العراق خلال السنوات : 1970 و 1971 و 1972.
وثائق السنة الأولى عن حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي بدأ يحكم العراق قبل ذلك بأربع سنوات. وعن عداء أميركا الواضح والمباشر به ولأفكاره ولقادته. وعن أهداف حزب البعث لتحقيق الثورة الاشتراكية والقومية العربية. وعن مطامع العراق التوسّعية، خاصة في الدول الخليجية.
وثائق السنة الثانية عن ظهور صدام حسين، من وراء الرئيس العراقي أحمد حسن البكر. وعن سجل صدام الدموي وتصفيته لأعدائه وتحالفه مع روسيا، وتهديد المصالح الأميركية في المنطقة.
وثائق السنة الثالثة عن مبادرات صدام حسين لتحسين العلاقات مع أميركا. وعن عروض شراء القمح الأميركي والطائرات الأميركية.
من مقتطفات وثائق السنة الأولى :
إسرائيل والأكراد
من : القنصل الأميركي، الظهران
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 14/3/1970
"رغم أني أعمل الآن هنا في السعودية، فعندي تجارب من العمل في مشكلة أكراد العراق. لهذا أود أن تسمحوا لي بتقديم الملاحظات الآتية :
أولاً : علينا أن نتذكر أن شاه إيران هو الذي شجع أكراد العراق على التمرد على الحكومة العراقية، رغم أن الشاه الآن، نفسه، يقول لنا أن أكراد إيران، أصبحوا مشكلة بالنسبة له.
ثانياً : علينا أن نلاحظ أن إسرائيل أيّدت شاه إيران في محاولات إثارة أكراد العراق، وذلك بتقديم السلاح والتدريب والطعام.
ثالثاً : مسؤول الشرق الأدنى في وزارة الخارجية فشل في إبلاغ سفيرنا في طهران أن يقابل شاه إيران ويحذره من سياسة إثارة أكراد العراق…".
تصفية الديبلوماسيين
من : السفير الأميركي، بروكسل
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ 19/1/1970
"هاشم خليل، السفير العراقي في بروكسل، تسلّم منصبه قبل خمسة عشر شهراً فقط. لكن طلب منه أن يعود إلى بغداد. واستدعي للعودة إلى بغداد، أيضاً، سفراؤها في روما، مدريد وطوكيو. بعضهم عاد، وبعضهم رفض، خوفاً مما سيحدث لهم.
السفير في مدريد رفض العودة، والشيء المؤكد هو أن عودته ستسبب له مشاكل. إنه عبد الرحمن الداود، الذي كان قائداً للحرس الخاص للرئيس عبد السلام عارف، ثم ساعد البعثيين على السيطرة على الحكم وأصبح وزيراً للدفاع في حكومة الرئيس أحمد حسن البكر.
لكن البعثيين، بعد ثلاثة عشر يوماً من تعيينه وزيراً للدفاع، تخلصوا منه وعيّنوه سفيراً في مدريد. والآن طلبوا منه العودة، وهو رفض.
ويبدو أن الحكومة العراقية تريد أن يكون السفراء أعضاء في حزب البعث الحاكم. لكن هذه السياسة ستكون على حساب ديبلوماسيين مؤهلين وأكفاء، مثل السفير هاشم خليل".
الشيوعيون والبعثيون
من : السفير الأميركي، موسكو
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 6/4/1970
"يفجيني بريماكوف، مسؤول الشرق الأوسط في جريدة "برافدا" (بعد أكثر من عشرين سنة من ذلك التاريخ أصبح وزيراً للخارجية، ثم رئيساً للوزراء) كتب عن العراق، واقترح التحول من مرحلة سيطرة البعثيين التقدميين على الحكم، إلى مرحلة جبهة موحدة للقوى التقدمية، بما في ذلك الحزب الشيوعي العراقي.
وقال : "مشكلة الأكراد تعرقل تحول العراق نحو اليسار، وعلى الحزب الشيوعي العراقي أن يبذل جهداً أكبر لحل المشكلة".
وقال : "تجربة الحكم الذاتي للأكراد يمكن أن يستفيد منها السودان في تحديد علاقة الحكومة المركزية مع القبائل الأفريقية في الجنوب (في ذلك الوقت كان السودان، بقيادة الرئيس جعفر نميري، يميل نحو الروس) ".
وقال : "إذا حلت مشكلة الأكراد، سيقدر للعراق على توحيد صفوفه وسيشكل خطراً على إسرائيل…".
الشيوعيون العرب
"… هذا هو نفس الرأي الذي جاء في تقرير نشرته مجلة "كوميونست"، الناطقة بلسان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي.
كت فؤاد نصار، الأمين الأول للحزب الشيوعي الأردني : "جاء وقت تحويل النضال ضد الإمبريالية، المتمثلة في إسرائيل، إلى النضال ضد الرأسمالية، أيضاً".
وقال : "إذا حدث هذا، سيقدر العرب على الانتصار على الإمبريالية، والانتصار على الرأسمالية في نفس الوقت. وبهذا سيختصرون مرحلتين في طريقهم إلى مرحلة الاشتراكية".
رأينا هو أن هذه التعليقات توضح أن الروس يريدون تأسيس حكومات "قوى تقدمية" في بعض الدول العربية، مثل : العراق، سورية، لبنان ومصر. وإن هذه القوى لا بد أن تضم الحزب الشيوعي في كل بلد.
ورأينا أن هذا المخطط هو أفضل استراتيجية توصل لها الروس للتأثير في الحكومات العربية. ويخشى الروس أن يقدر العرب على الانتصار على إسرائيل بدون مساعدتهم، ثم لا يعودون بحاجة لهم. لهذا يريدون تأسيس قوى يسارية تسيطر على الدول العربية، ثم تحدد مستقبل المنطقة…".
رأي الكويتيين
من : السفير الأميركي، الكويت
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 18/4/1970
"… قابلت أمس دوبريه، السفير البلجيكي في الكويت، وقال لي الآتي : "سفارات دول المعسكر الشيوعي في العراق توزع دعايات بأن الروس وراء الاتفاقية بين حكومة البعث العراقية والأكراد، لحل مشكلتهم على أساس الحكم الذاتي".
وقال : "الشيوعيون يريدون زيادة أسهمهم في العراق وفي بقية الدول العربية".
وقال: "لكن الشيوعيين يتساءلون : لماذا لا يتجاوب معهم حزب البعث العراقي بنفس طريقة تجاوبهم هم؟ ولماذا اعتقلت حكومة البعث أربعين شيوعياً عراقياً مؤخراً؟"
وقال : "الكويتيون يقولون أن الشيوعيين لا يفهمون أن العراقيين البعثيين لن يقبلوا تلقي أوامر من أي شخص، وفي أي وقت. وأن العراقيين البعثيين يملكون قدرة خارقة علىعزل أنفسهم عن الآخرين".
واختتم السفير البلجيكي حديثه قائلاً، أنه يتفق مع الكويتيين في هذا الرأي".
فرح ديبا
مذكرة حديث
المشتركون : ارنست جرين، القنصل الأميركي في تبريز (إيران)، ومهدي رؤوفي، حاكم كردستان (إيران)د
المكان : منزل الحاكم، ساننداج (إيران)
التاريخ : 12/5/1970
"انتقد مهدي رؤوفي، حاكم كردستان، زيادة وزير الداخلية، حسن زاهدي، لمنطقته، وقال أنه لم يقض سوى ساعات قليلة، وكان يجب أن يبحث أكثر آثار الاتفاقية بين حكومة العراق والأكراد، على الجانب الآخر من الحدود الإيرانية- العراقية.
وقال، الحاكم أن فرح ديبا، امبراطورة إيران، كانت أكثر اهتماماً من وزير الداخلية بمشكلة الأكراد، وأنها زارت الحدود الإيرانية العراقية وبحثت تفاصيل مشكلة الأكراد…
وقال الحاكم أنه يود أن شاه إيران، نفسه، يهتم أكثر بمنطقة كردستان. وطلب مني أن أطلب من السفير الأميركي في طهران أن ينصح الشاه بذلك.
ونصحني بأننا يجب ألاّ نخفض وجودنا في إيران، وأن الوجود الأميركي ضروري لإيران. وحذر من إهمال مشكلة أكراد إيران، خاصة بعد الاتفاقية بين حكومة العراق وأكراد العراق.
وقال أنه هو، نفسه، كردي، وأنه فخور بذلك، وأن أكراد إيران أحسن الأكراد…".
الشركات الأميركية
من : السفير الأميركي، بيروت
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 2/7/1970
"الرئيس العراقي أحمد حسن البكر ألقى خطاباً قال فيه، إن هناك شركات أجنبية تتآمر ضد العراق وتستنزف أمواله وثرواته. وأشار إلى تخريب متعمّد في منجم الفوسفات في كركوك وفي مصنع السماد شمال بغداد وقال، إن بعض الماكينات فيها عيوب مقصودة. واتهم من أسماهم "العناصر المضادة للثورة" و "الخونة".
الرئيس البكر لم يذكر اسم أي شركة، لكن ليس سراً أن منجم الفوسفات تديره شركة بارسون الأميركية، عن طريق فرعها البريطاني، وهم المقاولون، مع شركة إيطالية تشرف على التصميم.
ونحن نقترح على وزير الخارجية الاتصال مع شركة بارسون حول هذه الاتهامات، وإبلاغهم أن اتهامات الرئيس العراقي خطيرة جداً…".
يهود العراق
من : السفير الأميركي، الأمم المتحدة، نيويورك
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ 14/7/1970
"اجتمعت مع جينور جاكوبسون، مدير منظمة "هياس" (اليهودية) وتفيق رابي، أميركي ولد في العراق (يهودي) عن موضوع يهود العراق.
قالا أن يهود العراق يعانون من التفرقة والاضطهاد والفقر، وأنه لم يبق في العراق سوى ألفي يهودي.
وقالا أن هناك عائلة يهودية هربت بالبغال وعلى الأرجل إلى إيران، في رحلة استغرقت خمسة أيام. ومن إيران سافرت إلى إيطاليا.
وقالا أنهما يشكران حكومة كندا لأنها ترحب بهجرة يهود العراق إليها، وإن كندا كانت أبلغت حكومة العراق باهتمامها بموضوع يهود العراق.
وقالا أن دولاً أخرى، مثل : فرنسا، إسبانيا وهولندا تستقبل يهود العراق. واقترحا أن تزيد الحكومة الأميركية من اهتمامها بهم…".
أمن الخليج
من : السفير الأميركي،طهران
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 21/7/1970
"تحدث الرئيس العراقي أحمد حسن البكر، في عيد الثورة العراقية، واقترح تأسيس حلف خليجي للمحافظة على أمن الخليج. وعلقت على ذلك الصحف الإيرانية في حملة إعلامية عنيفة :
قالت صحيفة : "البكر برهن، مرة أخرى، على أنه لا يملك مقدرة بعد التفكير والتحليل السياسي، والاقتراح الذي قدمه دليل على جهله التام". وقالت صحيفة أخرى : "العراق يريد أن يرث الاستعمار البريطاني في الخليج". وقالت أخرى: "على العراق أن يفهم واحداً من أهم دروس القرن العشرين، وهو أن سقوط الإمبراطورية البريطانية في الخليج ليس معناه أن نظاماً عراقياً ديكتاتورياً بعثياً مؤهلاً الإحلال محلها".
وقالت أخرى : "الحلف الخليجي الحقيقي المطلوب هو حلف ضد مطامع العراق التوسعية في الخليج…".
عبد الله بشارة
من : السفير الأميركي، الكويت
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ 22/7/1970
"عبد الله بشارة، مدير مكتب الشيخ الصباح، عاد من العراق مؤخراً بعد زيارة رسمية، وقال أنه غير راضٍ عما رأى هناك :
قال : "كل حكومات العراق منذ ثورة سنة 1958 فشلت في حل مشاكل العراق، وحكومة حزب البعث الحالية ليس عندها غير الشعارات والنظريات والدعايات. وأنها تقضي كل وقتها للمحافظة على أمنها، وللبحث عمن يتآمر ضدها".
قال : "خطاب الرئيس العراقي البكر الذي أغضب الإيرانيين ليس، في الحقيقة، خطاباً قاسياً. لهجة الخطاب كانت ودية. والخطاب رحب بوساطة دولية لتحديد مستقبل شط العرب الذي تتنازع عليه إيران والعراق، ورحب بإطاعة أي قرار تصدره محكمة العدل الدولية…".
الكويت ترفض
من : السفير الأميركي، الكويت
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 23/7/1970
"وزير الخارجية الكويتي بالإنابة، العتيقي، رد سريعاً، وفي حدة، على اقتراح الرئيس العراقي البكر بتأسيس حلف دفاعي خليجي. وبعد اجتماع لمجلس الوزراء الكويتي، قال للصحافيين الآتي : "الكويت لا تؤمن بضرورة تأسيس حلف دفاعي خليجي".
وقال : "الكويت، السعودية والعراق، وغيرها من الدول الخليجية، أعضاء في جامعة الدول العربية، وقعت على اتفاقية الدفاع العربي المشترك. وهذه تكفي لتشكيل دفاع عربي موحد ضد أي عدوان خارجي".
وقال : "الكويت لا تؤمن بسياسة الأحلاف".
ورأينا هو أن هذا الرد القاسي على العراق ليس رداً طبيعياً أو عادياً، خاصة أن الكويت تعودت على التعامل مع العراق في ليونة ورفق.
ويدور في الكويت الآن نقاش لتفسير هذه الخشونة الكويتية، وهناك من يقول أن السبب هو أن الرئيس العراقي سيتحدث في مؤتمر صحافي قريباً، وأن الكويت تريد أن ترى ما سيقول رداً على ردها الخشن، ثم، بعد ذلك، تضع ملامح سياستها…".
عبد الناصر
من : قسم المصالح الأميركية، القاهرة
إلى : وزير الخارجية
التاريخ : 3/8/1970
"أبرزت جريدة "الأهرام" نص رد الرئيس جمال عبد الناصر على خطاب الرئيس العراقي البكر عن ترحيب الرئيس عبد الناصر بالمقترحات التي قدمها وزير الخارجية الأميركية، روجرز، لحل مشكلة الشرق الأوسط".
"الأهرام" نشرت الرد، لكنها لم تنشر الخطاب، وقالت أن الخطاب فيه إحراجات وإساءات. ولم تقل من الذي يحرج ومن الذي يسيء، لكنها لمحت إلى أنه هو العراق.
وقال عبد الناصر في رده أنه قبل مقترحات روجرز لأنها كانت قبل قرار مجلس الأمن رقم 242، ومقترحات روجرز ليست إلاّ ترتيبات إجرائية، وتوضح إمكان وضع تفاصيل وكيفية تنفيذ القرار.
وانتقد عبد الناصر المظاهرات التي خرجت في بغداد ضده وضد مصر، وقال أن مصر فعلت في سبيل القضية العربية أكثر مما فعل العراق.
وتساءل عبد الناصر عما تقدم به العراق لمواجهة إسرائيل، وعن عدم قيام القوات العراقية المسلحة بهجوم على إسرائيل، أو وضع تحصينات عسكرية عراقية في الجبهة الشرقية. واختتم عبد الناصر خطابه بقوله، أنه لا يريد أن يسيء إلى العراق أو يقلل من قيمته وقيمة شعبه، وأن ما قاله ليس إلاّ رداً على هجوم عنيف من جانب حكومة حزب البعث العراقي…".
صدام في موسكو
من : قسم المصالح الأميركية، القاهرة
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 7/8/1970
"أمس الأول تحدث مازوروف وصدام حسين التكريتي في حفل غداء أُقيم في موسكو على شرف الوفد العراقي الزائر، ويبدو أن الزيارة لم تكن ناجحة، وأن الوفد العراقي كان يحمل مطالب لم يقبلها الروس.
تصريحات مازوروف عن العمليات الفدائية التي يقوم بها الفلسطينيون ما كانت حماسية، وكانت عكس التصريحات الأخرى من القادة الروس. ويبدو أن مازوروف كان يعكس رأياً روسياً بأنه من الخطأ السماح للفدائيين، أو للعراقيين، أن يعرقلوا مساعي السلام في الشرق الأوسط.
وتصريحات صدام حسين كانت تركز على القضية الفلسطينية، وقال أنها حجر الأساس في السياسة الخارجية العراقية. ولمح صدام حسين إلى أن على الروس أن يسيروا على نفس الخط العراقي، وأن يؤيدوا العراق في جهوده لإيجاد حل لمشكلة الشرق الأوسط.
وتحدث صدام حسين عن "نضال الشعب الروسي العملاق ضد الغزاة النازيين خلال الحرب العالمية الثانية"، وقال أنه مثل نضال الشعوب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي…". أضيفت في 6/11/2002
اميركا والبعث
كان عداء أميركا لحزب البعث ولقادته واضحا ومباشر وكانت أميركا تعارض أفكار وأهداف حزب البعث لتحقيق الثورة والاشتراكية والقومية العربية. وتراقب مطامح العراق و التوسيعة، خاصة في الدول الخليجية.وتابعت الوثائق السرية الأميركية ظهور صدام حسين، من وراء الرئيس العراقي أحمد حسن البكر. وتابعة سجل صدام حسين وتصفيته لأعدائه وكان هناك قلق أميركي واضح من تحالف صدام مع روسيا وتهديد المصالح الأميركية في المنطقة.وسجلت الوثائق السرية مبادرات صدام حسين لتحسين العلاقات مع أميركا وعروض شراء القمح الأميركي والطائرات الأميركية وهنا الحلقة الرابعة لمقتطفات من هذه الوثائق
عبد الغني الراوي
من : السفير الأميركي، طهران
إلى : وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ: 9/1/1971
"عبد الغني الراوي، نائب الرئيس العراقي السابق، عقد مؤتمرا صحافيا هنا في طهران قبل يومين، برعاية وزارة الإعلام الإيرانية، وهاجم الحكومة العراقية هجوم شديدا. قال: النظام العراقي عدو الإسلام، حليف للماركسية اللينينية، ولا يمكن لأي مسلم حقيقي أن يؤمن بهذا النظام ويثق فيه ويؤيد نشاطات البربرية والإجرامية". وقال: ليس الإسلام فقط، العقيدة البعثية لا تنتمي لأي دين أو مذهب. وهي غريبة عن كل المفاهيم الإنسانية، وعن كل تراث وأخلاق"،وقال:"حكومة العراق البعثية أساسها الخوف والجبن، وسياستها تنطق من ذلك، وتركز على حماية نفسها،وتعتمد علة دول أجنبية لحماية نفسها، ولتحقيق مطامعها…".
اغتيال حردان التكريتي
من: السفير الأميركي، الكويت
إلى : وزير الخارجية في واشنطن
التاريخ 31/3/1971
"اغتيل هنا في الكويت، صباح أمس، حردان التكريتي، نائب الرئيس العراقي السابق، على مسافة نصف ميل من سفارتنا.وهكذا شهدت الكويت أول اغتيال سياسي في تاريخها الحديث. ويعتقد الكوستسون، حكومة وشعبا، أن الاغتيال خطط في العراق ونفذ في الكويت بواسطة عملاء حكوميين عراقيين. ولا بد أن معاني وعواقب هذا ستظهر وتتطور خلال فترة من الزمن ،وسيكون لها أبعاد كثيرة . وفق معلوماتنا، أحس حردان التكريتي بآلام في المعدة فتم تحديد ميعاد صباح أمس مع اختصاصي مشهور في المستشفى الأميري. ذهب مع حردان إلى المستشفى مدحت جمعة، سفير العراق في الكويت، وكانا في السيارة السفارة الرسمية، يقودها السائق الرسمي.عندما وصلت السيارة إلى مدخل المستشفى، تقدم نحوها شخص يرتدي بذلة غربية جميلة، وفتح الباب الخلفي ليخرج حردان. وعندما بدا حردان يخرج ووضع رجله اليمنى على الأرض وانحنى برأسه، اخرج الرجل مسدسا، وأطلق النار مرتين مباشرة في رأس حردان وعندما وقع حردان أطلق الرجل طلقتين نحو قلبه وطلقة الخامسة نحو معدته…".
"السفير لم يصب "… السفير مدحت جمعة،الذي كان يجلس إلى جوار حردان لم يصب بأذى. هرب القاتل ومعه أربعة رجال يبدو أنهم كانوا جزءا من المؤتمر، ويحمل بعضهم بنادق كلاشنكوف.
وأطلق أحدهم النار على الرجل شرطة طاردهم فأصابه في قدمه. وأطلق آخر النار على مواطن مدني طاردهم فأصابه في رجله.وكان هناك رجل يتحدث في هاتف عام،واعتقد الجناة انه يستدعي الشرطة،فأطلق أحدهم النار عليه فأصابه في يده ورجله.
واتجه الجناة نحو سيارة "فيات" كانت تقف على مسافة مائة قدم من المدخل المستشفى.وفي طرقهم نحو رموا بعض أسلحتهم.عندما دخلوا كلهم السيارة، فشلو في إدارة محركها لسبب ما فأسرعوا بالخروج منها تاركين بندقية كلاشنكوف داخلها، واتجهوا نحو شاحنة في الطريق واجبروا سائقها على تركها،هربوا بها، ثم تركوها على مسافة أربعة شوارع من المستشفى واختفوا.
وأصبح واضحا أن ما حدث كان خطة دقيقة، وأنها نفذت كما حدد لها. وأن الجناة لا بد أن يكونوا خططوا لهربهم من الكويت. وعلى أي حال بدأت الشرطة الكويتية في التحقيق واعتقلت بعض الناس…".
رأي السفارة
"… هذا هو ما حدث. ورأينا أن ما حدث له أبعاد كثيرة وطويلة المدى. ويبدو حردان جاء إلى الكويت بدعوة غير رسمية لأن حكومة الكويت لم تعلن الخبر، ولأن تحركات حرادان كانت سبه سرية. وحسب معلوماتنا، أجرى حردان اتصالات مع الشيخ سعد نفسه، ومع بعض المسؤولين في الاستخبارات والأمن الكويتي. كما زار البحرين وأبو ظبي.
وسؤالنا هو إلى حكومة الكويت: لماذا جاء حردان إلى الكويت"؟
وحسب معلوماتنا،خصصت الحكومة الكويتية رجال أمن لحراسة حردان خلال زيارته، وفي كل جولاته.لكن، ولسبب ما،لم يكن هناك حرس كويتي عندما ذهب حردان إلى المستشفى،بل فقط، سفير العراقي سائق سيارة السفارة العراقية.
على حكومة الكويت أن تفسير هذا.
وحسب معلوماتنا، هناك من قال أن مدحت جمعة، السفير العراقي، كان مثل "يهوذا الاسخاريوطي" (أي انه تآمر ضد حردان).
وهناك من قال أن السفير عندما أطلق الرصاص على حردان، أصيب بذعر، وكان يصرخ ويتمتم بعبارات غير مفهومة، ونقل إلى المستشفى للعلاج من الصدمة…".
يهود العراق مجددا"
مذكرة حديث، وزارة الخارجية، واشنطن
الموضوع: يهود العراق
المشتركون من اللجنة اليهودية: رودجر ديفيس، نائب مساعد الوزير، أدوارد ابنجتون، من مكتب الشرق الأدنى.
المشتركون من اللجنة اليهودية الأميركية، هيمان يوكبايندر، ممثل اللجنة في واشنطن، زكاري شوستر، مسؤول الشؤون الأروبية في اللجنة : د.جون جروين، مسؤول في اللجنة، القاضي ثيودر تاننوولد، مسؤول في اللجنة.
التاريخ 30/4/1971
"وفد اللجنة اليهودية الأميركية هو الذي طلب زيارة الوزارة لبحث موضوع يهود العراق، وللتعليق على بعض النقط التي تحدث عنها ديفيس ، نائب مساعد الوزير عندما ألقى، أمس، خطابا في المؤتمر اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك).
تحدث أعضاء الوفد عن يهود العراق وأشاروا إلى اعتقال واحد وأربعين يهوديا عراقيا ثم إطلاق سراحهم. ويبدو أن هناك غموضا وسط أعضاء الوفد حول ذلك. قال أحدهم أن الحكومة العراقية لم تطلق سراح ثلاثة، لكن آخر قال أنها لم تطلق سراح اثنين.
وأوضح نائب مساعد الوزير انهم كلهم أطلق سراحهم. وقال أن بعض الحكومات احتجت لدى الحكومة العراقية بسبب الاعتقالات، وأن هذا كان من أسباب إطلاق سراح اليهود…"
الجهود الديبلوماسية :
"…وأشاد نائب مساعد الوزير بالجهود الديبلوماسية التي كانت سبب إطلاق سراح اليهود. وقال أن الاتصالات وراء الكواليس وعدم إصدار بيانات أو تصريحات حادة، أقتنع الحكومة العراقية التي لم تشأ إغضاب دول معنية.
وبالإضافة إلى يهود العراق، تحدث أعضاء وفد اللجنة اليهودية الأميركية عن اليهود سورية،وقالوا أن عشرين يهودياً هربوا إلى لبنان.
ورد نائب مساعد الوزير بأن الوزراء ستعمل لحل هذه المشكلة،وقال أن الرئيس السوري حافظ الأسد لأصدر بعض الإصلاحات الأمنية الداخلية،وأن هذه قد تساعد.
وسأل أحد أعضاء الوفد عما قال نائب مساعد الوزير في الخطاب الذي ألقاه أمس في المؤتمر"ايباك" أن مفاوضات ستجرى بين إسرائيل وسورية حول مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل .وقال أن هذا أول مرة يسمع فيها حديثا عن المفاوضات من مسؤول أميركي.
ورد نائب مساعد الوزير أن الذي حضروا المؤتمر ربما لم يفهموا قصده،وانه يقول أن حل مشكلة الجولان صعب بسبب موقعها الإستراتيجي…".
صدر الدين خان
من : تالكو سيلي. قسم الشرق الأدنى، وزارة الخارجية
إلى : جوزيف سيسكو، مساعد الوزير للشرق الأدنى
التاريخ 20/5/1971
"نحن حذرون جدا في معاملتنا مع الحكومة العراقية في موضوع يهودي العراق. نخشى أن يعتقد العراقيون أننا نضغط عليهم وبتالي سيرفضون تحسين أوضاع اليهود.
لهذا، عندما طلبنا من الأمير صدر الدين آغا خان، مندوب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يتوسط مع حكومة العراق حول موضوع اليهود، تعهدنا له بأن كل شيء سيكون سرا.
وعندما سألنا السناتور جافيتز (ديمقراطي يهودي من ولاية نيويورك) عن الجهود التي نقوم بها لحل مشكلة اليهود في العراق، قلناه أن الأمير صدر الدين يقوم بوساطة سرية مع الحكومة العراقية. وأرسلنا إلى الأمير السناتور نسخة من الخطاب الذي أرسلناه إلى الأمير عن هذا الموضوع، وطلبنا من السناتور أن يحافظ على سرية الخطاب.
لكن السناتور أعطى الصورة الخطاب إلى وكالة الأنباء اليهودية التلغرافية، التي نشرته. ثم نقلت الخبر وكالة الأنباء العراقية. وهذا سبب إحراجا للأمير صدر الدين وعرقل وساطته مع الحكومة العراقية.
ونحن، أيضا، قلقون، ونقترح أن تتحدثوا مع السناتور عن هذا الموضوع…".
إحراج الأمير
من : السفارة الأميركية، الأمم المتحدة، نيويورك
إلى: وزير الخارجية، واشنطن
التاريخ 15/5/1971
"اتصل بنا بالهاتف الأمير صدر الدين آغا خان، مبعوث الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وقال أنه محرج ومتضايق من نشر خبر الوساطة السرية التي يقوم بها في موضوع يهود العراق. وقال أن السناتور جاكوب جافيتز سرب الخبر إلى الوكالة الأنباء اليهودية التلغرافية وأن وكالة الأنباء العراقية طلبت منه أن يعلق على الخبر. وقال الأمير أنه سينفي أي دور قام به، لأنه لا يريد أن يقال عنه أنه يتدخل في شؤون الداخلية للعراق.
وقال الأمير انه قرأ خبر وكالة الأنباء العراقية عن الموضوع،كلمة، كلمة، ولاحظ أنه كتب بلغة إنجليزية واضحة ورصينة، وانه يعتقد أن مسؤولا عراقيا كبيرا هو الذي كتب الخبر.
وقال الأمير أن ما حدث سيجعله يرفض القيام بأدوار واسطة مماثلة في المستقبل .."
احتلال السفارة الأميركية
من: السفير الأميركي، بيروت
إلى : الوزير الخارجية، واشنطن
التاريخ : 24/5/1971
"وصلتنا أخبار بأن الحكومة العراقية احتلت المبنى الذي كانت فيه السفارة الأميركية في بغداد، حتى حين قطع العراق علاقته الديبلوماسية معنا خلال حرب سنة 1967، فإن وزارة الدفاع العراقية هي التي أصدرت أمر إخلاء المبنى، كجزء من خطة عسكرية لتحويل كل المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري إلى منطقة عسكرية. ودفعت الحكومة العراقية تعويضا قدره عشرة آلاف دينار إلى السفارة البلجيكية في بغداد، التي ترعى المصالح الأميركية هناك. في نفس الوقت، قالت وكالة الأنباء العراقية أن الأمير صدر الدين اغا خان، مندوب الأمم المتحدة لشؤون الأجئين، نفى لها أنه يقوم بوساطة سرية بين الحكومة الأميركية والحكومة العراقية حول موضوع يهود العراق.
(لا بد الأمير كان يعرفه يكذب. الوثيقة السابقة تؤكد أن الخطاب السري الذي كشفه السناتور اليهودي جافيتر أكد الوساطة السرية. لهذا ربما غضبت الحكومة العراقية من الدور السري الأميركي، وقررت الرد باحتلال السفارة الأميركي في بغداد).
اليهود إلى كندا
من: السفير الأميركي، اتاوا
إلى: وزارة الخارجية، واشنطن
التاريخ 28/5/1971
"وصلت إلينا معلومات بأن منظمات يهودية في كندا تضغط على الحكومة الكندية لتسهيل هجرة يهود العراق إلى كندا .هذه المنظمات تريد التغاضي عن القانون الكندي، الذي يشترط وجود أقرباء لهؤلاء في كندا قبل منحهم تأشيرة الدخول…
ونحن، من جانبنا، سنطلب من الحكومة الكندية الموافقة على ذلك ووضع اعتبار للظروف الخاصة التي يمر بها يهود العراق…
وسنقول للحكومة الكندية أننا سنسمح ليهود العراق، بعد وصولهم إلى كندا، أن ينضموا إلى أقربائهم الموجودين في الولايات المتحدة. سنقدم للحكومة الكندية قائمة بأسماء وعناوين هؤلاء الأقارب.
السفارة هنا تأمل وضع اعتبار لهذا الاقتراح، خاصة أن علاقتنا مع العراق سيئة، ونحن لا نقدر في وقت الحالي على إقناع العراقيين بالموافقة على هجرة يهود العراق…" (معنى هذا أن الحكومة الأميركية كانت تريد هجرة غير مباشرة لليهود من العراق إلى أميركا، عن طريق كندا).
المصدر موقع شبابيك