اربعة امور حيوية للحفاظ على السعادة العائلية من وحي الديانة المسيحية
ينبغي للراغبين في السعادة العائلية ان يطلبوا ارشاد الله . فسرُّ السعادة العائلية يكمن في صفحات كلمة الله، الكتاب المقدس، وفي تطبيق مبادئه. والعائلة التي تطبِّق هذه المبادئ ستكون سعيدة وستتمتع بالسلام الالهي. فلنلقِ نظرة على اربعة من هذه المبادئ المهمة.
المبدأ اللاول: ضبط النفس حيوي ليعمّ السلام الالهي الحياة العائلية. قال الملك سليمان: «مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه.» (امثال ٢٥:٢٨) وأن يكون لنا سلطان على روحنا - ان نمارس ضبط النفس - هو امر حيوي اذا كنا نرغب في حيازة عائلة سلمية وسعيدة. ومع كوننا ناقصين، نحتاج الى ممارسة ضبط النفس، الذي هو من ثمر روح الله القدوس. (رومية ٧:٢١، ٢٢؛ غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وسيُنتِج الروح فينا ضبط النفس اذا صلَّينا طلبا لهذه الصفة، طبَّقنا مشورة الكتاب المقدس المتعلقة بها، وعاشرنا الذين يعربون عنها. وسيساعدنا هذا المسلك على ‹الهرب من الزنا.› (١ كورنثوس ٦:١٨) وسيساعدنا ايضا ضبط النفس على رفض العنف، تجنُّب ادمان الكحول او التغلب عليه، ومواجهة الظروف الصعبة بمزيد من الهدوء.
والمبدأ الثاني: الاعتراف بالرئاسة سيساعدنا على اتِّباع السلام الالهي في عائلاتنا. كتب الرسول بولس: «اريد ان تعلموا ان رأس كل رجل هو المسيح. وأما رأس المرأة فهو الرجل. ورأس المسيح هو الله.» (١ كورنثوس ١١:٣) وهذا يعني ان الرجل يأخذ القيادة في العائلة، وأن زوجته تدعمه بولاء، وأن الاولاد مطيعون. وسيعزِّز هذا السلوك السلام الالهي في الحياة العائلية. ويلزم ان يتذكر الزوج المسيحي ان الرئاسة المؤسسة على الاسفار المقدسة ليست دكتاتورية. فيجب ان يتمثل بيسوع، رأسه. فرغم انه كان سيصير «رأسا فوق كل شيء،» «لم يأتِ ليُخدَم بل ليخدُم.» (افسس ١:٢٢؛ متى ٢٠:٢٨) وبطريقة مماثلة، يمارس الرجل المسيحي الرئاسة بشكل حبي يمكِّنه من الاعتناء جيدا بمصالح عائلته. وطبعا، سترغب الزوجة المسيحية في التعاون مع زوجها. وبصفتها «معينا» و«مكمِّلا» له، تعرب عن صفات يفتقر اليها زوجها، مانحةً اياه بالتالي الدعم اللازم. (تكوين ٢:٢٠ ؛ امثال ٣١:١٠-٣١) والممارسة اللائقة للرئاسة تساعد الازواج والزوجات على معاملة واحدهم الآخر باحترام وتدفع الاولاد الى الطاعة. نعم، ان الاعتراف بالرئاسة يعزِّز السلام الالهي في الحياة العائلية.
المبدإ الثالث: الاتصال الجيد حيوي لسلام العائلة وسعادتها. تقول لنا يعقوب ١:١٩: «ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلُّم مبطئا في الغضب.» فيلزم ان يصغي اعضاء العائلة واحدهم الى الآخر وأن يتحادثوا لأن الاتصال ضمن العائلة طريق باتِّجاهين. ولكن حتى عندما يكون ما نقوله صحيحا، فمن المحتمل ان يؤذي اكثر من ان يفيد اذا قيل بأسلوب قاسٍ، متفاخر، او غير حساس. فينبغي ان يكون كلامنا لبِقا، «مصلَحا بملح.» (كولوسي ٤:٦) والعائلات التي تطيع المبادئ المؤسسة على الاسفار المقدسة والتي لديها اتصال جيد تتَّبع السلام الالهي.
المبدأ الرابع : المحبة ضرورية لسلام العائلة وسعادتها. قد يلعب الحب الرومنطيقي دورا مهما في الزواج، ويمكن ان تنمو مودة عميقة بين اعضاء العائلة. والمحبة المبنية على التضحية تجمع الزوجين معا وتدفعهما الى فعل افضل ما يمكن واحدهما للآخر ولأولادهما. وعندما تنشأ المصاعب، تساعدهما المحبة على معالجة الامور باتِّحاد. ويمكننا ان نكون على يقين من ذلك لأن «المحبة . . . لا تطلب ما لنفسها . . . وتحتمل كل شيء وتصدِّق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا.» (١ كورنثوس ١٣:٤-٨) فما اسعد العائلات التي توطِّد فيها المحبة لالله محبتَهم واحدهم للآخر!
تحية طيبة