السيد نوري المالكي وأقزام اوردغان
النخيل-عجيب هذا العراق على مدى تاريخه الطويل العريض، فما "تعنتر" احدهم حتى سقط وأنفضح وأنكشفت عضلاته الورقية في اول اختبار له فكان بحق من ماركة العنتريات التي اشار لها شاعر الحب والحياة نزار قباني وهو يقول يتكلمون بالعنتريات وعمرهم ماقتلوا ذبابة مع اضافة بسيطة ان عناترة العراق الجديد وبلفتة صغيرة الى الوراء سنجد بالفعل انهم متورطون بدماء بشر ابرياء وخدمتهم تناقضات الوضع العراقي الجديد فانتفخوا الى حد الانفجار وتباهوا حد السطحية الفارغة وأدعوا قوة وبأس هم ليس من أهلها ولبسوا اثواب الكرم والرجولة والنبل وهم الادرى قبل غيرهم أنهم ليس من روادها.
ارودغان يصر على دس أنفه العثماني الطائفي المحرض في العراق كما يصر على الكلام بقلة كياسة تجاه رئيس الحكومة العراقية الوطنية السيد نوري المالكي ولاجديد لابهذه ولابتلك العثمانيات الاوردغانية فهذا ثوب حاول بداية ترقيعه بنظرية اوغلو التصفيرية، فتصفر هو نفسه وانكشف وجهه ولن تعد تفيده بطولاته الورقية في اسطول الحرية ولا في تركه الاجتماع العلني مع بيريز الصهيوني، لان طائرات اسرائيل الحربية وحتى هذه اللحظة مازالت تحوم فوق راس اوردغان في طلعات تدريبية يومية في الاجواء التركية ولان قوم بيريز هم الاحب والاقرب الى قلب اوردغان وبشكل عملي حتى هذه اللحظة.
كل ذلك لاجديد فيه لكن الجديد ان بعض ابطال الكارتون الذين صدعوا رؤوسنا طيلة سنوات طوال بشعارات البطولة والرجولة والنبل والكرم والوطنية وحتى القومية تحولوا وبشكل علني فج ومسخ الى مجرد اتباع الى اوردغان بل اقل من ذلك بكثير حينما تحولوا الى اقزام يرددون مايقوله اوردغان ويشيدون بتدخله المسخ في الوضع العراقي بل أن بعض نماذجهم يحاول الاستقواء باوردغان على رئيس الحكومة العراقية وبشكل علني لم تعد معه عمليات التجميل والترقيع قادرة ولو بشكل أدنى على تغطية هذه التشوهات الاخلاقية والوطنية.
واذا كان من المجاز تفهم موقف الهارب طارق الهاشمي في هذا الاتجاه على اعتبار ان الرجل جذوره عثمانية وان خاله ياسين الهاشمي كان حماية اتاتورك الشخصي وهو خريج كلية اسطنبول العسكرية وموظف في الباب العالي قبل ان ينسبه السلطان العثماني رئيس لحكومة العراق، لكن مواقف بعض عناترة العراق غير مفهومة اطلاقا وليس لها اي مبرر او استنتاج سوى ضعفهم وهوانهم الشخصي والرسمي امام قوة المركز المطلوبة والمنطقية في بغداد والتي يقودها السيد المالكي.
ان لحكومة المالكي اخطاء طبيعية في ظل عمل متواصل ولعدة سنوات وفي ظل ظروف متناقضة ومتشعبة غاية في الصعوبة وأرث تدميري صعب من النظام الساقط، لكن ايضا لنفس الحكومة ايجابيات كبرى لايمكن تجاهلها على ارض الواقع العراقي، وفي حالتي الايجاب والسلب ليس هناك اي مبرر لمحاولة استقواء البعض من الداخل بالخارج العثماني او غيره.. فالمالكي لم ياتي بدبابة اخر الليل بل جاءت به صناديق الاقتراع وهذه الصناديق مازالت في مخازنها ولا ستدعائها لايحتاج الامر اكثر من حشد قانوني دستوري لسحب الثقة من حكومة السيد المالكي لنرى نتائج الاقتراع الجديد بعد ذلك، اما احلام عقول العصافير بان اوردغان ومعه بعض دول المجهر العربي ومن لف لفهم من الداخل العراقي قادرين على اسقاط حكومة الاكثرية الوطنية في العراق فتلك نكتة مسخة جدا، فاذا عجز البعض عن سحب الثقة وعجز عن اسقاط الحكومة دستوريا فهل من مبرر لكشف عورتهم السياسية بهذا الشكل المعيب والمشين مع العلم ان البعض تحول الى قزم لايكاد يرى حتى باعظم مجهر ينتمي الى مختبرات السياسة القديمة والحديثة على حد سواء.
النخيل