مدينة الكوفة العراقية عاصمة الخلافة تاريخ ومعلومات وصور
ما أعظم تاريخ الكوفة.. وما أجلّ ما سطّرته هذه المدينة العراقية من صفحات، وما أبقته من آثار روحية وأدبية وعلمية لا تنسى.
لقد تمّ
تأسيسها إبّان نهضة الإسلام الكبرى، حين كان المسلمون ينطلقون إلى
الفتوحات، فاختاروها لتكون قاعدة ومقرّاً للقيادة، وكان لهم من مناخها
المتميز بسماء مجلوّة وماء عذدب ونسيم ساحر، ما وفرّ لهم شروط الراحة
والاستقرار، فكانت « كوفة الجند » وهذا مبدأ تكونها التاريخي
حيث كانت الكوفه موطن لتخالف الانبياء والرسل عليها ..
وأُعيد
تأسيس الكوفة سنة 17 للهجرة، بعد انتصار المسلمين في معارك القادسية
والمدائن وجلولاء، لتكون قاعدة عسكرية ومقرّاً عاماً لقيادة جيوش المسلمين
على الجبهة الشرقية، ودار هجرة لأشهر الصحابة وأعرق القبائل العربية
المقاتلة، ثم تحولت هذه « القاعدة » إلى مدينة عظيمة في فترات قصيرة، وصارت
مناراً علمياً وأدبياً، ومركزاً فكرياً وسياسياً لا نظير له، ولا سيما بعد
أن جعلها الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام « عاصمة » للخلافة، ونمت
نمواً متواصلاً فبلغت شهرتها الآفاق، وصارت ملتقى طرق عسكرية وتجارية،
ومنطلقاً لحجاج بيت الله الحرام، وسوقاً تجارياً كبيراً لعرب الجزيرة.
حفل
تاريخها، لا سيما في القرون الثلاثة الأولى للهجرة، بأروع البطولات
والتضحيات، والإنجازات في اللغة والأدب، والفقه والحديث والتشريع،
وبمستويات من الحضارة والحياة الجديدة، جعلها سباقة في الفنون والعمارة،
كما أصبحت ارضاً خصبة للفتن والصراعات التي أسفرت عن سقوط الحكم العباسي في
العراق، وما بين ذلك ضياع حق أهل البيت عليهم السّلام، الشرعي في قيادة
الأمّة وولاية أمور المسلمين وتصحيح الانحرافات.
وبتأسيس
مدينة بغداد سنة 145هـ، أخذت الكوفة تفقد قرناً بعد قرن كثيراً من رصيدها
العلمي، وتحولت إلى قرية صغيرة تسكنها الأشباح والذكريات، وتطوقها الخرائب
والآكام، وتعصف بها رياح الزمن العاتية، إلا مسجدها الكبير الذي ظلّ صامداً
يقارع العاديات ليبعثها من جديد، وقد ظلّ شاهداً على عنفوانها وعظمتها،
وصار لها رصيداً روحياً، ورمزاً للتضحية والاستشهاد، واصطبغ أديمها بدماء
الشهداء، ففي مسجدها اغتيل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام،
وفي أرض الطف القريبة استشهد الإمام الحسين بن علي عليهم السّلام وأهل بيته
في واقعة كربلاء المروعة، وفيها قتل وسحل مبعوثه مسلم بن عقيل وحفيده زيد
بن علي بن الحسين عليهما السّلام، هذا فضلاً عن عشرات الشهداء الطالبيين
وغير الطالبيين أمثال هاني بن عروة وميثم التمار ورُشَيد الهَجَريّ، وكميل
بن زياد والمختار الثقفي وغيرهم.
وقد
أنجبت الكوفة عدداً كبيراً من عباقرة العلم والشعر واللغة والأدب.. أمثال: «
أبي الأسود الدؤلي، والكميت بن زيد الأسدي، وجابر بن حيان، والأصمعي،
والكسائي، والكندي، وأبي الطيب المتنبي، وكثيرين غيرهم.
اسمها وموقعها..
حسب
معاجم اللغة فإن الكوفة بالضم، هي الأرض الرملة الحمراء المجتمعة، وقيل
المستديرة، أو كل رملة تخالطها حصباء. واختلف في سبب تسميتها فقيل
لاستدارتها، وقيل بسبب اجتماع الناس بها، وقيل لكونها كانت رملة حمراء
تختلط بها الحصباء... ويقال تكوّف القوم إذا اجتمعوا واستداروا.
ولم تكن
الكوفة معروفة بهذا الاسم قبل تعميرها من قبل العرب المسلمين، وليس في
موقعها ما يشير إلى أنها كانت في يوم من الأيام مستوطناً من المستوطنات
العربية أو العراقية القديمة، وإنما كان موضعها جزءاً سهلياً من الضفة
اليمنى للفرات الأوسط، وإلى الجهة الشمالية الشرقية من مدينة الحيرة، ويدعى
سورستان.
والكوفة
مدينة جميلة تقع على نهر الفرات، وعلى مسافة 12 كيلومتراً من مدينة النجف، و
156 كيلومتراً من بغداد، وستين كيلومتراً جنوبي مدينة كربلاء. وأرضها سهلة
عالية، ترتفع عن سطح البحر بـ 22 متراً وشاطئها الغربي أعلى من الشرقي
بستة أمتار تقريباً، مما يجعلها في مأمن من الفيضانات قديماً وحديثاً،
وكلما سرنا غرباً ارتفعت الأرض عن سطح البحر تدريجاً لتصل إلى ستين متراً
ونصف المتر، ثم تنحدر انحداراً شديداً نحو الجنوب الغربي لتمتد إلى بحيرة
مالحة ضحلة عرفت ببحر النجف غرباً.
سكان الكوفة الأوائلتوافدت
القبائل العربية على الكوفة من كل مكان، وبدأت فيها حركة الإعمار. يذكر
ياقوت الحموي نقلاً عن الشعبي أن مساحة مدينة الكوفة بلغت في العصر الأموي
ستة عشر ميلاً مربعاً وثلث الميل، شيدت عليها خمسون ألف دار للعرب من ربيعة
ومضر، وأربعة وعشرون ألف دار لسائر العرب، وستة آلاف دار لسائر المسلمين،
وأخذت رقعتها تمتد في أوائل العصر العباسي غرباً باتجاه النجف، وشمالاً
باتجاه الحيرة، وانتشرت حولها كثير من الضياع والقرى. وكان أول الوافدين
عليها بعد العرب هم الفرس والنصارى السريان ويهود نجران. وكان عدد الفرس ـ
كما يقول البلاذري ـ أربعة آلاف ممن قاتلوا في معركة القادسية وجلولاء.
وكان لهم نقيب يقال له « ديلم » أو دهقان فأطلق عليها « حمراء ديلم » لأن
العرب كانت تسمي العجم « الحمراء ».
أما
السريان فقد سكنوا الكوفة، حيث كانوا يسكنون الديارات التي كانت قائمة في
أطراف الحيرة والنجف، وتوثقت صلاتهم بالمجتمع الإسلامي الجديد، وتعاطوا
التجارة والصيرفة، يضاف إلى ذلك هجرة جماعات من النبط سكان البطايح
المجاورة فانضموا لسكانها العرب القادمين من الجزيرة، ثم توالت الهجرات.
وأصبحت
الكوفة منذ تأسيسها محطاً للقبائل العربية، وسكنها أشراف العرب من قبائل
اليمن وحضرموت، وقسمت عند تأسيسها إلى سبعة أحياء، خصص كل حي منها لقبيلة
معينة، مثل قبيلة بني أسد، والنخع، وكندة، ومزينة، وتميم، وجهينة، وبقيت
هذه الأحياء قائمة حتى حكم عثمان بن عفان، وحينما قدم الإمام علي بن أبي
طالب عليه السّلام إليها بعد موقعة الجمل سنة 36هـ، أجرى تعديلات في توزيع
أحيائها، وظل هذا النظام معمولاً به حتى أوائل القرن الرابع الهجري.
وبدأت
الكوفة تزدهر وتمتد تبعاً لاتساع نشاطها التجاري والاقتصادي، وصارت قبلة
أنظار العرب وزعمائهم واتخذت لنفسها سمة الزعامة والقيادة في فترة عرفت من
أخصب مراحل تأريخها على الإطلاق، وكان للكوفيين، فضلاً عن ذلك، تأثير في
الحياة السياسية والعقلية... وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وأخطر من
ذلك كله أن الكوفة أثرت في الفتوحات الخارجية، ولعبت دوراً خطيراً في تلك
الفتوحات، حدد علاقاتها بالأمصار الأخرى واتخذ لوناً خاصاً.
وان من اهم معالم تلك المدينه .
مسجد الكوفة الأعظم
يستفاد
من الأحاديث المنسوبة إلى النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وأئمّة أهل
البيت عليهم السّلام إن مسجد الكوفة كان موجواً قبل أن يختطه سعد بن أبي
وقاص. وهو موغل في قدمه ولا يسبقه في ذلك إلاّ المسجد الحرام، وأنه كان
أكبر بكثير مما بني عليه في صدر الإسلام. فقد جاء في رواية عن النبيّ صلّى
الله عليه وآله أنه قال: « لما أُسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا على
البراق ومعي جبرائيل، فقال: يا محمد، هذه كوفان وهذا مسجدها إنزل فصلِّ في
هذا المكان... ».
وينسب
إلى الإمام الصادق عليه السّلام قوله: « إن مسجد الكوفة رابع مساجد
المسلمين، ركعتان فيه أحبّ إليّ من عشر في ما سواه، ولقد نُجرت سفينة نوح
في وسطه، وفار التنور من زاويته والبركة فيه على اثني عشر ميلاً من حيث ما
أتيته، ولقد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع، بما كان على عهدهم ». وفي حديث آخر
له عليه السّلام أنه كان مصلّى إبراهيم الخليل عليه السّلام.
ولا
تتوفر في الوقت الحاضر معلومات كافية عن جامع الكوفة ولم تشرع الدوائر
المختصة في العراق بالتنقيب والحفر في خرائب الكوفة، وما جاور المسجد ودار
الإمارة إلاّ منذ عهد قريب، وقليل من الباحثين من كتب عن الكوفة وخططها،
ومن هؤلاء البلاذري في كتابه « فتوح البلدان » فأشار إلى إقامة المسجد
وتحديد موضع القبلة فيه أولاً، وبتحديد موضع القبلة فيه أولاً، وكذلك فعل
الطبري. ويبدو أن المسجد كان فضاء مكشوفاً ومن دون سور تقريباً
ومن اهم معالم الكوفه
هو مسجد الكوفه
....
.
. . .
ضريح الصحابي الجليل
ميثم التمار ( رض )
.
مسجد السهله
بيت امير المؤمنين (ع )
مقام النبي محمد (ص )
محراب امير المؤمنين ( ع )
شط الكوفه
سوق الكوفه الكبير
اثار قصر الاماره
صوره لمسجد الكوفه 1915
منبر امير المؤمنين (ع )
وتعد الكوفه بعد كل المراحل الزمنيه التي مرت بها ما زالت تحتفظ بقيمتها وارثها الثقافي
التي ميزها عن سائر المدن الاخرى . وتبقى من الجانب التقديسي مكان مشرف وعظيم الشان
منقول
تحياتي....