شهر رمضان بين الثواب والعقاب حسنات صيامه وسيئات تركه
قال الله عزّوجلّ: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
وقال تعالى( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
/ الاية من سورة البقرة183,185 /
روى عن الصادق ( عليه السلام) قال : حدثني أبي عن جده عن رسول الله( صلي الله عليه واله ) :
في حديث قال: من صام شهررمضان , وحفظ فرجه ولسانه وكفّ أذاه عن الناس , غفر الله
له ذنوبه ما تقدم منهاوما تأخر وأعتقه من النار وأحلله دار القرار و قبل شفاعة بعدد رمل
عالج من ذنبي من أهل التوحيد.
و قال سعيد بن جبير :سألت ابن عباس ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقه ؟قال:تهيأ يابن
جبير حتى أحدثك مالم
تسمع أذناك ولم يمّر على قلبك ,وفرّغ نفسك لما سألتني عنه, ما أردته فهو علم الأولين
والآخرين,قال سعيد بن جبير
فخرجت من عنده وتهيأت له من الغد ,فبكرت اليه مع طلوع الفجر ,وصليت الفجر ثمّذكرت
الحديث,فحوّل وجهه وقال:
اسمع مني ما أقول:
سمعت رسول الله (ص) يقول: لو علمتم ما لكم في رمضان لزدتم الله تعالى شكرا ,اذا كان
أول ليلة غفر الله عزّوجلّ
لأمّتي الذنوب كلها سرها وعلانيتها,ورفع لكم ألفي ألف درجة ,وبنى لكم خمسين
مدينة ,وكتب الله تعالى يوم الثاني بكل
خطوة يخطونها في ذالك اليوم عبادة سنة وثواب نبي ,وكتب لكم صوم سنة واعطاكم الله
عزّوجلّ يوم الثالث بكل
شعرة على ابدانكم قبة في الفردوس من درة بيضاء ,في اعلاها اثنا عشر ألف بيت من النور
, وفي اسفلها
اثنا عشر ألف بيت يدخل عليكم كل يوم ألف ملك مع كل ملك هدية .
واعطاك الله يوم الرابع في الجّنة الخلد سبعين ألف قصر وفي كل قصر سبعون ألف بيت
وأعطاكم الله في اليوم الخامس
في جّنة المأوى ألف ألف مدينة في كل مدينة سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف مائدة
على كل مائدة سبعون ألف
قصعة ,في كل قصعة ستون ألف لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضا"
وأعطاكم الله في اليوم السادس في دار السلام مأة ألف مدينة في كل مدينة مأة ألف دار ,في
كل دار مأة ألف بيت في كل بيت
مأة ألف سرير من ذهب طول كل سرير ألف ذراع ,على كل سرير زوجة من الحور
العين ,عليها ثلاثون ألف ذوابة منسوجة
بالدر والياقوت ,تحمل كل ذوابة مأة جارية
وأعطاكم الله عزّوجلّ يوم السابع في جنّة النعيم ثواب اربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق
واعطاكم الله عزّوجلّ يوم الثامن عمل ستين ألف عابد وستين ألف زاهد .
واعطاكم الله عزّوجلّ يوم التاسع ما يعطي ألف عالم و ألف معتكف وألف مرابط.
واعطاكم الله عزّوجلّ يوم العاشر قضاء سبعين ألف حاجة ويستغفر لكم الشمس والقمر
والنجوم والدواب والطير والسباع
وكل حجر ومدر وكل رطب ويابس والحيتان في البحار والأوراق على الأشجار.
وكتب الله عزّوجلّ يوم الحادي عشر ثواب اربع حجات وعمرات .كل حجة مع نبي من الأنبياء.
وكل عمرة مع صديق أو شهيدوجعل الله عزّوجلّ لكم يوم اثني عشر ان يبدل الله سيئاتكم
حسنات
ويجعل حسناتكم أضعافا" ويكتب لكم بكل حسنةألف ألف حسنة.
وكتب الله لكم يوم الثالث عشر مثل عبادة أهل مكة والمدينة وأعطاكم الله سبحانهوتعالى بكل
مدر وحجر
ما بين مكة ومدينة شفاعة .
ويوم أربعة عشر فكأنما لقيتم آدم ونوحا"وبعدهما ابراهيم وموسى وبعدهما داود وسليمان
( عليهما السلام)
وكأنما عبدتم الله عزّوجلّمع كل نبيّ مأة سنة.
وقضي لكم الله يوم خامس عشر ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ,واعطاكم الله ما يعطي أيوب
وأستغفر لكم حملة العرش ,وأعطاكم الله عزّوجلّ يوم القيامة اربعين نورا ,عشرة عن يمينكم وعشرة
عن يساركم وعشرة امامكم وعشرة خلفكم.
واعطاكم الله يوم سادس عشر اذا خرجتم من القبر ستين حلة تلبسونها وناقة تركبونها وبعث
اليكم غمامة
تظلكم من حرّّّذلكاليوم والمقام .
ويوم السابع عشر يقول الله عزّوجلّ اني قد غفرت لكم ولأبائكم ورفعت عنكم شدائد يوم
القيامة .
واذا كان يوم الثامن عشر امر الله تعالى جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش
والكروبين ان يستغفروا
لامّة محمّد (ص)الى القابلة: واعطاكم الله عزّوجلّ يوم القيامة ثواب البدريين.
فاذا كان يوم التاسع عشر لم يبق ملك في السماوات والأرض الاّاستأذنوا ربهم في زيارة
قبوركم كل يوم
ومع كل ملك هدية و شراب.
فاذا تم لكم عشرون يوما" بعث الله عزّ وجلّاليكم سبعين ألف ملك يحفظونكم من كل شيطان
رجيم وكتب الله تعالى
لكم بكل يوم صمتم صوم مأة سنة وجعل بينكم وبين النار خندقا"وأعطاكم الله ثواب من قرأ
التوراة
والانجيل والزبور والفرقان وكتب الله بكل ريشة على جبرئيل (ع) عبادة سنة واعطاكم
ثواب تسبيح العرش
والكرسي وزوجكم بكل آية في القرآن ألف حوراء.
ويوم الحادي والعشرين يوسع الله عليكم القبر ألف فرسخ ويرفع عنكم الظلمة والوحشة
ويجعل قبوركم كقبور الشهداء
ويجعل وجوهكم كوجه يوسف بن يعقوب(ع).
ويوم الثاني والعشرين يبعث الله اليكم ملك الموت كما يبعث الى الأنبياء (ع) ويدفع عنكم
هول منكر ونكير ويرفع
عنكم همّ الدنيا وعذاب الآخرة.
ويوم الثالث والعشرين تمرّون على الصراط مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين
وكأنما أشبعتم كل يتيم من أمتّي
وكسوتم كل عريان من أمتّي.
و يوم الرابع والعشرين لا تخرجون من الدنيا حتى يرى كل واحد منكم مكانه في الجنّة
ويعطي كل واحد منكم
ثواب ألف مريض وألف عتق رقبة من ولد اسماعيل.
ويوم الخامس والعشرين بنى الله تعالى لكم تحت العرش ألف قبة خضراء على رأس كل
قبة خيمة من النور
يقول الله تعالى :يا امّة محمّد انا ربّكم وانتم عبيدي وامائي استظلوا بظل عرشيفي هذه
القباب وكلوا واشربوا هنيئا" ولا خوف عليكم ولا انتم تحزنون يا أمة محمّد :وعزتي وجلالي
لأبعثنكم الى
الجنّة يتعجب منكم الأولون والآخرون ولأتوجنّ كل واحد منكم بألف تاج من النور ولأركبنّ
كل واحد
منكم على النقة خلقت من النور زمامها من النور وفي ذلك الزمام ألف حلقة من ذهب في
كل حلقة ملك قائم
عليها من الملائكة بيد كل ملك عمود من نور حتى يدخل الجنّة بغير حساب.
واذا كان يوم السادس والعشرين ينظر الله اليكم بالرحمة فيغفر الله لكم الذنوب كلها الاّ الدماء
والأموال
وقدس بيتكم كل يوم سبعين مرة من الغيبة والكذب والبهتان .
ويوم السابع والعشرين فكأنما نصرتم كل مؤمن ومؤمنة وكسوتم سبعين ألف عاري وخدمتم
ألف مرابط
وكأنما قرأتم كل كتاب أنزل الله على انبيائه.
و يوم الثامن والعشرين جعل الله لكم في جنّة الخلد مأة ألف مدينة من نور وأعطاكم الله تعالى
في جنّة المأوى مأة ألف
قصر من فضة واعطاكم الله في جنّة الفردوس مأة ألف مدينة في كل مدينة ألف حجرة
وأعطاكم الله في جنّة الجلال
مأة ألف منبر من المسك في جوف كل منبرألف بيت من زعفران في كل سرير من دّر
وياقوت كل علي سرير زوجة من الحور العين
واذا كان يوم تسعة وعشرين اعطاكم الله ألف ألف محلّة في جوف كل محلّة قبة بيضاء في
كل قبة
سرير من كافور ابيض على ذلك السرير ألف فراش من السندس الأخضر .
فاذا تمّ ثلاثون يوما" كتب الله تعالى لكم بكل يوم مرّعليكم ثواب ألف شهيد وثواب ألف صديق
وكتب الله تعالى لكم
بكل يوم صوم ألفي يوم ورفع لكم تعداد نبت النيل درجات وكتب الله عزّوجلّ لكم براءة من
النار وجوازا"
على الصرط وامانا"من العذاب . وللجنّة باب يقال له الريّان لا يفتح ذلك الباب الاّيوم القيامة
ثمّ
يفتح للصائمين والصائمات من أمّة محمّد (ص) ثمّ ينادي رضوان خازن الجنّة :يا أمّة محمّد
(ص)
هلموا الى الريان فيدخل امّتي في ذلك الباب الى الجنّة ومن لم يغفر له في رمضان ففي أي
شهر يغفر له ولا حول ولا قوة الا بالله .
وعن رسول الله (ص) :ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا الا اوجب الله له سبع خصال
اولها يذيب الحرام في جسده ,والثانية يقرب من رحمته, والثالثة يكون قد كفر خطيئة أبيه
والرابعة
يخفف الله عنكم سكرات الموت والخامسة امان من الجوع والعطش يوم القيامة والسادسة
يعطيه الله
براءة من النار والسابعة يطعمه الله من ثمرات الجنّة .
تنبيه
ينبغي للصائم ان يغضّ بصره عن كل ما يحرم النظر اليه او يكره او يشغل القلب ويلهيه
عن ذكر الله تعالى ويحفظ لسانه عن جميع آفاته و يكفّ السمع عن كل ما يحرم او يكره استماعه
ويكف بطنه عن الحرام والشبهات ويكف سائر جوارحه عن المكاره كما ينبغي ان يكون قلبه
بعد الافطار مضطربا" معلقا" بين الخوف والرجاء اذا ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين
أو يرّد عليه فهو من الممقوتين وغير ذلك من الشرائط .
وأما عقاب من ترك الصوم في شهر رمضان بلا عذر.
قال الصدوق (قده) :قال الصادق(ع) من أفطر يوما" في شهر رمضان خرج روح الايمان منه
وعنه (ع) قال أتي أمير المؤمنين (ع)وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار
في شهر رمضان فقال لهم أمير المؤمنين(ع) أكلتم وانتم مفطرون ؟ قالوا نعم,قال:يهود
أنتم ؟ قالوا لا قال :فنصارى ؟ قالوا لا قال :فعلى أيّ شئ من هذه الأديان المخالفين للاسلام ؟
قالوا بل مسلمون .قال: فسفر انتم ؟قالوا لا قال: فيكم علة استوجبتم الافطار لا نشعر بها فانكم
ابصر بانفسكم لان الله تعالى يقول: (بل الانسان على نفسه بصيرة )قالوا بل أصبحنا ما بنا علة
فضحك أمير المؤمنين(ع)وقال: تشهدون ان لا اله الاّ الله وان محمدا"رسول الله ؟ قالوا نشهد
ان لا اله الاّالله ولا نعرف محمدا" قال :فانه رسول الله قالوا لا نعرفه بذلك انما هو اعرابي
دعا الى نفسه فقال :ان اقررتم والا قتلتكم ...........
منقووول