عنوان الموضوع من منتديات يا حسين
عمرو بن العاص :
قتالنا لعلي (ع) لم يكن عن اجتهاد مغفور وإنما قاتلناه من أجل الدنيا !
27-09-2006
بسم الله الرحمن الرحيم
رب اشرح لي صدري
كما تعلمون ؛ فقد صدّع مخالفوا مذهب أهل البيت رؤوسنا ، بنظرية : الصحابة
اجتهدوا ولهم أجر اجتهادهم ، وإن أخطأوا في الاجتهاد ، فهو مغفور لهم ،
مغمور في بحر فضائلهم !!!
فنتج عن هذه النظرية أن ...
قتالهم لبعضهم البعض واستحلالهم دماء بعض : اجتهاد مغفور ، ولهم أجر اجتهادهم .
وسبهم لبعضهم البعض : اجتهاد مغفور ، ولهم أجر اجتهادهم .
وطعنهم في بعضهم البعض : اجتهاد مغفور ، ولهم أجر اجتهادهم .
وقنوت بعضهم على بعض في صلواتهم : اجتهاد مغفور ، ولهم أجر اجتهادهم .
فكان لابد لنا من استقراء بسيط حول هذه النظرية الانبطاحية حتى نتأكد من صحتها !
ولا أحد سيفيدنا في هذه المسألة - بعد أن طرحنا (أعني هم) نصوص القرآن والسنة - أفضل من الصحابة أنفسهم ممن تدور عليهم هذه النظرية البلهاء !
فنأتي لأحد أطرافها فنسمع منه ...
وهو الصحابي عمرو بن العاص .
فهل حقاً أن قتالهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في وقعة صفين كان باجتهاد مغفور كما يزعمه أصحاب النظرية العوجاء ؟!!
قلنا لهم : بأن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كان يقول في علي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم . (حديث صحيح)
وقلنا : أن النبي الأعظم يقول في علي : من سب عليا فقد سبني . (حديث صحيح)
فكيف تخرجون معاوية وغيره ممّن قاتل أو سبَّ أمير المؤمنين من هذا المأزق ؟!!
جوابهم : اجتهدوا .. اجتهدوا .. واجتهادهم مغفور .. أكتعين أبصعين ...!!
تعالوا نسمع عمرو بن العاص ، فهل حقاً اجتهدوا ؟!
المناسبة : قدوم عمور بن العاص إلى الشام لنصرة معاوية على أمير المؤمنين بعد أن أعطاه ولاية مصر طعمة له .
قال الطبري في تاريخه - تاريخ الأمم والملوك
http://islamport.com/d/1/trj/1/107/1...F%E4%ED%C7+%22
(3/560)
ما نصه :
(..ثم خرج عمرو بن العاص ومعه ابناه حتى قدم على معاوية، فوجد أهل الشأم يحضّون معاوية على الطلب بدم عثمان،
فقال عمرو بن العاص: أنتم على الحقّ، اطلبوا بدم الخليفة المظلوم - ومعاوية لا يلتفت إلى قول عمرو - !!.
فقال ابنا عمرو لعمرو: ألا ترى إلى معاوية لا يلتفت إلى قولك! انصرف إلى غيره.
فدخل عمرو على معاوية فقال: والله لعجب لك! إني أرفدك بما أرفدك وأنت معرض
عني! أما والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إنّ في النفس من ذلك ما
فيها !! ، حيث نقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ؛ ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا . فصالحه معاوية وعطف عليه.)انتهى
وفي تاريخ المنتظم - لابن الجوزي
http://www.islamport.com/b/4/tareekh...%E3%20019.html
(2/102)
قال ما نصه :
(..ثم خرج عمرو حتى قدم على معاوية، فرأى أهل الشام يحضون معاوية على الطلب
بدم عثمان، فقال عمرو : أنتم على الحق، اطلبوا بدم الخليفة المظلوم -
ومعاوية لا يلتفت إليه- .
فدخل إلى معاوية فقال له: والله إن أمرك لَعَجب، لا أراك تلتفت إلى هؤلاء، أما إن قاتلنا معك فإن في النفس ما فيها حتى نقاتل من تعلم فضله وقرابته، ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا، فصالحه معاوية بعد ذلك وعطف عليه.)انتهى
وفي تاريخ ابن الاثير
http://islamport.com/w/tkh/Web/331/557.htm
(2/57)
قال ما نصه :
(..ثم خرج ومعه ابناه حتى قدم على معاوية فوجد أهل الشام يحضون معاوية على الطلب بدم عثمان
.
وقال عمرو: أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم - ومعاوية لا يلتفت
إليه - فقال لعمرو ابناه: ألا ترى معاوية لا يلتفت إليك ؟! فانصرف إلى
غيره.
فدخل عمرو على معاوية فقال له: والله لعجب لك! إني أرفدك بما أرفدك
وأنت معرض عني !! أما والله إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من
ذلك ما فيها حيث تقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا.
فصالحه معاوية وعطف عليه.)انتهى
وفي كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب - للنويري
http://islamport.com/d/3/adb/1/261/1943.html
(5/388)
قال تحت عنوان (قدوم عمرو بن العاص على معاوية وصلحه معه ) ما نصه :
(كان عمرو بن العاص قد فارق المدينة وقدم إلى فلسطين في آخر أيام عثمان،
فأقام هناك حتى قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد ذكرنا في خلافة عثمان
سبب خروج عمرو، فلما أتاه الخبر بقتل عثمان قال: "أنا أبو عبد الله، أنا
قتلته !! وأنا بوادي السبع ، إن يل هذا الأمر طلحة فهو فتى العرب سيبا، وإن
يله ابن أبي طالب فهو اكره من يليه إلي!".
فأتاه الخبر ببيعة علي، فاشتد عليه !! ، فأقام ينتظر ما يصنع الناس، فأتاه
خبر مسير عائشة وطلحة والزبير، فأقام ينتظر ما يصنعون، فأتاه خبر وقعة
الجمل، فأرتج عليه.
فسمع أن معاوية امتنع من بيعة علي رضي الله عنه وأنه يعظم شأن عثمان، فدعا
ابنيه، فاستشارهما، وقال: "ما تريان؟ أما علي فلا خير عنده، وهو يدل
بسابقته، وهو غير مشركي في أمره".
فقال له ابنه عبد الله: "يا أبت، توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر وهم عنك راضون، فأرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس".
وقال له محمد: "يا أبت، أنت نابٌ من أنياب العرب، ولا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت".
فقال عمرو: "أما أنت يا عبد الله فأمرتني بما هو خير لي في ديني، وأما أنت يا محمد فأمرتني بما خير لي في دنياي وشر لي في آخرتي".
ثم خرج ومعه ابناه حتى قدم على معاوية .
وقيل: إنه ارتحل من فلسطين وهو يبكي كما تبكي المرأة، ويقول: واعثماناه!
أنعى الحياء والدين، حتى قدم دمشق فوجد أهل الشام يحضون معاوية على الطلب
بدم عثمان.
فقال لهم: أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم.
ومعاوية لا يلتفت إليه،
فقال له ابناه: ألا ترى إلى معاوية لا يلتفت إليك، انصرف إلى غيره،
فدخل عليه فقال: "والله لعجبٌ لك أني أرفدك بما أرفدك وأنت معرض عني، إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس ما فيها، حيث تقاتل من تعلم سابقته وفضله وقرابته، ولكنا إنما أردنا هذه الدنيا".
فصالحه معاوية وعطف عليه واقتدى بآرائه، وشهد عمرو معه صفين، وحكمه، وكان من أمره معه ما تقدم، والله أعلم .)انتهى
وفي تاريخ الاسلام - عهد معاوية - للذهبي ج4 / 93
http://islamport.com/w/tkh/Web/3534/1871.htm
(4/93)
قال :
(وعن عروة، أو غيره قال: دعا ابنيه، فأشار عليه عبد الله أن يلزم بيته،
لأنه أسلم له، فقال له محمد: أنت شريف من أشراف العرب، وناب من أنيابها، لا
أرى أن تتخلف، فقال لعبد الله: أما أنت فأشرت علي بما هو خير لي في آخرتي،
وأما أنت يا محمد فأشرت علي بما هو أنبه لذكري، ارتحلا،
فارتحلوا إلى معاوية، فأتوا رجلاً قد عاد المرضى، ومشى بين الأعراض، يقص
على أهل الشام غدوة وعشية: يا أهل الشام إنكم على خير وإلى خير، تطلبون بدم
خليفة قتل مظلوماً، فمن عاش منكم فإلى خير. ومن مات فإلى خير.
فقال عبد الله: ما أرى الرجل إلا قد انقطع بالأمر دونك، قال: دعني وإياه، .
ثم إن عمراً قال: يا معاوية أحرقت كبدي بقصصك، أترى أنا خالفنا علياً لفضل منا عليه ؟!! ، لا والله، إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها !! ، وايم الله لتقطعن لي قطعة من دنياك، أو لأنابذنك!! .
قال: فأعطاه مصر، يعطي أهلها عطاءهم، وما بقي فلهُ.)انتهى
وفي كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - لابن تغري بردي
http://islamport.com/w/tkh/Web/362/25.htm
(1/25)
[size=21]
قال :
(قال الذهبي بعد كلام ساقه: ثم إن عمراً قال لمعاوية - يعني في أيام وقعة صفين: يا معاوية، أحرقت كبدي بقصصك. أترى أنا خالفنا علياً لفضلٍ منا عليه! لا والله، إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها، وأيم الله لتقطعن لي قطعة من دنياك، أو لأنابذنك.
قال: فأعطاه مصر، يعطي أهلها عطاءهم وما بقي فله.
ويروى : أن علياً كتب إلى عمرو يتألفه، فلما أتاه الكتاب أقرأه معاوية، وقال: قد ترى، فإما أن ترضيني، وإما أن ألحق به!
قال: فما تريد؟
قال: مصر، فجعلها له.)انتهى
يقول مرآة التواريخ :
إذن سمعنا ابن النابغة يقول بأنه لا اجتهاد ولاهم يحزنون ، وإنما هي الدنيا نتكالب عليها ، وإننا نعلم فضل علي (ع) وسابقته ...
يعني القضية مو قضية اجتهاد مغفور ، بل القضية قضية : إديني مصر آقي وياك !
[size=25]مصيبة لو أتى سلفي فقال : انت لم تفهم معنى كلام ابن
النابغة ، لأن كلامه يدل على انه اجتهد في قوله انه إنما قاتل علياً من
أجل الدنيا ، فله أجر اجتهاده رضي الله تعالى عنه وارضاه واسكنه في جنة ابن
آكلة الأكباد جزاء اجتهادهما في قتال علي على الدنيا
واجتهادهما في سفك دماء المسلمين آنذاك ، لأن كل هذه الدماء التي سُفكت
بسبب اجتهادهما هي مغمورة في أبحر ومحيطات فضائلهما التي حصلا عليها جزاء
هذا السفك .. فياليتنا كنا معهم فنفوز فوزاً .
مرآة التواريخ / هل بقيت لهم نظرية ؟!