زواج برلماني سلفي براقصة سراً يهدد مصداقية الإسلاميين في مصر
صبري حسنين من القاهرة
رغم أن أزمة عملية التجميل التي أجراها على أنفه، وما تلاها من الإدعاء
بتعرضه لعملية سطو مسلح، لم تنته، إلا أن النائب في مجلس الشعب المصري
السلفي أنور البلكيمي، يواجه أزمة جديدة تهدد مصداقية الإسلاميين عموماً
والتيار السلفي في مصر خصوصاً، في أعقاب إنتشار شائعات تزعم زواج البلكيمي
سراً من راقصة.
النائب في مجلس الشعب المصري السلفي أنور البلكيمي
القاهرة: انتشرت أنباء تزعم زواج النائب في البرلمان أنور البلكيمي،
بالراقصة سما المصري سراً، وجاءت الشائعات في أعقاب تصريحات صحافية أدلت
بها الراقصة التي أنتجت مؤخراً فيلماً بعنوان " على واحدة ونص"، تسرد فيه
سيرتها الذاتية في عالم الرقص.
قالت في تلك التصريحات إنها متزوجة سراً من نائب سلفي في مجلس الشعب،
وأشارت إليه بأنه أجرى عملية تجميل مؤخراً. وأثارت تصريحات المصري عاصفة من
الجدل، لاسيما أن النائب الذي أشارت إليه تلميحاً لا يخرج عن كونه النائب
أنور البلكيمي، الذي رفع مجلس الشعب الحصانة البرلمانية عنه، وتجري محاكمته
حالياً في تهم تتعلق بتقديم بلاغ كاذب، بشأن إدعائه التعرض لعملية سرقة
بالإكراه، والضرب ما أدى إلى إصابته بكسور في الأنف، إضافة إلى إزعاج
السلطات، ويواجه عقوبات تصل إلى السجن لمدة عام، والفصل من مجلس الشعب.
الراقصة تنفي
كانت الراقصة سما المصري بطلة فيلم "على واحدة ونص"، أثارت جدلاً واسعاً
في مصر، عقب إنتاجها الفيلم الذي اعتبره الصحافيون مسيئاً إليهم وإلى
مهنتهم، وشنوا حملات ضده، من أجل منعه من العرض، وهددت بالرد بتقديم وصلات
رقص خليع أمام نقابة الصحافيين في القاهرة، في حالة منع الفيلم.
قالت سما المصري لـ"إيلاف" إنها لم تصرح بأنها تزوجت من النائب أنور
البلكيمي، مشيرة إلى أنها ليست مسؤولة عن تلك الشائعات، ولفتت إلى أنها
متزوجة من شخصية عامة، لكنها لن تصرح باسمه، معتبرة أن الحديث في هذا الأمر
تدخل من الصحافة في حياتها الشخصية.
على الجانب الآخر، إتصلت "إيلاف" بالنائب أنور البلكيمي، إلا أن هاتفه كان
مغلقاً، لكنه نفى في تصريحات صحافية معرفته بالراقصة سما المصري، متهماً
التيار العلماني بالمسؤولية عن إطلاق تلك الشائعات حوله، بهدف تشويه صورة
التيار الإسلامي. وأعلن أنه بصدد إقامة دعوى قضائية ضد الراقصة التي أطلقت
تلك الشائعات ضده.
مصداقية السلفيين مهددة
غير أن تلك الأنباء صارت تهدد مصداقية الإسلاميين في مصر، لاسيما
السلفيين، خاصة أنها جاءت في أعقاب واقعة إجراء البلكيمي عملية تجميل في
الأنف، وحاول التغطية عليها لأنها محرمة، بالإدعاء أنه تعرض لحادث سطو
مسلح، وأن المعتدين ضربوه بمؤخرات البنادق على أنفه، ما أدى الى إصابته
بكسور.
بت كذبه أصدر حزب النور السلفي قراراً بفصله، ورفع البرلمان الحصانة عنه،
ليجري التحقيق معه في إتهامات بإزعاج السلطات والبلاغ الكاذب، ويتوقع أن
تترك تلك الحوادث تأثيراً سلبياً على سمعة التيار السلفي في مصر.
وقال الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية،
لـ"إيلاف"، إن شائعة زواج البلكيمي من راقصة سوف تمنح الإعلام بعضاً من
الزاد للهجوم على التيار السلفي، مشيراً إلى أن واقعة التجميل والكذب ثم
تلك الشائعات سوف تترك تأثيراً سلبياً على التيار السلفي، لكن سيكون
تأثيراً موقتاً، لاسيما أنه يملك 35 محطة فضائية، وقادر على مجابهة تأثير
تلك الوقائع.
وأضاف أن سياسيات السلفيين وموافقهم تجاه القضايا الرئيسية للمجتمع المصري
سيكون لها القول الفصل بشأنهم، ومنها معاهدة كامب ديفيد، والتنمية
الإقتصادية، والحريات العامة، وحقوق الإنسان، وتوقع سيد أحمد فشل السلفيين
في معاجلة تلك القضايا، وإنقلاب الرأي العام ضدهم، لاسيما أن واقعة
البلكيمي أظهرت أنهم يتعاملون بوجهين أو مكياليين.
البلكيمي لا يمثل إلا نفسه
غير أن علي عبد العال، الناشط في التيار السلفي يرى أن البلكيمي لم يعد
يمثل إلا نفسه، بعد أن فصله حزب النور السلفي، ويدعم عملية فصله من
البرلمان أيضاً، وقال لـ"إيلاف" إن جميع التيارات السياسية أشادت بالحزب
بعد القرار، وأضاف أن واقعة ارتباط البلكيمي براقصة لم تثبت بعد، فهو
ينفيها، وحتى لو ثبتت فليس هناك أي إنسان معصوم من الخطأ.
ولفت عبد العال إلى أن البلكيمي لا يمثل التيار السلفي كما أنه من الخطأ
الحكم على جماعة أو دين بسلوك فرد، مشيراً إلى أن هناك قساوسة في أوروبا
يتورطون في جرائم إعتداء جنسي على أطفال، وجرائم تتعلق بالشذوذ، متسائلاً:
هل يسيء ذلك إلى الديانة المسيحية؟ ويجيب:بالطبع لا. وأضاف: وكذلك الأمر
بالنسبة للبلكيمي لا يسيء إلا إلى نفسه.
موقع شبابيك