هل صالح الإمام علي أبا بكر مرتين ؟
الشيخ عبد الرحمن الدمشقية :
يرد على الشيعة فقولهم بعدم بيعة الإمام علي عليه السلام بهذه الرواية
أحاديث يحتج بها الشيعة المؤلف : عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية- (ج 1 / ص
109)ح4457 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا
عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول
الله ? قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول
الله ? كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر
رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد
بن ثابت فقال إن رسول الله ? كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من
المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله ? فقام أبو بكر رضي الله
عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك
لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم
انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل
عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله ? وختنه
أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله ? فبايعه ثم لم
ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله ?
وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول
الله ? فبايعاه. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). وهو كما قال فإن رواته ثقات ).
أقول ـ أسد الله الغالب ـ :
1ـ يهم :
عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلى ، أبو عثمان الصفار البصرى ، مولى عزرة
بن ثابت الأنصارى ( سكن بغداد )الطبقة : 10 : كبار الآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : بعد 219 هـ بـ بغداد روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم -
أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت ،
و ربما وهم ، قال ابن معين : أنكرناه فى صفر سنة تسع عشرة )
2ـ رمي بالاختلاط !
وهيب بن خالد بن عجلان الباهلى مولاهم ، أبو بكر البصرى ، صاحب الكرابيس
الطبقة : 7 : من كبار أتباع التابعين الوفاة : 165 هـ و قيل بعدها روى
له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن
ماجه )رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت لكنه تغير قليلا بأخرة ) نهاية
الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط وهو دارسة وتحقيق وزيادات في التراجم
على كتاب الاغتباط بمن رمي بالاختلاط المؤلف : نهاية الاغتباط: علاء الدين
علي رضا.المؤلف : الاغتباط: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن
العجمي الناشر : دار الحديث ـ القاهرةالطبعة : الأولى 1988م عدد الأجزاء :
1مصدر الكتاب : أصله من مركز التراث والزيادات والحواشي والمقابلة من موقع
الطيماوي[ 1- موافق للمطبوع (ج 1 / ص 371)باب الواو 115 - [ع] وهيب بن خالد
بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري صاحب الكرابيسي ) ومثله في هامش
كتاب الكواكب النيرات في معرفة من الرواة الثقات المؤلف : أبو البركات محمد
بن أحمد المعروف بـ " ابن الكيال"المحقق : عبد القيوم عبد رب النبي الناشر
: دار المأمون ـ بيروت الطبعة : الأولى ـ 1981م عدد الأجزاء : 2 مصدر
الكتاب : مكتبة مشكاة- (ج 1 / ص 497)
3ـ يهم وكثير الاضطراب والخلاف :
داود بن أبى هند : دينار بن عذافر ، و يقال : طهمان القشيرى مولاهم ، أبو
بكر ، و يقال أبو محمد ، البصرى ( أصله من خراسان )الطبقة : 5 : من صغار
التابعين الوفاة : 140 هـ و قيل قبلها روى له : خت م د ت س ق ( البخاري
تعليقا - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )رتبته عند ابن
حجر : ثقة متقن ، كان يهم بأخرة , و قال الأثرم ، عن أحمد : كان كثير
الاضطراب و الخلاف , و قال ابن حبان : روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها
منه ، و كان من خيار أهل البصرة من المتقنين فى الراويات إلا أنه كان يهم
إذا حدث من حفظه)
4ـ يخطئ
المنذر بن مالك بن قطعة العبدى ، العوقى ، البصرى ، أبو نضرة ( مشهور
بكنيته ، و العوقة بطن من عبد القيس )الطبقة : 3 : من الوسطى من التابعين
الوفاة : 108 أو 109 هـ روى له : خت م د ت س ق ( البخاري تعليقا - مسلم
- أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )رتبته عند ابن حجر : ثقة
رتبته عند الذهبي : ثقة يخطىء ) من تكلم فيه وهو موثق - (ج 1 / ص
210)(صدوق وقد أورده ابن عدي في الكامل يقال كان عريفا ففخر بذلك ولم يحتج
به البخاري )
هل يصح الحديث بمثل هذه العلل ؟
وهو قال صحيح الإسناد ولم يقل حديث صحيح ونحوه والفرق بينهم واضح كما لا يخفى على من له أدنى إطلاع على علم الرجال السني
5ـ ثم هل يعقل أن تجهل عائشة ذلك فتخبر بخلافه وتؤكد عدم وقوع ذلك ؟ وهي
كانت تعيش في كوكب أخر أو في منطقة نائية كالإسكيمو؟ولو كان ذلك فلماذا لم
يعترض على كلامها أحد من الصحابة والتابعين ؟
صحيح البخاري ـ الجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو
عبدالله البخاري الجعفي الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة
الثالثة ، 1407 - 1987تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في
كلية الشريعة - جامعة دمشق عدد الأجزاء : 6مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب
البغا - (ج 4 / ص 1549)ح 3998 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن
ابن شهاب عن عروة عن عائشة : أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله
عليه و سلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه و
سلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خبير فقال أبو بكر إن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( لا نورث ما تركنا صدقة انما يأكل آل
محمد - صلى الله عليه و سلم - في هذا المال ) . وإني والله لا أغير شيئا من
صدقة رسول الله صلى الله عليه و سلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول
الله صلى الله عليه و سلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله
عليه و سلم . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت
فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى
الله عليه و سلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها
أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر
علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر
فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر
لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتيهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم نصيبا حتى
فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول
الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من
هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يصنعه فيها إلا صنعته . فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة .
فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا .
فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع
الأمر المعروف )واللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - (ج 1 / ص 553)
ولو كان ثمت بيعة من الإمام علي عليه السلام فعلما
يستنكر الناس على الإمام علي عليه السلام ( استنكر علي وجوه الناس ) حتى
اضطر إلى (فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر ) ولو
كان بايع لم يكن لذا وجه (ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر ) وإن كان
بايع فلا وجه (وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه)
(فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا ) ولو كان ثمت بيعة (وكان المسلمون إلى علي
قريبا حين راجع الأمر المعروف )
وسؤالنا إن كانت البيعة تمت على ما تزعمون فلماذا امتنع لمدة ستة أشهر
ولماذا يطلب منه تجديدها إن كان بايع ؟ ثم كيف يرد ما في البخاري بمثل هذا
المتهالك فهل يفعل هذا إلا مجازف أحمق أرعن كالدمشقية ؟
في الختام نحن نسلم يقينا بأن الإمام علي عليه السلام
ما بايع هؤلاء و والله إن ذلك لم يكن لكن كلامي كان بيانا لفساد الاستدلال
بما ستدلوا به ولو قلنا تنزلا بوقوعها فهي كصلح النبي الأعظم مع كفار قريش
في الحديبية
بحث: أسد الله الغالب