اسرائيل تقرع طبول الحرب ضد مصر ؟
النخيل-صعدت وسائل الإعلام الاسرائيلية مؤخرا من حدة هجماتها ضد مصر حيث بات من الواضح ومن خلال متابعة الدراسات او التقارير الاستراتيجية الصادرة في اسرائيل هذه الايام تحديدا وجود الكثير من الهجمات على مصر ،بدءا من قرع طبول الحرب بين تل ابيب او القاهرة وحتى الزعم بعدم شرعية الحكم الثوري الذي تعيشه مصر الآن وتسببه في الكثير من المشاكل الاستراتيجية لاسرائيل والمنطقة ،خصوصا في ظل النقص الواضح في تصدير مصر للغاز الامر الذي نتج عنه وقف تصديره، وما هو واضح من ضعف التعاون السياسي و الاقتصادي بين القاهرة وتل ابيب بخلاف الحاصل في الماضي .
واللافت للنظر ان الدراسات و التحليلات الإسرائيلية التي تقرع طبول الحرب مع مصر تصدر أساسا من جهات سياسية وأكاديمية عليا بتل ابيب ، وهي جهات وثيقة الصلة بالمصادر الرسمية الاسرائيلية سواء أكانت حكومية أم عسكرية أو حتى سياسية.. الأهم من هذا، أن لهجة الذعر الواضحة في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تصاعدت بشكل لافت للنظر مع الأنباء التي ترددت عن ترشيح نائب الرئيس السابق المخلوع عمر سليمان للرئاسة ، حيث في الوقت الذي تعتبره اسرائيل صديقا وفيا لها تصفه بـ"أشرس المسئولين السابقين في مصر!!".
إذ أنه بنظرهم خاض معها معركة قوية اثناء سجن الجاسوس السابق عزام متعب عزام في القاهرة ، ورفض تماما الافراج عنه ، والاهم من كل هذا ان جميع حواراته او توجهاته السياسية مع تل ابيب كانت حاسمة، ووصفها عدد من الصحف الاسرائيلية ذات مرة بالعنيفة ، حيث كان يحمل اسرائيل دائما المسئولية تجاه ما يحصل من تدهور في مسيرة السلام ، والاهم من كل هذا انه كان دائم الانتقاد لحكومة نتنياهو التي ضيعت الكثير من فرص السلام مع الفلسطينيين ،صحيح ان سليمان كان ضيفا شبه دائم في تل ابيب ، وكان دائم الحرص أيضا على الاجتماع بالقيادات الأمنية الاسرائيلية إلا أن اسرائيل أبدت توجسها منه بالفعل ، خصوصا وان منصب الرئيس وقيادة البلاد سيختلفان تماما عن منصب رئيس المخابرات ومهمة حمل رسائل نظام مبارك الى اسرائيل.
المتابع للساحة الاعلامية والسياسية الاسرائيلية سيجدها تمتليء بالدراسات المثيرة التي تتحدث صراحة عن الحرب مع مصر ، ومن أبرز هذه الدراسات ما وضعه الخبير والبروفيسور ايهود عيلام الباحث السياسي في جامعة تل ابيب والذي وضع دراسة بعنوان سيناء .. الجبهة العسكرية وهي الدراسة التي تطرقت الى وضع العلاقات بين القاهرة وتل ابيب في المستقبل وإمكانية اندلاع حرب فيما بينهما ، خصوصا في ظل المرحلة الثورية التي تعيشها مصر والأخطر من هذا ما اسماه عيلام بالقرارات السريعة التي من الممكن ان تتخذها مصر خلال المرحلة المقبلة ، وهي القرارات التي ستؤثر بالتأكيد سلبيا على تل ابيب ، خصوصا مع دعاوى حزب الحرية والعدالة الذي يحظى بالأغلبية في البرلمان بمراجعة اتفاقية السلام مع اسرائيل ووقف أي تعاون مع تل ابيب على أي مستوى ،وهي الدعاوى التي وصفتها الدراسة بالخطيرة ، خصوصا وان نظام مبارك كان يحتويها في السابق ، فضلا عن انها كانت تصدر من القوى المعارضة .
إلا انها الآن تصدر من حزب الأغلبية ، وفي ظل عدم وجود نظام مبارك وبالتالي فإنها هذه الدعوات خطيرة وتبدأ في السير بطريق الحرب المتوقعة بين مصر واسرائيل.. اللافت للنظر ان عيلام يتحدث صراحة عن تفاصيل عسكرية او استراتيجية للمواجهات بين مصر واسرائيل ، وعلى سبيل المثال يؤكد ان مصر ستحاول في البداية السيطرة العسكرية الكاملة على ما اسماه بمحاور الطرق الجديدة التي أقامتها في سيناء ،وهي المحاور التي ستكثف الوجود العسكري بها من أجل تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب العسكرية عند مواجهة اسرائيل ، ويعترف بان العسكريين الاسرائيليين ربما يواجهون ازمة قوية في التعامل عسكريا عند هذه المحاور خصوصا مع صعوبة الظروف البيئية او التضاريسية.
ويتحدث عيلام عن الأهداف الاستراتيجية العليا من هذه الحرب ، موضحا أن اسرائيل ستطمع في تحقيق 3 خيارات اساسية وهي المبادرة بالقضاء على أية قوة عسكرية مصرية ضخمة تحاول الوصول إلى سهول شمال سيناء وتنفيذ هجوم استراتيجي مضاد لاحتلال سيناء ومحاولة تدمير الجيش المصري الموجود فيها ،أما الثالث فسيكون التركيز على استهداف القوات الجوية المصرية وتنفيذ هجمات جوية داخل العمق المصري لاجبار الجيش المصري على الانسحاب من سيناء.
وتنتهي الدراسة بالتأكيد على ضرورة حذر الجيش الاسرائيلي من أي تطورات يقوم بها الجيش المصري في سيناء على طول الخط عموما فإن اصدار هذه الدراسة بذلك الوقت بالتحديد تثبت ان هناك حالة من الذعر الاسرائيلي المسيطر على الكثير من الدوائر سواء السياسية او الاكاديمية وبالطبع العسكرية وهو ما عكسته هذه الدراسة الصادرة عن احدى اهم الجامعات الاكاديمية العليا في اسرائيل وهي جامعة تل ابيب التي تمثل واحدة من اهم الجامعات العلمية او السياسية في اسرائيل.. عموما فان الوضع العام في اسرائيل ازاء العلاقات مع مصر بات مقلقا ،وهو القلق الذي يتصاعد بقوة هذه الأيام خصوصا في ظل التطورات الحاصلة على مصر وتأكيد الكثير من الشواهد على أن الإخوان وحزب الحرية والعدالة في طريقهما لتشكيل الحكومة ، وهي الحكومة التي وصفتها الدوائر الإعلامية في تل أبيب بالنكسة المتوقعة.
النخيل