جمعية العمل: النظام الخليفي بلا مروءة وجيشه بلا شرف
البحرين (إسلام تايمز) ـ سُجل نظام آل خليفة وجيشه والقوات السعودية والمرتزقة الأجانب المنتسبين إلى جهاز الأمن الوطني على رأس قائمة الانحطاط، وهم الذين تخطوا المواثيق والقوانين والأعراف، وأساءوا للتقاليد والشيم العربية، وداسوا بأحذيتهم على القيم الدينية السائدة.
وأنى لجيوش وقوات امن مثل هذه أن تعرف معنى الشرف والمروءة والشيم، وأنى لأدعياء العروبة والإسلام من هؤلاء الأجلاف أن يعون المعنى السامية للقيم الدينية والثقافة الوطنية.
أليس من المروءة والشرف إكرام المرأة لأنها تمثل مكانة خاصة وقطبا تدور من حوله كل مظاهر الرعاية والعطف والاحترام .. أليس في قيمنا الإسلامية وشيمنا العربية أن الاعتداء على النساء الضعيفات وإيذاءهن والإساءة إليهن يعد وصمة عار ومس بالخلق الكريم والوجدان السوي؟! ..فلماذا اذن تعتقل النساء من مختلف الأعمار وينتزعن من خدورهن وتروعن بالاعتقال التعسفي في ساعات الليل ومنتصفه وعند ساعات الفجر الأولى من النهار؟!.. فأي مروءة وشرف في ضرب النساء وتعذيبهن والاعتداء عليهن بالكلام البذيء وتهديدهن بالاعتداء على شرفهن ومعاملتهن كرهائن حرب في مقبل تسليم ذويهم أنفسهم لقوات الأمن؟!
أين علماء الدين العرب والمثقفين المسلمين من هذا العار العسكري والامني الذي مازال يسود مناطق البحرين..أين المجتمعات العربية والخليجية التي وصفت نفسها بالمدافعة عن المرأة وحمايتها من كل تلك التجاوزات الامنية والعسكرية للجيوش وقوات الامن ..أين هي النخب المثقفة التي تمثل الفئة الوسطى في العالم العربي والمجتمعات الخليجية من جرائم الجيش البحريني والسعودي المدعومة بقوات المرتزقة وما سجلته في مناطق وشوارع البحرين وسجونها من انتهاكات فاضحة لا يمكن الا وصفها الا بالانتكاسة الحقيقية في قيم الجيشين البحريني والسعودي وقوات المرتزقة التابعة للامن الوطني؟
إننا في جمعية العمل الإسلامي إذ ندين هذا الصمت العربي والاسلامي المريب واللامبالاة إزاء ما يجري على نساء البحرين وشرفهن وعفتهن من قبل جيشي آل سعود وآل خليفة ومرتزقتهم، وممارسة القتل العلني في الشوارع والسري في السجون للمواطنين العزل المسالمين، وشن حملات الاعتقال التعسفي للالوف منهم وفصل الكثير من وظائفهم كعقاب جماعي ؛ ندعو المجتمعات العربية والاسلامية الى تحمل مسؤوليتها الاخلاقية والانسانية والمشاركة في التنديد بسلطات آل خليفة وجيشها والقوات السعودية والمرتزقة، والمطالبة بالافراج الفوري عن جميع النساء بلا قيد او شرط ووقف تعذيبهن وترويعهن وتهديدهن وشتمهن، والتراجع عن اعمال القتل والمحاكمات الجائرة ، والافراج الفوري عن جميع المعتقلين واعادة جميع المواطنين الى وظائفهم.
لقد جاء مرسوم رفع قانون السلامة الوطنية قبل اثنين وعشرين يوما من إنتهاء فترته المقررة ليدل على حجم الاثر الكبير الذي تركه صمود شعبينا الأبي ضد جيوش آل خليفة وآل سعود ومرتزقتهما حتى اضطر آل خليفة الى التستر على الامر والعمل على استصدار قانون برغبة من المجلس الوطني الذي لم يعد يمثل الا عددا من الموظفين الموالين لآل خليفة حيث صوتوا بالإجماع لصالح تمديد فاعلية قانون السلامة الوطنية إلى ثلاثة اشهر اضافية اخرى، ليبين ذلك حقيقة خطورة المأزق الحقيقي الذي يعيشه النظام، كما بين أن ما تبقى من نواب في البرلمان ليسوا أكثر من مولين سذج ومجموعة من "الطبالة" أنساهم المال الحرام الفاسد وحرمة كرامتهم وعزتهم ووطنيتهم.
لقد اثبت الشعب صموده وصبره ولن يرفع راية الاستسلام ولن يتخلى عن مطالبه السلمية الحقة أمام جيوش الاحتلال والآلة العسكرية والاجراءات الأمنية المشددة وفق قانون السلامة الوطنية ، وبات شعبنا على قناعة تامة أن الذهاب وراء اية تسوية سياسية غير عادلة لا تلبي مطالب هذا الشعب فهي تسوية لا تمثله وتعتبر لاغيه قبل ان تكون تسوية خاسرة..إن الرهان اليوم هو على قوة الشعب البحراني الابي لا على مساومات القوى السياسية ولا على الحكام ، لأن الشعوب تمثل مصدر السلطات جميعا.
وهكذا أجبر صمود شعبنا الكريم ونضال فئاته النخبوية في دعم الدعوى المرفوعة للمحاكم الدولية ضد آل خليفة وزيفهم على الانحناء والانكسار المعنوي ، فزاد شعبنا الكريم هيبة على هيبته الحقيقية بعد ان قاد ثورته بنفسه وحطم حاجز الخوف وأسقط اسطورة جيشي آل سعود وآل خليفة ومرتزقتهما، فلم تعد احتفالاتهم بالنصر الوهمي المتبوع بفرض الولاء على المواطنين قادرة على أيجاد ما يسعفهم على إبقاء قانون السلامة الوطنية سائدا، لأن النصر والولاء الصادق لا يتأتى بفرض القوة بأسلحة الجيوش وانتشار قوات المرتزقة.
إن الزج باطفال الروضات والمدارس لصناعة المشاهد المزيفة في إحتفالات "النصر الولاء" لهو دليل عجز يعانيه النظام فيلجئه ذلك الى الاعلان عن المزيد من هذه "الكرنفالات" مدفوعة الأجر التي لا تعبر عن واقع حقيقي في نفوس الشعب ، فقد أصبح شعبنا يعي إن التعايش مع هذا النظام يعد أمرا مستحيلا ، وبات الوضع الدولي يشكل الضاغط المهم على آل خليفة وآل سعود اللذين اصبحا عدوين للتغيير في الوطن العربي بدءا من تونس وليبيا ومصر ولبنان والعراق واليمن وانتهاء بالبحرين
لابد وان تكون كلمة الشعوب هي المنتصرة على كل حال .. ولابد لعرى العلاقة القائمة بين آل خليفة وآل سعود ان تنفصم بانهيار سلطتهم واندحار الجيش السعودي بسبب الصراعات الداخلية بين اقطاب العائلة المالكة السعودية التي تنتظر موت ملكها عبد الله . فطيلة فترة العشر سنوات الماضية لم يستمع حمد لنداء شعبه بالالتزام بالواجبات واطلاق الحقوق ، وفرض عناده ضد الدعوات الدولية المطالبة بإجراء صراح حقيقي..ولأن حمد أثبتت الايام إنه اضعف حلقة في النظام
فلم يستطع طيلة عشر سنوات من حكمة من تغير رئيس الوزراء او وزير الدفاع او رئيس البرلمان حتى، وتظاهر بالقوة امام شعبه فجرجر الأحرار الى السجون وهم الذين لم يفتؤا ينددون في المحاكم العسكرية بنظام آل خليفة والأغلال موضوعه محكمة على ايديهم وارجلهم .
لقد اثبت الثوار المعتقلون والسجناء من الرموز القيادية أن الذي يملك قراره بنفسه هو حر عزيز النفس وإن كان اودع خلف القضبان، وأن الذي لا يملك قراره بيده ولا يستطيع إدارة شئون بلاده الا بالحل الامني والعسكري فهو مملوك وليس ملكا.وسوف يثبت كل السجناء والمعتقلون أنهم أحرار في دنياهم كما ولدتهم أمهاتهم ، وسوف يولدون من جديد في نصر مؤزر قادم لا محالة. ولولا ان آل خليفة كانوا لا يخشون حرية الرموز القيادية لما سعوا الى تغييبهم في السجون.
وهكذا يثبت شعبنا العظيم قوته ليفرضها على آل خليفة وجيوشهم وقوات آل سعود ، وليس من خيار لهم امام هذا الشعب الصامد البطل الا اعلان الاستسلام وقد بدأت بوادره تطلع لنا في شكل تنازلات عسكرية وامنية وسياسية ..
فالى المزيد من الصمود والصبر وتسيير المظاهرات باشكالها المختلفة المعبرة عن الرفض التام لكل الإنتهاكات والتعديات وكل المطالبات بالحاءات الثلاث بالحق والحريه والحياة الكريمة . فمطالبنا واضحة لا تقبل الجدل والتأويل ..وهو ما أكدنا عليه في إستراتيجيتنا الواضحة والدامغة منذ بداية ( إتفاضة شعب البحرين ) إننا مع ما يقرره شعب البحرين بكل فئاته ومع الثوار في الميدان وفي السجون وفي المنافي .
وما ضاع حق وراءه مطالب
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ، والحرية والفرج لأسرانا ولشعبنا المجاهد
جمعية العمل الإسلامي - أمل -
المنامة - البحرين
مكتب بيروت
10 مايو 2011م
/انتهى البيان/