قصيدة أفلَ الليلُ الشاعر مظفر النواب
أفلَ الليلُ
وقبركَ في الأُفقِ الشرقيٌ يوازي الشمس
يوازي همَسات السعفْ
وثمة طير منكفئ تدفعه الريح
ورأسك في الطين البارد ساكنة
ترتاح الى حجر
أرحم من هذه الدنيا وسفالتها
فالعالم آلة إيذاء
لا تتغير بعد الآن ولا الأوراق
فأنك بالأسم الأول أحلى الأسماء
أقسم أنك تلتفت الآن الى بلد الموت
وقبرك بعض خيام فلسطين
تفتش عن بيت يجمع كل الغرباء
الثورة بيت يجمع كل الغرباء
وتفتح جفنيك رطوبة ليل القدر نشيجا
لم يجد الوقت الكافي بالأمس لديك
وحرف يكتظ بكل أدانات الشهداء
والحرف يشخص بعض الأوهام
وبعض الأسماء
هل أنت تصيخ خلال مسام الأرض
لريح بساتين الموز
تهب على الغور
وتذور في الليل بقايا مذبحة في الأردن والأشلاء
لم يبق سوى وتد واحد في الأرض
يطل على نهر الأردن في صمت
ويثبت حقا بالعوده
أكثر من كل حدود الخوف العرجاء
أدين بموتك مقبرة حولي يتفسخ فيها الأحياء
أدين بموتك
أزياء التاريخ وقاعات المؤتمرات
أدين بموتك عهر الشارع
يقرأ فيه فاتحة وتثاؤبتين على الشهداء
أدين بموتك إن رؤوس الأموال وراء الأشياء
أدين بموتك
لكن الصمت يعض على قلبي
حين أواجه أن حروف المرتدين بدون حياء
ولم الصمت وأول ساعات الفجر تقوم بأكفانك
في غضب تتوعد كالبرق باعلىالصحراء
تتسلل عبر خيام يستكثرها الحكام عليك
تشد الغدارة في وجد
وتقبلها
والصدر الثوري رجاء
تمسح باب القدس بما فيك من الشوق لها
وترش حدائقها
أقسم إن حمام الساحات سيعرف ثوبك
والأيتام سيجتمعون اليك بأمعاء فارغه
وعيون فارغه
وأماني فارغة
وملابس من صدقات السلم
وأنت تزور بيوت الفقراء
سيرونك تحمل صرة حزن مثل جميع الفقراء
سيرونك .....
تقطع تذكرة للصرة في الباص الإسرائيلي
وتجلس بين الناس الغرباء عن القدس
تسافر في صمت
وترى السهم على زاوية الشارع
ينزل آخر من في الباص
تنزل أنت سريع الخطى
تخط على أبواب مطار اللد خيانات ذوي القربى
وشراكتهم للأعداء
والآن فقط
توزع ثوبك...
أكفانك ...
خاتم عرسك ...
وتوزع تلك الأشياء الربانية في صرتك الزرقاء
بأرجاء مطار اللد
وبعد قليل ! ! !
حسب التوقيت الصيفي
فإنك تحب التوقيت الصيفي
تتفجر الخزانات
وتنفجر الصالات
وينفجر الحل السلمي
وتهتز اللد من النشوة
حين تراك تغادرها عجلا متقد القلب
تفتح دفترك الثوري لتسجيل أماكن أخرى
أدين بموتك
ألا تتفجر في الأرض أماكن أخرى
أدين بموتك
كثرة ماتحشى بالتبن فقاعات الصابون
فتصبح أسماء كبرى
أدين بموتك أصلا
إن الثورة تقطع أرضا لتسمى تلك فلسطين
بديل عما مت لها والناس يموتون لها
ليست تلك فلسطين أبا مشهور
ولكن تلك خيانات كبرى
وأطايب بالسيف ليغسل بعض الأوهام
من كان مع السيد هنري فليرفع ياقته
من كان مع الثورة هذي فليرفع قبضته
قبضات الثورة أعلام
سيرونك تأتي من جهة القبر
تلوح عليك خمايل افحاح البدو
تلفعت بخرقة خام سمراء
تحزمت قنابل في حبل من مسد
تتوسط حول حقول النفط كموعد عشق
يا ألله ........
وقبل التنفيذ بمملكة النفط وشايات حصلت
قبل التنفيذ . . . وقبل التنفيذ
حذار ...
حذار حذار أبا مشهور حذار
وألقى الحرس النفطي القبض عليك
وصار مصيرك مجهولا ثانية في الصحراء
يحضر مؤتمر القمة للتحقيق
وتنزع أكفانك تنبش :
مااسمك ؟
لم تنبس
مااسمك ها ؟
لم تنبس
عمرك ؟
لم تنبس
وتبسمت
فليس هنالك عمر للشهداء
من أي بلاد أنت ؟
تشير الى الصرة ...
تلك بلادي
لنشهد إنك منها ...
لنشهد إنك منها ...
وتغذيت من البارود بتربتها
نحن الشعب
ونشهد إنك منها وتغذيت من البارود
نقسم أن نسترجع كل فلسطين أو التدمير
ونسف الآبار وحتى العوده
السهم يشير الى الآبار
السهم يشير الى الأسماء الكبرى
السهم يشير الى الدول الكبرى
السهم يشير الى مكة ...
السهم يشير الى ......
إذ ذاك يغص التحقيق
ويسقط ريش الحكام جميعاً
ويصوت أن تدفن فوراً
وتقوم وتدفن ثانية
وتقوم وفي يدك الصرة ثالثة
تدفن رابعة تدفن ألفاً
تذهب آخرة ً وفراقا ً
وتحاسب هذي الدنيا
حتى تشهد إنك منها
وتغذيت من البارود بتربتها
ودادي لكم