المن والسلوى
( كل الطعام كان حلاً لبني اسرائيل )
يبدوا من الآية بحسب الظهور القرآني ان بني اسرائيل كانوا منعمين بحيث انهم لم يحرموا من أي نوع من الأطعمة بل يبدوا أن شريعتهم سهلة . وليس هذا فقط بل أنزل اليهم أطيب الطعام (وأنزلنا عليهم المن والسلوى) فطلبوا أن يخرج لهم من فومها وعدسها وبقلها , وهنا يصبح عندنا مصطلحان الانزال والاخراج .
والانزال رزق سماوي والاخراج رزق ارضي , وانا أعرف أن أذهانكم أنحصرت في الطعام , والحقيقة انا أقصد شيئاً اكبر , فأن هذه الآية لها دلالة على أن بني أسرائيل كانوا رافضين للخط النازل من الله منكرين له وعلى مر السنين , فهم كما تعرفون أنهم قتلة الانبياء وفي زمن النبي سليمان (ع) أستعانوا بالسحرة والمشعوذين واستعملوا الشياطين والابالسة مما اضطر النبي سليمان لمحاربتهم واستطاع ان يخضع الشياطين بقوة خارقة .
وكما يقولون( الغاية تبرر الوسيلة ) كانت الغاية آنذاك التمسك بالخط الارضي ومعارضة الخط السماوي منتهجين اي وسيلة كانت وفي قصصهم عبرة , والعبرة اخبرما عنها الرسول الاكرم (ص) حين قال في تأويل ( لتركبن طبق عن طبق ) : لتحذون ما حذت بنوا اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ....
وهذه الامة كذلك فمعارضة الخط السماوي له مصاديق من قتل النبي والائمة الاطهار (ع) وخير شاهد عاشوراء ....ولاتزال المعارضة قائمة الى يوم الظهور المقدس الذي هو بمثابة (المن والسلوى ) وبمثابة انزال المائدة لاصحاب عيسى (ع) .
أما التأييد للخط الارضي فأن القرآن يتحدث عنه ( واذا قيل لكم انفروا اثاقلتم الى الارض ) والجهاد عندنا هو استنزال للفيض الالهي فعلام التثاقل ..... وكما ترون أن كربلاء ألامام الحسين (ع) هي خط سماوي وهاهو التكفير قد حارب هذا الخط وهاهي السماء تنزل فيضها على أولياء المهدي (ع) , فنحن ليس كل الطعام حلاً لنا وسينزل الله المن من آل محمد على زوارهم والسلوى تسلية لقلوبهم .
(ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون)