قول السلف في يزيد بن معاوية
يتبجح البعض في مدح يزيد واعتباره من اهل العدل والصلاح وغيره وهو جاهل بما قاله علمائهم في حق هذا الطاغية:
واليك كلام جملة من علماء اهل السنة والجماعة في ذمه :
الآلوسي - تفسير الآلوسي - الجزء : ( 26 ) - رقم الصفحة : ( 72 / 73 )
-
واستدل بها أيضا على جواز لعن يزيد عليه من الله تعالى ما يستحق نقل
البرزنجي في الإشاعة والهيثمي في الصواعق إن الإمام أحمد لما سأله ولده عبد
الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه فقال عبد
الله قد قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجل فيه لعن يزيد فقال الإمام إن الله
تعالى يقول : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم *
أولئك الذين لعنهم الله ، ( محمد : 22 ، 23 ) الآية ، وأي فساد وقطيعة أشد
مما فعله يزيد انتهى .
- وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد
لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله
أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة ، فقد روى الطبراني بسند حسن : اللهم من
ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا
يقبل منه صرف ولا عدل ، والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل
الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما
تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا .....
- ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصل وقد سئل عن لعن يزيد اللعين :
يزيد على لعني عريض جنابه * فاغدو به طول المدى ألعن اللعنا
ومن
كان يخشى القال والقيل من التصريح بلعن ذلك الضليل فليقل : لعن الله عز
وجل من رضي بقتل الحسين ومن آذى عترة النبي (ص) بغير حق ومن غصبهم حقهم
فإنه يكون لاعنا له لدخوله تحت العمول دخولا أوليا في نفس الأمر ، ولا
يخالف أحد في جواز اللعن بهذه الألفاظ ونحوها سوى ابن العربي المار ذكره
وموافقيه فإنهم على ظاهر ما نقل عنهم لا يجوزون لعن من رضي بقتل الحسين رضي
الله تعالى عنه ، وذلك لعمري هو الضلال البعيد الذي يكاد يزيد على ضلال
يزيد .
المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 265 )
- قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد أجاز العلماء الورعون لعنه .
- وفي فتاوى حافظ الدين الكردي الحنفي لعن يزيد يجوز لكن ينبغي أن لا يفعل وكذا الحجاج .
-
قال ابن الكمال وحكى عن الإمام قوام الدين الصفاري ولا بأس بلعن يزيد ولا
يجوز لعن معاوية عامل الفاروق لكنه أخطأ في اجتهاده فيتجاوز الله تعالى عنه
ونكف اللسان عنه تعظيما لمتبوعه وصاحبه .
- وسئل ابن الجوزي عن
يزيد ومعاوية فقال قال رسول الله (ص) من دخل دار أبي سفيان فهو أمن وعلمنا
أن أباه دخلها فصار آمنا والابن لم يدخلها .
- ثم قال المولى ابن
الكمال والحق أن لعن يزيد على اشتهار كفره وتواتر فظاعته وشره على ما عرف
بتفاصيله جائز وإلا فلعن المعين ولو فاسقا لا يجوز بخلاف الجنس .
- وذلك هو محمل قول العلامة التفتازاني لا أشك في إسلامه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ،
- قيل لابن الجوزي وهو على كرسي الوعظ كيف يقال يزيد قتل الحسين وهو بدمشق والحسين بالعراق فقال :
سهم أصاب وراميه بذي سلم * من بالعراق لقد أبعدت مرماكا.
المناوي - فيض القدير - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 109 )
-
وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر ملك الروم يعني القسطنطينية أو المراد
مدينته التي كان بها يوم قال النبي (ص) ذلك وهي حمص وكانت دار مملكته إذ
ذاك مغفور لهم لا يلزم منه كون يزيد بن معاوية مغفورا له لكونه منهم إذ
الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك لخروجه بدليل
خاص ويلزم من الجمود على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفور له وقد أطلق
جمع محققون حل لعن يزيد به حتى قال التفتازاني : الحق أن رضى يزيد بقتل
الحسين وإهانته أهل البيت مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحادا فنحن لا
نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .
إبن الدمشقي - جواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( ع ) - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة :
( 301 )
- وكان قد سئل عن يزيد بن معاوية ؟ فقدح فيه وشطح ، وقال : لو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل . قال : فأما قول
السلف
فلاحمد ومالك وأبي حنيفة فيه قولان : تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد هو
التصريح ، وكيف لا وهو اللاعب بالنرد ، والمتصيد بالفهود ومدمن الخمر .
-
يزيد من الصحابة ، ولد في زمان عمر بن الخطاب ، وركب العظائم المشهورة ،
ثم قال : وأما قول السلف ففيه لاحمد قولان : تلويح وتصريح ، ولمالك أيضا
قولان تصريح وتلويح ، ولنا قول واحد وهو التصريح دون التلويح ، قال : وكيف
لا وهو اللاعب بالنرد المتصيد بالفهد ، والتارك للصلوات ، والمدمن للخمر ،
والقاتل لاهل بيت النبي (ص) والمصرح في شعره بالكفر الصريح .
القندوزي - ينابيع المودة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 33 و 34 )
- وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم إبن الجوزي.
-
فقد أخرج الواقدي من طرق : إن عبد الله بن حنظلة ، هو غسيل الملائكة ، قال
: والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، وخفنا
أن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .
-
وقال الذهبي : ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل مع شربه الخمر وإتيانه
المنكرات ، اشتد على الناس ( و ) خرج أهل المدينة ولم يبارك الله في عمره .
-
وأشار بقوله ما فعل إلى ما وقع منه سنة ثلاث وستين ، فانه بلغه أن أهل
المدينة خرجوا عليه ( وخلعوه ) ، فأرسل عليهم جيشا عظيما ، وأمرهم بقتلهم ،
فجاءوا إليهم وكانت وقعة الحرة على باب طيبة . وبعد اتفاقهم على فسقه
اختلفوا في جواز لعنه بخصوص اسمه فأجازه قوم منهم إبن الجوزي.
[b]-
ونقله عن أحمد بن حنبل وغيره ، فان إبن الجوزي قال في كتابه المسمى ب الرد
على المتعصب العنيد المانع من لعن يزيد : سألني سائل عن يزيد بن معاوية .
فقلت ( له ) : يكفيه ما به . فقال : أيجوز لعنه ؟ قلت : قد أجازه العلماء
الورعون ، منهم أحمد بن حنبل، فانه ذكر في حق يزيد ( عليه اللعنة ) ما يزيد
على اللعنة .
- ثم روى إبن الجوزي عن القاضي أبي يعلى ( الفراء )
أنه روى كتابه المعتمد في الاصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل رحمهما
الله قال : قلت لابي : إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد ! فقال : يا بني ( و
) هل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله ، ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في
كتابه. فقلت : في أي آية ؟ قال : في قوله تعالى : فهل عسيتم إن توتليتم أن
تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى
أبصارهم فهل يكون فساد أعظم من هذا القتل ؟ . . .
- قال إبن الجوزي : وصنف القاضي أبو يعلى كتابا ذكر فيه بيان من يستحق اللعن وذكر منهم يزيد ، ثم ذكر حديث من أخاف أهل المدينة
ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، ولا خلاف أن يزيد أغار المدينة المنورة بجيش وأخاف أهلها ، انتهى .
إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 66 )
5472
- ....... حدثني قالوا لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية
عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن
حنظلة فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال يا قوم اتقوا الله وحده
لا شريك له فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء
إن رجلا ينكح الامهات والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة .......
إبن حزم - المحلى - الجزء : ( 10 و 11 ) - رقم الصفحة : ( 495 و 98 )
- ووجدنا يزيد بن معاوية والفاسق الحجاج قد قتلا فيه النفوس المحرمة فصح يقينا أنه أمر من الله تعالى إذ لم يبق غيره .
- ومن قام لعرض دنيا فقط كما فعل يزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان في القيام على إبن الزبير .
الشوكاني - نيل الأوطار - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 147 )
-
ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم في الجمود على أحاديث الباب
حتى حكموا بأن الحسين السبط ( ر ) وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك
لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله ، فيالله العجب من مقالات
تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود .
السبط إبن الجوزي - تذكرة الخواص - رقم الصفحة : ( 261 )
-
قال إبن عقيل - من الحنابلة - : ومما يدل على كفره وزندقته فضلا عن سبه
ولعنه أشعاره التي أفصح بها بالإلحاد ، وأبان عن خبث الضمائر
وسوء الاعتقاد ، فمنها قوله في قصيدته التي أولها :
علية هاتي أعلني وترنمي * بذلك أني لا أحب التناجيا
حديث أبي سفيان قدما سما بها * إلى أحد حتى أقام البواكيا
ألا هات فاسقيني على ذاك قهوة * تخيرها العنسي كرما وشاميا
إذا ما نظرنا في أمور قديمة * وجدنا حلالا شربها متواليا
وإن مت يا أم الأحيمر فانكحي * ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا
فإن الذي حدثت عن يوم بعثنا * أحاديث طسم تجعل القلب ساهيا
ولا بد لي من أن أزور محمدا * بمشمولة صفراء تروي عظاميا