المالكي : النواصب أكبر فرقة حكمت العالم الإسلامي واضطهدت آل البيت وسبّت الإمام علي
الكويت - الدار - اباء :
سليمان ثابت:
• الواقع المذهبي والسياسي عبر التاريخ أدخل كثيراً من الأحكام البشرية على الإسلام الإلهي
• «النواصب» أكبر فرقة حكمت العالم الإسلامي واضطهدت آل البيت وسبّت الإمام علي
• في عهد النبي (ص) لم يكن هناك سني أو شيعي بل كان هناك مسلمون فقط
• استهداف الأطفال أو النساء عمل المتطرفين المحسوبين على أهل السنة
• أي حديث يخالف القرآن مفترى به على الرسول (ص) ويجب رده
• براءة أمهات المؤمنين عقيدة يجب أن تترسخ في عقول المسلمين كافة
• المذهب السني مدرسة نشأت بها ولا أحرص عليها إلا من باب الانتساب
• إنهاء الاستخدام السياسي للشخص السني وكذلك للشيعي ضرورة
أكد الباحث الاسلامي السعودي الشيخ حسن المالكي أن الألفاظ القرآنية تعلم التواضع والألفاظ المذهبية تعلم التفاخر، فاللفظ الإيماني شرعي أما المذهبي فجاهل يحمل سمات الجاهلية.
وأضاف: من علامات الجهل والتخلف جعل الرجال فوق النص الشرعي، مشيرا إلى أن الأمم الحية تفتش دون استحياء، ولا ترفع رجالاتها فوق النص الشرعي.
وأشار المالكي خلال لقائه مع برنامج «اللوبي» على قناة «العدالة» الى أنه من خلال بحثه في كتب العقائد لم يجد معنى لكلمة «عقيدة» في القرآن الكريم سوى «الايمان»، فضلا عن أن معنى كلمة «الصحبة» في القرآن تختلف عن الموجودة في كتب العقائد.
ولفت الى أن الله جعل للمؤمنين جميعهم اسما واحدا «مسلمون» ولم يفرقهم الى سنة وشيعة، لافتا الى ان ترك هذا الاسم والبحث عن اسماء نراها أفضل يعد جهلا، وقال: لقد بين الله في كتابه ان المذهبية المتعصبة شرك، مشددا على ضرورة الافتخار بالاسم الذي أسمانا الله اياه.
وتساءل المالكي مستنكرا: أنتبرأ من الاسلام لوجود مسلمين أساءوا الى الاسلام بتفجيرات وقتل تحت اسم الاسلام؟
وأشار الى وجود فرق بين الاسم المدرسي «سني أو شيعي» والاسم الشرعي الذي اختاره الله «مسلم»، مبينا انه في عهد النبي (ص) لم يكن هناك سني أو شيعي بل كانوا فقط مسلمين.
الإلهي والبشري
وذكر المالكي أن هناك إسلاما إلهيا مصدره القرآن وما صح من السنة وآخر بشري، مشيرا إلى أن الإسلامين الإلهي والبشري في نزاع منذ عصر الرسول، مضيفا أن الإسلام البشري ظهر نتيجة الرغبات البشرية وهذا موجود حتى عند الصحابة انفسهم. وقال: الواقع المذهبي والسياسي عبر التاريخ أدخل كثيرا من الأحكام البشرية على الاسلام الالهي.
النواصب
وقال: يهمل المؤرخون نقطة أساسية عند بداية الافتراق وهي أن فرقا كثيرة كانت مهيمنة على العالم الاسلامي وهي فرق «النواصب» التي حكمت وكانت تسب الامام علي على المنابر. مشيرا الى ان «النواصب» هم اكبر فرقة حكمت العالم الاسلامي واضطهدت آل البيت وسبّت الامام علي بل قتلت الامام الحسين.
وبيّن المالكي أن النصب هو الانحراف عن آل البيت ويبدأ بذم الرسول (ص) مباشرة يليه ذم الامام علي والحسن والحسين.
ولفت المالكي الى ان التصنيف بدأ يظهر في العصر الأموي وفي الغالب لم تصنف الدولة نفسها بل تأمر بتصنيف الآخرين مضيفا: لابد أن يكون التصنيف بهدف بحثي وليس طائفيا فالهدفان بعيدان كليا عن بعضهما البعض.
وتابع: غلبة الدولة والسطوة السياسية كان لهما الأثر في عدم تدوين عقائد النواصب وأفعالهم ضمن الفرق الاسلامية. مشيرا الى ان الاثر السياسي في الوقت الراهن يكمن في التوجس من الشيعة وكأن كلمة شيعي أصبحت سُبة، علما بأن كلمة شيعة بالمعنى اللغوي مذكورة في القرآن الكريم.
سوريا
بخصوص الوضع في سوريا في الوقت الراهن قال المالكي: لا يمكن اتهام طرف بعينه، فالجيوش مهما بلغت من سوء لا تستهدف الأطفال او النساء، مشيرا الى ان استهداف الأطفال او النساء عمل المتطرفين المحسوبين على أهل السنة والسنة منهم براء، فهناك من أبناء السنة من يقتلون السائحين لأنهم من الغرب.
وأضاف: لا أرى شرعية للجيش السوري الحر اذ نبتت على اطرافه جماعات تقوم بعمليات تخريبية، لافتا إلى أن الخسارة ستتفاقم في حال الاستمرار في هذا النهج، مطالبا بالضغط عبر المظاهرات السلمية كما حدث في ثورات مصر وتونس.
القرآنيون .. والأحاديث
اما بشأن «القرآنيين» فقال المالكي: الانتساب للقرآن شرف، مشيرا الى ان هذه الفئة التزمت بالقرآن منهجا، وهي تنقسم لقسمين الأول: يؤمن بالقرآن وينكر السنة ولا يعترف بالأحاديث واهله يملكون حجتهم، والثاني: يؤمن بالقرآن وما يتفق معه من احاديث.
واستطرد قائلا: المشكلة اننا نذهب الى الاحاديث مع عدم وجود ثقافة قرآنية، مضيفا: شخصيا أبحث كل حديث بمفرده لأجد له الحواضن القرآنية وللتأكد أنه ينطلق من كنف القرآن. مشددا على ضرورة رد أي حديث يخالف القرآن، لافتا الى أن أي حديث يخالف القرآن مفترى به على الرسول (ص).
وطالب المالكي بضرورة اعادة هيمنة القرآن على المذاهب، مستنكرا عدم وجود من يعمل على هذا الأمر، معربا عن أسفه لأن القرآن اصبح مصدرا ثانويا بينما الكتب المذهبية أصبحت مصدرا رئيسيا.
المذهب السني
وعن المذهب السني قال المالكي: توجد سنّة نبوية واخرى مذهبية، مشيرا الى وجود نزاع كبير بين السنة المحمدية والسنة المذهبية، لافتا الى ان المذهب السني يؤمن بأن الله واحد وأن هناك جنة ونارا وأن هناك نبيا وقرآنا، مبينا أن هذا المذهب دخل اليه الفكر والاجتهاد البشري.
وأضاف: التيار المذهبي سنيا كان ام شيعيا ضعيف، أمام النص الشرعي، لافتا الى انه ينتمي للمذهب السني النبوي، وقال: المذهب السني مدرسة نشأت بها ولا احرص عليها الا من باب الانتساب. وبشأن خصومته مع أهل السنة قال المالكي: السبب الرئيسي في خصومتي مع اخوتي من أهل السنة والسلفية انه في بعض الأحيان لا تُفهم أفكارك نتيجة كتمان لوجهات نظرك.
وتابع: أخالف المذهب الشيعي في أمور عدة منها العصمة، والولاية التكوينية، ومعاجز الأئمة، وبعض الروايات التي أراها ضعيفة، مشيرا الى انه يؤمن بوجود المهدي المنتظر الا انه لا يعلم ان كان سنيا أو شيعيا.
لغة تصالحية
وشدد المالكي على ضرورة ايجاد لغة تصالحية بين المذاهب، مطالبا بتشجيع النقد الذاتي السني والشيعي، مبينا ان القذف الصاروخي المتبادل لا يفيد، مشددا على ضرورة إنهاء الاستخدام السياسي للشخص السني وكذلك للشيعي.
وقال: مَن يغطي على أخطاء مذهبه فهو عبد المذهب وليس عبدا لله، مشيرا الى الفرق بين نقد المذهب ونقد الأشخاص. وأضاف: القرآن الكريم لا يخشى مذهبا أو رمزا وينقل الأمور كما هي.
أمهات المؤمنين
وقال ان براءة أمهات المؤمنين من صلب العقيدة، وهي عقيدة يجب ان تترسخ في عقول المسلمين كافة. مضيفا: واقول لمن يرى أن التبرئة لم تنزل في السيدة عائشة انني لم أتحدث عن اشخاص بعينهم فالقرآن لم يسم أسماء في التبرئة انما أطلق تبرئة عامة لأمهات المؤمنين، مؤكدا أن قناعته انها نزلت في عائشة.
قانون مهلهل
وبشأن موقفه الشرعي من قانون اعدام المسيء للذات الالهية والرسول (ص) وزوجاته أكد المالكي رفضه للقانون، واصفا اياه بالقانون المهلهل، فضلا عن انه لم يحدد معنى الطعن المقصود، مشددا على انه حكم وضعي زائد عن حكم الشريعة. مضيفا «الأحكام الشرعية كافية والله لم ينزل الينا كتابا ناقصا ولا شرعا ناقصا لنكمله». وقال: من الواجب تقديم النصيحة، وان لزمت العقوبة فيكون تشديدها وفق قانون وضعي أكثر عقلانية، ولا يجوز الزيادة في أحكام الله. وأكد أن التشريع في الشأن الديني لله فقط، أما التشريع في الشأن الدنيوي فمفتوح، وكان من الأولى على أعضاء مجلس الأمة عدم الصاق صفة التشريع الديني بالقانون.
السيد نصرالله
أكد المالكي خلال حديثه أن اي مسلم يعتز بالسيد حسن نصرالله قائد المقاومة الاسلامية في لبنان، فهو أحد ابطال العروبة هو وحزب الله المقاوم، مشيرا الى ان التحول في المواقف ضد السيد نصرالله جاءت نتيجة للاصطفاف الطائفي، مبينا «من يدعون عليه الآن هم مَن كانوا يدعون له في السابق».
قراءة مبكرة
بيّن المالكي أن قراءته جاءت مبكرة منذ المرحلة الابتدائية، لافتا الى انه كان يقرأ للعقاد، وطه حسين، والشعراوي، والطهطاوي وخلال المرحلة الجامعية في جامعة الرياض قال: تعلمت الحديث وتتبعت المساجد وقرأت الكتب الستة.
وأضاف: من أبرز المشايخ الذين اهتديت بهديهم الشيخ بن باز رحمه الله والشيخ ناصر العقل، والشيخ عثمان بن حسن، والشيخ احمد معبد، وغيرهم من المشايخ. وقال: ليس بالضرورة موافقة آراء المشايخ أو مخالفتهم لتتبعهم فطالب العلم يفتح له الله الأبواب والأنوار للعلم.
وبعد كل ذلك بدأت انفتح على أهم الكتب وهو «القرآن الكريم»، لافتا الى أن طلبة العلم من سنة وشيعة يقلّون من الاهتمام بالقرآن الكريم.
تخلّف
قال المالكي ان خلاف الامة العربية والاسلامية على الأشخاص يدل على تخلفها وليس تقدمها. مضيفا: إذا بدأنا في الاختلاف حول المعاني والافكار نعلم اننا في بداية طريق التقدم. وتابع: اي أمة تكون أسئلتها أكثر من إجاباتها هي أمة متقدمة، على عكس أممنا المتخلفة التي تجد فيها لكل سؤال عشرين جوابا جميعها خطأ.
اباء