من إرشادات الإمام الباقر عليه السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد
شدد الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام في أمر الغضب ,وحذر من عواقبه وقال الإمام الصادق عليه السلام : ( كان أبي يقول : أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة
) . وكلما زاد غضب الرجل قل عقله وساء تصرفه وضعفت حيلته وقلت هيبته بين
أهله و مجتمعه , ومن قل حياؤه قل ورعه و من قل ورعه دخل النار . قال الإمام
الباقر عليه السلام في ذلك : إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار . أما الإمام الباقر فقد حذر من الغضب ووضع له علاجا فقال عليه السلام : ( إن
هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم , وإن أحدكم إذا غضب احمرت
عيناه وانتفخت أوداجه , ودخل الشيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه
فليلزم الأرض , فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك ) .
فدواء
الغضب الصبر و الحلم , فمن صبر على ما يكره ظفر بما يهدف إليه ورجز الشيطان
لا دخل له في شؤون المؤمن , فلا يصغي إليه ولا يجعل لهواجسه سبيلا إليه .
قال الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله : إن المؤمن لينض شيطانه كما ينض أحدكم بعيره في السفر .
وفي الغيبة و البهتان فرق الإمام الباقر عليه السلام بينهما بقوله : ( من
الغيبة أن تقول : في أخيك ما ستره الله عليه , فأما الأمر الظاهر منه مثل
الجدة و العجلة فلا بأس أن تقوله , وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه ) .
قال عليه السلام حول العُجُب : ( عجبا للمختال الفخور , إنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به )
. إن العظمة و الكبرياء على حقيقتها صفتان لله عز وجل و تعنيان الكرامة
التي يلقيها الله سبحانه على رسله و أنبيائه و القائمين بالقسط من عباده ,
فيعظمون بها في العيون , وإن كانت هيئاتهم ذميمة . و الكبرياء و العظمة
يكسوها الله على عباده الصالحين .
وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام : ( أعجب للمتكبر ألا يذكر أنه خرج من مخرج البول مرتين ؟ )
. فالإنسان أوله نطفة يخرج من بين الصلب و الترائب و آخره جيفة ( وهو فيما
بين ذلك لا يدري ما يصنع به ) على حد قول الإمام الباقر عليه السلام .
و في الصمت يدعوا الإمام عليه السلام إلى عدم الخوض فيما لا يكسب فيه الإنسان فائدة أو يجني خيرا , قال عليه السلام : (
إن هذا اللسان مفتاح كل خير و شر , فينبغي للمؤمن أن يختم لسانه كما يختم
على ذهبه وفضته , فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : رحم الله مؤمنا
أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه ) .
منقول