احاديث في فضل امير المؤمنين من كتاب بحار الانوار
السلام عليكم
بعض فضائل ومناقب الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
" فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ( الاعراف : 44 ) " عن أبي الحسن عليه السلام قال : المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام يؤذن أذانا يسمع الخلائق .
الباقر والصادق عليهما السلام في قوله : " فلما رأوه زلفة ( الملك : 27 ) " نزلت في علي عليه السلام وذلك لما رأوا عليا في القيامة اسودت وجوه الذين كفروا .
ولما رأوا منزلته مكانه من الله أكلوا أكفهم على مافرطوا في ولاية علي عليه السلام . مناقب آل أبى طالب 2 : 12 و 13
مما أورده الحافظ أبوبكر بن مردويه عن جابر بن عبدالله قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتذاكر أصحابه الجنة فقال صلى الله عليه وآله : إن أول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب عليه السلام قال أبودجانة الانصاري : يا رسول الله أخبرتنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها وعلى الامم حتى تدخلها امتك ، قال : بلى يا أبا دجانة أما علمت أن لله لواء من نور عمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور " لا إله إلا الله محمد رسول الله ، آل محمد خير البرية ، صاحب اللواء إمام القيامة " وضرب بيده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال : فسر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك عليا عليه السلام فقال : الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك ، فقال له : أبشر يا علي ما من عبد ينتحل مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله : " في مقعد صدق عند مليك مقتدر " ( كشف الغمة : 95 ، والاية الاخيرة في سورة القمر : 55 ) .
وروى الشيخ الطوسي رحمه الله بإسناده إلى جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا علي من أحبك وتولاك أسكنه الله معنا في الجنة ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله : " إن المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ( سورة القمر : 55 ) .
ابن مردويه قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب ( الرعد : 29 ) عن محمد بن سيرين قال : هي شجرة في الجنة أصلها في حجرة علي عليه السلام وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من أغصانها .
قوله تعالى : " فأذن مؤذن بينهم " عن أبي جعفر عليه السلام قال هو علي عليه السلام ( كشف الغمة : 95 ) .
أقول : روى العلامة مثل الخبرين وقد مر وسيأتي الاخبار فيهما لا سيما في كتاب المعاد ، وكفى بهذين له فضلا واستحقاقا للتقديم على الجاهل اللئيم والعتل الزنيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
قال الطبرسى ( 10 : 331 ) : العتل : الجافى الغليط والزنيم : الدعى الملصق بالقوم و ليس منهم .
عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل : " فأما من اوتي كتابه بيمينه " الآية ، نزلت في علي عليه السلام وجرت لاهل الايمان مثلا .
أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " فأما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه ( الحاقة : 19 ) " قال : هذا أمير المؤمنين عليه السلام .
وروى أيضا عن محمد بن محمد الواسطي بإسناده عن مجاهد قال : إن نفرا من قريش كانوا من الذين يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويسخرون بهم فمر بهم يوما علي عليه السلام في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم وقالوا : هذا أخو محمد ! فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، فإذا كان يوم القيامة ادخل علي عليه السلام ومن كان معه الجنة ، فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا منهم وضحكوا ، وذلك قوله تعالى : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون " وأحسن ما قيل في هذا التأويل ما رواه محمد بن القاسم ، عن أبيه ، بإسناده عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إذا كان يوم القيامة اخرجت أريكتان من الجنة فبسطتا على شفير جهنم ، ثم يجئ علي عليه السلام حتى يقعد عليهما ، فإذا قعد ضحك ، وإذا ضحك انقلبت جهنم فصار عاليها سافلها ، ثم يخرجان فيوقفان بين يديه فيقولان : يا أمير المؤمنين يا وصي رسول الله ألا ترحمنا ؟ ألا تشفع لنا عند ربك ؟ قال : فيضحك منهما ثم يقوم فيدخل ، وترفع الاريكتان ، ويعادان إلى موضعهما ، فذلك قول تعالى : " فاليوم الذين آمنوا " الآيات .
أبي عبدالله عليه السلام قال : سألته عن قوله تعالى : " فأما من اوتي كتابه بيمينه " فقال : هو علي وشيعته ، يؤتون كتابهم بأيمانهم .
عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام في قوله تعالى : " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية " قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام " وأما من خفت موازينه فامه هاوية " قال : نزلت في الثلاثة (ابوبكر وعمر وعثمان لعنهم الله ) .
عن داود بن سرحان قال : سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله تعالى : " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ( الملك : 27 ) " قال أمير المؤمنين عليه السلام ، إذا رأوا منزلته من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته .
وقال : إذا رأوا صورة أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة سيئت وجوه الذين كفروا ، وقال : إذا دفع لواء الحمد إلى محمد صلى الله عليه وآله تحته كل ملك مقرب ونبي مرسل حتى يدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام سيئت وجوه الذين كفروا وقيل : هذا الذي كنتم به تدعون .
وقال مغيرة : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول لما رأوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عند الحوض مع رسول الله صلى الله عليه وآله زلفة سيئت وجوه الذين كفروا.
عن الاعمش في قوله عزوجل : " فلما رأوه زلفة سيئت " الآية قال : لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله من القرب والمنزلة سيئت وجوه الذين كفروا .
أبي جعفر عليه السلام قال : تلا هذه الآية " فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا " الآية ثم قال : أتدري مارأوا ؟ رأوا والله عليا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وقربه منه " وقيل هذا الذي كنتم به تدعون " أي يتسمون بأمير المؤمنين ، يا فضيل لم يتسم بهذا أحد غير أمير المؤمنين عليه السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذ .
عن ابن عباس في قوله تعالى : " إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون " قال فهو حارث بن قيس واناس معه ، كانوا إذا مر عليهم أمير المؤمنين عليه السلام قالوا : انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من أهل بيته ، وكانوا يسخرون منه ، فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب ، فأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على الاريكة متكئ فيقول : هل لكم ؟ فإذا جاؤوا سد بينهم الباب ، فهو كذلك يسخر منهم ويضحك ، قال الله عزوجل : " فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الارائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " .
كنز الكراجكى : بإسناده مرفوعا إلى أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة يقبل قوم على نجائب من نور ينادون بأعلى أصواتهم : " الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا أرضه نتبوء من الجنة حيث نشاء " قال : فتقول الخلائق : هذه زمرة الانبياء ، فإذا النداء من قبل الله عزوجل : هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام فهم صفوتي من عبادي وخيرتي من بريتي ، فتقول الخلائق : إلهنا وسيدنا بما نالوا هذه الدرجة ؟ فاذا النداء من الله تعالى : بتختمهم في اليمين ، وصلاتهم إحدى وخمسين ، وإطعامهم المسكين وتعفيرهم الجبين ، وجهرهم ببسم الله الرحمان الرحيم .
الثعلبي رفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى : " طوبى لهم وحسن مآب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طوبى شجرة أصلها في دار علي ، وفي دار كل مؤمن منها غصن ، فقال : " طوبى لهم وحسن مآب " يعني حسن مرجع ، وروى في حديث آخر بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن الآية فقال : شجرة في الجنة ، أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ، فقيل له : يا رسول الله سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في دار علي علي عليه السلام وفرعها على أهل الجنة ، ثم سألناك عنها فقلت : شجرة في الجنة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ؟ ! فقال : لان داري ودار علي غدا واحدة في مكان واحد .
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ( ق : 21 ) " قال : السائق أمير المؤمنين عليه السلام والشهيد رسول الله صلى الله عليه وآله .
روى أبوبكر بن مردويه بإسناده إلى أبي هريرة قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة ؟ قال : فاطمة أحب إلي منك ، وأنت أعز علي منها ، وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس ، وإن عليه لاباريق مثل عدد نجوم السماء وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين ، أنت معي ، وشيعتك في الجنة .
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين " .
لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه .
قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة بنتي ، وهي زوجتك في الدنيا والآخرة ، وأنت رفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله " إخوانا على سرر متقابلين " المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض .
أقول : قال العلامة رفع الله مقامه في قوله تعالى : " إخوانا على سرر متقابلين " في مسند أحمد بن حنبل أنها نزلت في علي عليه السلام وروى أيضا عن أبي هريرة مثله سواء
عن محمد بن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله تعالى : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ( ق : 24) " فقال : إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي صلوات الله عليهما على الصراط ، فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة ، قلت : وما براءة ؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام والائمة من ولده ، وينادي مناد : يامحمد ياعلي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد لعلي بن أبي طالب عليه السلام .
عن عباية بن ربعي في قوله تعالى : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " فقال : النبي صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب .
عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله تعالى : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش ، فقال لي ولك فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار .
عن صباح المزني ، قال : كنا نأتي الحسن بن صالح ، وكان يقرء القرآن ، فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب المسائل ، حتى إذا فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله تعالى في كتابه : " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد " ؟ فمكث ينكت في الارض طويلا ثم قال : عن " العنيد " تسألني ؟ قال : لا ، أسألك عن " ألقيا " قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ، ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام على شفير جهنم ، فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال : هذا لي وهذا لك .
عن أبي هريرة قال : إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن : ما عندنا إلا الماء ، فقال صلى الله عليه وآله : من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : أنا يا رسول الله ، فأتى فاطمة عليها السلام فأعلمها ، فقالت : ما عندنا إلا قوت الصبية ولكنا نؤثر به ضيفنا ، فقال عليه السلام : نومي الصبية واطفئي السراج ، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل قوله تعالى : " ويؤثرون على أنفسهم " الآية .
منقول من بحار الانوار الجزء 36