( 1 )
عـالـم افــتراضــي لــيس لا يـشـكـلـه لـنـا الاطـقـطـقـات مـن الـكـيـبـورد لـنـضـع
صـورنـا الـتـي نـتـمـنـاهـا ، ونـصـيـغ بـأصـابـعـنـا عـالـمـا مـنـشـودا فـي مـخـيـلاتـنـا
حـتـى الـصـور الـتـي نـحـلـم ان تـمـثـلـنـا نـنـقـيـهـا بـيـن صـفـحـات ( قـوقـل )
لـنـصـنـع صـفـحـة نـنـفـث فـيـهـا مـا يـدور بـدواخـلـنـا بـالـفـعـل ، ونـرى مـا نـحـب ان
نـراه دون ان يـنـظـر الـى خـصـوصـيـتـنـا أحـد ، ونـخـتـار مـا نـريـد ان نـعـرف عـنـه بـالـلاشـعـور والـشـعـور لـيـصـل الـيـنـا مـا نـتـوق ان نـسـمـع عـنـه ، بـادي الامـر
نـعـتـبـرهـا ثـقـافـة وبـعـد ذاك تـصـبـح جـزء لا يـتـجـزأ مـن يـومـيـاتـنـا وجـداولـنـا
الـتـي نـجـريـهـا فـي مـمـر اعـمـالـنـا فـي اسـبـوع .
( 2 )
مـن هـنـا وهـنـاك يـأتـيـنـا طـلـب بـالـتـعـارف ، او نـقـدم طـلـبـا لـكـل مـلـفـت لـنـا ،
وقـلـيـل مـن الـوقـت الا والـمـئـات مـن الاصـدقـاء الافـتـراضـيـيـن مـضـافـة فـي
مـدونـة تـجـعـلـنـا نـعــرف عـنـهـم الـكـثـيـر ، لا عـنـايـة بـالـجـنـس الـمـوافـقـة مـفـتـوحـة لـكـل احـد الا مـن خـالـف الـمـنـظـر الـعـام لـلـصـفـحـة ، حـتـى فـي عـالـم
لـيـس لـه وجـود يـهـمـنـا كـثـيـر الـرسـمـيـات ، والـزخـارف بـالـشـخـوص ، لا نـحـب
ان يـرونـا فـي عـالـم الـواقـع ، ولا نـحـب ان نـراهـم فـي ذلـك الـعـالـم ، حـتـى لا تـنـخـفـض الـمـقـايـيـس ، والـتـصـورات الـمـرسـومـة لـنـا ولـهـم ، ونـحـب ان نـبـقـى
اصـدقـاء نـتـصـافـح ، ونـتـحـاور ، ونـحـب ، ونـغـازل ، ونـخـاصـم مـن خـلـف سـتـار
الـحـروف .
( 3 )
كـل يـوم نـكـتـب مـقـطـوفـة ، او زهـيـرة ، او نـص كـامـل مـسـروقـا كـان ، او
مـبـتدعـا لا خـلاف عـلـى الـسـرقـات ، ولا الاقـتـبـاسـات ، ولا الـمـشـاركات الـحـقـوق
مـفـتـوحـة ، وان كـانـت مـحـفـوظـة فـهـي مـتـعـدى عـلـيـهـا ، واغـتـصـاب الاقـوال
حـلال فـي شـرع هـذا الـعـالـم ، الـكـتـابـة بـلا رقـابـة ، والـضـمـيـر اخـتـيـاري لـن
يـحـاسـبـك عـلـيـه قـانـون ، فـالـشـخـوص فـي هـذا الـعـالـم فـوق الـقـانـون ، والـكـثـرة
الـكـاثـرة تـتـنـاقـل الـمـكـررات كـثـيـرا ، ولا مـحـذوفـات .
( 4 )
نـجـد فـي هـذا الـعـالـم مـن يـسـبـنـا ، ويـشـتـمـنـا ، ونـتـقـبـلـهـا بـمـثـالـيـة قـد نـكـون
بـعـيـديـن عـنـهـا كـل الـبـعـد فـي غـرفـة عـمـلـيـات هـذا الـعـالـم نـحـن الـقـديـسـون ،
وان لـم نـكـن كـذلـك نـجـعـل كـذبـنـا مـصـاغـا ورأيـنـا مـهـمـا وتـعـلـيـقـنـا لـه وقـع
واثـر ، نـجـد مـن نـؤثـر فـيـهـم بـكـل سـهـولـة مـمـا يـجـعـلـنـا ابـطـالا ونـحـن لـيـس
ذاك صـاحـب هـذه الـصـفـة ، وقـد نـكـون فـي عـالـمـنـا افـضـل مـن ذلـك ، ولكـنـنـا لا
نـنـظـف عـنـدمـا يـخـتـلـف الـجـنـس مـعـنـا ، ونـضـع عـلـى الـمـحـك الـذي يـظـهـر
جـيـد الـحديـد مـن رديـئـه .
( 5 )
عـالـم لـلـمـرأة ، ولـلـرجـل ، لـلـصـغـيـر ، ولـلـكـبـيـر، لـلـنـاس جـمـعـا ، يـجـتـمـع
فـيـه فـقـيـر ، وغـنـي ، رئـيـس ، ومـرؤوس ، ونـمـتـلـك فـي الـجـرأة الـتـي لا نـحـلـم
بـهـا حـتـى فـي احـلام الـيـقـظـة ، نـمـتـلـك سـلاح الـحـرف نـطـعـن ، ونـقـتـل ،
ونـنـتـهـك ، ونـبـعـثـر ، ونـلـم ، ونـعـمـل مـا نـريـد ، دعـه يـقـول مـا يـشـاء دعـه
يـعـبـر بـمـا يـشـاء ، هـو ذاتـه مـن اجـل ذاتـه .
( 6 )
عـالـم جـمـيـل ، وفـي نـفـس الـوقـت مـخـيـف ، عـالـم عـجـيـب ، وفـي نـفـس الـوقـت
مـعـقـد ، عـالـم لـيـس عـالـم ولـكـنـه عـالـمـات ، وكـل ذلـك امـام مـا يـقـارب مـن
تـسـعـون ضـغـطـة زر ، وفـي حـال ان ضـمـائـرنا تـتـمـرد عـلـى ديـنـهـا ، واعـرافـهـا
، وقـيـمـهـا فـانـه قـبـس مـن نـار يـحـرق نـفـسـه ويـحـرق كـل مـن يـقـتـرب مـنـه ،
وحـيـن نـبـقـي نـامـوس الـديـن ، والـعـرف ، والـعـادات ، والـقـيـم حـدودا لـنـا فإنـنـا
ارواح تـعـانـق الـنـجـوم بـجـدارة بـمـحـبـة وعـطـاء .
راق لي