من ابي يوسف القاضي الى يوسف القرضاوي: فقهاء تحت طلب السلطه
حيدر هلال الهلالي
أخرج السلفي في كتابه الطيوريات بسنده عن ابن المبارك( احد الثقاة عند اهل الحديث ) قال: [لما أفضت الخلافة إلى هارون الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي [أبيه] فراودها عن نفسها فقالت [لا أصلح لك فإن أباك قد طاف بي] فشغف بها فأرسل إلى أبي يوسف القاضي [تلميذ أبي حنيفة وفقيه البلاط العباسي حينها ] فسأله: أعندك في هذا شيء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أو كلما ادّعت أمة شيئًا ينبغي أن تصدق, لا تصدقها فإنها ليست بمأمونة.
قال ابن المبارك: ( فلم أدر من أعجب من هذا الذي وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتخرج عن حرمة أبيه أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين أو من هذا فقيه الأمة وقاضيها قال اهتك حرمة أبيك واقض شهوتك وصيره في رقبت) وأخرج السلفي في الطيوريات بسنده عن إسحاق بن راهويه(احد شيوخ البخاري) قال: دعا الرشيد أبا يوسف ليلاً فأفتاه [في شأن جارية] فأمر له بمائة ألف درهم فقال أبو يوسف إن رأى أمير المؤمنين أمر بتعجيلها قبل الصبح فقال عجلوها، فقال بعض من عند الرشيد : إن الخازن في بيته والأبواب مغلقة فقال أبو يوسف : قد كانت الأبواب مغلقة حين دعاني ففتح. قال ابو الوفاء بن عقيل (احد شيوخ الحنابله ) عن ابي يوسف القاضي , كان طويل اللسان يعلم تاره ويسفه اخرى, ولم يكن محققا في علم , عاش ابو يوسف نيفا وتسعين عاما وتزوج اواخر عمره. قال الذهبي
أخبار الرشيد يطول شرحها ومحاسنه جمة!!! وله أخبار في اللهو واللذات المحظورة والغناء سامحه الله !!! وكان ابو يوسف قاضيا لهارون ونديما يفتي له في كل نازلة ويسخر الدين لهواه وملذاته وقد كتب له كتاب الخراج وقال في مقدمته : أطال الله بقاء أمير المؤمنين ، وأدام له العز في تمام من النعمة ، ودوام من الكرامة ، وجعل ما أنعم به عليه موصولا بنعيم الآخرة الذي لا ينفذ ولا يزول ، ومرافقة النبي ( ص ) . .) وقد حشد أبو يوسف في كتابه هذا عشرات الروايات التي تحض على طاعة الحكام ولزوم الجماعة والصبر على الظلم وعدم سب الأمراء وعصيانهم ووجوب الصلاة من خلفهم. ان تاريخ المسلمين ملئ بفقهاء السطان الذين يبررون للحاكم كل افعاله فما هم الا موظفين عند الحاكم ينطقون بماء يشاء ويصمتون عندما يشاء . وفي عصرنا الحالي قد نجد الكثير من اولئك الفقهاء المأجورين التابعين لبلاط هنا وبلاط هناك يرتكب صاحبه مايريد فيفتي مفتيه بما يريد ولعل المثال الصارخ هذه الايام في فقيه سلطة يتكلم كثيرا ويطول لسانه كثيرا عندما يريد السلطان ويصمت كثير ايضا حسب طلب السلطان نفسه, انه الفقيه القطري المصري يوسف القرضاوي والذي ثبت بالصوت والصورة تناقض اراءه حسب ماتمليه عليه سياسة الدولة القطريه فهو يدعي الثوريه ودعم الاحرار عندما انتهجت قطر سياسة المحلل الشرعي للاجنده الامريكيه الصهيونيه من خلال فضائية الجزيره فترى حمد الذي يريد ان يكون جيفارا العصر الحالي ولكن على وزن الفيل فراح يدعي الثوريه المفاجئه التي اعترته والتي يبدو انها تنتمي الى مفهوم الثور لا الى مفهوم الثورة الذي لايعلم عنها حمد شيئا فاعطي الاشاره للقرضاوي لكي يهرج على شكل خطب ولقاءات على الجزيره مدعيا ايضا الثورية من وراء شاشة الجزيره وبالقرب من خديجة بنت قنة وجمال ريان واحمد منصور الثوري الاخر في ميدان التحرير في القاهره والذي تصور انه قد (جاب الذيب من ذيله) عندما بقي عدة ايام في ميدان التحرير ياكل الكشري ويستمتع بالاجواء اللطيفه فتصور نفسه ثوريا عظيما لايشق له غبار فهؤلاء هم طاقم القرضاوي الذي انتابته رعشه ثورية على حين (رفسه) فقرر ان يكون ثوريا استجابة لامر السلطان ومادامت الثوريه لديه ماهي الا التحدث والتهريج بالكلام والرفس في الهواء الطلق او داخل استوديو فيصل القاسم للرفس المعاكس ان لم يكن هناك مكانا للرفس في الهواء الطلق فالقاسم هذا اكبر مشعوذ ومحب للرفسات والانبطاحات المدفوعه الثمن فهذه هي الثورة لدى القاسم ورفيقه في خدمة الدجل القطري اعني الشيخ القرضاوي فالثورة بمفهوم القرضاوي وحسب الثقافة القطريه السعوديه هي الرفس والتهريج وهو سيد التهريج ولما لا ومادام هناك من المغفلين الذين يستمعون له والمعجبون بشفايفه المتدليه كشفتي بعير ضال في صحراء الربع الخالي الذي لم يعد خاليا حيث ملئ احقادا وفتاوى تفوح منها رائحتى الرمال والنفط . ثم انه هو ايضا بالاضافة الى امكاناته (الثوريه )المستجده لديه فهو يدعم الطواغيت والحكام العشائرين الغير شرعيين الذين تكالبوا لقمع ثورة البحرين تماشيا مع سياسة دولة قطر وطائفيتها المعهوده(في قطر القانون يجرم زواج الشيعي من سنيه) حيث صرح القرضاوي انه يدعم انتفاضات كل البلدان(السنيه طبعا) الا البحرين(الشيعيه) ففي رايه ان الشيعه ليس من حقهم المطالبه من الحاكم السني اي مطلب وليس على الشيعه الا ان يكونوا محكومين ابدا سواء كانوا اكثرية في بلد ما او اقليه. والحمد لله الذي فضح نفاق القرضاوي مفتي الشيخه موزه وزوجها امير قطر حيث اعترف انهم هم (هو و الخليجيين طبعا) من استعان بحلف الناتو مدعيا نصرة الشعب الليبي واعترف ايضا ان هذا من مقتضيات الضروره ...ان نفاق القرضاوي المثبت بالصوت و الصوره ليس فقط من موقفه المخزي من ثورة احرار البحرين واكثريته المضطهده على يد ما يسمى بدرع الجزيره حيث برر قتل وقمع المنتفضين في البحرين لاغراض طائفيه بحته بل ان نفاقه اليوم قد تأكد ( وهو ثابت لدينا اصلا) من خلال احداث ليبيا والمقارنه بموقفه من صدام ومن القذافي فهاهو القرضاوي يعلن صراحة استعانته بالقوات الاجنبيه لخلاص الشعب الليبي من القذافي وهاهو يقول ان القذافي الذي يقتل شعبه لايحق له التحدث باسم الاسلام وقال ان تدخل البريطانيين والفرنسيين والامريكان هو ما تقتضيه الضروره وهذا هو بالفعل ما حصل مع صدام قبل القذافي فلماذا دعم صدام واعتبره شهيدا دون ان يحترم دماء ضحاياه وهم بالملايين حيث ان ضحايا صدام وشراسته وجرائمه اكبر بكثير من ضحايا وجرائم القذافي فلماذا صدام شهيد وفي الجنه والقذافي مجرم ويستحق القتل عند القرضاوي اليس هذا النفاق بعينه ام ان السياسه القطريه تتطلب هذه الازدواجيه نظرا لهوية ضحايا كل من صدام والقذافي والعين الطائفيه التي ينظر بها اؤلئك الرهط الخليجي للامور. سوف لن نخوض في حياة القرضاوي الشخصيه والهبات التي يتلقاها من البلاط القطري مقابل مواقفه المؤيده لهم ولا زواجه وهو في سن التسعين من فتاة صغيره كسلفه ابي يوسف القاضي فقيه هارون الرشيد , انها امور ترجع اليه وربما لا تعنينا في شئ وما يهمنا هو هذه المواقف التي تدعم الطغاة وتساهم في قتل الابرياء في العراق والبحرين وتدعم اطراف دوليه غربيه وخليجيه ضد اخرى في سوريا . وفي الختام لست مستغربا من مواقف القرضاوي ومن على شاكلته من مدعي الخلق والايمان وهم في قمة النفاق والكذب والانصياع لسلاطين السوء والطغيان , لست مستغربا لانني وبمنتهى الصراحه اعتبر الاتجاه الديني الذي يمثله اؤلئك من وريثي الاتجاه الاموي ثم العباسي ثم السعودي الخليجي ما هو الا اتجاه لا يمت للانسانية باية صلة وهو اتجاه ومعتقد لا أخلاقي على الاطلاق
موقع شبابيك