موجز حياة نواب الإمام المهدي عج الاربعة
1- عثمان العمري:
اسمه: عثمان بن سعيد العَمْري - بفتح السين وسكون الميم -.
كنيته: أبو عمرو. إذ رزقه الله ولداً أسماه عمرواً، فقال له الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (? يجتمع على امرئ بين عثمان وأبي عمرو) فأمر بكسر كنيته فقيل له العمري.
نسبه: أسديّ، وكان يقال له: الأسدي لأنه ينتمي إلى قبيلة بني أسد. قال: أبو نصر؛ هبة الله أحمد بن محمد الكاتب: إنه ابن بنت أبي جعفر العمري، فنسب إلى جدّه فقيل له: العمري. ويقال: أنه ينتسب من قبل أمه إلى عمر الأطرف، فقيل له: العمري.
لقبه:
أ: العسكري. لأنه كان يسكن مع الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في المنطقة العسكرية بسامراء التي فرض المتوكل العباسي عليهما الإقامة الجبرية فيها.
ب: السّمّان.
ج: الزيات. لأنه كان يتجّر في السمن والزيت تغطية على عمله مع الأئمة (عليهم السلام)، فإذا حمل الشيعة إليه مالاً أو كتاباً جعله في جراب السمن وأوصله إلى الإمام.
عمله: بدأ حياته بخدمة الإمام علي الهادي (عليه السلام) وله إحدى عشرة سنة، وله إليه عهد معروف. ومن بعد الإمام الهادي بقي وفيّاً فلزم خدمة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وبقي على العهد حتى مضى الإمام العسكري، فعينه الإمام المهدي (عليه السلام) نائباً عنه.
صفته: كان شيخاً جليلاً، ويكفي أنه خدم ثلاثة من الأئمة الطاهرين، وأنهم اختاروه باباً بينهم وبين شيعتهم وأنه أدى الأمانة بدقة وإخلاص وهو ابن إحدى عشرة سنة حتى توفاه الله.
قبره: في الجانب الغربي ببغداد، وله مقام معروف.
2- محمد العمري:
اسمه: محمد بن عثمان العمري.
كنيته: أبو جعفر.
نسبه: أسدي.
لقبه: العسكري، الزيات.
عمله: بدأ عمله منذ صباه في معيشة والده عثمان بن سعيد العمري بخدمة الإمام علي الهادي، ثم الإمام الحسن العسكري، ثم الإمام المهدي. وقد عيّنه الإمام المهدي (عليه السلام) نائباً عنه بعد موت أبيه، وبقي حوالي نصف قرن النائب الوحيد عن الإمام المنتظر في شؤون الشيعة.
وقد نص على نيابته الإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المهدي، كما نص عليه أبوه قبل موته.
وقد ظهرت على يديه من قبل الإمام المهدي معاجز كثيرة، كما صدرت بواسطته تواقيع كثيرة.
وكان شيخاً متواضعاً يعيش في بيت صغير، بلا خدم ولا حجاب.
قيل له: هل رأيت صاحب هذا الأمر؟ قال: نعم؛ وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: (انجز لي ما وعدتني).
وقال: رأيته (صلوات الله عليه) متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللهم انتقم بي من أعدائك.
وقال: إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم مع الناس كل سنة، يرى الناس فيعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه.
وروي: أنه حفر لنفسه قبراً، وسواه بالساج، ونقش فيه آيات من القرآن، وأسماء الأئمة على حواشيه. فلما سئل عن ذلك قال: للناس أسباب. وكان في كل يوم ينزل في قبره، ويقرأ جزءاً من القرآن، ثم يصعد. ثم سئل بعد ذلك، فقال: أمرت أن أجمع أمري. فمات بعد شهرين من ذلك، في جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة بعد الهجرة، وقال عند موته: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح، وأوصى إليه.
قبره: في بغداد وله مقام يعرف بـ(الخلاني).
3- الحسين بن روح:
اسمه: الحسين.
كنيته: أبو القاسم بن روح ابن أبي بحر.
لقبه: النوبختي، نسبته إلى نوبخت من عوامل فارس.
عمله: بدأ عمله مع أبي جعفر محمد بن عثمان العمري - النائب الثاني - وكان وكيلاً عن أبي جعفر ينظر في أملاكه ويلقى بأسراره وجهاء الشيعة. وقد نصّ عليه أبو جعفر قبل وفاته وصدرت على يده تواقيع كثيرة من الناحية المقدسة. فقد روى جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى، قال: أخبرني أبو علي محمد بن همام: أن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري جمعنا قبل موته، وكنّا وجوه الشيعة وشيوخها، فقال لنا: (إن حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي، فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي، فارجعوا إليه وعوّلوا - في أموركم - عليه).
وفي رواية أخرى: لما اشتدّت حال أبي جعفر رحمه الله، اجتمع جماعة من وجوه الشيعة فدخلوا عليه، فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال لهم: (هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم، وعوّلوا عليه في مهماتكم، فبذلك أمرت وقد بلّغت).
وقد كان فاضلاً موثوقاً ? يختلف فيه اثنان من الثقات، حتى كان أبو سهل النوبختي يقول في حقه: (لو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل).
وقد روى محمد بن إبراهيم بن إسحاق عنه أنه قال: (يا محمد بن إبراهيم؛ لئن أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبّ إليّ من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي).
وكانت مدّة نيابته إحدى وعشرين سنة.
توفي سنة 326هـ.
قبره: له مقام في بغداد يعرف باسمه في سوق الشورجة.
4- علي السمري:
اسمه: علي بن محمد السَّمَري - بفتح السين والميم معاً - أو السيمري، أو الصيمري، والمشهور المعروف هو الأول.
كنيته: أبو الحسن.
ميلاده: لم يصلنا تاريخ ميلاده، ولا ذكر المؤرخون فجر حياته، وإنما الذي ورد في كتب الرجال أنه كان من أصحاب الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، ثم تولى السفارة المهدوية بعد الشيخ الجليل الحسين ابن روح بإيعاز من الإمام المهدي (عليه السلام).
ولم نجد نصاً خاصاً بسفارته وإنما الأدلة عليها أمور.
الأول: اتفاق كلمة الشيعة على ذلك خلفاً بعد سلف منذ أيام سفارته وحتى اليوم، فرابع النواب الأربعة هو علي بن محمد السمري بلا خلاف ولا منازع.
الثاني: خروج توقيعات على يده من الناحية المقدسة مما يدل على سفارته.
الثالث: توصية الحسين بن روح به، والحسين بن روح أجل وأرفع من أن يفعل مثل هذا الأمر الخطير المهم بلا أمر عن الإمام المهدي (عليه السلام).
الرابع: خروج التوقيع - الذي حمل وفاته - بانتهاء الدور للغيبة الصغرى وبدور الغيبة الكبرى، على يده مما يدل على سفارته، وكونه كالثلاثة السابقين سفيراً خاصاً للإمام المهدي (عليه السلام).
مدة سفارته: تولى السفارة عن الناحية المقدسة من 326 - عام وفاة الحسين بن روح - إلى 329 عام وفاته في النصف من شعبان(48).
وفاته: قبل ستة أيام من موته خرج من الناحية المقدسة توقيع على يده بانقطاع الغيبة الصغرى، وأن ? يوصي إلى أحد وأنه ميت بينه وبين ستة أيام، فلما أن كان اليوم السادس وكان يجود بنفسه قيل له: من وصيك من بعدك فقال: (لله أمر هو بالغه) ومات رضوان الله عليه.
قبره: له مزار معروف في بغداد هناك موضع قبره.
اسألكم الدعاء لي ولوالدي