حياة المراة و وضعها في الجاهلية
هو مقتطف من كتاب فصول عن المرأه للمفكر الكبير هادي العلوي اخترته لكم واتمنى الأفاده والأطلاع
1-حريتها كفرد غير محكوم بدوله .وكانت سافره مع غظاء الشعر التقليدي والذي يستعمله الرجال ايضاً ، انما محتشمه على النهج السائد في حظارات الشرق، تختلط بالرجال وتسافر وحدها ولايمنعها من ذلك سوى شرط الأمان في الطريق . كانت تركب الخيل ولو ان الفارسات قله بحكم الفارق البيولوجي مع الرجل .
ولم تخضع في تحركتها لشرط المحرم وكان لها ان تساير الرجل الغريب او تستقبله في منزلها مع غياب اهلها وهي ملزمه بأداء حقوق الضيافه لمن ينزل عليها من الرجال ان كانت وحدها وتعفى منه اذا وجد الرجل من اهلها في المنزل .
2-وكان لها موقع في الحياة الثقافيه . وقد ظهر من الجاهليات شواعر كبيرات وحكيمات وكاهنات . ومن طرائف الصاحب بن عباد ان ابو بكر الخوارزمي وفد عليه فاستأذن عليه من حاجبه وكان الصاحب بن عباد يعرف بوصله فأراد مناكدته فقال للحاجب قل ان مجلسي لايدخله الا من يحفظ عشرين الف بيت من شعر العرب . فقال الخوارزمي للحاجب: قل له هذا من شعر الرجال ام من شعر النساء ؟ فقال الصاحب :ينبغي ان يكون ابا بكر الخوارزمي قل له فليدخل! وكانت الخنساء خاتمة شواعر الجاهليه العظام .
وفي خبر عن بشار بن برد انه قال مره :مامن شعر تقوله امراه الا بان فيه الضعف .فأعترضه احد جلسائه :والخنساء؟فقال:تلك كانت لها اربع خصى! ومن بين الشعر الكثير في السيره ،وهو امتداد للشعر الجاهلي ، نقف على قصدتين هما في الذروه منه:قصيدة عبد الله بن الزبعري في التشفي بقتلى احد من المسلمين ‘وقصيده لأمرأه من قؤيش يوم فتح مكه تناشد النبي محمد ان يحمي قريش من سعد بن عباده .وتكشف القصيده ان مكه لم يكن فيها في تلك اللحظه شاعر بقوة هذه المرأه ولاعبد الله بن الزبعري الذي خاطب النبي معرباً عن توبته وندمه بأبيات بارده ركيكه...
3-وكانت تملك حق الطلاق كما يملكه الرجل .
4-وكان لها الحق في اقامة علاقة حب مع رجل تختاره وتخلو به بشرط عدم المساس بجسدها . والحب الجاهلي يتحدد بلقاء منفرد للحديث والغزل وأقصى مايسمح به التقبيل كما تقول امرأه سئلت عن الحب ماهو ؟فأجابت :مص الريقه ولثم العشيقه والكف عما دون ذلك . وكانو يقولون ان للصديق مافوق السره وللزوج ماتحتها . ولايفهم من هذا اجتماع الزوج والصديق ،فالصادقه حق مخصوص للأيثم (التي لازوج لها) ولايجوز اتخاذ اكثر من صديق في وقت واحد والتي تخالف هذا الشرط تسمى الضنوط وهي التي يكون لها صديقان او اكثر .ويسمى فعلها ضمد .وعليه قول احدهم وقد جمعته مع آخر:
تريدين كيما تضمديني وخالداً **** وهل يجمع السيفان ويحكِ في غمد ؟
وأخطأ الشيخ الجليل عبد الله العلايلي في وضع ضمد مقابل تعدد الأزواج في معجمه "المرجع" فالضمد لتعدد الأصدقاء اما تعدد الأزواج فله اصطلاح آخر سنأتي عليه بعد قليل .
وقد استمرت المرأه العربيه تمارس هذا الحق الى وقت متقدم من الأوان الأموي .
5-لكن المرأه الجاهليه كانت محرومه من نصيبها في الأرث ،الذي يوزع حسب مشيئة الأب على الأبناء ومن غير حصص مقننة للأبناء انفسهم . واذا مات الأب عن بنات ولم يكن له وريث من الذور ذهب ميراثه الى من يبادر للأستيلاء عليه من الأخوه والأعمام وابناء العم .
6-وكان الزواج الضرائري عادي وغير خاضع لحد أعلى من الزوجات . لكن النساء من فئات معينه تقع
ضمن قبيلة او عشيره او بطن او فخذ كن يتزوجن اكثر من رجل واحد .
وهذا الزواج يسميه الجاهليون "نكاح الرهط" والرهط من الرجال مابين ثلاثه الى تسعه . وقد وردت اخبار عن نساء كان لهن تسع ازواج في وقت واحد .. ومر بنا في السطور السابقه احتمال ان تكون سميه ام زياد مراهطة لامومس. على ان كان من النوادر ويقتصر على اوساط معزوله فهو من بقايا شيوعية النساء التي ترجع الى طور مبكر من الجاهليه . والمراهطة قديمة وهي من لوازم المشاعية الصرفة المتصلة ببواكير المجتمع البدائي ويؤخذ من المدونات الرافدينية الغابره انها منعت بقرار من الملك السومري اور كاجينا المتوفي عام 2371 ق.م . ومنعها فيذلك الزمن البعيد لايعني انها انتهت فالأمر يتعلق بتطور مجتمع معين من حالته البدائية الى النظام الأبوي بينما تكون مجتمعات اخرى معاصره او لاحقه في حالة بدائيه خالصة . ووجود بقايا المراهطة في الجاهلية دليل على ذلك . وقد اختفت نهائياً مع انتشار الأسلام في العربيا .
7-ومن الزيجات السفاحية عند الجاهلين نكاح المقت وهو استيلاء الأبن على زوجة ابيه بعد موت الأب .
وكان شائعا . واستيلاؤه عليها يعني وضعها تحت وصايته يتزوحها ان شاء او يزوحها لآخر ويستولي على مهرها .
وبإجمال كانت المرأه في الجاهلية تتمتع بالحرية التي يتمتع بها الرجل في مجتمع بلا دولة ولاشريعة .لكن حقوقها كانت قليلة . وكانت الجنسوية تحكم علاقة الجنسين : التحيز ضد الأنثى العاجزة عن فرض المساواة مع نمو النظام الأبوي وتراجع سلطتها . وقد تعقدت كراهية الآنثى بتأثير حالة الغزو السائدة في المجتمع الجاهلي مما يعكسه القرآن بهذه الآيات :
"واذا بشر احدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتورى من القوم من سوء مابشر به:أيمسكه على هونِ ام يدسه في التراب؟" وظهرت بنتيجته عادة الوأد اي دفن المولودات عند ولادتهن . وسبب الوأد الهروب من عار السبي اذا كان من المعتاد ان تؤسر المرأة صغيرة ام كبيرة وتصبح في حكم الجارية لآسرها . ورغم ان المرأة في الريف والبوادي العربية هي اكثر حرية من زميلتها في المدينة فان الشعور بالعار مما يجري عليها من الرجال يكون عند البدو والفلاحين اشد منه عند ابناء المدن . ولاتزال عادة "غسل العار" سائدة عندهم حيث يقدم ولي المرأة من اب او اخ على قتلها اذا اذا اتهمت بعلاقة غير شرعية . والجاهلي يتحسس لهوان المرأة في علاقتها مع الجنس الآخر وهو يرفض حتى الزواج الشرعي لابنته او اخته من رجل غير عربي . وقد رد النعمان بن المنذر طلب كسرى برويز ان يزوجه من احدى بناته مع انه كان ملكاً صغيراً يدير مملكة تابعة لكسرى . وذكر ابو فرج في اغانيه ان هذا الرد من النعمان كان سبب تنكيل كسرى به وهو قد يكون سبب مباشر لسبب اكبر إذ كان كسرى يتخوف من طموح النعمان الى انشاء مملكة عربية مستقلة عن امبراطوريته . ويعبر عن هذا النزوع "زواج الأكفاء"وسيأتي الحديث عنه .
موضوع: حياة المراة و وضعها في الجاهلية 
الإثنين 6 يونيو 2011 - 12:48
