صوم عاشوراء بين بني امية و بني اسرائيل بحث علمي دقيق جدا
في
السنوات الاخيرة و ما ان يقترب موعد العاشر من محرم إلا و تنهال على
المصريين الرسائل التي تذكر بصيام يوم عاشوراء بصورة لا تحدث في اي مناسبة
اخرى كيوم عرفة او النصف من شعبان او السابع و العشرين من رجب و هي
المناسبات التي كان المصريون يهتمون بالصيام فيها و عام بعد آخر تزداد
المبالغة و الاهتمام بصوم عاشوراء .
اتذكر منذ عدة سنوات و اثناء زيارتي
لمشهد رأس الامام الحسين عليه السلام بالقاهرة في ليلة العاشر من المحرم
استمعت لشيخ ازهري في مجلس وعظ ينبه المصلين و يذكرهم بأن الغد هو يوم
عاشوراء و هو من اكثر ايام العام فرحا و سرورا و بهجة لنجاة موسى و بني
اسرائيل من بطش فرعون و يطلب منهم ان يصوموا و يوسعوا على عيالهم لإدخال
الفرح عليهم في هذا اليوم البهيج على حد قوله ، و قد نبهته بأن يحترم مقام
شهيد هذا اليوم و الذي يبعد خطوات عنه و تركته و مضيت قبل ان تتطور الامور
.
انا لا اريد هنا تكرار ما كتب عن صوم عاشوراء من تناقض في المرويات
ما بين انه كان يوم يصام في الجاهلية ام ان النبي صلى الله عليه و آله سأل
اليهود عنه اول قدومه المدينة ام كان قبل رحيله - بأبي و أمي - بعام واحد
كما تتناقض الروايات و هل كان الصحابة يهتمون بصوم عاشوراء فهذه الامور
كلها قد بحثت مئات المرات .
و لكن اركز بحثي عن اعياد اليهود و صومهم و هل يصومون عاشر المحرم ؟
1- التقويم اليهودي
يعتمد التقويم اليهودي على دورة الشمس في حساب السنين و دورة القمر في حساب الشهور ، فهو شمسي و قمري في نفس الوقت .
و
لكي يحتفظ اليهود بأعيادهم و مواسمهم في نفس الفصل من السنة بمعنى ان
المناسبات التي حدثت في فصل الربيع يستمر الاحتفال بها في الربيع و هكذا و
نظرا لأن السنة الشمسية تزيد عن القمرية بحوالي 11 يوم و بهذا ستدور الشهور
القمرية على فصول السنة جميعا كما في التقويم الاسلامي
لهذا وضعوا حلاً
لهذا الاشكال باضافة شهر (29 يوم ) لشهور السنة الاثني عشر كل عدة سنوات و
بالتحديد 7 مرات كل 19 سنة فتظل اعياد الربيع في الربيع و الشتاء في
الشتاء و هكذا .
2- خروج اليهود من مصر و عبورهم البحر هربا من بطش فرعون
تؤكد
تواريخ اليهود ان عبورهم البحر كان عند اكتمال القمر بدرا أي في منتصف
الشهر القمري و في فصل الربيع و لهذا فان احتفالهم يكون يوم 15 من شهر
نيسان في التقويم اليهودي و هو المعروف بعيد الفصح ( البصخه عند اليهود ) و
شهر نيسان يتردد ما بين شهري مارس و ابريل في الشهور الرومية
و الجدير
بالذكر ان اليهود لا يصومون في هذا اليوم على الاطلاق و الذي هو مناسبة
نجاتهم من بطش فرعون كما تقول الروايات التي يتمسك بها المخالفون .
نخلص من هذا
اولا ان خروج اليهود من مصر كان في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري و ليس العاشر
ثانيا انهم لا يصومون هذا اليوم
3- صيام اليهود
لليهود
مناسبات كثير للصيام منها عيد الغفران و هو يوم كيبور ( و الجدير بالذكر
انه اليوم الذي قامت فيه حرب اكتوبر سنة 1973 و صادف في هذه السنة شهر
رمضان ) و يوم كيبور هو اليوم العاشر من شهر تشري اليهودي و هو من شهور
الخريف و يتردد بين شهري سبتمبر و اكتوبر من الشهور الرومية .
4- الاعتراضات
قد
يعترض معترض و يقول بما ان اليهود يصومون كما اتضح فيما سبق في اليوم
العاشر من شهر تشري و هو شهر قمري فما المانع ان يتفق عاشر تشري مع عاشر
المحرم و هو شهر قمري ايضا ؟
5- الرد
اولا
: بينا فيما سبق ان الشهور اليهودية تظل ثابتة في نفس الفصل من السنة و
على هذا لو اتفق ان توافق العاشر من تشري مع العاشر من المحرم في احد
السنوات - و هو احتمال ممكن - فان الاعوام التالية و لعدة سنوات سيدور على
جميع الشهور العربية قبل ان يتفق مرة اخرى مع المحرم بعد حوالي ثلاثين عاما
ثانيا :
قمت بتوفيق من الله بالتحويل ما بين التقويم الهجري و
التقويم اليهودي و بالاستعانة بالتقويم الميلادي بينهما و كانت النتيجة ما
يلي :
في العام الهجري الاول وافق 10 تشري شهر ربيع الاول
في العام الثاني وافق شهر ربيع اول
العام الثالث وافق ربيع ثان
العام الرابع وافق ربيع ثان
العام الخامس وافق ربيع ثان
العام السادس وافق جماد اول
العام السابع وافق جماد اول
العام الثامن وافق جماد ثان
العام التاسع وافق جماد ثان
العام العاشر وافق جماد ثان
العام الحادي عشر وافق رجب
أي أن 10 تشري لم يتفق أبدا مع 10 محرم طوال فترة تواجد النبي الأعظم صلى الله عليه و آله بالمدينة المنورة
اتصور
انه لم يعد بعد هذا البيان معنى لإدعاء المخالفين بأنهم يصومون عاشوراء
المحرم لنجاة موسى و بني اسرائيل في هذا اليوم ، فان ارادوا مشاركة اليهود
لأنهم اولى بموسى من اليهود فعليهم صيام العاشر من تشري و الذي بينا انه
يتردد بين شهري سبتمبر و اكتوبر
إلا اذا كان غرضهم هو الشوشرة و التغطية و التمويه على فاجعة الطف و شهادة الحسين عليه السلام
فحسبنا الله و نعم الوكيل و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
تمنياتي للأخوة جميعا بالتوفيق و في امان الله
منقول