علي سلمان: نرفض الوحدة مع السعودية للأسباب نفسها التي ترفض بها قطر والكويت وعمان والإمارات
اعتبر الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية في البحرين الشيخ علي سلمان أن ما تم تسريبه بشأن الوحدة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، هو "تفريط في استقلال البحرين". وقال في حديثه بمهرجان جماهيري بمناسبة اليوم العالمي للتمريض إن "البحرين حصلت على استقلالها بعد استفتاء شعبي قاده ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لحل نزاع بين إيران وبين البحرين على تبعية الجزيرة أو استقلالها". وأوضح "شعب البحرين صوت على عنوان الاستقلال، وما حقق الاستقلال ليس أسرة آل خليفة وإنما شعب البحرين، وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال وعدمه".
ورأى سلمان "ليس لأي سلطة وليس لآل خليفة الحق في أي عنوان وحدة أو كونفدرالية مع أي أحد".
وتابع "قراركم باطل وإدعاءكم أو ادعاء بعض إعلامييكم أو موظفيكم بأن هناك مجلس نواب ممثل للشعب كذبة لا يقبلها أحد في العالم، فقراركم باطل لا يعتمد على أي أساس شرعي".
وقال الأمين العام لجمعية الوفاق "لو كانت النيات صادقة لإجراء الوحدة بين دول مجلس التعاون فنحن معها، ولو كانت النيات صادقة يفتح هذا الموضوع لنقاش رسمي ونقاش شعبي من أجل أن يتبين رأي دول هذه المنظومة وشعوبها وهو الأهم، عبر الحوارات والسجالات المجتمعية أولاً وبعد ذلك عبر الإرادة الحرة لكل شعوب هذه المنظومة".
وأشار إلى ضرورة أن يكون هناك "استفتاء شعبي نزيه يقول فيه الشعب الكويتي هل يريد أن ينظم لوحدة من نوع معين أو لا، ويقول فيه الشعب السعودي العزيز هل يريد ذلك أم لا، ويقول فيه الشعب العماني والإماراتي والقطري والبحريني، يقول بإرادة حرة عبر طريقة منظمة ديمقراطياً ما إذا كان يرغب في أن يكون جزءاً من هذا النوع من الوحدة أو لا".
وأردف سلمان "إن هذا ما فعلته الحكومات التي تحترم نفسها في الاتحاد الأوروبي، عندما تحولت هذه الدول الى صيغة الاتحاد، وكان كل شعب يصوت بكل حرية وبعد النقاشات حول الموافقة أو عدمها، هكذا تتعامل الحكومات مع شعوبها التي تحترمها، ومن يريد أن يفرض على شعوب هذه المنطقة وحدة سداسية أو ثنائية دون الرجوع للشعوب هو يحتقر هذه الشعوب".
ولفت سلمان إلى أن "النقاش حول السماح بعبور المواطن الخليجي من دولة لأخرى بالبطاقة استغرق 20 عاماً، واستغرق العمل على اتفاقية توحيد التعرفة الجمركية بين دول الخليج 10 سنوات، ولأكثر من 20 سنة ولحد الآن لم يتم الاتفاق على العملة الموحدة".
وتسائل "كيف تريديون أن تفرضوا وحدة وهي أكبر من كل هذه العناوين عشرات المرات، في خلال ستة أشهر فقط؟ إذا كانت نياتكم صادقة فالطريق غير الطريق الذي تريدون أن تعلنوا عنه في يوم الاثنين".
وقال "هذه نصيحتي لكم، فقد أعلن القذافي عشرات الاتحادت ولم يبقَ أحد لم يعلن اتحاداً معه، هل تريدون هذه الطريقة؟".
وأضاف سلمان "لماذا ترفض قطر وشعبها والكويت والإمارات وعمان هذه الفكرة؟ لكي لا يقال لماذا يرفض البحرينيون ذلك، نقول نرفضها للأسباب التي يرفضها أمير قطر وامير الكويت وسلطان عمان وشيخ الإمارات".
كما تطرق الأمين العام لجمعية الوفاق للشأن السياسي البحريني، وقال أن سياسات التمييز والمحاربة في الوظيفة وفي لقمة العيش ساهمت في اندلاع الثورة في البحرين، ولذا فإن استمرار السلطة فيها ستجلب مزيداً من الوقود لهذه الثورة.
ووصف سلمان اعتقال قيادات المعارضة ورموزنها بـ"الحماقة"، مشدداً على أن "الشعب لم ينكسر وإنما أصبح هذا الاعتقال قضية ومنبعاً للصمود، والحكم الذي صدر عليهم بالمؤبد هو توقيت للأزمة بأن تستمر مادامت الأحكام قائمة، وحتى يفرج عنهم وتتحقق المطالب".
وقال "عندما يعتقل الناشط الحقوقي نبيل رجب، فإن محبيه وشباب الثورة لن يرجعوا لبيوتهم وإنما سيزيد إصرار الشعب وستزيد قناعته بعدالة قضيته، فتراجع هذا الشعب مستحيل، وانكفاء هذا الشعب غير وارد وهو حلم الحمقى".
واستدرك "أخشى بجد أن غياب هذه الرموز التي تدعو للسلمية والانضباط وتشكل منطقة عقل لعدم انفلات الامور، أن يأخذ بالبلد نحو توسعة دائرة عنف لا تبقي ولا تذر، فإن فعلت فهي تتحمل كامل المسؤولية عما ينتج عن هذه السياسية الحمقاء".
وشدد على مطلب الشعب بالإفراج الفوري عن "نبيل رجب وعبدالهادي الخواجة وسائر الرموز وقيادات المعارضة وكافة المعتقلين على خلفية القضايا السياسية".
اباء