ام المؤمنين عائشة تصرخ في وجه رسول الله ص عليٌّ أحب إليك من أبي ومنِّي
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 7 : 19 ط. دار المعرفة – بيروت:
"َأَخْرَجَ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيّ بِسَنَدٍ صَحِيح عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ : " اِسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْر عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْت عَائِشَة عَالِيًا وَهِيَ تَقُول: وَاَللَّه لَقَدْ عَلِمْت أَنَّ عَلِيًّا أَحَبّ إِلَيْك مِنْ أَبِي".
انتهى بنصه من المصدر المذكور.
وتمام الرواية في مسند أحمد 4 : 275 ط. دار صادر – بيروت:
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْعِيزَارُ
بْنُ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ:
اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا وَهِيَ تَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ عَلِيًّا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَبِي وَمِنِّي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ فَأَهْوَى إِلَيْهَا، فَقَالَ: يَا بِنْتَ فُلانَةَ ! أَلا أَسْمَعُكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى
وتعليقاً على الرواية أعلاه نقول:
إن قلتم: إن المقصود هو أنَّ علياً أحب من بعض الجهات فقط.
قلنا: فماذا في ذلك مما يوجب هذا السخط من قبل السيدة عائشة، بحيث ترفع
صوتها بنحو يوجب – في نظر أبيها أبي بكر – أن يضربها تأديباً؟
ولاحظ أنَّها قالت الجملة بالصوت المرتفع (الصراخ) بصورة مكررة، مرتين أو ثلاث مرات..!
فدل ذلك أن أحبية عليٍّ عليه السلام تُلغي دعوى أحبية أبي بكر وعائشة، وهو
ما يوجب تضايق عائشة، فترفع صوتها بهذا النحو في وجه رسول الله صلى الله
عليه وآله.
ولاحظ أيضاً أن النبي لم يقل لها: عليٌّ أحب من بعض الجهات فقط.. فدل ذلك
على أن هذا التأويل غير صحيح، ولو صح، لكان النبي أولى بطرحه؛ لتهدئة غضب
زوجته السيدة عائشة، وإخراج الحسد من قلبها.
منقول