الأمن البحريني يقمع جنازة (صبري) والمشيعون يتوعدون بالانتقام
اندلعت اشتباكات اليوم في قريتي شهركان ودار كليب جنوبي العاصمة المنامة لدى تشييع شاب عشريني قضى أمس خنقاً إثر استنشاقه كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع. وسار آلاف المحتجين في جنازة الشهيد صبري حافظ (27 عاماً) في مسيرة ضخمة بمسقط رأسه شهركان، وهم يهتفون "الشعب يريد تقرير المصير" و"نركع لك هيهات شهيدنا ما مات" متوعدين بالانتقام من القتلة. قبل أن تتطور المسيرة بعد ذلك إلى صدامات عنيفة بين المشاركين وقوات مكافحة الشغب التي تواجدت بكثرة على مداخل القرية التي تبعد مئات الأمتار عن أحد قصور الملك، وهو قصر الصافرية.
وامتدت الصدامات لتشمل قرية دار الكليب المجاورة، حيث أغرقت بكميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع. كما سجل استخدام قوات الأمن للرصاص المطاطي وعبوات الشوزن المحظورة دولياً. ولدى اقتراب التشييع من أحد الشوارع المؤدية إلى قصر الملك، ضجت المسيرة بالهتافات: "فلتسمع قصورهم لا نخشى سجونهم" في رسالة تعبر عن التحدي.
يشار إلى أن صبري هو الضحية الثانية خلال يومين الذي يقضي خنقاً بقنابل الغاز الخانق، بعد إعلان استشهاد الأربعيني جعفر جاسم رضي (41 عاماً) من منطقة المقشع، حيث شيع أمس. وتزايدت في الآونة الأخيرة عدد الوفيات بالغاز الخانق الذي يقول نشطاء حقوق إنسان إنه شديد الفتك ويختلف عن النوعية التي كان يجري استخدامها في السنوات السابقة. ومنذ فبراير/ شباط 2011 سجل وقوع حوالي 12 ضحية للسبب ذاته.
ورافقت قوات مكافحة الشغب عدد من "الملشيات المسلحة"، وهو الوصف الذي يستخدمه النشطاء لعناصر الشرطة المدنية التي تشارك عادة في عمليات القمع من دون ارتداء الزي الرسمي، في مسعى لإيقاع أكبر عدد من المحتجين، كما شوهد تحليق مروحي على ارتفاع منخفض.
وبعد الانتهاء من دفن جثمان الشهيد صبري انطلقت مجموعات من المحتجين إلى الشوارع العامة، محاولة سد الطرق والاعتصام. إلا أن قوات الأمن باغتتهم بإطلاق نيران كثيف من جهتي الدوار وشمالي القرية. وأشار شهود عيان إلى إغراق مقبرة دار كليب بالغازات المسيلة، ما فاقم من عمليات الاختناق.
وكالة انباء اباء