مع حلول شهر فبراير: البحرين... شهيدان ب(الغاز الخانق)
ليس بعيداً تماماً عن تلك التغريدات التي عمل ناشطون على بثها في وسائل التواصل الاجتماعي منذ لحظة تغير التوقيت فجر يوم أمس ودخول شهر فبراير/ شباط الفعلي إلى ورقة الروزنامة. أرادوها أن تكون حنيناً ظافراً إلى ساعات ملحمية قضوها في دوار اللؤلؤة، متهيئين إلى إحياء الذكرى السنوية لثورة 14 فبراير/ شباط "بما يلزم من مفاجآت" لما يزل الكل ينتظرها. لكن السلطات المجرمة الباطشة، أصرت على صبغها بالفجيعة.
لم تكد تمر ساعات على تدوير عقرب شهر فبراير/ شباط، حتى جاء الإعلان عن استشهاد المواطنة زهراء الحواج (69 عاماً) إثر مضاعفات تنشقها للغاز الخانق الذي ألقي على منطقتها بكثافة، وتشييعها في النعيم صباح اليوم، حتى حملت ساعات المساء الحبلى نبأ وفاة شهيد آخر، عبدعلي عبدالله (60 عاماً)، وهو من وجهاء منطقة المعامير وصاحب يد بيضاء على ناسها، مثلما أكد ذلك نشطاء، وذلك للسبب ذاته.
وزف رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبأ "استشهاد المواطن عبد علي عبدلله من قرية المعامير بعد ساعات مند دفن الشهيدة زهراء على الحواج"، موضحاً "الحالتان بسبب الغازات المسيلة للدموع". يشار إلى أن عبدعلي هو من وجهاء منطقة المعامير، ويعرف في أوساط أهالي المنطقة بأعمال البر ومساعدته المحتجين.
وقال فيصل عبدعلي، نجل المتوفى إن "القصة بدأت عندما قام الشهيد بقديم شكوى منذ أسابيع بشأن تعرض منزله لعبوات مسيل الدموع من قبل قوات الشرطة". وأوضح أن "الشرطة قامت إثر البلاغ بمعاينة المنزل وتسجيل الأضرار التي لحقت به"، مضيفاً "إن مسلسل الانتقام بدأ منذ لحظة التقدم بهذه الشكوى".
وتابع في السياق نفسه بأن "كثافة المسيلات والغاز الخانق قد ازدادت بعد تقديم الشكوى وكأنه انتقام على تجرؤ الشهيد على تقديم شكوى ضد قوات الشغب". وقال فيصل "إن التركيز على منزلنا قد بدأ يتصاعد في الأيام الأخيرة بما في ذلك قيام قوات الأمن بتكسير السيارات المملوكة للعائلة".
وأضاف بأن "الشهيد عمل قبل وفاته على وضع حواجز على نوافذ المنزل من أجل حماية العائلة من الاختناق، ولكن كل هذا لم يمنع قوة الغازات من النفاذ للداخل".
وتابع "في يوم الخميس الفائت الموافق 26 يناير/ كانون الثاني تعرض المنزل للطلق من جميع الجهات، وكان الشهيد في مرآب السيارة ما أدى ذلك إلى تعرضه للاختناق". وأوضح نجله بأنه "تم نقله إلى المستشفى ، حيث تضاعفت حالته بسبب التسمم الذي سببته كمية الغازات التي استنشقها داخل الرئة ليلاقي المنية مساء هذا اليوم" على حد تعبيره.
وفي أول تعليق على نبأ استشهاده، قال الدكتور عبدالخالق العريبي، أحد أبرز في منطقة المعامير "لن تنسى المعامير فقيدها الليلة عبدعلي عبدالله"، موضحاً بأن "مواقفه لا يمكن لأي منصف إلا أن ينحني أمامها".
وكان نشطاء قد أشاروا قبل ساعات إلى إدخال الشهيد عبدعلي إلى غرفة العناية القصوى اليوم بعد انتشار نبأ استشهاد زهراء الحواج صبيحة هذا اليوم. ونقل مصدر إعلامي ذلك في سياق خبرها عن وفاة الشهيدة التي شيعت اليوم في منطقة النعيم غرب العاصمة المنامة.
كما تحدثوا عن وجود حوالي 4 إصابات في مستشفى السلمانية للسبب نفسه، وهم: علي عيسى عبدالله (49 عاماً) من منطقة سماهيج، مهدي علي مرهون من منطقة المعامير، إبراهيم بوحميد من منطقة المالكية، إضافة إلى الشهيد عبدعلي عبدالله.
وكانت جمعية "الوفاق" الوطني قد عرضت اليوم في حسابها على "تويتر" شريط فيديو يوضح قيام قوات الشغب بإطلاق قنابل الغاز على سيارات المارة في منطقة دمستان، واختراق إحداها نافذة سيارة كانت تقودها امرأة، ما أدى إلى إصابتها بحالة إغماء. ولم يظهر الفيديو قدرتها على الحراك، حتى حينما حاول مواطنون إسعافها.
وكالة انباء اباء