القصه منقوله من كتاب شجره طوبى
هي خوله بنت جعفر من بني حنيفه وهي زوجه الامام علي عليه السلام وام ولده محمد الملقب بابن الحنفيه نسبتا الى عشيره امه
وقصه زواحها من الامام علي هي كما جائت في عدد من المصادر منها اعيان الشيعه وشجره طوبى ...تقول الروايه انه
كان الإمام الباقر عليه السلام في مجلسه إذا جاءه رجلان،
فقالا له : يا أبا جعفر، أليس ذكرت لنا ان أمير المؤمنين عليه السلام ما
رضي بإمامة من تقدّم عليه ؟ فقال لهما : وما الحجة لكما في ذلك ؟ قالا :
هذه خولة الحنفية نكحها من سبيهم، وقبِل هديّتهم ولم يُخالف على أمر أحد
منهم في أيّام حياته. فقال أبو جعفر عليه السلام : من فيكم يأتيني بجابر بن
حزام، فأتي به إليه، وكان الرجل قد أضرّ لا يدري أين يوضع رجله، فقال له
عليه السلام : يا جابر، أتدري عمّأ أريد أن أسألك به ؟ فقال : لا، يا
مولاي. فقال له عليه السلام : عندي رجلان ذكرا أن أمير المؤمنين عليه
السلام رضي بإمامة من تقدّم عليه، فسألتهما عن الحجة في ذلك، فذكرا لي خولة
الحنفية. فبكى جابر حتى اضلّت لحيته من دموعه، ثم قال : والله يا باقر،
لقد خشيت أن أخرج من الدنيا ولا أسأل عن هذه المسألة.
فقال : أنا والله كنت جالساً من جانب أبي بكر وقد عُرض عليه سبيٌ من سبي
بني حنيفة بعد قتل مالك بن نويرة، وكانت فيهم خولة الحنفية، وهي جارية
مراهقة، فلما دخلت المسجد قالت : أيها الناس، ما فعل رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ؟ قالوا : قُبض ! فقالت : أله بنية تُقصد ؟ -تعني أين دُفن-
فقالوا : نعم، هذه حجرته التي فيها قبره، فدخلت عليه، فنادت : السلام عليك
يا أحمد، السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا رسول الله، أشهد أنك تسمع
كلامي، وتقدر على جوابي، وتعلم أنّا سبينا بعدك، وأنا أشهد أن لا إله إلا
الله، وأنك محمد رسول الله. وجلست.
فوثب طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، فطرحا ثوبيهما عليها. فقالت :
مالكم معاشر العرب تصونون حلائلكم، وتهتكون حلائل الغير ؟! فقالا لها :
لمخالفتكم الله ورسوله حتى قلتم : إننا نزكي ولا نصلي، أو نصلي ولا نزكي.
فقالت لهما : والله ما قالها أحد من بني حنيفة، وإنا لنضرب صبياننا على
الصلاة من التسع، وعلى الصيام من السبع، وإنا لنخرج الزكاة من حيث أن يبقى
في جمادى الآخرة عشرة أيام، ويوصي مريضنا بها لوصيّه. والله يا قوم، ما
نكثنا ولا غيّرنا ولا بدّلنا حتى تقتلوا رجالنا، وتسبوا حريمنا، فإن كنت يا
أبا بكر وُلّيت بحقّ فما بال عليّ لم يكن سبقك علينا، وإن كان راضياً
بولايتك فلم لا ترسله إلينا يقبض الزكاة منّا ويسلمها إليك ؟ والله ما رضي
ولا يرضى ! قتلت الرجال ونهبت الأموال وقطعت الأرحام، فلا نجتمع معك في
الدنيا ولا في الآخرة ! افعل ما أنت فاعله.
فضجّ النّاس، وقال الرجلان اللذان طرحا ثوبيهما عليها : لتغالينّ في ثمنك.
فقالت : أقسمت بالله ربي، وبمحمد نبيّي أن لا يملكني إلا من يخبرني بما رأت
أمّي في منامها وهي جاهلة حاملة بي، وما قالت لي عند الولادة، وما العلامة
التي بيني وبينها ؟ وإلا إن ملكني أحدٌ منكم بقرت بطني بيدي فتذهب نفسي
وماله، ويكون مطالباً بذلك يوم القيامة.
فقالوا : يا بنيّة، ابدي رؤياك التي رأت أمّك وهي حاملة بك حتى نبدي لك
العبارة. فأخذ الرجلان ثوبيهما وعادا إلى المسجد، ودخل المسجد عقيب ذلك
أمير المؤمنين عليه السلام، وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ؟ فقالوا : امرأة من بني حنيفة حرّمت نفسها على
المسلمين، وقالت : ثمني من يخبرني بالرؤيا التي رأتها أمي في منامها
والعبارة لها. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أخبروها تملكوها ما دعت
إلى باطل. فقالوا : يا أمير المؤمينن، ما فينا من يعلم الغيب على أنّ ابن
عمّك قبض وأخبار السموات والأرض كان يخبره جبرائيل عليه السلام ساعة فساعة.
فقال أبو بكر : أخبرها يا أمير المؤمنين. فقال عليه السلام : أُخبرها
وأملكها بلا اعتداء على أحد منكم ؟ فقال أبو بكر والمسلمون : نعم.
فقال عليه السلام : يا حنفيّة، أخبرك وأملكك ؟ فقالت : نعم، من أنت الجريّ
دون أصحابك ؟ فقال لها : أنا عليّ بن أبي طالب. فقالت : لعلّك الرّجل الذي
نصبه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صبيحة يوم الجمعة بغدير خمّ علما
للناس ؟ فقال : أنا ذلك. فقالت : إنا من سبيلك أصبنا، ومن نحوك أوتينا،
لأن رجالنا قالت : لا نسلّم الصدقات من أموالنا ولا طاعة أنفسنا إلا إلى
الذي نصبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فينا وفيكم علماً. فقال لها أمير
المؤمنين عليه السلام : إن أجركم لغير ضائع، وإن الله يؤتي كل نفس ما
اقترفت.
ثم قال عليه السلام : يا حنفية، ألم تحملك أمّك في زمن قحط، منعت السماء
فيه قطرها، والأرض نباتها، حتى أن البهائم ترعى فلا تجد رعياً، وكانت أمّك
تقول لك : إنك حمل مشؤوم، في زمن غير مبارك. فلما كان بعد سبع شهور رأت
أمّك في منامها كأنّها وقد وضعتك وهي تقول لك : إنّك لولد مشؤوم في زمن غير
مبارك. وكأنك أنت تقولين لها : يا أماه، لا تتشائمي بي فإني ولد مبارك
أنشو نشوءا حسناً، يملكني سيّد يولدني وليّا مباركا يكون لبني حنيفة عزاً.
فقالت : صدقت يا أمير المؤمنين، إنه كذلك. فقال عليه السلام : إنّه من
إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلّم لي. فقالت : وما العلامة يا أمير
المؤمينن بيني وبين أمي ؟ فقال عليه السلام : لما وضعتك أمك كتبت كلامك،
والرؤيا في لوح من نحاس، وأودعته يمنة الباب، فلما كان بعد حولين عرضته
عليك فأقررت به، فلما كان بعد ثمان سنين عرضته عليك فأقررت به، فلما كان
بعد ثمان سنين جمعت بينك وبينه، وقالت لك : يا بنيّة، إذا نزل بساحتكم سافك
دمائكم وناهب أموالكم وسابي ذراريكم، وسبيت فيمن يُسبى، فخُذي هذا اللوح
معك، واجهدي أن لا يملكك من الجماعة إلا من يخبرك بالرؤيا واللوح. فقالت :
صدقت يا أمير المؤمنين، أين اللوح ؟
فقال : في عنقك، فرفعت اللوح إليه، فملكها والله يا أبا جعفر هذا ما ظهر من
حجّته وبيّنته، ثمّ قالت : يا معاشر الناس، اشهدوا أني قد جعلت نفسي له
عبدة. فقال عليه السلام : لا بل قولي زوجة. فقالت : اشهدوا أني قد زوجته
نفسي كما أمرني أهلي. فقال عليه السلام : قد قبلتك زوجة، فماج الناس.
وكان المولود الذي أخبرت به أمها في المنام هو محمد الذي عرف بمحمد بن الحنفية، رضي الله تعالى عنهما.