اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
سافر إلى الله إن اشتقت إليه
إلهي فاسلُك بنا سبل الوصول إليك
وسيّرنا في أقرب الطرق للوفود عليك
على العاشقين المشتاقين لرؤية جمال الحق
أن يسافروا نحوه
ان يسافروا
ماهو هذا السفر المقصود؟
ومن المسافر ؟
وأي الطرق تسلك في هذاالسفر ؟
وما هي الوسيلة المستخدمة في هذا السفر ؟
وكيفية هذا السفر ؟
اسئلة ارى من الآولى على كل منا أن يسألها لنفسه
حتى يحرك هذه النفس من هذا الجمود التي تعيشه
حتى يشعر هذه النفس بأنها مجرد عابرة سبيل
وأن الحياة السرمدية والخلود الدائم إنما هو حصاد وثمرة ذلك السفر
لنجيب على هذه الآسئلة بما يتوافق مع موجبآات السفر المطلووب
ما هو هذا السفر المقصود
السفر
هو الهجرة من بيت النفس التي وصفها الإمام الخميني قدس سره
و إلى أين ؟
إلى الحبيب إلى أصل الوجود إلى الأب الحقيقي
أإلى النور الإلهي إلى الكمال المطلق والحب الحقيقي
نأتي إلى من المسافر ؟
المسافر هي روح الإنسان التي بين جنبيه
تلك الروح التي خلقها الله طاهرة
وجبلها على حبه ومعرفته لكن الإنسان لم يتركها على طهارتها
أي الطرق تسلك في هذاالسفر؟
سئل أميرالمؤمنين عليه السلام
بما عرفت ربك ؟
قال بما عرفني نفسه
قيل وكيف عرفك نفسه ؟
قال لا تشبهه صورة ولا يحس بالحواس ولا يقاس بالناس
إذن اقصر الطرق هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فهو الطريق المستقيم
ما هي الوسيلة المستخدمة لهذاالسفر؟
وسيلةالسفر هي الليــــــل
حيث قال الإمام العسكري عليه السلام
إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاءالليل
فالصلاة هي معراج المؤمن إلى الملكوت‘
كيفية السفر؟
على المسافر لكي يمشي أول خطوة في سفره أن يعرف ربه
معرفة الله سبحانه لها طرق عدة وأفضلها معرفة الله
بالله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح
يا من دل على ذاته بذاته
وقال عليه السلام
اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة
وكيف لنا أن نعرف الله من عرف نفسه فقد عرف ربه
هكذا علمنا أهل بيت العصمة عليهم السلام
ثم مجاهدة هذه النفس الأمارة بالسوء
قال تعالى
وَمَاأُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ
بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53)
سورة يوسف
يقول الإمام الحسن عليه السلام
استعد لسفرك وحصّل
زادك قبل حلول أجلك
لكي نسير في هذا الطريق يجب أن نحدد لنا هدفا
نسير نحوه يكون لنا دافعا ومحفزا للسير
يجب أن نحب هذا الهدف ونهيم فيه
حتى يصبح هذآ الحب خالصا لتحقيقه
من الضروري أن نردد بألسنتنا أننا نحبه
حتى تعتاد عليه النفس ومن ثم نرى القلب يرددها دون اللسان
يا حبيب من تحبب إليه
أي أن الله يحب حتى من يتظاهربحبه تحبب إليه
والتظاهر ليس المقصود به الريـاء إنما المقصود به أنه يدرب
نفسه على حب الله وذلك بطاعته
في ما أمر و إجتناب ما نهى عنه إلى أن يصبح لديه ذلك الشعور
حقيقي يأنس به ويلمسه
في جميع جوانب حياته هذاالمقصود بالتظاهر
فما بالك بمن يحبه فعلا ماذا يفعل به
يقول الله تعالى في الحديث القدسي
من طلبني وجدني ومن وجدني
أحبني ومن أحبني عشقني
ومن عشقني عشقته
رزقنا الله وإياكم معرفة أنفسا ً ومن ثم معرفة الله
حتى نصل حبه وندخل في جنبات قدسه
اللهم أعنا على أنفسنا
م ن
نسألكم الدعاء