الشيخ قاسم: هل تعتبر السلمية أن يُعتدى على عرضنا ونبقى ساكتين؟
المنامة - اباء :
جدد الشيخ عيسى قاسم التأكيد على خيار السلمية في التظاهرات، مؤكداً أن السلمية "لا تعني البقاء ساكتين عندما يُعتدى على عرضنا"، داعياً المسؤولين إلى "مراجعة تقرير بسيوني وما ذكره من تعرض للأعراض".
واعتبر الشيخ قاسم خلال خطبة الجمعة في جامع الصادق (ع) في الدراز أن "التحول إلى عصبية الذات يضيع معها النظر إلى الحق، والتغالب السياسي من أشد ما يدعو للتعصب الأعمى، والبقاء مع الحق يحتاج إلى نفوس عالية الايمان. شديدة التورع والتقوى"، مشيرا إلى أن "الإنسان لا يعجب من الانفلات الإعلامي من أجل الدنيا".
وأكد قاسم أن "السلمية هي الخيار التي كررنا خطابنا عنه وهي خيارنا ولا نعدل عنها، وفي الوقت الذي نؤكد فيه عليها نتهم بأننا إرهابيين ودعاة فتنة"، موضحاً "رفضنا للإرهاب في مختلف الساحات الاسلامية هو رفضنا لكل المنكرات الكبيرة، وأشد من إنكارنا لشرب الخمر على فظاعتها". وتساءل "من نادى بالسلمية أكثر مما نادينا ومن طالب بضغط الأعصاب أكثر مما ضغطنا؟ ومن ساءت به الظنون من أحبة لنا من كثر ما نادينا بالسلمية والانضباط؟"، مبينا أنه "مع كل قمع وفتك الحكومة لم يتغير مبدأنا".
وتساءل قاسم "هل تعتبر السلمية أن يُعتدى على عرضنا ونحن نبقى ساكتين نبتسم وأن لا نمنعه ونحن قادرون عليه؟"، قائلاً "أعطونا شريعة سماوية او أرضاً أو دستوراً أو قانوناً أو عرفاً إنسانياً يُقر ذلك؟". فـ"ليخرج مسؤولاً من المسؤولين الكبار أو عالماً يأمر الناس أنه إذا شاهدتم أحداً يعتدي على عرضكم وابقوا ساكتين وأنتم تستطيعون رد عدوانه".
وفيما تساءل أنه "هل يبيح مشاركة المرأة في المسيرات والاعتصامات إنكاراً للظلم أن تستباح عفتها ويدنس شرفها؟"، قال قاسم: "لكأنكم تقولون إن على المرأة أما أن تسكت عن المطالبة بالحق وتتخلى عن كل مشاعر البنوة والزوجية والأمومة، فلا تباليبما يقع على أبيها وأخيها وأبنها من ظلم وقمع وفصل وقتل، أو أن تقبل أو يقبل كل هؤلاء الأحبة أن تترك لألوان التعديات ومنها ما ينتهك شرفها وكرامتها". وتابع متسائلاً "من الذي يستخف بحرمة النساء ويهدر كرامتهن، من يسكت عن خروج المرأة في احتشامها تطالب بالحق والكرامة أو من يدفع بها للمراقص ويسوّق للفجور؟".
وقال: "هل اقتصرت التعديات ممن تسمونهم برجال الأمن من النساء في المنازل، فالأسبوع الماضي تم التعدي على منزل أحدأكبر العلماء بالألفاظ البذيئة"، في إشارة إلى السيد سعيد الوداعي الذي داهمت قوات الأمن منزله قبل يومين لاعتقال ابنه ووجهت كلمات نابية إلى زوجته".
وتوجه قاسم إلى المسؤولين بالقول "يا أنصار هذه الاستفزازات فليعرض أحدكم على نفسه لو تعرض عرضه لمثل كل هذا هل سيصمت"، داعياً المسؤولين إلى "مراجعة تقرير بسيوني وما ذكره من تعرض للإعراض". وأضاف قاسم"اذكروا ما أحدثتم في المساجد والقرآن والآن وبكل وقاحة تعلنون الصرخة ضد من يعلن رفضه ودفاعه عن عرضه. ألا يوجد لديكم حياء أو اخلاق؟".
وشدد على أن "رجل الأمن عندنا محترم الدم كغيره ولكن الدفاع عن العرض واجب، ومن رأى عرضه يفتك به فداه بنفسه"، متسائلاَ "هل للشرطي حكم خاص في الاسلام يستثنيه عمن سواه؟ إذا هجم عليك من هجم في دارك ترده بمقدار ما يرده فهل الشرطي مستنثى عن ذلك؟"، مشيرا إلى أن "الاسلام لم يطلق يد أحد في عرض أو مالٍ بلا حساب".
وأكد قاسم "أننا حريصون أن يعم الانضباط في البحرين ولا يعمها الانفلات، وأول من يطالب بالانضباط هم رجال الأمن في كل المواقع"، موضحاً "من يرد الصواب عليه أن لا يدر ظهره للاصلاح الحقيقي ولا يعتمد القوة الباطشة التي تقطع التفاهم مع الناس"، مبينا أن هذا "الاسلوب شأنه أن يقطع السبيل بينكم وبين الناس ولا يبقي أي صلة". وختم الشيخ قاسم "نريد للبحرين أن تخرج مما هي فيه ولكنكم تريدون لها الكوارث، وأنتم واجدونمن طلاب الدنيا من يزيّن لكم ذلك".
وكالة انباء اباء