اطلاق اول قمر صناعي عراقي عام 2015 ردا على اموس الاسرائيلي
بغداد/ المدى
بعد تلكؤ استمر لاكثر من عشرة اعوام، اعلن العراق مؤخرا عزمه اطلاق قمر صناعي خلال السنوات الثلاث القادمة بكلفة تقدر 50 مليون دولار بهدف تطوير قطاع الاتصالات بالاضافة الى تقديم خدماته التجارية لدول الجوار.
وفيما رفضت بغداد ان يزاحم القمر الاسرائيلي "عاموس" للقمر العراقي المنتظر في مداره "السيادي"، ابدت ايران تخوفها من قيام اسرائيل باستغلال لمدار العراق الفضائي لاغراض التجسس على منشآتها النووية.
وعلى خلفية الانفتاح المعلوماتي الذي يعيشه العراق بعد 2003 والذي اسهم في دخول شبكات النقال وانشاء اكثر من 50 فضائية محلية تبث على الاقمار العربية والاجنبية، طالب مختصون بانشاء قمر عراقي لتلبية احتياجات البلاد.
وتعكف وزارة الاتصالات العراقية منذ اعوام على تطوير البنى التحتية للاتصالات عبر اكمال نصب شبكة الكابل الضوئي الذي سيجعل البلاد عقدة مهمة في مجال التواصل المعلوماتي في منطقة الشرق الاوسط.
ويبلغ مشتركوا شركات النقال، حسب الاحصاءات التي تنشرها شركات اسيا سيل وزين العراق وكورك، الى اكثر من 20 مليون مشترك وهو ما يجعل العراق في مصاف الاسواق الاكثر انتعاشا في مجال الاتصالات.
وقال امير البياتي، الوكيل الفني لوزارة الاتصالات، في تصريح صحفي على موقع الوزارة ان "اطلاق القمر الصناعي الخاص بالعراق سيكون على مدار السنوات الثلاث المقبلة بكلفة تصل الى 150 مليون دولار".
واضاف ان "العراق فرط بحقه الرسمي باطلاق القمر الصناعي عام 2001 بعد ورود كتاب من الاتحاد العالمي للاتصالات والترددات الراديوية بأمر تأسيس القمر والبدء باجراءاتنا الفنية لصناعته"، ويتابع "العراق ونتيجة الظروف التي مر بها لم يرد على كتاب الاتحاد العالمي فذهب حقنا بموجب قوانين الاتحاد الى الدولة التي تأتي بالمرتبة الثانية من حيث تأسيس وصناعة القمر الصناعي وهي فرنسا وبالاخص شركة يوتلسات التي اطلقت القمر بمقربة من تردد المدار الاول للعراق بدرجة 48 وهي بمعدل درجتين على مدار العراق الاول".
ويؤكد البياتي ان "القمر الفرنسي اثر كثيراً في تردد المدار الاول للعراق لكن الوزارة قررت الشروع بالعمل في صناعة القمر الصناعي العراقي بحسب المدارين المخصصين للبلد من الاتحاد العالمي وهما 65.50 درجة". ويشدد على ان وزارة الاتصالات "بصدد اكمال الاجراءات الفنية والتعاقد مع الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الاقمار الصناعية".
وتوقع الوكيل ان "يتم اطلاق القمر الصناعي في غضون السنوات المقبلة بقيمة تصل الى 150 مليون دولار" جازما بان "العراق قادر على اطلاق القمر الصناعي وفق الامكانيات المتاحة والموجودة حالياً".
لكن المسؤول الحكومي يستدرك بالقول ان "ملاكات وزارة الاتصالات لتنفيذ هذا المشروع قليلة وستعتمد على الملاكات العراقية في الخارج لتنفيذه"، مشيراً الى ان "الوزارة تسعى لاستغلال القمر للاغراض التجارية وان يقدم خدماته للدول الاقليمية المجاورة ليكون لنا وارد تجاري حيث سيقدم القمر خدمات بث الفضائيات والانترنت والخدمات المعلوماتية الكاملة".
الى ذلك كشف البياتي عن "مساع اسرائيلية لاطلاق قمر صناعي على المدار القريب من المدار العراقي العام المقبل". ويوضح "هناك تحركات من عدة دول اقليمية لاطلاق اقمار صناعية على المدارات والترددات العراقية ومنها اسرائيل التي تحاول نصب قمر صناعي خاص بها على مدار قريب من المدار". لافتا الى "العراق رفض كل هذه الطلبات واحتفظ بحقه الرسمي بتأسيس القمر الصناعي على مدارية بموافقة الاتحاد العالمي للاتصالات".
ويقول البياتي ان "اسرائيل تنوي حالياً اطلاق قمرها الصناعي بعد الشروع بالمقدمات خلال الفترة الماضية ومن المؤمل اطلاقه بداية العام 2013، الا انهم سيؤثرون في تردد العراق والقمر الصناعي العراقي".
وذكر المسؤول البارز في وزارة الاتصالات بان "العراق ارسل رسالة غير مباشرة في المؤتمر العالمي الراديوي برفض المشروع الاسرائيلي والتمسك بحق العراق في اطلاق قمره الصناعي قريباً مع استحصال ضمانات بانه حين الشروع بنصب القمر الصناعي سيجبرون على ايقاف مشروعهم الذي ينفذ على مدار قريب من المدار العراقي".
وتثير مشاريع "غزو الفضاء" التي تديرها اسرائيل مخاوف عدد من الدول الاقليمية المجاورة بما فيها ايران وسوريا من استخدمها لاغراض التجسس على منشآتهما العسكرية والامنية. وكانت طهران قامت خلال العامين الماضيين بتجارب لاطلاق اقمار صناعية قالت انها لاغراض علمية، كما انها ابدت استعدادها لمساعدة العراق في تكنولوجيا الفضاء.
موقع شبابيك